زوكربيرج: نريد بناء «مجتمع عالمي»
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يعرض مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لموقع فيسبوك، رؤيته لما أنجزه الموقع على عدد من الأصعدة وما يتوقعه في المستقبل للموقع.
ويوضح في رسالته الدور الذي قد يلعبه الموقع في محاربة الإرهاب والتطرف ومكافحة التغير المناخي وأمور أخرى.
ويشير إلى أن ثمة أسئلة تدور حول كيفية تأسيس مجتمع عالمي يكون فعالا للجميع. مضيفا أن العولمة ساهمت في تهميش بعض الأشخاص.
يسأل مارك في تدوينته كيف يمكن أن يساهم الفيسبوك في مساعدة الأفراد في بناء مجتمعات داعمة «supportive communities» تعمل على تقوية المؤسسات التقليدية في عالم تضمحل فيه المشاركة في تلك المؤسسات؟ وكيف يمكن للفيسبوك المساهمة في بناء مجتمع آمن «safe community» على حد تعبيره؛ يمنع الضرر ويساهم وقت الكوارث وإعادة التعمير بعدها، في عالم يمكن لأي شخص فيه أن يؤثر علينا؟ كيف نبني مجتمعا مطلعا «informed community» يكشف لنا كل الأفكار للوصول لفهم مشترك في عالم لكل فرد فيه صوت مسموع؟
كيف نبني مجتمعا مساهما في الحراك المدني «civically-engaged community» في عالم تبلغ فيه نسب المشاركة في الانتخابات أقل من النصف؟ كيف نساعد الناس في بناء مجتمع عالمي شامل «inclusive community» يعكس القيم الإنسانية والمجتمعية المشتركة على مستوى محلي وعالمي، تشمل مختلف الثقافات والأمم والمناطق، في عالم لا توجد به أمثله كثيرة لمجتمعات مماثلة؟
يرى زوكربيرج أن فيسبوك يمكن أن يلعب دورا في تحقيق الأهداف السالف ذكرها، فالموقع يضطلع بمسئوليات وخطة لبناء تلك المجتمعات العالمية.
ويوضح أن العلاقات الافتراضية على الإنترنت كان لها بالغ الأثر في تعزيز المجتمعات العادية وتقوية أواصر العلاقات بين الناس، حيث انتقلوا من مجرد الالتقاء في مجموعات على الإنترنت إلى عقد لقاءات فعلية على أرض الواقع.
يمثل ذلك – بحسب زوكربيرج – فرصة فعلية لربط المزيد من الأشخاص في مجموعات تمثل لاحقا بنية تحتية اجتماعية «social infrastructure» مفيدة لحياتهم.
وإذا نجح الموقع في ربط مليار شخص على فيسبوك من خلال مجتمعات ذات مغزى، فإن ذلك قد يسهم في تعزيز «النسيج الاجتماعي»، على حد قول زوكربيرج.
ويوضح أيضا أن أنشطة الفيسبوك قد ينظر إليها من منظور بناء المجتمع، فمشاهدة مقطع فيديو رياضي أو عرض تليفزيوني أو قراءة مقال في صحيفة جميعها أمور قد تمثل خبرة مشتركة وفرصة لجمع الأشخاص المهتمين بتلك الأنشطة.
وينتقل زوكربيرج للحديث عن التهديدات التي باتت في تزايد كالإرهاب والكوارث الطبيعية والأمراض والتغير المناخي ومشكلات اللاجئين، وجميعها تحتاج لجهود استجابة من شتى أنحاء العالم.
ويرى أن هناك فرصة فعلية لإنشاء بنية تحتية توفر الأمن العالمي. لافتا إلى أنه وجه فيسبوك لاستثمار المزيد والمزيد من الثروات لخدمة ذلك الغرض.
ويقول:
ويعرض زوكربيرج بعضا مما قدمه فيسبوك للمساعدة وقت الأزمات كخاصية «safety check»، والتي تم تفعيلها 500 مرة خلال العامين الأخيرين، واستخدمت أكثر من مليون مرة من الأشخاص لطمأنة أقاربهم وذويهم وقت الكوارث والأزمات.
على صعيد إعادة بناء المجتمعات في أعقاب الأزمات، ألمح زوكربيرج إلى أنه من خلال فيسبوك تم جمع 15 مليون دولار في أعقاب كارثة زلزال نيبال لمساعدة مواطنيها على التعافي وإعادة البناء.
ويؤكد مارك أن إحدى كبرى الفرص المتاحة تتمثل أمامنا في استخدام الذكاء الاصطناعي للحفاظ على حياة الناس، لفهم ما يدور بسرعة وبدقة في مجتمعنا.
يقول مارك:
وفي إطار الإبقاء على أمان المجتمعات، فمن المهم التأكيد على حماية الأمن والحرية للأفراد. مستشهدا بأمثلة كنظام التشفير التام بين الأطراف في تطبيق واتساب.
يرى زوكربيرج أيضا أن ثمة مسئولية أخرى تقع على عاتق فيسبوك وهي الاستمرار في زيادة التنوع وتعزيز التفاهم المشترك حتى يمكن لمجتمع (فيسبوك) خلق التأثير الإيجابي الأكبر على العالم.
التأكد من دقة المعلومات أمر غاية في الأهمية أيضا، حيث يشير زوكربيرج إلى أن فيسبوك يمتلئ بالأخبار غير الحقيقية والمضللة، مؤكدا أنهم أحرزوا تقدما في محاربة الأخبار المضللة بنفس الطريقة التي تتم بها مكافحة البريد المزعج.
ويشير إلى أن هناك خطوات واضحة يمكن اتخاذها لتصحيح الآثار الناجمة عن الإثارة والاستقطاب على فيسبوك، فعلى سبيل المثال تم إخطار بعض من قاموا بنشر قصص ذات عناوين مثيرة دون حتى قراءتها.
ويؤكد أن الموقع بدأ مؤخرا في التقليل من الإثارة التي تظهر في بعض المحتويات بالموقع، وأن هناك الكثير من الخطوات كتلك تم اتخاذها للحد من الإثارة وبناء مجتمع أكثر تنويرا.
ويلمح إلى التزام فيسبوك بمنح المستخدم أدوات تمنحه القوة لمشاركة تجربته ومن خلال تنويع الأفكار وتعزيز التفاهم المشترك، يمكن أن يكون لفيسبوك الأثر الإيجابي الأعظم على العالم.
على صعيد تعزيز المشاركة المدنية، يلفت زوكربيرج إلى أن ثمة نوعين من البنية التحتية الاجتماعية ينبغي بناؤهما، الأول يشجع على المشاركة في العمليات السياسية القائمة كالاقتراع.
والنوع الثاني هو التأسيس لعملية جديدة للمواطنين في شتى أنحاء العالم للمشاركة في اتخاذ القرار الجماعي.
ويستشهد زوكربيرج بما قدمه فيسبوك العام الماضي خلال الانتخابات الأمريكية، حيث يشير إلى أن الموقع ساعد أكثر من مليوني مواطن على تسجيل أصواتهم والذهاب للاقتراع أيضا.
ويقول:
الفرصة الأكبر، على حد وصف زوكربيرج، تكمن في مساعدة الناس على مواصلة المشاركة في القضايا المهمة لهم بشكل يومي، وفي سبيل ذلك يمكن إرساء أسس الحوار المشترك والمساءلة بين المواطنين والرؤساء المنتخبين.
على سبيل المثال، طالب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وزراءه بمشاركة لقاءاتهم ومعلوماتهم على فيسبوك حتى يمكنهم معرفة آراء المواطنين وتقييماتهم.
مثال آخر يورده زوكربيرج دليلا على تأثير الفيسبوك على الصعيد السياسي، حيث يشير إلى أن المرشح الأكثر مشاركة ومتابعة على الموقع عادة ما يفوز بالانتخابات، وذلك الشيء رأيناه في الحملات الانتخابية الأخيرة من الهند مرورا بإندونيسيا وأوروبا وانتهاء عند أمريكا.
دليل آخر على أثر الفيسبوك في تقريب التواصل بين المسئولين والمواطنين، حيث في أيسلندا على سبيل المثال تشيع مسألة الإشارة إلى الساسة في محادثات حتى يمكنهم تناول المشكلات الواردة في تلك المحادثات داخل البرلمان.
يشير زوكربيرج أيضا إلى الدور الذي لعبه الموقع في تنظيم التظاهرات، مثل ميدان التحرير في مصر وحركة الشاي في أمريكا ومسيرة النساء في واشنطن خلال العام الجاري والتي تحولت لاحقا لتظاهرات شارك بها ملايين الأشخاص في شتى أنحاء العالم.
ويرى أن مجتمعا كبيرا كفيسبوك يجب أن تحكمه معايير تعكس القيم المشتركة لما ينبغي وما لا ينبغي نشره أو السماح به.
لكن مع تحول فيسبوك من مجتمع لتعارف الأشخاص إلى مصدر للأخبار، فينبغي أن تتكيف معايير مجتمع الفيسبوك لتسمح بوضع محتوى يستحق النشر ويوثق لحقبة تاريخية معينة.
ويؤكد زوكربيرج أنه تم تهيئة معايير الموقع للسماح بنشر صور توثق فترات تاريخية كصورة الطفلة العارية الهاربة من قصف النابالم بحرب فيتنام.
ويلفت زوكربيرج إلى صعوبة إقرار حزمة موحدة من المعايير للسيطرة على مجتمع فيسبوك الذي يتضمن ملياري شخص من مختلف الدول والثقافات، وذلك يتطلب تطوير نظام للسيطرة الشخصية على تجربة المستخدمين.
ويلفت إلى أنه قضى كثيرا من الوقت العام الماضي لبحث إمكانية تطوير كيفية إدارة تجارب المستخدمين على الموقع، لافتا إلى الحاجة إلى وجود نظام يمكن من خلاله أن يساهم جميع المستخدمين في وضع معايير الموقع.
ويوضح أن ذلك يتم من خلال إعطاء جميع مستخدمي الموقع خيارات لوضع سياسات نشر المحتوى بأنفسهم ووجهة نظرهم، فهل يريدون نشر محتويات عنيفة أو تحتوي على ألفاظ نابية؟
ويقول زوكربيرج:
ويؤكد ضرورة تحقيق تقدم كبير في الذكاء الاصطناعي للحكم على النصوص والصور ومقاطع الفيديو وتحديد إذا ما كانت تحوي خطابات كراهية أو عنف مصور أو محتوى جنسي صريح.
ويعبر زوكربيرج عن أمله في أن يشهد العام الحالي البدء في التعامل مع بعض من تلك الأمور.