تعرف على 13 كتابًا مهمًا في الثقافة والفكر

تبدأ إضاءات في عرض سلاسل مقترحاتها في عدد من المجالات المعرفية المختلفة لجمهورها من روّاد معرض القاهرة للكتاب الذي ستفتح أبوابه بعد عدة أيام، ونبدأ بهذه القائمة عن بعض أهم الكتب التي نرشّحها لجمهورنا هذا العام:

1. جيش الشرق: الجنود الفرنسيون في مصر 1798-1801م

بحسب الناشر، يعرض المؤلف -في هذا الكتاب- شهاداتٍ كثيرةً لعدد من الضباط والجنود والمدنيين النَّاجين من رجال الحملة -التي يستأثر أرشيف شاتو دي ڤينسين Chateau de Vincennes بمعظمها- عن مختلف أوجه حياتهم في مصر، وانطباعاتهم عنها، ودورهم في الأحداث التي شاركوا فيها. وسنرى أن المؤلف سيلعب دورًا لم يعتده المؤرخون، بل لا يفضلونه، أو بالأحرى لا يجيدونه غالبًا. سيتوارى المؤرخ تمامًا، وسيُنكر ذاته ليُفسح المجال لشهود العيان ليرووا تلك الأحداث التي شاركوا في صُنعها بأنفسهم، وهي وإن كانت راويات من جانب واحد وتعكس وجهة نظر المحتل فحسب، فقد جاءت متماثلة مع مشروعه الذي صدَّر به كتابه «الجندي الفرنسي في مصر». وسوف يتضاءل دور المؤرخ إلى أقل من دور الراوي في الروايات الأدبية. فلن يتعدى دوره الربط بين تلك الشهادات التي جاءت تترى على ألسنة أصحابها. كما سيترك المجال لمخيلة القارئ في التحليل والاستنباط، بحيث ستكون الانطباعات والخاتمة من صُنع القارئ حصريًّا.

الكتاب من تأليف تيري كرودي وهو كاتب متخصص في التاريخ العسكري وبالتحديد في الحروب النابليونية، وترجمة أحمد العدوي الباحث في التاريخ، تصدر طبعته الأولى عن دار مدارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب في 2017.

2. مدخل إلى الشريعة الإسلامية

يعد وائل حلاق واحدًا من أهم الباحثين الغربيين في قضايا الشريعة والنُّظم القانونية والفقهية الإسلامية، وقد اشتُهر مؤخّرًا بكتابه الذي أثار قدرًا كبيرًا من الجدل «الدولة المستحيلة»، واستثمارًا لهذا الزخم الذي صنعه حلاق يقدم مركز نماء للدراسات والبحوث ترجمة لكتابه مدخل إلى الشريعة الإسلامية للمترجمة طاهرة عامر. يحاول حلاق في هذا الكتاب تقديم دليل مبسّط للطالب المبتدئ في مجال القانون والشريعة الإسلامية، والمداخل الأساسية التي تُساعده على فهم هذا المجال. في الجزء الأول من الكتاب يناقش الباحث الممارسات ما قبل حداثية للشريعة الإسلامية، ثم يوضح في الجزء الثاني كيف تم تحوير هذه الشريعة، ثم تفكيكها في وقت لاحق أثناء فترات الاستعمار والدول ما بعد الاستعمارية.

3. المجالس الفقهية

مؤلف الكتاب الدكتور هيثم بن فهد الرومي، يتناول في مؤلفه قضية المجالس الفقهية من حيث أنواعها والفصل بينها، وقد قسّمها إلى ستة مجالس؛ هي مجلس التعليم، ومجلس القضاء، ومجلس الإفتاء، ومجلس المباحثة والمذاكرة، ومجلس المناظرة ومجلس الوعظ. يجوبُ المؤلّف الأمصار الإسلامية المختلفة للكشف عن شكل هذه المجالس وآدابها واختصاصاتها وتقاليدها المتبعة. صدر الكتاب في طبعته الأولى في العام 2016م عن مركز تكوين للأبحاث والنشر.

4. رأس المال في القرن الواحد والعشرين

يعد الكتاب حدثًا على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بما قدمه من حقائق مهمة نتيجة مسح شامل وواسع أظهر التأثيرات السلبية للامساواة. يتضمن الكتاب الذي ألفه الأكاديمي الفرنسي توماس بيكيتي على إحصائيات لتوزيع الثروة في أكثر من 26 دولة حول العالم خلال الثلاثة العقود الماضية، ليصل إلى نتيجة مفادها أن وعود الرأسمالية بأن الرخاء سيعم الجميع في النهاية لم تتحقق، وأن المقولة التي طالما طُرحت وأُخذت كمسلّمة أن السوق يحافظ على اتزانه وعدالته هي مجرد أسطورة لم تتحقق خلال الثلاثين عاما التي حكمت فيها الرأسمالية العالم بلا منازع بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.

باع الكتاب أكثر من 50 مليون نسخة حول العالم، ترجمه إلى العربية وائل جمال وسلمى حسين عام 2016م، وتنشره دار التنوير.

5. تاريخ موجز للزمان

رحلة شيقة وممتعة معا، يقوم بها البروفيسور ستيفن هوكينج (أستاذ الرياضيات الذي يشغل الكرسي نفسه الذي كان يشغله نيوتن في كامبردج) عبر دروب غامضة في الزمان والكون وطبيعتهما، والحركة والفضاء والكواكب والنجوم والمجرات. ومع كل الصعوبات التي تعترض كل باحث في هذه المجالات، ورغم المرض العضال الذي ألمَّ به، والذي ربطه بكرسي ذي عجلات، وجعله غير قادر حتى على الإمساك بالقلم؛ فإن ستيفن هوكينج استطاع أن يقدّم في كتابه هذا إجابات متماسكة عن أسئلة مهمة وأساسية حيرّت وما زالت تحير العلماء، فضلا على القراء والمهتمين.

هل للكون حدود؟ هل يمكن للكون أن ينكمش بدلا من أن يتمدد؟ هل يرتدّ الزمان فيرى البشر موتهم قبل ميلادهم؟ هل للكون بداية و/أو نهاية، إلى غير ذلك من الأسئلة.

إن إجابات المؤلف المتعمقة والمبسّطة في آن، جعلت الكتاب يلقى إقبالًا شديدًا، وجعله يتربع على قائمة أعلى المبيعات لفترة لم يحتلها كتاب من قبله، كما ترجم إلى أربعين لغة، تُرجم الكتاب إلى العربية عدة مرات، وتُخرجه دار التنوير هذا العام في شكل جديد من ترجمة مصطفى إبراهيم فهمي.

6. هوية بأربعين وجهًا

الكتاب من ترجمة حيدر نجف، مراجعة وتقديم الدكتور عبد الجبار الرفاعي الذي تحدث عن الكتاب بقوله: ‏الإكراهُ على الدين، وإن صنعَ قناعًا إيمانيًا، لكنه إيمانٌ يحتجبُ خلفَه إلحادٌ باطنيٌ.

تتفشى في مجتمعنا اليوم قراءة خرافية للنصوص الدينية، من دون أن تتصدى لها المؤسسات والجماعات الدينية، مثل هذه القراءة لا تخلو من وثنية، وكل وثنية تهدر كرامة الإنسان، وتبدد المضمون الروحي الأخلاقي للدين فحسب، ويحتجب معها الله عن العالم، وتنتصب بديلًا عنه – تعالى – أوثان تتعدد بعدد تلك الخرافات، هذه الأوثان ليست إلاّ آلهة زائفة تستعبد الإنسان، بعد أن تشل عقله، وتمزّق روحه، وتبذر حقوقه، وتحجبه عن الإله الرحماني الأخلاقي.

7. تجارب التحول إلى الديمقراطية

الكتاب من تأليف سيرجيو بيطار وإبراهيم لوينثال، ونشرت طبعته الأولى دار الشروق عام 2016.

يكشف هذا الكتاب كيف ساهم ثلاثة عشر رئيسا ورئيس وزراء من تسعة بلدان في تحقيق الانتقال الناجح من حكم استبدادي إلى حكم ديمقراطي. قام المؤلفان في الفترة بين 2012 ويونيو 2013 بمقابلة كل من فرناندو إنريكي كاردوز من البرازيل، وباتريسيو آيلوين وريكاردو لاغوس من تشيلي، وجون كوفور وجيري ولينغز من غانا، وبشار الدين يوسف حبيبي من إندونيسيا، وإرنستو زيديلو من المكسيك، وفيدل راموس من الفلبين، وألكسندر كفاسنيفسكي وتادوش مازوفسكي من بولندا، وفريدريك دوكليرك وتابو مبيكي من جنوب أفريقيا، وفيليني غونزالس من إسبانيا. وتقدم المقابلات لأول مرة في كتاب واحد عروضا مكثفة لوجهات نظر القادة بشأن دورهم في تلك التحولات التاريخية.

تغطي المقابلات عددا من العمليات الانتقالية من أنظمة استبدادية متنوعة أفضت إلى أنظمة حكم ديمقراطية مستدامة لا يمكن التراجع عنها، وقد لعب كل قائد من هؤلاء دورا متميزا؛ لأن لكل تجربة من تجارب الانتقال هذه فرادتها. فدوكليرك وحبيبي وزيديلو كانوا رموزا بارزة في أنظمة أوتوقراطية وساعدوا على نقل بلدانهم إلى الديمقراطية الشرعية، أما آيلوين وكاردوزو وغونزاليس وكفور ولاغوس ومازوفسكي ومبيكي فقد كانوا من الشخصيات بارزة في الحركات المعارضة التي ساهمت في إنهاء الحكم الاستبدادي، وساعدوا في بناء الأنظمة الديمقراطية البديلة، أما بقية الشخصيات فقد ساهمت في المراحل انتقالية بين النظامين.

8. فرانز فانون (سيرة فكرية)

يعد هذا الكتاب إضافة جديدة لجهود دار مدارات في تعريف القارئ العربي بأعمال وسيرة المفكر والمناضل وطبيب النفس الأفريقي من جزر المارتينيك فرانز فانون بعد ترجمتها ونشرها لكتابه الأشهر معذبو الأرض. مؤلف هذا الكتاب ديفيد كوت صحفي وروائي ومؤرخ إنجليزي، يذكر في تعريفه للكتاب بأن «الرأسمالية هي التي خلقت كارل ماركس، والفقر المدقع في صقلية هو الذي خلق غاريبالدي، والأوتوقراطية الروسية هي التي خلقت لينين، كما خلق الاستعمار البريطاني غاندي. أما فانون فقد خلقه الرجل الأبيض»!

9. في طريق الأذى؛ من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش

الكتاب للإعلامي الشهير يسري فودة من إصدار «دار الشروق» بالقاهرة، ويُصنَّف تحت مسمَّى “سياسة/صحافة استقصائية”، وهو من القطع المتوسط، وعدد صفحاته (233) صفحة، طُبعت منه طبعتان (الأولى والثانية) في العام 2015م.

يحكي فيه فودة قصة السبق الصحفي الذي حققه إبان عمله في قناة الجزيرة في تحقيقه الاستقصائي التلفزيوني سري للغاية سلسلة حلقات «أجراس الخطر» الذي تناول فيها قصة التخطيط وتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر. هذه هي المرة الأولى التي يجمع فيها قصته مع هذا السبق العالمي في كتاب باللغة العربية مع جانبٍ من الحقائق والصور والمستندات، ويضيف أيضًا إلى هذه التجربة الفريدة، تجربة أخرى أكثر خطورة، عندما عبر الحدود من سوريا إلى العراق مع مهرّبين في أعقاب الغزو الأمريكي. سوى ما تحمله هاتان التجربتان من قيمٍ صحفيةٍ مهنيةٍ واضحةٍ بأسلوبٍ أدبيّ أخّاذ، فإنّهما أيضاً مجتمعتين، تلقيان ضوءًا ساطعًا على طريق فهم تطوّر حركة الجهاد العالمي التي وصلت بـتنظيم الدولة «داعش» إلى ما وصلت إليه اليوم في خضم ما يوصف بالربيع العربي.

10. السيدة أمريكا: قراءة في وجه أمريكا الثقافي

الكتاب من تأليف عبدالله الغذامي، أصدر المركز الثقافي العربي طبعته الأولى في نوفمبر من 2016 . بحسب الناشر، فإنه ليس لأحد منا أن يُلغي أمريكا من جدوله اليومي؛ فهي موجودة قسرًا أو رغبة في تفاصيل الواقعة البشرية اليوم. وأكبر حادثتين وقعتا في العقود الأخيرة هما انهيار الاتحاد السوفيتي ثم تغيرات المنطقة العربية، وفي كلا الحالتين ستجد أمريكا في لب هاتين الحادثتين عنوانًا وتفصيلًا!

هنا تصبح أمريكا نصًا ملحميًا تراجيديًا وكوميديًا يشترك البشر كلهم في التفاعل والانفعال معه، وتظل السيدة أمريكا هي الكائن المحبوب المكروه. وكأن كل مشكلة في الكون لا تقوم إلا بأمريكا صانعة لها أو مسئولة عن حلها حتى ليأتيك تصور خبيث يقول: ماذا لو مُسحت أمريكا من الوجود هل سنخترع أمريكا أخرى تلعب الأدوار نفسها؟!

11. الدولتان: الدولة والمجتمع في الغرب وفي دار الإسلام

تعيد دار مدارات ترجمة ونشر هذا الكتاب الذي نشره سابقًا المركز الثقافي العربي، وتعلل الدار رؤيتها لإعادة نشر الكتاب قائلة بأنه عقب اندلاع الانتفاضات العربية وصعود الإسلاميين إلى السلطة في عدد من الدول العربية، تصاعد الجدل حول طبيعة الدولة في الإسلام مقارنة مع نظيرتها في الغرب الحديث. وواجهت الفرضيات التقليدية التي تنظر إلى عملية التغيير السياسي في بلاد الإسلام، وفي كل مكان خارج الغرب أزمة كبيرة؛ إذ وضع الصعود إلى سدة الحكم الإسلاميين أمام تحديات جسيمة تتعلّقُ بتصوّراتهم النظرية السابقة عن طبيعة الحكم والسياسة في الدولة الحديثة.

يعد الكتاب من أوائل الدراسات التي حاولت الخروج من أسر تلك النظرة الاستشراقية التقليدية للحكم في الإسلام؛ محاولة الإبانة عن أوجه الاختلاف الأساسية بينها وبين الدولة الحديثة في الغرب من خلال أدوات علم الاجتماع التاريخي. الكتاب من تأليف برتران بادي، وترجمة لطيف فرج، وستعرض الدار طبعته الأولى في جناحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017.

12. الدين والتعليم والعلم في العصر العباسي

يضم الكتاب، الذى أصدرته جامعة كمبريدج، تسعًا وعشرين دراسة قام بها عدد من أهم المتخصصين في تراث الحضارة العربية الإسلامية في مجالات الدراسات الدينية، والتعليم، والعلم، وقد تنوعت موضوعات هذا الكتاب الفريد الممتع بين العلوم الإسلامية؛ كالتفسير، وعلم الكلام والفقه، والعلوم العربية: مثل اللغة والنحو ، وتصنيف المعاجم والقواميس، والشعر التعليمي، وإسهامات المسلمين في الطب والفلك والكيمياء والرياضيات والتنجيم ، كما تناولت هذه الدراسات الأدب الصوفي، والشعر التعليمي، ورصدت موجزًا لحركة الترجمة عن اللغة اليونانية فى بداية عصور الثقافة العربية. الكتاب من ترجمة الدكتور والمؤرخ قاسم عبده قاسم، ويصدره المركز القومي للترجمة.

13. دراسة تفكيكية للتاريخ

في هذه الطبعة الثانية من كتاب «دراسة تفكيكية للتاريخ» يدرس ألون مونسلو التاريخ فيما يصفه بأنه عصر ما بعد الحداثة، ويطرح في أثناء ذلك، مقدمةً للمناقشات والموضوعات فى تاريخ ما بعد الحداثة، وهو أيضًا يقوم بمسح لآخر الأبحاث فى العلاقة بين الماضي والتاريخ والممارسة التاريخية، كما يطرح نظرياته التي تحملُ التحدّى.

وفي هذه الطبعة الثانية المزيدة والمحدثة يناقش مونسلو أوجه القصور في التفكير التاريخى والممارسة التاريخية التقليدية، كما يُعيد تقييم مزاعم التاريخ بوصفه شكلًا من «التفسير الحقيقي»، كما يبحثُ في التاريخ التجريبي، ويعالجُ مضامينه بهدف إعادة التفكير في العلم التاريخى بشكل راديكالي، ويضعُ مونسلو خريطة للمجال الفلسفي، كما أنه يقيّم مدى جدارة الموقف التفكيكي الذي صار مألوفًا الآن.

الكتاب من ترجمة الدكتور قاسم عبده قاسم، ويصدره المركز القومي للترجمة.