دليلك للتفوق الدراسي: كيف تذاكر بفنّ لتعيش حياة متزنة؟
مع اقتراب الامتحانات تنشأ داخل البيوت حيرة تجعل المذاكرة حالة أقرب إلى المعركة، خاصة مع بعض المواد التي يعتاد الطلاب وأولياء الأمور وصفها بالصعبة، فإذا كنت طالبًا فربما تشعر الآن أن لا شيء كافٍ، لديك الآن العديد من المهام عليك القيام بها، والمشاريع الكثيرة المرتبطة بالاستذكار، بالإضافة إلى ذلك لديك التزامات أخرى.
هكذا بدأ «دانييل وونغ – Daniel Wong» في يناير/كانون الثاني الماضي، مقالًا له بعنوان «20 طريقة علمية لتعلم أسرع»، قدم خلاله الكثير من النقاط المطمئنة للطالب، والتي تؤهله للحصول على درجات جيدة أثناء ما يحيا بشكل متزن نفسيًا دون ضغوط، كالتي تسببها الحاجة الدائمة للاستذكار واللحاق بالمواد.
العوامل النفسية أولًا
تقول ريم سعيد، الأخصائية النفسية، لإضاءات:
الورقة vs الكمبيوتر
«تحتاج المواد الصعبة أو المعقدة إلى فهم خاص لطبيعتها ومكوناتها» هذا ما قاله: «ويل ريتشارد سون – wills Richard» مؤسس مدونة «how to study faster»، والذي قال إنه كان يكره الرياضيات لكنه حاول البحث عن طريقة جديدة لاستذكارها وتقبُّلها، فقدم وصايا رائعة من خلال مدونته التي شملت عدة مقالات عن مذاكرة الرياضيات وفهم ميكانيزم عمل العقل وكيف يمكن تحويل المذاكرة من ذلك الشيء المعقد، إلى شيء آخر يسهل استذكاره واستيعابه على الطلاب، ومن تلك الوصايا:
1. القراءة كثيرًا من مصادر متنوعة، فهي الوحيدة القادرة على أن تمنحك فهمًا مختلفًا للعالم الذي أمامك على الورق.
2. الاستماع إلى فيديوهات تعليمية تساعد في شروح المواد.
3. مشاهدة الأفلام الوثائقية العلمية أو التاريخية أو الشخصية وفقًا لطبيعة المادة نفسها.
كذلك مقال نشر في موقع «fast company» بعنوان «six brain hacks to learn any thing» كتبه «ستيفن فوزا – stephen vozza» أكد فيه وجود دراسة توصي بالتدوين على الأوراق يدويًا في جلسات التعلّم، لمزيد من الفهم.
فاستخدام الورقة والقلم يؤديان لنتائج أفضل في الفهم، كذلك وجد الباحثون في جامعة «برينستون – Princeton» وجامعة «كاليفورنيا – ucia» أن الطالب عندما يقوم بتدوين الملاحظات بخط اليد، فهو أمر له فوائده الإيجابية أثناء الاستذكار، عكس التدوين على جهاز الكمبيوتر المحمول الذي يؤدي إلى النسخ غير العقلاني -على حد وصفهم- وأنه فرصة أيضًا للإلهاء والتشتيت.
وقد رجح هذا الرأي ثلاث دراسات وفقًا لمقال ستيفين، حيث وجدوا أن الطلاب الذين أخذوا الملاحظات على أجهزة الكمبيوتر المحمول أداؤهم أسوأ في الأسئلة المرتبطة بالفهم أكثر من الطلاب الذين دونوا الملاحظات بخط اليد.
وهي نفس الفكرة التي أوصت بها «سوزان باربر – suzan barbar» في مقال لها بعنوان: «6 تقنيات لبناء مهارات القراءة»، حيث أشارت إلى أن توجيه الطلاب إلى ما هو أكثر من مجرد وضع علامات على النصوص، بل كتابة ملاحظات كاملة على الأجزاء التي يتدارسونها وتشجيعهم على مزيد من التعمق في النص أمامهم، يدفع الطالب إلى الانغماس والقدرة على فهم النص بشكل أفضل، ويمكن لتلك الملاحظات أن تكون على هيئة:
1. وضع بعض الأسئلة.
2. ربط الكلمات المتكررة بالفكرة أو الأفكار الرئيسية في النص.
3. وضع تسلسل للأحداث.
4. تمييز العناوين الرئيسية والفرعية.
5. تلخيص الفقرات.
6. تقسيم النص إلى أجزاء.
7. الترقيم والتنظيم.
8. رسم الصور، وهي فكرة أقرب إلى أن يصنع الطالب طريقته الخاصة في تناول النص، وهو يناسب نصوص المذاكرة أو التمييز أثناء القراءة العادية.
المذاكرة طويلًا vs المذاكرة كثيرًا
أشار المقال كذلك إلى «المناورة العقلية»، وهو التعلم الموزع أو المتباعد المرتبط بتكرار المعلومة على فترات، وذكر في مقابلة «بيندكت كاري – Bandict Cary» مؤلف كتاب: «كيف نتعلم الحقيقة المدهشة حول متى وأين ولماذا يحدث» مع «النيويورك تايمز – New york taimes» حيث قال:
لذا للاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل عليك مراجعة المعلومات المستحدثة بعد يوم أو يومين من دراستها لأول مرة، فإحدى النظريات تشير إلى أن خلايا المخ المرتبطة باستقبال المعلومة تعمل أفضل من خلال تكرار المعلومة أمامها بدلًا من التعاقب السريع، حيث ترسل إشارة أقوى إلى الدماغ لحفظ المعلومة، ويعوّل أيضًا على أهمية التوقف عن المذاكرة فورًا في حالة الحاجة إلى ذلك، وأن النوم بين أوقات المذاكرة ضروري لتعزيز استدعاء المعلومة.
كيف تتعلم أسرع؟
هناك بعض النصائح التي وضعت في مقال يحمل عنوان «how to learn faster»:
1. نم ليلًا واستيقظ نهارًا، اذهب إلى الفراش مبكرًا، فهكذا تحصل على نوم مفيد.
2. تناول طعامًا صحيًا، اشرب كثيرًا من الماء، فالجسد يصبح في أحسن حالاته حين يكون رطبًا.
3. التعلم بسرعة عادة، وبالتالي يمكن أن تعوّد عقلك على التعلم بسرعة، واعتياد الاستيعاب مهما كان الوقت المتاح أمامك قليلًا.
4. خصص مكانًا للمذاكرة.
5. قرر إذا كانت الموسيقى مناسبة لك أثناء المذاكرة أم لا، كتب «ميجان مورجان – megan morgan» بروفيسير بجامعة جورجيا في مقال سابق بعنوان «كيف تستذكر من أجل الامتحان»:
أن تأثير الموسيقى يختلف على أداء الذاكرة بين الأفراد، وقد وجدت بعض الدراسات أن الموسيقى تساعد على أداء أقوى للذاكرة لدى الأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه أو فرط الحركة، مع تقليل هذا الأداء لدى الأفراد الذين لا يعانون من هذا الاضطراب، وكان يرى أن الموسيقى الكلاسيكية هي الأكثر فعالية في تعزيز الدراسة.
وفي النهاية قد تمر بالكثير من القواعد والتجارب والعديد من الجداول المرتبطة بالمذاكرة أو طرق الفهم الجيد، لكن في النهاية تبقى معادلتك أنت كطالب التي لا تشبه أحدًا، فقد نستغرق الكثير من الوقت للتفكير فيما يناسبنا بعيدًا عن الوقوف على الأهم، وهو أننا لا نحتاج لشخص آخر للمساعدة قدر ما نحتاج إلى اكتشاف أنفسنا.