دليلك لتوقع نتائج مباريات البريميرليج قبل أن تُلعب
أطلقت قنوات BT sports قنبلة أثارت الجدل في الأوساط الجماهيرية، بعدما أطلقت ما أسمته بـ The script of 20119/2020 season أو سيناريو الموسم، مكتوب برعاية قنوات بي تي سبورتس وبواسطة خبراء التحليل والإحصاء الرقمي من جوجل كلاود وسكاوكا وأوبتا، وباستخدام آلاف المباريات السابقة كمعطيات، استخرج لنا كل هؤلاء تلك النتائج.
تأتي هنا قيمة تصريح مندل عن أهمية دراسة ماهية الشيء المجرب حتى تصبح للتجربة قيمة. هل كرة القدم مادة مناسبة لوضع سيناريوهات؟ أو بمعنى آخر يمكن حصرها في طريق يرسمه الباحثون من خلال معلومات ومسائل حسابية! لن تتحدد الإجابة إلا من خلال الوقت وبحلول مايو/آيار من العام المقبل سنعرف هل ما سبق كان بالإمكان أم لا؟
صراع اللقب : هل نحتاج خُبراء
إذا سألت أي متابع للكرة في العالم من سيفوز بالبريميرليج هذا الموسم؟ فستجد الغالبية تضع الإجابة بين السيتي وليفربول. السيتي حامل لقب آخر نسختين، وليفربول حامل لقب دوري أبطال أوروبا ووصيف النسخة الماضية من الدوري بفارق نقطة واحدة عن السيتي. إذن من المنطقي أن ترى توقعًا بفوز السيتي ووصافة ليفربول.
يتبين تصدر محمد صلاح سباق هدافي البريميرليج من اليوم الأول حتى النهاية ليفوز به بـ 29 هدفًا بفارق 5 أهداف عن أقرب ملاحقيه هاري كين، ليأتي خلفهما أوبامينج وأجويرو برصيد 23 وسترلينج ولاكازيت برصيد 17 و16 على الترتيب. هنا لن يختلف الحال أيضًا عن توقع البطل، فصلاح هداف آخر نسختين بالتشارك في النسخة الأخيرة مع ماني وأوبامينج وهاري كين هداف موسم 2016/2017.
تفاصيل دقيقة: من أين لكم هذا؟
توقع المحللون أيضًا من سيصنع أكثر، وهو الإنجليزي رحيم سترلينج برصيد 13 هدفًا. كذلك القفاز الذهبي سيذهب لإيديرسون برصيد 21 كلين شيت، متفوقًا على أليسون بفارق مباراة. أشياء منطقية ومنطقيتها ليست فقط في إمكانية حدوثها، ولكن في إمكانية توقعها دون إبداء تفاصيل كثيرة، ولكن العجيب والمثير هو القادم!
تكمن هنا الغرابة في أبهى صورها، حيث يتوقع المحللون بمساعدة برامج الذكاء الاصطناعي وإحصائيات أوبتا أن ليفربول سيتصدر حتى الأسبوع الثامن، ثم يحل محله السيتي حتى الأسبوع العاشر ليقفز فوقهم توتنهام حتى الأسبوع الثاني عشر، ثم يسيطر تشيلسي على الصدارة حتى منتصف الموسم أو كما يعرف بالكريسماس، ليعود السيتي ويسيطر حتى النهاية وسط مزاحمة طفيفة من الريدز.
إمعانًا في الغرابة وتأكيدًا على صعوبة تصديق ما يحدث فقد توقع كاتبو هذا السيناريو نتائج الديربيات الكُبرى في إنجلترا، حيث سيتعادل الأرسنال مع توتنهام ذهابًا وإيابًا 2-2 و 1-1 على الترتيب، كذلك سيفوز السيتي على اليونايتد ذهابًا وإيابًا 3-1 و 2-1 على الترتيب، وسيتعادل ليفربول وإيفرتون 1-1 في اللقاءين.
لم تتوقف قدرات التوقع عند هذا الحد، ولكنهم توقعوا مسيرة كل فريق من العشرين فريقًا من بدايته حتى النهاية، على سبيل المثال يقولون إن أرسنال سيخسر 3 من أول 5 مباريات، ثم 10 مباريات بلا هزيمة بين الأسبوعين السادس والثامن عشر، ثم تخبط حتى الأسبوع الثاني والثلاثين. مع توقع لنتائج المباريات وبعض مسجلي الأهداف! هذا حدث مع 19 فريقًا آخر!
من المستفيد؟ اللاعبون في الملعب وخارجه
يحدث شيء كهذا لأول مرة قد يصعب علينا التفكير من الاستفادة منه، ولكن بالتأكيد تلك القدرة الخارقة على استخدام الإحصاء في كرة القدم لا بد أن يتسخدمها المدربون لمعرفة أخطائهم ومناطق قوة خصومهم وتوقع كل شيء سيحدث في المواجهة، ولكن لاعبي الكرة هم الأكثر استفادة من هذا السيناريو على عدة أوجه:
الاستفادة الأولى هي معرفتهم بأرقام قياسية هم على قرب من تحقيقها، وبالتالي الاجتهاد للوصول إليها، فمثلًا سترلينج إذا حقق السيناريو المكتوب بـ 17 هدفًا و 13 أسيست سيصبح أول لاعب يصل لأكثر من 10 أهداف تسجيل وصناعة لموسمين متتاليين، كذلك إذا وضع سيلفا 11 صناعة فسيعادل رقم جيرارد التاريخي بـ 92 كذلك محمد صلاح إذا تحققت النبوءة، وأصبح الهداف ليعادل رقم هنري هداف البريميرليج لـ 3 مواسم متتالية.
يستفيد خارج الملعب رواد اللعبة الأشهر الفانتازي من تلك التنبؤات، فالواضح الآن أن التهديف بين صلاح وكين وسترلينج وأوبامينج، والصناعة بين سترلينج وأرنولد وسيلفا وأيوبي وأوزيل وإريكسين. حتى في حراسة المرمى خارج نطاق الثمن الغالي لأليسون بيكر وإيدرسون ممكن جلب حارس بيرنلي الذي سيحل ثالثًا في ترتيب القفاز الذهبي.
قراءة السيناريو بشكل عام يمكنها إعطاءك تعليمات بطريقة غير مباشرة عن اللاعبين الذين يجب أن تجلبهم لفريقك.
هل هذا حقيقي؟
هل يمكن التنبوء بكل شيء طبقًا لمعطيات ونتائج وحسابات؟ وإذا كان ذلك ممكنًا فهل تخضع الكرة لتلك الإمكانية؟ الإجابة لن تكون بنعم أو لا، ولكن وجب التنويه لعامل قد يغير كل شيء وهو العامل البشري.
هنا لن يستطيع المنطق حل المشكلة، وسينتهي كل شيء فورًا، مثلًا إصابة طويلة لمحمد صلاح قد تغير ترتيب الدوري والهدافين، وبالتالي تؤثر على مستوى الفريق بشكل عام وأليسون بشكل خاص، فيتغير ترتيب الكلين شيت وحتى قد تتغير مراكز الهبوط.
كذلك العامل البشري المتمثل في الخطأ كعامل التحكيم، والذي شاهدنا أنه لن تنتهي أخطاؤه بوجود الفار، كذاك عامل التواطؤ والفساد الذي قد يغير كل شيء. السكريبت المكتوب عظيم وتفاصيله مبهرة بدقة غريبة، كل شيء كان مدروسًا، أو بمعنى أصح كل شيء يمكن دراسته تم دراسته باعتبار تحييد عامل الطبيعة والعامل البشري.
هنا لا نملك سوى أن ننتظر ونرى في مايو القادم من سينتصر؟ العلماء أم كرة الجلد المدورة؟ وماذا إن انتصر الذكاء الاصطناعي؟ حينها ستدمر أسطورة الساحرة المستديرة وستنتهي إثارة دامت لمائة سنة وأكثر للأبد.