حتى لا تلجأ ابنتك «للميك-آب أرتست»
حين تولد فتاتك ستجد أن بعض التعليقات بدأت في الظهور، لون بشرتها، لون عينيها، مدى نعومة شعرها ولونه وكثافته، كلما كبرت فتاتك سمعت تعليقات حول كيف يمكنها أن تصبح جميلة بجسد ممشوق وجلسة وقورة وشعر ناعم طويل وبشرةٍ بيضاء صافية، بعض الكلمات قد تبدو غير مؤذية، لكنها تتطور مع مرور الوقت لرسائل مفادها: «أنتِ لست جميلة ويجب عليكِ أن تفعلي كذا كي تصبحي جميلة». ستجد فتاتك في عمر المراهقة تريد صبغ شعرها بالأشقر الذي لا يتناسب مع بشرتها، تلون وجهها بمساحيق التجميل لتخفي سمرة بشرتها، تدخل في حمية قاتلة كي يبدو جسدها جميلا.
كيف تتفادى كل هذه التصرفات التي ستؤذي ابنتك؟
1. امنحها طفولةً صحية
دعها تمارس طفولتها بحرية وتتمتع بكل اللعب المُمكن، اللعب بالطين والرمال والمياه، الانغماس في الألوان وتلويث ملابسها، الركض وشعرها مشعث، التدحرج على الأرض، ركوب الدراجات، وتذكر اللعب في الخارج ليس للأطفال الذكور، اللعب في الأماكن المفتوحة هو سمة الطفولة لكلا الجنسين، وهو ما ينشئ طفلًا واثقًا معتمدًا على نفسه.
2. أعطها جسدًا صحيًا
- ليكن حديثك مع فتاتك عن الجسد، في إطار كيف يكون صحيًا وليس (جميلًا).
- كيف تجلس جلسة لا تؤثر على عظام الظهر أو الركبتين، وليست جلسة (مهذبة).
- كيف تتناول طعامًا صحيًا يحافظ على جسدها وقوته وحيويته، وليس طعامًا (قليل السعرات) كي لا تصبح سمينة قبيحة!
- كيف نختار ملابس متناسقة الألوان متناسبة مع استخدامها، وليست لأنها تناسب كونها (فتاة) أو لأنها تجعلها (جميلة).
- أخبرها كيف يشرق وجهها حين تصبح سعيدة، دعها تعرف أنها تصبح أكثر جمالًا حين تبتسم.
3. أعطها ألعابًا صحية
إذا كانت اختياراتك لألعاب فتاتك هي الدمى، وأدوات التجميل البلاستيكية، فيمكنك التخمين إلى أين يقود ذلك، اختر ألعاب فتاتك لتناسب سنها ومهاراتها الذهنية والحركية، إن كانت تميل لألعاب المطبخ فلا تشترِ لها ألعابًا بلاستيكية، أدخلها المطبخ لتجرب أدواته بنفسها، إن كانت مُنجذبة لمساحيق التجميل فدعها تجرب المساحيق وكيف يمكن أن تستخدمها، يمكنك إطلاعها على مهارات المكياج المستخدمة في السينما على سبيل المثال، إن كانت مهتمة بالأزياء فلا تعطها (باربي!) دعها تجرب كيف يمكن التعامل مع الأقمشة، والخيوط. كيف يمكنها صنع الأزياء.
4. كن قدوة لها
كمربٍ أنت القدوة الأولى لطفلتك، إذا رأت منك تشكيكًا في جمالها أو عدم فهم لاختلافها؛ فستنشأ معتقدة في ذلك.
إن رأت منكما كرهًا لجسديكما، نظرات غير راضية لأجساد الآخرين أو أشكالهم، تعليقات ساخرة تدور حول الأجساد؛ ستبدأ بملاحظة جسدها والخوف من أن تصبح غير جميلة، إن رأتكما تصنفان الفتيات من حيث الشكل وتسخران من الاختلافات كلون البشرة أو شكل الأنف أو بعض المظاهر الأخرى؛ فستبدأ في مراقبة أشكال الفتيات من حولها وعقد المقارنات المستمرة بينهن وبينها.
5. امنحها الثقة في إنجازها
حين تمنح فتاتك الفرص اللازمة لاكتشاف مهاراتها، فستعمل على تنميتها وبدء تحقيق إنجازاتها الخاصة. ليكن تركيزك على هذه الإنجازات، على ما صنعته بنفسها، لتعرف أن هذا ما ينتظره منها العالم، ليس ما يُظهره شكلها، بل ما يمكنها فعله.
6. نحن مختلفون، هناك معايير مختلفة للجمال
ربما شاهدت صورةً منتشرة على مواقع التواصل من منهج مدرسي مقدم للأطفال، يشير إلى أن بعض المواصفات (جميلة) والأخرى ( قبيحة).
يمكنك أن تتخيل كيف يمكن أن تؤثر فكرة مثل هذه على فتاتك حين تشاهدها أو تسمعها ممن حولها.. علمها أن البشر مختلفون في ملامحهم، دعها تتعرف على كل منطقة وملامحها الخاصة، ألوان الشعر المختلفة، الأعين المختلفة، الأجساد، الطول، علمها أن الجمال متساوٍ، وأن لكل شكل جماله الخاص بصاحبه وبما يضفيه.
7. علمها كيف تكون جميلة
علمها أن جمالها يظهر في ابتسامتها، في تعاملها اللطيف مع الآخرين، كيف تساعد الآخرين كلما سنحت لها الفرصة؟ كيف تتحدث بلباقة؟ دعها تكتشف من خلالك كيف يمكن أن تصبح ذات روحٍ خفيفة رقيقة، تمنح المحبة والجمال لمن حولها. كيف يمكن أن تصبح امرأة قوية وواثقة، قادرة على العطاء والمنح، كيف تكون سعيدة، بل تشارك في إضفاء السعادة على كل من حولها.
8. علمها معنى الحب
ستحتاج فتاتك أن تعرف منك أهمية أن نمنح الحب الآخرين وكيف تحبهم بشكل جيد، ليس لأن أشكالهم تبدو جميلة، فإن تعلمت منك كيف يمكن أن تمنح الحب؛ فستعرف ما هو نوع الحب الذي تستحقه، ولن تعتقد أن ذلك يتعلق بشكل جسدها أو لون بشرتها، أو بما تلبس أو تضع من مساحيق، بل بما نكونه (هي).
التربية بشكل عام تحدٍ صعب لكل مربٍ، تربية الفتاة في عالم ينتظر منها أن تنساق وراء أضوائه الصاخبة هو تحدٍ أكبر يحتاجك أن تؤهل نفسك جيدًا، وتعرف كيف يمكنك أن توفر لفتاتك الحماية الكافية من هذا العالم، وتصد عنها كل ما قد يحطمها فتنشأ بين يديك امرأة قوية واثقة فخورة بنفسها تستطيع أنت -وسط الحياة القاسية- أن تتكئ على كتفها بثقة، وأن تحيا هي في سعادة.