اليوجا في بيروت: كيف تعيدك للحياة الطبيعية في خضم الصراعات؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يتحدث الكاتب الصحفي ناثان ديويل في المقال التالي عن تجربته الشخصية في ممارسة اليوجا وأثرها في حياته، وكيف خففت من وطأة العنف أثناء وجوده في بيروت التي تأثرت كثيرا بالحرب الأهلية وأعمال العنف في سوريا.
ويستهل ديويل مقاله بالإشارة إلى أن عمله في منطقة الشرق الأوسط المليئة بالعنف والعداء كان يتطلب المزيد من الجهد لجعل الحياة طبيعية، ومع انتقاله لبيروت، التي كان يظنها هادئة، ثبت له العكس.
ويوضح أن تبادل إطلاق النار كان موجودا في الشارع الذي كان يقطن به، وقُتِل الكثير من أصدقائه أيضا الذين كانوا يحاولون تغطية الحرب في سوريا، وكان يأمل في إيجاد شيء يخلصه من كل ذلك.
ويسرد ديويل قصته، حيث يقول إنه وجد نفسه ذات يوم داخل غرفة خافتة الإضاءة، تبين له لاحقا أنها غرفة لممارسة اليوجا، وكان من حوله نساء يجلسن على سجاجيد خضراء اللون. ويشير إلى أن اليوجا من الممكن أن تجعل الحالة البدنية لممارِسها جيدة، وتصنع منه شخصا هادئا وسعيدا وغير مضطرب، وهي الأشياء التي كان يرغب فيها ديويل شخصيا.
ويتحدث أيضا عن تجربته في ممارسة اليوجا، حيث يشير إلى أن جميع من كانوا معه من السيدات يبدو أنهن منعزلات عن العالم، ويقمن بحركات بطيئة بأطرافهن.
وينتقل ديويل للحديث عن مدربة اليوجا «تانيا»، حيث يوضح أنها جلست على سجادة واتخذت وضعية زهرة اللوتس، ولاحظت أنه لم يسبق له ممارسة اليوجا من قبل. ويوضح أن تانيا أخبرته أن وضعية «الكلب المتجه لأسفل» ستكون مريحة له، لذا فقد نفّذ تعليماتها، ثم أخذت تشجعهم على القيام بحركات أخرى مختلفة.
ويشير ديويل إلى أن اليوجا أحدثت تغييرا كبيرا في حياته، حيث غدا أكثر قوة وقدرة على التوازن، وأصبحت عملية التنفس لديه ثابتة، بعد أن ظل يعاني طيلة أشهر من عدم قدرته على التوقف عن تناول الكحوليات أو التكيف مع حياة محفوفة بالمخاطر في بيروت.
ويوضح أن تانيا أخبرتهم بأنها ستغادر البلاد، لتحل محلها مدربة جديدة، ما جعله يشعر بالضياع ودفعه للتفكير في عدم العودة لممارسة اليوجا مجددا. ثم يقول إنه غادر بيروت لقضاء الصيف في أمريكا واستمتع بنوم هادئ للمرة الأولى منذ فترة طويلة، ثم عاد مجددا إلى بيروت، حيث قرر أن يقلل من تناول الخمور ويلتزم بنظام غذائي ويعود إلى الجيمانزيوم.
لكن قبل أن يقوم بما سبق، قام بإحضار سجادة وبدأ يحاول ممارسة اليوجا، لكن مع عدم وجود تانيا، لم يستطع الشروع وافتقد لما كانت تبديه من مشاعر حب وتوجيه له.
لذا، فقد حاول ممارسة أنشطة أخرى كالسباحة، لكنه لم يستطع لذا بدأ لاحقا في ممارسة أنشطة على دراجة «اليبتيكال تراينر»، والتي استطاع أن يخسر عليها 800 سعر حراري، وهو إنجاز مبهِج بالنسبة له.
ويشير إلى أن قدوم الشتاء وتزايد تدفق اللاجئين من سوريا على لبنان وتضرر جميع الدول المجاورة من آتون الحرب وتزايد مشاعر اليأس لديه، جميعها أشياء دفعته لأن يزيد من التزامه في الذهاب للجيمانزيوم.