هل يتجه الإخوان للعنف؟
اصطدمت شعوب المنطقة ولأول مرة مع مفهوم سلطة الدولة المحتكرة للوطنية والعنف معا، كاشفة لهم عن وجه دولة «الاستقلال» القُطرية، دولة نتاج الاستعمار بما تمثله من حدود وتقييد للحرية وهيكل اجتماعى تحتل أجهزة العنف موقع السيطرة، وشرعيتها المبنية على البعد القبلي أو الطائفي أو الجهوي أو المؤسسي، غير المنتجة للسلطة خارجها(2).
هذه الدولة بتكوينها الهجين شكلت دوما للفرد مشاكل متعلقة بممارسة السلطة وولاء الجماعة البشرية لها مقابل الإثنية أو مفهوم الأمة، كما هشاشة الدولة في مواجهة التأثيرات والتدخلات الخارجية.
اشكاليات منعت محاولات بناء أو تقوية مجتمع مدني يحرر المساحات لصالح الشعوب، فصنعت الاختلافات وحالة الانهاك الاقتصادي والمجتمعي تململًا سريعًا لدى الجماهير رضت معه بأنصاف الحلول، فمشاكل الوعي والرغبة في اليقين والرشد السياسي السريع والأمان الشخصي جعلهم يفضلون التراجع عن حركتهم سريعا تاركين القوى المجتمعية الأساسية وفي مقدمتها الحركة اللإسلامية في مرمى نيران السلطة الجديدة/ القديمة.
التيار الإسلامي والعنف: تاريخ من التحولات
يتحدث طارق البشرى(3) بأن داخل كل تيار فكري سياسي إمكانات للغلو والاعتدال، يتوهج أو يخفت حسب الظروف السياسية والمثيرات الاجتماعية، ويضرب مثالًا بحزب الوفد؛ فهو لم يُصنَّف بأنه متطرف رغم تشكيله تنظيمًا سريًا أثناء ثورة 1919.
ويرى البشري أن العنف كأسلوب تلجأ له جماعة معارضة عند عدم التناسب بين الحجم السياسي للجماعة المعارضة للنظام وبين قدرتها على الظهور في المؤسسات الشرعية، وفي نفس الوقت تلجأ الحكومة لقطع السبل بينها وبين الكتل الرئيسية للرأي العام السياسى.
في المشرق العربي ومع نشوء الدولة الوطنية وتحولات فسيفساءات النسيج المجتمعي إلى طوائف قومية تم استغلال تناقضاتها من قبل الدولة والنظام – ثم الدول الاقليمية – بدلًا من تضفيرها، ولأولية إحكام السيطرة وتثبيت السلطة كان يتم عزل باقي القوى ودك المعارضة لينتج فى النهاية شكل المجتمع الهَـشْ؛ لا خطة ولا قيادة ولا تنظيم مقابل التنظيم الوحيد فى البلاد وهو حزب الدولة «الوطنية».
لذا سرعان ما تبخرت المظاهرات السلمية لتحل أمام عنف الدولة، بدلا من التنظيمات المدنية التى قمعت بوحشية، تنظيمات تنتهج الكفاح المسلح انتهى بأخذه ملامح إسلامية/طائفية اعتبرت بعدها كفزاعة من قبل النظام للأطراف الدولية تبريرًا لثنائية السلطة أو الفوضى والتطرف.
وفى مصر لم يكن هذا الطرح جديدا، فمحنة الستينات الشديدة (4) التي قامت بغرز كره النظام لدى المعتقلين في ظلال التعذيب والانتهاك في سجون عبد الناصر؛ كانت تأسيسًا للعنف في فترة السبعينات أثناء صعود جماعات مسلحة مثل الجهاد حيث وصلت للذروة باغتيال رئيس الدولة، ثم القمع مرة أخرى لتكون مواجهات الثمانينات والتسعينات – مع عودة المجاهدين من أفغانستان – أنهاها جهاز أمن نظام مبارك لصالحه، مواجهات لم تؤثر في النظام بقدر ما عززته لا إراديا(5).
كيف كانت رؤية تيارات الإسلام الديمقراطي للدولة؟
تحاول «د. هبة رؤوف عزت» فى كتابها «الخيال السياسى للإسلاميين» تلمّس أفق ما يطرحه التيار الإسلامي لتجد مركزية أسطورة الدولة الإسلامية المؤسَسَة على قاعدة وأساس الدولة الحديثة القومية الهوبزية، فملامح العلمنة الأوروبية تسربت لثنايا الخيال الإسلامي تحت وطأة هيمنة النموذج الغربى.
وتعتبر د. هبة إهمال الحركات للفقه الشرعي وتجاهل العلماء والاجتهاد بزاد قليل من المعرفة وكثير من الولع بالسياسة، فأصوات التجديد السياسي غالبا من فيض الخبرة الحركية بعيدة عن من درسوا علم السياسة والذين استقر بهم الحال فى التنظيمات على هامشها، فتستمر الهوامش ولا تظهر المتون.(6)
كانت أغلب الرؤى الإسلامية الاعتدالية تتحدث في رؤى إصلاحية للنظام، أنه بمجرد الوصول لمكانة رأس الدولة يمكن تطبيق التغيير أو إسباغ الصبغة الإسلامية على المجتمع، فهم لم ينتبه لمصادر القوة الذاتية غير المنتخبة من أجهزة أمن وإدارة وعلاقات رؤوس الأموال واختلافها عن قوة حشد الأصوات في الانتخابات، فكان مع صعودهم مع عدم التجهز للمعارك الكبرى واستغلال حالة الثورة العامة في تفكيك أسس الأنظمة الحاكمة ولم الشمل للاتفاق على عقدٍ اجتماعيٍّ جديدٍ فتمكينِ التمثيلاتِ الجديدةِ للهياكلِ الاجتماعيةِ ما أدى إلى ابتلاعهم فى النهاية.
علاقة الأنظمة العربية بالحركة الإسلامية
اختلفت وتنوعت رؤية الأنظمة العربية وتعاطيها مع الحراك الإسلامي؛ فمع اعتراف الدول بها كمكون ورافد فكري أساسي صعب اقصاءه؛ لكن في نفس الوقت اعتبرته منافسًا سياسيًا لها تقوم بالاتفاق معه أحيانا (حركة مجتمع السلم فى الجزائر) والسماح لدخوله الديمقراطية وتشكيل الحكومة (الجماعة الإسلامية فى المغرب) والتضييق والخلاف بعد شراكة (الاخوان المسلمين فى اليمن)، أو التشويه والحظر السياسي والتنكيل والاعتقالات (الإخوان المسلمين فى مصر)، فالدك بالمدفعية وقتل عشرات الآلاف (نظام الأسد والإخوان فى سوريا)، في علاقة دائمة تربط حدة الصراع وحجم المجتمع المدني وقوته وتوزناته.
الحركة الإسلامية وعقيدة المحنة والابتلاء
تأثرت الحركة الاسلامية كثيرًا بما تعرضت له من عنف الدولة، فعلى سبيل المثال شكري مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة والذي سجن في عهد عبد الناصر في العشرينات من عمره كشاب مؤيد للإخوان وشاهد ما يتعرض له إخوانه هناك ليخرج بأفكار تكفير الدولة والمجتمع الموالي للدولة، وبغض النظر عن الأبعاد العقائدية والأسباب الذاتية للفكر، لكن هذا العنف من الدولة غذى هذا الفكر لدى مؤيديه، ورغم تعرض الإخوان فى الأساس لهذا التنكيل.
لكنهم خرجوا مستلهمين مفهوم (المنحة من قلب المحنة) وارتضوا بقواعد اللعبة السياسية ورفضوا أفكار التكفير والعنف مبرزينه في كتاب «دعاة لا قضاة» كما أدانوا عنف الجماعات الإسلامية المسلحة فى الثمانينات والتسعينات.
ومع ولادة عصر جديد كانت للشعوب رأى فيه، أدى الحراك الديمقراطي لصعود أول رئيس إسلامي للحكم ثم الإطاحة به من قبل الجيش بعد مظاهرات شعبية واسعة، فرجوعهم مع قمع لم يشهدوه من قبل إلى مربع عدو الدولة والشعب، ليكون اختبارهم الثاني حول موقفهم النابذ للعنف.
هل يتجه الإخوان للعنف؟
ويمكن هنا أيضا إضافة بعض الأسئلة الفرعية، لماذا قد يتجه الإخوان للعنف؟ وكيف تواجه الجماعة عملية دفعها للعنف؟ وماذا لو اتجه الإخوان للعنف؟
1- المؤثرات الضاغطة على تنظيم الإخوان
يواجه الإخوان اليوم تحديات قد تعصف بثبات البنية الفكرية والتنظيمية، فعلى المستوى الإداري يواجه أعضاء الجماعة صحوة متأخرة بعد انتخابات طالت أكثر من 65% من قيادات وكودار الجماعة وتم إشراك الشباب بنسبة كبيرة فيها ليتولوا مسئوليات داخل الجماعة بتوجه يعترف بخطأ المسار الإصلاحى للجماعة بعد الثورة ويصف هذه المرحلة أنها فترة صراع طاحن تنتهي بسقوط الانقلاب.
هذا المسار تفاعلت معه القيادات القديمة للجماعة محاولة تصحيح الرؤية للتأكيد على الهوية السلمية للحراك الثوري حيث يبرز في مقال القيادي محمود غزلان المؤكد لسلمية الحراك وعدم الانجرار للعنف، ويبدو أن الشباب أصبح له حساسية تجاه خطابات القيادات القديمة فيرى دعوتها للسلمية خنوعا وتدخلا وهدما لخط الإدارة الجديدة ورجوعا للرؤية الإصلاحية وخطاب المحنة.
فهذه صورة من حساب محسوب على تيار شباب الإخوان يوضح الخطاب والرؤية تجاه القيادات القديمة، وما أوصلوا الجماعة بسياساتهم إليه.
كما تواجه الجماعة ضغوطات أخرى متعلقة بضغط ملف أهالي الشهداء والمعتقلين، والمُمارس ضدهم كافة صنوف القهر المعنوي، فبجانب أحكام القضاء القاسية بدأت في البروز حوادث التصفية وأخبار اغتصاب السجينات، كما الملاحقة لهم بالصورة الذهنية عن الجماعة المتكونة من شيطنة الإعلام واتهامهم بالجماعة الإرهابية، ورؤيتهم عند رفاق الثورة القدام بأنهم تركوا أهداف الثورة في سبيل الوصول للحكم، ورؤيتهم الداخلية لأنفسهم في محل نقدٍ ذاتي بعد فشلهم/إفشالهم لأول تجربة تحول ديمقراطي للبلاد.
2- تطور خطاب الإخوان السياسي
استطاعت التغيرات العاصفة التي مر بها الإخوان مؤخرا على مستوى الأفكار والتنظيم؛ تغييرَ خطاب إدارة الإخوان السياسي من الرؤية الإصلاحية العتيدة إلى تمسكها بمسار النضال «الثوري» المتمسك بشرعية نتائج الديمقراطية مع تطوير الخطاب والوسائل المقاومة ورفضها للمفاوضة أو المصالحة مع التأكيد على رفضها لاستخدام السلاح ضد النظام هو الإستراتيجية الأمثل، لكن يبقى السؤال هل أرضت هذه الرؤية وكانت على نفس مستوى حلم الشقوق التنظيمية الناتجة عن القمع الشديد والأعضاء المعزولين والمتمردين أم أنه كانت هناك خيارات أخرى لهم؟ وما علاقتهم بالاخوان فعلًا؟
3- التسعينات مرة أخرى؟
في خلفية نشيد «خلص زمن السلمية وبلش زمن الروسية» تصاعدت صعود الحركات السرية /العلنية والتي تهدف لامتلاك المسار الثوري القوة المسلحة للتخلص من الديكتاتورية مثل العقاب الثوري، حركة المقاومة الشعبية في مصر، كتيبة الاعدام، حركات ترفض سياسة السلمية في إشارة للإخوان كما يتبرأ منها الإخوان مؤكدين تمسكهم بالسلمية، ويشكك النظام في عدم تبعيتها لهم، في مقاربة مع عهد التسعينات حيث كانت محاولات اغتيال الشخصيات المؤثرة في النظام والهجمات المسلحة وتفعيل القصاص مع رجال أجهزة الأمن كما بعض التفجيرات المتناثرة المستهدفة أماكن موجعة للنظام مثل أقسام الشرطة وبعض المبانى الحكومية، وحتى في مستوى المواقف السياسية.
4- إشكاليات استخدام الإخوان للعنف؟
هناك عدة أسباب يمكن أن نجملها فيما يلي:
1- أدبيات جماعة الإخوان القائلة بأن القتال لا يكون إلا للأعداء المحتلين للبلاد، أما خصومها من أنظمة لاستبداد في الداخل، فمنهجيتها المعلنة والمقررة تتمثل في الصبر على بطشهم وطغيانهم، مع عدم تجويز حمل السلاح في مواجهتهم.
2- يعرف الإخوان تكلفة التحول للعنف والدخول في حرب مفتوحة مع النظام، فالعنف هو مجال تفوق الجيش خاصة إذا كان مع مدنيين غير مدربين، ويعرفون نتائج غير بعيدة لمثل هذا (تجربة إخوان سوريا مع الأسد في حماة وأيلول الأسود لمنظمة التحرير فى الأردن).
3-شعور بالمسئولية عن حالة الخراب والدمار للبلاد والعباد ستحدث إذا تم التورط في هذا السيناريو.
4- يفتح الباب لتدخلات إقليمية ستعزز قوة النظام، حيث هناك قناعة إقليمية بأن سقوط النظام في مصر ليس في مصلحة أحد، لأنه لا أحد غير المؤسسة العسكرية قادر على تحمّل السلطة في مصر، فهناك أمثلة استفحال الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، فالدعم غير مشروط للنظام الحاكم من السعودية والامارات.
5- يعرف الإخوان مدى الانقسام وحالة الدعم الشعبي الحالي لهم منذ 30 يونيو، قطاعات أغلبها مأزوم اقتصاديا ومتأثر بشدة بالتهييج الإعلامى اللاعب على وتر إعادة الأمن والاستقرار.
6- صعوبة القدرة على تخيل واقع ما بعد الفوضى، كيف تتم السيطرة على شتات التمزق الاجتماعي والأزمات الاقتصادية الطاحنة وخريطة التحالفات الناجية وضمان عدم الصراع والاقتتال، وما هي نظريات وأشكال البناء؟
5- سيناريوهات ماذا لو توجه الإخوان للعنف؟
1- سيناريو التسعينات: حيث تقوم مجموعات متفرقة بضربات موجعة، تطال بعض أشخاص النظام ومنشآته، وترد عليها الدولة بقسوة، وتستطيع سبر أغوارها بالاختراق والتتبع وتنهيها في الوقت المناسب، يقلل التعاطف الشعبي ويزيد من التفاف الناس حول النظام الأب.
2- سيناريو الكفاح المسلح أو عسكرة الثورة: ويبدأ التنظيم في تحرير مناطق جغرافية لصالح المقاومة ويبدأ في ضم وتدريب قطاعات شعبية رافضة للنظام ويستخدم حرب العصابات مستهدفًا الانهاك المتواصل للنظام والتغلب عليه في النهاية وتعضيد التحالفات المحلية وفتح مسارات دولية لجلب التأييد والدعم للقضية.
3- مع التوحش والتوسع في العنف قد تحدث بعض التصدعات في معسكر النظام قد تصل إلى مؤسسة الجيش تتمثل بعضها – مع تحين اللحظة المناسبة للفعل – في عصيان نوعي لتنفيذ الأوامر بالعنف، كما حدث في إيران الشاه، يظهر فى صورة انقسام أو انشقاق أو انقلاب عسكري.
رغم كم التحولات العاصفة ظلت الرؤية الرسمية للحركة الإسلامية هي نبذ العنف، لكن في مقابل عنف الدولة والتأييد الشعبي والتدخلات الاقليمية، تداخل معها فشل تجربة الإسلاميين في الحكم وقتلهم في الشوارع ورجوعهم للمعتقلات والملاحقة، أدى هذا لخلق رغبات انتقامية مع حنين للماضى وحمل مهمة إنقاذ المجتمع المتهاوي(7) كأول ملامح لفكر تكفيري لم تستطيع منع تسربه إلى دوائرها التي كفرت بالرؤية السلمية للجماعة والمنهج التدريجي السابق لها كما أحيت خطابات كانت قد بدأت في الاضمحلال .
الإخوان الآن في مرحلة من الأهمية أنه بجانب التغييرات التنظيمية؛ استغلال حالة التشكل الجديدة في محاولة التطوير الفكري بالمراجعة الناقدة لحركتهم والاجتهاد في الاتساق وإعلان الموقف من العنف، وتجاوز الأزمة نفسية بأنه رغم التمسك التاريخي والعقلاني بعدم حمل السلاح؛ فإنهم باتوا غير قادرين على التعاطف مع ضحايا وخسائر جانب النظام، ويزيد هذا التعقيد وضباب الرؤية استمرار عمليات العنف السياسي للدولة تجاههم، فتجد مع التأكيد الدوري على سلمية الحراك يكون الصمت أو الإدانة الباهتة عند العنف تجاه الدولة.
حتى الآن يتبنى الإخوان منهجا توسطيا بإعلان موقفهم السياسي رفض الرجوع عن المسار الثوري لإسقاط دولة العسكريين والرجوع للديموقراطية الانتخابية في المسافة بين الرجوع للرؤية الإصلاحية فالتفاوض والمصالحة نتيجة ضغط قواعد الجماعة خاصة الشباب وبين اللجوء للعنف أو تأييد عمليات العنف ضد الدولة وإن كانت بشكل محدود حتى الآن، ومن غير المؤكد بقاء واستمرار هذه الرؤية عند استمرار شراسة القمع من جانب الدولة.
- تضخم الدولة العربية السياسة والمجتمع فى الشرق الأوسط، نزيه الأيوبى
- إشكالية المجتمع المدني العربي، العصبة والسلطة والغرب، صالح السنوسي
- الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي فى الفكر المعاصر، طارق البشري، دار الشروق
- حقيقة الخلاف بين الإخوان وعبد الناصر، محمد حامد أبو النصر
- روح الإرهاب، جان بودريار، ترجمة بدر الدين عرووكى
- الخيال السياسي للإسلاميين، د.هبة رؤوف عزت
- أعداء الحوار، أسباب اللاتسامح ومظاهره، مايكل أنجلو ياكوبوتشى صـ327
- مآلات التغيير في الوطن العربي مع عزمي بشارة، حوارين في قناة الجزيرة