هل سيعيد الإفراج عن ماهر 6 أبريل للساحة السياسية؟
بهذه الكلمات يروي مصطفى ماهر، شقيق أحمد ماهر مؤسس حركة شباب 6 أبريل، معاناة أحمد ماهر، التي يعيشها في قسم ثالث القاهرة الجديدة، لمدة 12 ساعة تبدأ من الساعة 6 مساءً وحتى الساعة 6 صباحًا، وهي العقوبة التكميلية عقب ا لإفراج عنه، الذي تم منذ أيام قليلة، وهو ما يفتح الباب للحديث عن عودة الروح لحركة شباب 6 أبريل التي أصبحت شبه مجمدة، عقب القبض على قيادات الحركة، أحمد ماهر ومحمد عادل، القيادي في الحركة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
وقفة مجلس الشورى
تعد حركة شباب 6 أبريل، أحد أهم الحركات السياسية في مصر، والتي ساهمت بشكل مباشر في إسقاط حكم حسني مبارك في ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، وكذلك ساهمت الحركة في إسقاط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، لكن الحركة تعرضت لهزه كبيرة عقب ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013.
حيث أعلنت الدولة إقرار قانون التظاهر، وكبادرة اختبار تقدم محمد عادل باسم حركة 6 أبريل لقسم قصر النيل يخطرهم بتنظيم وقفة أمام مجلس الشورى، أثناء مناقشة لجنة الخمسين لتعديل الدستور، لمواد المحاكمات العسكرية للمدنيين، ورفضت وزارة الداخلية الإخطار ليتم فض الوقفة، وصدور قرارات ضبط وإحضار لمنظميها من بينهم أحمد ماهر رغم عدم مشاركته تلك الوقفة.
وفى30 نوفمبر/ تشرين الثاني ذهب ماهر وسط حشد من أعضاء الحركة لتسليم نفسه لنيابة قصر النيل بمحكمة عابدين، لكن قوات الأمن المتمركزة أمام المحكمة لم تمهلهم حتى الوصول لبابها، فقد أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرة، وألقت القبض على أحمد ماهر، ومحمد عادل وعدد من أعضاء الحركة وفرقت الباقين، لتتم بعد ذلك إجراءات محاكمته والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، ووضعه تحت المراقبة ثلاث سنوات أخرى كعقوبة تكميلية.
من هو أحمد ماهر؟
أحمد ماهر من مواليد الإسكندرية، في 2 ديسمبر/ كانون الأول عام 1980، خريج كلية الهندسة شعبة مدني، انضم إلى حزب الغد الذي أسسه المعارض المصري الدكتور أيمن نور عام 2005، وكذلك انضم إلى شباب من أجل التغيير الجناح الشبابي للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، وظل أحد القيادات بالحركة حتى عام 2008.
وفي عام 2008، وبالتحديد منتصف شهر مارس/ أذار، قرر عمال شركة المحلة الكبرى بمدينة المحلة تحديد يوم السادس من أبريل/ نيسان كيوم إضراب عن العمل للمطالبة بزيادة المرتبات، وتحسين الخدمات، وتلقى عدد من القوى السياسية والعمالية دعوة عمال المحلة لتتحول لدعوة لإضراب عام في مصر.
وتلقى الدعوة مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، الذي كان حديث الاستخدام في مصر آنذاك،وأسست مجموعة مفتوحة باسم «إضراب 6 أبريل» ودعت المجموعة كل المنضمين للمشاركة الإيجابية في ذلك الإضراب من خلال الدعوة له، بشعارات «متروحش الجامعة – متروحش الشغل- خليك في البيت».
وذلك لرفض استمرار الرئيس المصري حسني مبارك في الحكم ورفض سياساته الاقتصادية، وهي الدعوة التي لقيت استجابة كبيرة، وللمرة الأولى أسقطت صورة الرئيس حسني مبارك، وأعقب نجاح الإضراب القبض على عدد من الشباب في القاهرة والمحافظات.
وجاءت فكرة تأسيس حركة 6 أبريل، وعقدت الحركة اجتماعا لها بعد أيام من إعلان التأسيس وأعلنت الحركة اختيار أحمد ماهر منسقا عاما للحركة، خاصة أن ماهر كان مسئول مجموعة «إضراب 6 أبريل» على الفيس بوك، وصاحب فكرة تحويل المجموعة إلى حالة شبابية، وخاصة بعد مرور 3 أعوام على حركة كفاية، التي كانت قد خفتت الأضواء حولها.
وكان لابد من تأسيس كيان جديد يضم الشباب الساعي للتغيير بداخله، وبالفعل لعبت حركة 6 أبريل دورا مهما في الشارع السياسي المصري في السنوات التالية لتأسيسها، وشاركت في كل الفعاليات السياسية، وفي نهاية عام 2009، ومع إعلان الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عزمه العودة لمصر، وانتقاده الأوضاع السياسية بها، أعلنت حركة 6 أبريل دعمها للبرادعي، وفى فبراير/ شباط 2010،استقبلت الحركة البرادعي بمطار القاهرة معلنة دعمها له للترشح بانتخابات الرئاسة.
الانشقاقات وبداية تصدع الحركة
في نهاية عام 2009، سافر عضوان من حركة 6 أبريل للولايات المتحدة الأمريكية، أحدهما هو باسم فتحي، أحد قيادات الحركة، والآخر هو أحمد عبدالعزيز، والتقطت صور تذكارية من داخل البيت الأبيض، أحدها كانت مع وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت هيلاري كيلنتون، وهو ما تسبب في حالة من البلبلة داخل الحركة، التي أصدرت بيانا نفت فيه علاقتها بهذا اللقاء، وأن الحركة علمت باللقاء من خلال وسائل الإعلام، وأن مشاركتهما، كانت بشكل فردي، لكن مجموعة من أعضاء الحركة رفضوا البيان وأكدوا أن السفر كان بعلم منسق الحركة، أحمد ماهر.
وأعلنت مجموعة من 6 أبريل رفضها الاستمرار في الحركة، وسمت المجموعة نفسها باسم «لن تمروا» ضمت كلا من محمد عبدالعزيز القيادي الشاب في الحركة في ذلك الوقت، «أحد مؤسسي حملة تمرد لاحقا»، وضياء الصاوي القيادي بحزب العمل، وعدد من الشباب.
وبعد عدة أشهر من ثورة 25 يناير، وفي شهر أغسطس/ آب، شهدت حركة 6 أبريل، أكبر انشقاق بين صفوفها، وخروج نحو 500 شخص، وكان السبب هو تداول السلطة، حيث طالب الشباب أحمد ماهر مؤسس الحركة بإجراء انتخابات واختيار منسق آخر بدلا منه.
بالإضافة إلى رفضهم رغبة ماهر في تحويل الحركة لحزب سياسي في ذلك الوقت، وكان في مقدمة المنشقين طارق الخولي، الذى حاول بعد ذلك تأسيس جبهة ثالثة تحت اسم الجبهة الثورية،والتي فشلت بعد ذلك ليبتعد عن الحركة نهائيا، وشريف الروبي ليصبح هناك كيان جديد باسم «6 أبريل الجبهة الديمقراطية»، وهو مستمر حتى اليوم.
ويقول شريف الروبي، في تصريحات خاصة لـ«إضاءات»، إن المطالب المستمرة بعودة الاندماج بين جبهتي ماهر والجبهة الديمقراطية، هي شبيهة بدعوات اندماج التيار الإسلامي في كيان واحد أو أي قوى تحمل نفس الأيديولوجيا في كيان واحد، وهو أمر صعب تحقيقه على الأرض، مشددا على أنه قد يحدث تنسيق بين جبهة ماهر والجبهة الديمقراطية، وخروج بيانات مشتركة والعمل على الأرض معا، لكن هذا لا يعني الاندماج، مؤكدا أن الجبهة طوال الوقت كانت تطالب بالحرية لأحمد ماهر ولكل أعضاء 6 أبريل.
وأكد الروبي أن هناك ضرورة لوجود برنامج يوحد كل قوى الثورة حوله، موحد الأهداف لإنجاح الثورة، وإيجاد بديل حقيقي للنظام الحالى، وسواء اندمجت جبهتي 6 أبريل أو لا؟ يبقى السؤال مطروحاً هل يستطيع ماهر بعد خروجه من السجن إعادة الروح لأهم الكيانات الشبابية الموجودة على الساحة؟ أم أن الحركة ستظل حبيسة الأوضاع السياسية والانشقاقات وكذلك عقوبة ماهر التكميلية؟