لماذا تسلح الولايات المتحدة أوروبا الشرقية؟
جون هدسن
فورين بوليسي، 2 فبراير 2015
انتقدت السفارة الروسية في واشنطن إدارة أوباما، يوم الثلاثاء، جراء خططها الجديدة لشحن مليارات الدولارات على هيئة عربات مدرعة وأسلحة ثقيلة، وغيرها من المعدات العسكرية، لأعضاء حلف شمال الأطلسي في شرق ووسط أوروبا.«من وجهة نظرنا هذه الخطوات التي تتخذها كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هي التي تزعزع الاستقرار وتضر بالأمن الأوروبي»، هذا ما قالته السفارة في تصريح لفورين بوليسي. «لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن روسيا – تحت أي ظرف من الظروف – ستكون قادرة على الدفاع عن مواطنيها ومصالح أمنها القومي».جاءت هذه التصريحات ردًا على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، يوم الثلاثاء، خطة الميزانية التي من شأنها أن تزيد التمويل الرباعي في سبيل حضور أمريكي عسكري أكبر في أوروبا من 800 مليون دولار إلى 3.4 مليار دولار. ستذهب الأسلحة والمعدات الإضافية إلى بولندا ورومانيا والمجر ودول البلطيق ودول أخرى، وبالتالي فإن التحالف سيتمكن من لواء قتال مدرع بالكامل بالقرب من حدود روسيا، في جميع الأوقات. وقد نما قلق أعضاء الناتو بشكل متزايد نتيجة ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، ودعم المتمردين في شرق أوكرانيا، وقيامها بتهديدات دورية لجيرانها. وقال البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، إن هذا الإجراء يهدف إلى «طمأنة الحلفاء والشركاء الذين نلتزم بأمنهم وسلامة أراضيهم».في هذا السياق، أعرب محللون في الخارج عن دهشتهم من قرار البنتاغون تعزيز وجوده العسكري في أوروبا الشرقية، بما في ذلك المحللة المعروفة بحزمها تجاه روسيا إيفلين فاركاس، التي استقالت من موقعها في السياسة العليا للبنتاغون في أكتوبر بعد الاشتباك مع الإدارة لعدم ردها – بشكل أكثر قوة – على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. «هذه صفقة كبيرة حقًا، والروسيون في طريقهم نحو غضبة كبيرة»، قالت فاركاس لصحيفة نيويورك تايمز، يوم الثلاثاء، في إشارة إلى تكديس الأسلحة.ويبدو أنها على حق.لقد نعتت السفارة الروسية الإعلان بأنه محاولة “لتصعيد التوترات دون أسباب واضحة”، وقالت أنه قد انتهك الوثيقة التأسيسية للناتو-روسيا لعام 1997، والتي تضمنت اتفاقًا يفيد ألا يتمكن الجانبان من أعداد كبيرة من القوات بين روسيا والبلدان الجديدة في عضوية حلف شمال الأطلسي.ونفى مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تمثل «تهديدًا»، وقال لفورين بوليسي أنها تتوافق مع الاتفاق الدولي، لأن نشر القوات من شأنه أن يكون بالتناوب.كما أثار توقيت الإعلان أيضًا بعض المراقبين.،فلقد قُللت العمليات العسكرية لموسكو في شرق أوكرانيا في الأشهر القليلة الماضية على الرغم من أنها لا تزال تنسق مع المتمردين الموالين لروسيا هناك. وقد ذكر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في ديسمبر، أنه كان ثمة «عدمتصعيد حاد للأعمال العدائية»، منذ أغسطس، في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من تسعة آلاف شخص.واعترف المسؤول الكبير في الإدارة أن الخطة ليست ردًا على التحرك الروسي الأخير، ووصفها بأنها جهد أوسع للإدارة.«تأتي هذه الإجراءات كاستجابة للبيئة الأمنية الأوروبية المتغيرة، ولمجموعة من التحديات الجديدة التي تواجه التحالف، ليس فقط في الشرق ولكن أيضًا في الجنوب»، قال المسؤول.