لماذا ينبغي على ميسي أن يذهب للجحيم
هناك مجموعة من المحاذير يحفظها أي كاتب عن ظهر قلب عندما يقرر الحديث عن ميسي؛ لا تذكر مارادونا، لا تتورط في مقارنته مع أيٍ من أساطير التسعينات والثمانينات تجنبًا لسخط الجيل الأنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتأكيد لا تُلمح حتى لكونه أفضل لاعب في العالم إن أردت الاحتفاظ بشعبيتك كاملة، لذا خرجت أغلب الكتابات عن ليو مرتبطة بفكرة واحدة في الأساس هي الاحصاء الرقمي باعتباره أحد أقوى أوجه تفوقه على أقرانه، بالإضافة لأنها منحت أنصاره المزية العصرية الأهم؛ اختصار متغيرات وظروف لا يكفيها مجلدات في Punch line قوي وجذاب يمكنهم من حسم أي جدل؛ كلمة أخيرة مثيرة قادرة على اخراس خصومه دون عناء، فلا داعى لارهاق نفسك في توضيح جوانب استثنائيته مادام التلويح بتفوقه الرقمي كافيًا.
وعلى الرغم من كون الإحصائيات أهم جانب في تحليل الشكل الحالي من اللعبة على الإطلاق، إلا أنها أظهرت أحد جوانبها القبيحة بعد أن اختزلتها في جداول وفراغات عديمة الروح، بالإضافة إلى أنها أضرَّت بـ«ميسي» نفسه أكثر ما أفادته، وأجبرته على الدخول في حروب ضارية حوَّلت حياته إلى متوالية لا تنتهي من المعارك مع «رونالدو» يتخللها مقاربة مع «مارادونا» لم يجرؤ أي منهما على الاعتراف بموضوعيتها أبدًا، معارك لم يسعى لها ولكنه خاضها مجبرًا لأن جيشًا من المناصرين سبقه لها بالفعل.
مات الملك، مات الملك
يقول «بن هييوورد» محرِّر «جول» أن الأرجنتين لم تحب «ميسي» أبدًا، على الأقل لم تحبه كما أحبته برشلونة، بالعكس كان تاريخه معها حافل بالهجوم والنقد اللَّاذع والفصول القاسية منذ البداية؛ في 2007 لم يقتنع لاعبو «الألبي سيليستي» بهذا «القزم» الذي أثار الكثير من الغبار في أوروبا قبل أن ينضم لقائمة منتخب مدجَّج بالفعل يقوده «ريكيلمي»؛ صانع الألعاب الموهوب الذي لم تكفيه مياه المحيط ليبتلع وجود «ليو» في نفس المنتخب، كان عيد ميلاده فرصة مواتية لتلطيف الأجواء لكن الواقعة انتهت بطرد «ميسي» من غرفته بعد سيل لا بأس به من الإهانات لابن الواحد والعشرين عامًا.
ثلاثية نظيفة للبرازيل في النهائي بمشاركة «ليو» وبأقدام «باتيستا»، «ألفيش» و«أيالا» في مرماه تسحق أحلام «ريكيلمي» ورفاقه بعد أداء أسطوري طيلة مشوار البطولة قابله أداء متواضع لأحد أسوأ تشكيلات السيليساو على الإطلاق، حتى أن البعض اعتبر المباراة فرصة لتسجيل فوز تاريخي على الغريم الأزلي، ناهيك عن العودة بالكأس بالطبع.
قبلها بعام شاهد «ميسي» منتخب بلاده يخرج أمام الألمان بركلات الترجيح بعد أن نشّزت أوركسترا «بيكرمان» الملحمية التي اكتسحت الجميع وسجلت هدفين من أفضل 10 أهداف في تاريخ البطولة في مباراة واحدة، تغيير واحد خاطىء منح المانشافت السيطرة الكاملة بعد خروج «ريكيلمي» أفضل لاعبي فريقه، البعض قال أن غياب «ليو» عن المباراة كان خطأً فادحًا، والباقون التزموا الصمت لأن 13 عامًا بلا ألقاب لمجموعة من أفضل لاعبي العالم لا يمكن تفسيرها بقرار واحد خاطىء.
الخروف ليو
العام 2010، «مارادونا» يتأهل للمونديال بشق الأنفس، رباعية نظيفة للمانشافت تمنح القائد «ليو» أقسى هزيمة في مسيرته على الإطلاق وتفتح أبواب الجحيم على حامل الشارة، اتهامات بالتخاذل وانعدام الكفاءة، دعوات لا تتوقف للاعتزال من صحافة بلاده وموجة كراهية واسعة من قطاع لا بأس به من مواطنيه الذين لم يعتبرونه منهم يومًا، بعضهم طالب بإسقاط جنسيته مستغلًا أصول جدته الإيطالية والبعض الآخر سخر من لكنته التي تأثرت بسنينه الطويلة في أسبانيا، بالإضافة لرحيله عن بلاد الفضة في الثالثة عشر؛ الأمر الذي لم يغفره له أبناء بلاده كونه لم يشارك في البطولة المحلية – مصنع الأساطير – مع أي نادٍ.
خطة «مارادونا» كانت هزلية تمامًا، أشبه بالتشكيلات التي يضعها المشاهير لمنتخب نجوم العالم؛ في قلب الدفاع «بورديسو» و«ديميكيليس» أسوأ من أحتل المركز في آخر ربع قرن للأرجنتين، «أوتامندي» انتقل لليمين و«هاينزه» لليسار، والمفاجأة في لاعب وسط وحيد هو «ماتشيرانو» يتقدمه «ليو»، «ماكسي» و«دي ماريا» كأجنحة وأخيرًا ثنائي هجومي من «تيفيز» و«هيجوايين»؛ خطة غير مسبوقة على الإطلاق لن يجرؤ على استخدامها طفل في الخامسة من عمره حتى في «البلاي ستيشن».
حفلة الألمان بدأت مبكرًا واستمرت حتى الدقائق الأخيرة، قبع بعدها «دييجو» في انتظار نقد لم ينله أبدًا، ومقصلة أصابها الحول فهبطت على رأس «ليو» مرة أخرة رغم صناعته لنصف أهداف فريقه قبل هذه المباراة.
فداء الملك
انهالت الركلات على ميسي لأنه لم يسجل طيلة البطولة، ربما استحق بعضها بالفعل رغم مشاركته في حالة بدنية مشكوك فيها واشتباهات في الإصابة، لم يعكر صفو الحفلة سوى صوت الرجل الذي أشرك ارتكاز وحيد و5 مهاجمين وهو يصرح أنه كان دائم الاتصال بمورينيو طلبًا للنصيحة، ليؤكد الملك أنه إما كاذب أو أحمق أو ربما الاثنان معًا..توقف الجميع للحظات قبل أن يهزوا رؤوسهم في لا مبالاة ثم عادوا لركل ليو بحماس أشد، ولو قال مارادونا أنه طلب النصيحة من مايكل جوردان لما تغير من الأمر شيئًا لأن أحدًا لم يعبأ؛ ميسي هدف أسهل وأكثر جاذبية لأنه لا يمتلك مناصرين في وطنه، ولأن متربصيه كُثُر ولأن جراح خصومه مازالت طازجة، بينما ذابت عداوات دييجو مع الزمن.
واستمر الجميع في ترديد نفس السؤال ببلاهة كالعرائس الصينية الرديئة ..«لماذا لا يلعب ميسي كما يلعب مع برشلونة؟» ..حقيقة لا أعلم .. ربما لأنهم لم يكتشفوا الـ 4-1-5 في كتالونيا بعد .. أو ربما لأن من فشل في قيادة أوركسترا تشافي وإنييستا وألفيش وميسي نفسه في برشلونة لن ينجح بالبديهة مع نشاز الألبي سيليستي المعتاد في النهائيات .. لعل السبب أن أسبانيا امتلكت التيكي تاكا وإيطاليا الكاتيناتشو وألمانيا الدويتشة ماكين وامتلكت الأرجنتين هاتف مارادونا الجوال .. وعندما قرر الملك استخدامه لم يهاتف جوارديولا مدرب ليو آنذاك بل أكبر أعداءه على الاطلاق.
صكوك الغفران
منذ تلك المباراة تحديدًا شهدت علاقة ليو بالأرجنتين تحولًا جذريًا، يقول الفيلسوف خورخي فالدانو أبرز أعضاء جيل 86 العظيم مع مارادونا أن ميسي لم يعد يلعب للأرجنتين ليفوز بل ليطلب السماح والمغفرة..”مصنوع في برشلونة”..”أحضروا له تشافي وإنييستا”..”لو امتلك رونالدو فريقًا مماثلًا لقاده لكأس العالم كل مرة”..تعالت الصيحات رغم نجاح ليو في الوصول لثلاث نهائيات متتالية ليخرج مارادونا مؤكدًا أن ميسي لن يكون البطل في الأرجنتين ولن يحظى بنصف مكانة لاعب كتيفيز في قلوب مواطنيه لأن كارليتوس هو بطل البوكا وبطل الشعب، وكأن الأمر كان ينقصه مزيدا من الثنائيات المفتعلة، ولكن عندما يتحدث دييجو ينصت أهل الفضَّة حتى لو كان تيفيز هو من أخطأ ركلة الترجيح اللعينة أمام الأوروجواي في 2011.
في أوقات كتلك، أحب أن أدافع عن ميسي حتى لو بدا الأمر شائكًا، والدفاع عن أفضل لاعبي العالم – بل والتاريخ للبعض – ليس صعبًا بطبيعة الحال، الأصعب منه هو تبيُّن سبب فشله في التتويج مع منتخب بلاده وسط كل هذا الصخب..أحب أن أدافع عن ميسي لأنه يستحق ببساطة، ولأن ثقافة الـPunch Line التي أساء استخدامها محبيه وكارهيه على حدِّ السواء لم تنصفه يومًا.
أساطير الذهب والفضة
تقول الأسطورة أن ليو لم يصطحب سحره للأرجنتين أبدًا، انتظر الجميع تكرار المعجزة التي جعلت ميسي يسجل في 23 نهائي من أصل 27 مع برشلونة ولكنها لم تحدث، لمحة واحدة من لمحات البلاوجرانا كانت كفيلة بالتتويج في ريو دي جانيرو أو سانتياجو أو حتى نيو جيرسي؛ هدف كهدفه في بايرن ميونيخ، ركلة واحدة من ركلات إشبيلية، كيف يفشل هجوم من أجويرو وهيجوايين وميسي ودي ماريا في التسجيل ولو مرة واحدة في 360 دقيقة؟ سؤال لن يستطع آينشتاين توفير إجابة مقنعة له.
أحد أساطير الأرجنتين وهو سيزار مينوتي بطل مونديال 78 كمدرب يظن أن ليو قد أضاف من الجودة للألبي سيليستي ما يفوق ما أضافه مارادونا نفسه، بينما يعود فالدانو ليؤكد أن ميسي لا يحتاج لإثبات أي شيء لأنه يلعب كل يوم وكأنه مارادونا من المكسيك 86..مازال كل هذا غير كافي لأنه كلمات فالدانو ومينوتي غير قابلة للاستبدال بهدف في ألمانيا أو شيلي.
لا بد أنه هيجوايين إذن..أو ربما تاتا..ميسي لا يتلقى المساعدة الكافية في الأرجنتين..نعم هذا هو التفسير المنطقي الوحيد..للأسف لا، عليك أن تحاول مرة أخرى لأن الإحصائية الصادمة تؤكد أن 33 من أهداف ميسي الـ55 مع الألبي سيليستي كانت بتمريرات حاسمة مباشرة من رفاقه بنسبة 60%؛ أكثر من الـ 55% التي يتلقاها مع البلاوجرانا..في الواقع ميسي لم يمنحنا الكثير لندافع عنه..هل حُسم الأمر أخيرًا؟
مرة أخرى لا..هذا لم يكن أكثر من Punch line آخر مُعد لاغتيال ليو، الحقيقة أن ميسي كان أفضل زملائه طيلة فترة لعبه للألبي سيليستي، بل إن لفظ أفضل لا يفيه حقه؛ فعندما تصنع 40 هدفًا بينما اكتفى تاليك في الترتيب دي ماريا بـ22، وتسجل في نفس الوقت ما يقارب حصيلة أجويرو وهيجوايين مجتمعين فالأفضل ليست الكلمة الأدق لوصفك.
وحده وحده
سحر ميسي كان لعنته ومقارنته بمارادونا لم تكن عادلة لأن الأخير حاله كحال كل أساطير الماضي؛ لن يتذكر أحد إخفاقاته ولحظات خذلانه وستُختزل مسيرته تلقائيًا في ذكريات المجد دونًا عن غيرها لأن ذاكرة البشر ظالمة وانتقائية بطبعها، وكلما أخفق ليو ازدادت الأرجنتين تشبثًا بما تبقى من دييجو.
ليو أوهم الجميع أنه ليس بشريًا فعلًا، ومهما بدا هذا الحديث سخيفًا مبتذلًا حتى وهو يخرج من بوفون نفسه إلا أن الكثير من الأرجنتينيين صدقوه في بحثهم المحموم عن منقذ يضع بلادهم على الخريطة مرة أخرى، لذا أتت غضبتهم قاسية على قدر الآمال المعقودة، وفي الآمال يكمن السر الأعظم خلف فشل بلاد الفضة في الحصول على أي شيء غير الفضة؛ فبعد عروض رائعة شبه دائمة في التصفيات تسقط نجوم الأرجنتين محترقة لأرض النهائيات وتسقط رأس ميسي على الطبق الرئيسي في انتظار بدء الوليمة لأن الجميع نسى أن أجويرو لم يسجل أو يصنع طيلة 400 دقيقة في كأس العالم، وأن أقوى فريق سجل عليه هيجوايين هو باراجواي، وأن دي ماريا الذي سجل اجمالًا 17 هدفًا وصنع 22 آخرين اكتفى بـ5 و6 في كل البطولات التي خاضها منذ 2009، ينسون لأن ميسي هو ميسي والآخرون هم من هم.
في الثلاث بطولات الأخيرة التي خسرتها الأرجنتين في النهائي سجل ميسي 10 أهداف مقابل 14 للثلاثي أجويرو، هيجوايين ودي ماريا مجتمعين، وصنع 8 آخرين مقابل 9 لنفس الثلاثي، ليو كان وحيدًا كما لم يكن من قبل وتحديدًا في مونديال 2014 الذي يمكننا القول بضمير مستريح أن الأرجنتين لم تكن لتعبر دور مجموعاته لولاه..نعم هذا حال منتخب نجوم العالم لأننا لم نعد في التصفيات، والـ60% تنهار فجأة لـ20% ليسجل ليو 8 من أهدافه العشرة بمجهود فردي تام؛ أمر لا أظن أن سبقه له أي لاعب من قبل..إن لم يكن هذا سحر فلا أعلم ما هو السحر.
الغريب أن أحدًا لم يشعر أن هناك خطأ ما، مارتينو شاهد فريقه طيلة البطولة يعجز عن صناعة الفرص ولا يفوز إلا بتسديدات بعيدة أو ركلات حرة كانت كلها من نصيب لاعب واحد وحتى الفوز على بلجيكا أتى بتمريرة من نفس اللاعب، ولكنه قرر أن الحيلة ستنجح كل مرة لأنه لم يعد يملك غيرها ببساطة، حتى رئيسه قرر الإبقاء عليه لأن أحدًا لم يفهم سبب تعيينه من الأصل.
من زاوية ليو
لن يكون من المجدي ذبح روخو لأنه أفقد الأرجنتين مزيَّة التفوق العددي التي جلبها ميسي، الدعوة لاعتزال أجويرو أو هيجوايين لن تهم أحد والمقارنة بين أداء دي ماريا مع الريال والألبي سيليستي لن يبرر الفشل، كذلك لن يفيد البكاء على ركلة بيليا الضائعة، فقط ميسي يصنع العناوين والإثارة؛ نفس العناوين التي تجيب على نفسها ببراعة لا تدركها لأنها تنتظر الفشل من الجميع وتتسامح معه بينما لا تتقبل أي شيء من ليو، وسواء أحرز ركلته أو لم يحرزها فالنتيجة واحدة، سواء اكتفى بهدف واحد في 2015 أو 80% من أهداف فريقه في 2014 فالنتيجة واحدة..فشل ميسي لأن سامباولي وبيتزي ولوف أدركوا أن إلقاء ثلاثة أو أربعة لاعبين في طريقه سينجح لأن أحدًا من زملائه سيفعّل سحره بالتحرك في المساحة بينما مخاطرة كتلك معروف نتائجها مسبقًا في كتالونيا..وهو للسخرية نفس سبب نجاح دييجو لأن الجميع خشي فالدانو وبوروتشاجا، لأنهم ظهروا عندما غاب وأكملوه عندما ظهر، ولأنك لن ترى دييجو ملاحَق من نصف فريق الخصم دفعة واحدة في أي من النهائيات التي خاضها رغم استثنائيته وتفرده وسحره.
فشل ليو لأن دييجو كان أكثر من خشى نجاحه وربما أكثر من لوف نفسه، ولأن الجميع في الأرجنتين أرسله للركن معاقبًا منذ 2010، وكلما رحل أدركوا أهميته وأعادوه له قائلين أن ذلك لمصلحته وأن عليه أن يستحق الخروج وحده أولًا، فشل لأنه لعب للمغفرة كما قال فالدانو ولم يلعب للجمال كما قال كرويف، وكان عليه أن يخطىء الركلة الأخيرة كما قال ليتحمل المسئولية تلك المرة لأنه ضاق ذرعًا بالعقاب ولم يعد يتحمل البقاء في الغرفة من الأصل.
باولو يرسل تحياته
نعم..يبدو أنكم لن تشاهدوا ميسي خارج برشلونة، ويبدو كذلك أنه لن ينجح في كسو بلاد الفضة بالذهب كما أراد دومًا، ربما لهذا أعلن اعتزاله وربما لأنه صنيعة برشلونة أو خائن عديم الشخصية كما يحب الكثير أن يصدق، ليأخذ مكانه بجانب خائن آخر عديم الشخصية فشل في التتويج مع منتخب بلاده هو مالديني، ولسوء حظه لم يشاهده أحد خارج السانسيرو كذلك.
24 ساعة بعد الإعلان كانت كافية ليهاتفه الرئيس ماكري مطالبه بالتراجع عن القرار، قبل أن يكشف النصاب عن تمثال آخر لليو في العاصمة، كذلك لوّح 8 من زملائه بالاعتزال دوليًا وانتشرت حملة واسعة على الانترنت وفي شوارع بلاده بعنوان No te vayas Leo أو لا ترحل ليو، بعض ردود الأفعال كانت صادقة والبعض الآخر حاول إقحامه في ألعاب السياسة ولكن لا يبدو أن ليو بصدد تغيير رأيه.
سواريز وماتشرانو وأغلب مقربيه من أهل اللعبة أكدوا أنه سيتراجع، لكن ما رأيته في عينيه قال العكس ولعله نفس ما رآه فالدانو كذلك؛ ليو لم يعد يعبأ .. لم يبدو متأثرًا وهو يعلن رحيله، لم تدمع عيناه بل تملكتها نظرة عبث مجنونة .. ما الفائدة؟ .. النتيجة واحدة سواء سجلت أم لا، سواء قُدت الفريق أو تواريت في الظل، سواء أحرزت الركلة أو أطحت بها وسواء حظيت بحب دييجو أو مقته .. لم تمر سوى ساعات وقد جدَّد الاتحاد ثقته في مارتينو بالفعل ورغم ذلك انشغل الجميع بالتأكيد على ضرورة التتويج في روسيا .. أي خبل هذا؟ .. أيًا كان ما سيحدث فكلنا نعلم ما سيحدث؛ سترسلني أمة مارادونا للركن مُعاقبًا مرة أخرى، والركن كان كالجحيم طيلة السنوات الماضية.