بعد أزمة الأوسكار: لماذا علينا أن نهتم بفن أنماط الكتابة؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
شهدت مراسم توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام التواءة درامية بنهاية الحفل، حيث تم الإعلان عن الفائز الخطأ. إذا أعدت مشاهدة اللقطات المصورة وقمت بتحليلها، يمكنك أن تقرأ على تعابير وجه «وارين بايتي»، قبل أن يُعلن الفائز بجائزة أفضل فيلم، أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.
دعنا نراجع، بسرعة، تسلسل الأحداث لحظة بلحظة:
1. خرج كل من «وارين بايتي» و«فاي داناواي» إلى خشبة المسرح لتقديم جائزة أفضل فيلم، لكن تم تسليمهما خطأً المغلف الخاص بجائزة أفضل ممثلة.
2. يقرأ وارين البطاقة، ثم يتوقف برهة ليقرأها مرة أخرى حتى يتأكد (بينما يظن الحضور أنه يحاول أن يمزح). إنه يتفحص المغلف ليرى إذا ما كانت عليه أي معلومات أخرى.
3. يعرض وارين البطاقة على فاي داناواي، وكأنما يريد أن يقول،«هل يبدو هذا صحيحًا؟»
4. تقرأ فاي البطاقة تلقائيًا، قبل أن يستطع أن يقول لها شيئًا، وتعلن بذلك الفائز الخطأ.
5. خطأ يتسبب في حادثة غير مسبوقة في تاريخ الأوسكار الممتد لثمانية وثمانين عامًا.
أتصور أن هناك العديد من الإجراءات الاحترازية لتجنب حدوث خطأ كهذا، خاصة أثناء حفل جوائز الأوسكار. لكن هناك شيئًا واحدًا غالبًا لم تضعه الأكاديمية في حسبانها، أو نسيته فيما يخص بطاقات الفائزين هذا العام: نمط الكتابة.
ها هي نسخة مصورة من البطاقة الأصلية لجائزة أفضل فيلم، وهي تخرق الكثير من القواعد التي يقرها الاقتباس السابق.
أولًا، إنها واضحة، يمكنك أن تفرق بين الحروف وبعضها. ثانيًا، إنها مقروءة إلى حد ما، لكن الوزن البصري لكلمة «Moonlight» وأسماء المنتجين متساوٍ. أخيرًا، على الرغم من أنها مجرد بطاقة إعلان الفائز فإنها غير جذابة بصريًا. أعتقد أنه من العدل أن نقول إنها موضوعيًا مملة.
وبناءً على تصميم هذه البطاقة، قمت بإعادة تخيل البطاقة التي رآها وارين وفاي، تلك التي تسلموها بالخطأ:
هذا نمط طباعة بشع. أود أن أؤكد مرة أخرى أنه بشع. بشع. أو لأكون ألطف، شديد السوء. ألقِ عليها نظرة أخرى. بالطبع كان يمكن لأي شخص أن يرتكب نفس الخطأ بحسن نية.
تخيل أنك على التلفزيون بينما يشاهدك الملايين في كل أنحاء العالم. إنك تشعر ببعض التوتر، ويتعين عليك قراءة بطاقة ما. غالبًا ما ستقرؤها من الأعلى إلى الأسفل (وفقا للهيراركية البصرية) بدون أن تتساءل إذا ما كانت البطاقة صحيحة أم ﻻ. كانت هذه النظرة على وجه وارين بايتي تعني «هذه البطاقة مكتوب عليها إيما ستون». ﻻبد أن فاي قد تخطت هذه النظرة، مأخوذة بالانفعال الذي أثاره طول انتظار الإعلان عن الفائز، وسارعت بإعلان «La La Land» فائزًا.
أنا لا ألقي لوم ما حدث على وارين أو فاي. ما حدث هو ناتج خطأ جهتين: أيا كان المسئول عن تصميم بطاقات الفائزين (هل كان هذا يستحق أن يطلق عليه تصميم فعلًا؟!) وتعيس الحظ الذي سلمهما المغلف الخطأ.
كان يمكن لبطاقة ومغلف واضحا التصميم أن يمنعا حدوث خلط مشابه. وإليكم الثلاثة الأخطاء الرئيسية في تصميم بطاقات الفائزين بشكل عام:
1. كلنا نعرف أن هذا هو حفل جوائز الأوسكار، لكن لا داعي لوضع الشعار على رأس البطاقة.
2. وضع الفئة «أفضل ممثلة»، في أسفل البطاقة بحجم خط صغير.
3. طباعة اسم الفائز، المعلومة الرئيسية التي لابد من قراءتها، بنفس حجم الخط كالسطر الثاني مما يعطيهما حجما بصريا متساوي.
والآن، دعونا نتخيل خط أحداث بديلا، حيثما سُلِمَ المقدمان هذه النسخة المعدلة، من البطاقة الخاطئة، وباستخدام نفس عناصر البطاقة الأصلية.
ربما لا يبدو للشخص العادي أن هناك اختلافا كبيرنا، لكن تغيير الحجم، والموقع، والوزن البصري للنص يصنع اختلافًا كبيرا. اختلافا كافيا أن يحول دون حدوث مثل هذا الخطأ المحرج.
دعونا نحلل الاختلافات بين البطاقة الأصلية وبطاقتي المعدلة بوضعهما جنبًا إلى جنب لنستطيع المقارنة بين اختلافات قد تبدو غير مرئية ولكنها مهمة.
1. ليس هناك حاجة لوضع الشعار على رأس البطاقة. فالكل يعرف، بالفعل، أن هذا هو حفل جوائز الأوسكار. فقمنا بنقل شعار الأوسكار إلى الأسفل، حيث إنه الأقل أهمية في هذا السياق.
2. نقلت فئة الجائزة، في هذه الحالة «أفضل ممثلة» إلى أعلى البطاقة، حتى تكون أول ما يُرى أو يُقرأ. وليس هناك موضع للالتباس حول ماهية الفئة، حيث إنها مذكورة بوضوح في البداية.
3. وضعت اسم «إيما ستون» بحجم خط أكبر من اسم الفيلم «لا لا لاند»، لأنها الفائزة في تلك الفئة. يجب أن يكون الفائز هو أكثر ما يسلط عليه الانتباه في البطاقة، بينما توضع أي معلومات أخرى كعنوان الفيلم بحجم أصغر أو أقل سمكًا.
هذا هو كل ما هناك. هذا كل ما كان على المصمم أن يفعله. هذه الملاحظات الثلاث. أعتقد أن ميزانية هذا العام لم تتضمن توظيف مصمم بطاقات.
لم يكن ليحدث أي من هذه الفوضى، إذا ما تم تصميم البطاقات على غرار بطاقتي المعدلة. حتى لو تلقى المقدمون المغلف الخطأ، لأنهما كانا سينظران إليه وسيحدث شيء من اثنين: ستقرأ عيناهما «أفضل ممثلة»، أو «إيما ستون». كانت ستدلهما قراءة أي من هاتين العبارتين على أن تلك ليس البطاقة الخاصة بفئة أفضل فيلم، وكانا سيطلبان من «جيمي كيميل» أو أحد المنتجين الصعود إلى خشبة المسرح وتصحيحها.
فالدراية بفن أنماط الكتابة، لأي مبدع، مهارة ضرورية، على الجميع، ليس فقط المصممين، أن يضعوا في اعتبارهم تعلمها. يمكن لفن نمط الكتابة أن يكون ذا فائدة ضخمة عند كتابة سيرة ذاتية جيدة التنظيم، إنتاج تقرير ليبدو مثيرًا، تصميم موقع إلكتروني بتسلسل هرمي بديهي، وأيضًا خاصة عند تصميم بطاقات الفائزين في حفل جوائز.
أخيرًا، أحب أن أقدم لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة تصميمي الخاص لبطاقات الفائز بجوائز الأكاديمية التسعين (أعتقد أن عمولتي أكثر من معقولة).
البطاقة نظيفة التصميم وسهلة القراءة بالنسبة لأي مقدم، وتحتوى على المعلومات المهمة فقط. ليس هناك حاجة لوضع حتى كلمة «الأوسكار» هناك (كلمات أقل لتُقرأ). حيث يؤدي مخطط التمثال الغرض جيدًا.
وتهنئة كبيرة لفريق عمل فيلم «Moonlight» على الفوز بجائزة أفضل فيلم.