لماذا وكيف تفوقت إسرائيل عسكريًا؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يبرز المقال، المنشور لدى دورية نيويورك بوست الأمريكية، أسباب ومظاهر التفوق العسكري لإسرائيل، وكيف أصبحت في صدارة الدول المصدرة للأسلحة، إذ تُقدر قيمة صادراتها من الأسلحة 6.5 مليار دولار سنويًا.ويشير المقال إلى أن إسرائيل كانت أكبر مصدري الطائرات دون طيار (درونز) منذ العام 1985 تليها الولايات المتحدة، ومن ضمن الدول المستوردة للدرونز الإسرائيلية روسيا وكوريا الجنوبية وفرنسا.ويسرد المقال عددًا من العوامل كانت وراء التفوق العسكري لإسرائيل في فترة قصيرة وهي عوامل قومية فريدة خاصة بها، أولها إنفاق نسبة 4.5% من إجمالي الناتج المحلي على الأبحاث والتطوير. ويضيف أن نسبة 30% من الأبحاث والتطوير تخصص للمعدات العسكرية. أما ثاني العوامل، فهو ثقافة الإبداع والابتكار داخل إسرائيل، فالإسرائيليون أكثر رغبة في المخاطرة عن الشعوب الأخرى ويكتسبون ذلك إبان أدائهم الخدمة العسكرية الإلزامية، حيث ينفذون مهام عواقبها خطيرة وهم في سن صغير.أما العامل الثالث فهو حالة الصراع الدائمة لإسرائيل، فهي تخوض حربًا كل عِقد من الزمن تقريبًا، ما يجبر مواطنيها على الابتكار وإنتاج الأسلحة، الأمر الذي يكتب لهم النجاة. ويستعرض المقال -الذي يقدمه يعقوب كاتز، المحلل السياسي الإسرائيلي- أهم الأسلحة التي تمتلكها الترسانة العسكرية الإسرائيلية كالتالي:1- الدوريات الحدودية الروبوتية (الآلية):المركبة الإسرائيلية «جارديوم» أحد مكونات الفئة الجديدة من الأسلحة الآلية المعروفة أيضًا بـ «السيارات البرية غير المأهولة»، وتُعد إسرائيل أول دولة عالميًا تستخدم تلك الروبوتات بديلاً عن الجنود في الدوريات الحدودية.وتنشر إسرائيل تلك النوعية من المركبات على حدودها مع سوريا وقطاع غزة. أما تكوينها، فهي نسخة مصفحة من سيارة «تومكار» الأمريكية، مخصصة للصحراء ومجهزة بمجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات والأسلحة. وتهدف إسرائيل من وراء استخدام تلك الروبوتات إلى تقليل الاعتماد على الجنود، فضلاً عن اعتمادها عليها في مواجهة التهديدات القادمة من الأنفاق إلى الداخل الإسرائيلي.ويوضح المقال أن شركة «رافاييل» للأنظمة الدفاعية طورت زورق دورية غير مأهول يُدعى «بروتكتور» لحماية المرافئ الإستراتيجية، ووضع دوريات على طول ساحل البحر المتوسط.2- منظومة «آرو» الدفاعية المضادة للصواريخ:في عام 2000، حصلت إسرائيل على أول بطارية صواريخ من طراز «آرو» ليجعلها ذلك أول دولة في العالم تحصل على منظومة صواريخ يمكنها إسقاط أي صواريخ معادية. جاءت فكرة إنشاء منظومة «آرو» وسط ثمانينات القرن الماضي بعدما طالب الرئيس رونالد ريجان حلفاء أمريكا بتطوير أنظمة لحمايتها من الصواريخ النووية للسوفييت. وتعززت منظومة آرو في أعقاب حرب الخليج الأولى، وتحديدًا عام 1991 عندما أطلق الرئيس العراقي صدام حسين 39 صاروخًا سكود على إسرائيل.
واليوم، تمتلك إسرائيل إلى جانب «آرو» منظومة «مقلاع داوود» التي تعترض الصواريخ متوسطة المدى والكروز، ومنظومة «القبة الحديدية» التي اعترضت مئات من صواريخ الكاتيوشا أُطلقت من قطاع غزة في الأعوام الأخيرة. ويقدم استخدام منظومات الدفاع الصاروخية ما هو أكثر من إنقاذ الأرواح، إذ تمنح قيادتها «المناورة الدبلوماسية» والفرصة للتفكير ووضع إستراتيجية قبل الرد على الهجمات الصاروخية.3- أقمار التجسس الصغيرة:في العام 1988، أطلقت إسرائيل أول قمر صناعي للتجسس، واستطاعت في غضون 30 عامًا أن تصبح قوة عظمى في مجال أقمار التجسس، وتدير حاليًا 8 أقمار تجسس مختلفة. تنقسم تلك الأقمار إلى فئتين:الفئة الأولى؛ وهي التي تحتوي على كاميرات عالية الدقة مثل قمر «أفق -9» الذي أطلق عام 2010 ويمكنه تمييز الأجسام الصغيرة من على بعد مئات الأميال. أما الفئة الثانية فهي أقمار «تيك سار» مجهزة بنظام رادار يمكنه التقاط صور فائقة الجودة، ويمكن للرادار الملحق به التصوير في الأحوال الجوية الصعبة.ويمنح ذلك إسرائيل القدرة على تتبع أعدائها وجمع المعلومات عنهم على مدار اليوم، وفي أسوأ الظروف الجوية. فنجاح إسرائيل في تطوير هذه الأقمار دفع دولاً كـ «فرنسا وإيطاليا وسنغافورة والهند» للتعامل مع إسرائيل في ذلك المجال، ما أدرّ عليها دخلاً كبيرًا.4- الدرونز (الطائرات دون طيار):تُعد (أيتان) أو (حيرون – تي بي) أكبر طائرات درونز (دون طيار) لدى إسرائيل، حيث يبلغ باع جناحها 85 قدمًا، ويمكنها حمل حمولة تبلغ طنًا. ويُعتقد أن إسرائيل استخدمت تلك الطائرة في إطلاق صواريخ جو أرض على الرغم من عدم اعترافها بذلك.تُعد إسرائيل أول دولة في العالم تقوم بتشغيل طائرات دون طيار خلال عمليات قتالية عام 1969، عندما قامت بتوجيه «طائرات لعبة» ملحق بها كاميرات على طول قناة السويس، للتجسس على مصر.
وفي عام 1982، قامت إسرائيل بتوجيه أول طائرة دون طيار مقاتلة تُدعى «سكاوت» في لبنان، حيث لعبت تلك دورًا رئيسيًا في تحديد وتحييد أنظمة الصواريخ السورية المضادة للطائرات.لقد أحدثت الدرونز الإسرائيلية ثورة في ساحات الحرب الحديثة، حيث تقل تكلفة تصنيعها وتطويرها كثيرًا عن المقاتلات العادية، وتشارك أيضًا في العمليات العسكرية اليومية.وتمنح الدرونز الإسرائيليين إمكانية اتخاذ قرارات مدروسة قبل الهجوم على أي أراضٍ أو اقتحام تجمعات للأعداء، إذ يُعتقد أن الدرونز تحلق يوميًا فوق لبنان لتتبع مقاتلي حزب الله، والذي يُعتقد أنه يمتلك 130 ألف صاروخ قادر على ضرب إسرائيل.5- دبابة الميركافا:تُعد دبابة «الميركافا» أحد أكثر الدبابات الفتاكة والمحمية في العالم، وقامت إسرائيل بتصنيعها بعد أن رفضت بريطانيا ودول أخرى بيع دبابات لإسرائيل.الطراز الأحدث من الدبابة والمعروف باسم «ميركافا إم كيه – 4» هو الأكثر إبهارًا، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 40 ميلاً في الساعة، ومزودة بمجموعة دروع تناسب المهام القتالية المخصصة لها.على سبيل المثال؛ إذا فُرِض أن المهمة ستكون الهجوم على منطقة مليئة بكتائب صواريخ مضادة للدبابات، فإن المهمة تتطلب دروعًا ثقيلة، ويمكن للجنود إحلال الأجزاء التالفة بالدرع خلال وجودهم في ساحة المعركة دون الحاجة لإعادة الدبابة إلى ورش الصيانة. في عام 2012، خضعت الميركافا لأكبر تغيير لها على الإطلاق حيث تم تركيب منظومة «تروفي» على الدبابة وهي منظومة دفاعية نشطة. إذ تحتوي تلك المنظومة على رادار مصغر يمكنه الكشف عن الصواريخ المضادة للدبابات؛ ما يجعلها تتخذ تدابير للحماية واعتراض تلك الصواريخ.