لماذا لا يحب جمهور الأهلي حسام البدري؟
البداية في الثاني عشر من يونيو/حزيران من عام 2009 حينما أعلن النادي الأهلي التعاقد مع فينجادا ليخلف مواطنه الأسطورة مانويل جوزيه الذي ذهب لتدريب منتخب أنجولا، حينها كان البدري يشغل منصبي المدرب المساعد ومدير الكرة في الفريق الأول للأهلي ولكن اعتذار نيلو فينجادا لأسباب لم يُعلن عنها ومع ضيق الوقت واقتراب بداية الموسم الكروي في مصر، قرر النادي الأهلي في الثالث والعشرين من الشهر نفسه إسناد مهمة تدريب العملاق الأحمر للكابتن حسام البدري.
أزمة ثقة
عند انتظارك الفرصة كي تأتي لتستغلها بالتأكيد ستكون في قمة الحماس الممزوج بالسعادة لتحقق حلمك، ولكن ماذا لو حدث كل هذا اضطراريًا؟ هذه بالفعل الأزمة الأولى لحسام البدري، فشعوره بأنه لم يكن الخيار الأول لإدارة الأهلي جعله مهزوزًا قبل أن يبدأ؛ لذلك لم يكن طبيعيًا في تصرفاته كذلك، فبدت كلها كمحاولة إثبات أحقيته بالمنصب إعلامية أكثر من أنها عمل فني أو ما شابه مع اللاعبين. فالعصبية المبالغ فيها على خط التماس حتى في المباريات الودية لم يكن لها تفسير سوى ذلك، موقفه في مباراة ليفركوزن الودية في فترة الإعداد خير دليل.لن أعيش في جلباب أبي
الأزمة الثانية والكبرى هي عقدة مانويل جوزيه، جوزيه هو معشوق الجماهير الأهلاوية الأول وهذه الحقيقة جعلت من أي خليفة له يواجه عاصفة عدم قبول إلى أن يثبت العكس، ولكن البدري لم يحاول كسب ود الجمهور بالعكس اصطدم من اللحظة الأولى. البداية كانت مع تغيير طريقة اللعب من 3-4-1-2 التي حكم بها جوزيه أفريقيا إلى 4-2-3-1 التي كانت تسود العالم في هذا التوقيت. قد يدعي أحدهم أن هذا حق أصيل للمدرب ولكن تناسى الكل أن قلوب دفاع الأهلي في هذا الوقت كانوا غير مؤهلين للعب بأربعة مدافعين، فجمعة والسيد كانا قد تخطيا الثلاثين وافتقدا سرعة الدوران والمرونة والأهلي لم يكن يمتلك الأجنحة التي تستطيع تطبيق تلك الأفكار، والنتيجة كانت خسارة الأهلي لكأس السوبر في أولى منافسات الأهلي تحت قيادته.البدري كان يريد تغيير الطريقة ومراكز اللاعبين لا لشيء سوى أن يثبت أنه يستطيع تكوين فريقه الخاص دون استكمال مسيرة البرتغالي، لم يكن يريد أن يقال أن البدري يفوز بفريق مانويل ولكنه لم يفكر بمنطق أن في النهاية الفوز لن يحتسب إلا له.
إدعاء المظلومية
منذ تولي البدري مسئولية الفريق وهو يصرح في كل وقت وكل مكان، بأنه لا يتلقى المعاملة نفسها من إدارة الاهلي التي كان يتلقاها العراب البرتغالي، في حين أن البدري قد قام بصفقات من العيار الثقيل وبأرقام كبيرة، فشريف عبد الفضيل الذي بات أغلى مدافع مصري حيث بلغ سعره 7 ملايين جنيه بالإضافة إلى أحمد صديق إلى الإسماعيلي، وجدو الذي تعدى سعره الـ15 مليون جنيه بالإضافة لهاني العجيزي إلى الاتحاد السكندري، كون أن تلك الاختيارات لم تضف للفريق فهذه ليست مشكلة الإدارة بل مشكلة البدري نفسه الذي أساء استخدام الأموال في استقدام لاعبين لم يوفقوا، أو لم يستفد البدري نفسه من تلك الأسماء التي استقدمها.هذا الشعور هو ترسبات من إحساس البدري بأنه أقل من مانويل جوزيه فالجمهور ما زال يتغنى «جوزيه، جوزيه جوزيه جوزيه» في المدرج وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، جسر بناه البدري بينه وبين الجمهور لم يستطع أيهما إزالته حتى الآن.
مساء الأنوار
الإعلامي المصري مدحت شلبي (يمين) وكابتن منتخب مصر السابق أحمد شوبير (يسار).
الكل يعرف مدى سوء علاقة مانويل جوزيه بالإعلام، فالإعلام الرياضي المصري هو أسوأ ما في المنظومة، مجاملات وتغيير آراء بالجملة، تصفية حسابات بين حين وآخر والجمهور يعرف ذلك جيدًا، جوزيه كان رجلا صريحا للغاية وكان دائم الصراعات مع الإعلام لذلك كان دائم الهجوم عليه، لذلك دعم البدري كان من كل الأبواق الإعلامية منقطع النظير، وكانوا يرددون نفس الحجج الواهية بأن جوزيه كان يمتلك جيلًا تاريخيًا ساعده في تحقيق ما عجز عنه الجميع في تبرير سوء الأداء والنتائج مع البدري مع إغفال حقيقة أن جوزيه هو من صنع كل تلك النجوم، تلك الحملات الإعلامية في دعم البدري من كارهي جوزيه جعلت مشاعر الجمهور تتأجج أكثر وأكثر ضد البدري. كذلك كان على البدري دفع الثمن بإشراك لاعبين من قطاع ناشئي الأهلي حتى يكسب ود الإعلام لأن تلك هي نقطة الخلاف الكبرى بينهم وبين جوزيه، ولكن مالم يفهمه حسام أن ليس كل من لعب الكرة يستطيع حمل قميص أعرق أندية القارة، فرأينا أمثال مصطفى شبيطة وعبد الله فاروق وغيرهما الكثيرين يلعبون في الفريق الأول لمجرد كسب ود الإعلام ليمدحوه ويقال عنه إنه أفضل من جوزيه الذي كان يشتري لاعبين من خارج النادي، وتناسى الجميع حسام عاشور وعماد متعب وغيرهما، فهل يستوي حسام غالي وعبد الله فاروق؟ وأين يلعب شكري وعفرتو الآن؟ درس مهم في فكرة تصعيد الناشئين دون استحقاق.