الفريق يقوم بتدريباته اليومية في طرقات الفندق المقيم به، ولا يستطيع أي من أفراده الخروج من الطابق المخصص لهم بالفندق.
إتيني فيرمي الصحفي بجريدة ذا صن البريطانية

في بداية شهر فبراير/شباط الحالي كان المنتخب الصيني لكرة القدم النسائية في أستراليا ليشارك في التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية في طوكيو لهذا العام. لكن فجأة قررت اللجنة المسئولة عن التصفيات حجرهم صحيًّا في فندق الإقامة في مدينة «بريسبان».

مرَّ يومان ولم يتغير الوضع ولم يُسمح للفريق بإجراء أي حصة تدريبية على عشب أخضر خارج حدود الطابق المخصص لهم بالفندق، فاضطرت لاعبات الفريق للتدرب بالكرة وبدونها في طرقات الفندق للحفاظ على لياقتهم البدنية لما كان ينتظرهم من مباريات هامة.

https://twitter.com/WFRumour/status/1225079332181164032?s=20

بدأت التصفيات وفاز الفريق على منتخب تايلاند ومنتخب تايوان وتعادل مع منتخب السيدات الأسترالي بعد تقديم أداء كبير. أداء دفع «جاستين أوليفر» محرر قناة «Oh my goal» الأمريكية الشهيرة للتصريح ساخرًا: «ياليت كل فرقي المفضلة تدربت في طرقات فندق إقامتها».

لم يقف العالم كثيرًا أمام تلك الواقعة؛ نظرًا لضآلته مقارنة بخطورة الوضع الحالي الذي سببه فيروس كورونا مؤخرًا. لكن وبمرور الوقت تجد تأثير الأمر يزداد على كرة القدم كما هو الحال في كافة الأنشطة الأخرى حول العالم. دعنا نستعرض بعض المشاهد التي لوح فيها «كورونا» بضرب كرة القدم.

في إنجلترا: لا تصافحني

في إنجلترا، أعلن نادي توتنهام التزامه بالتعليمات الحكومية وإبلاغ لاعبه الكوري الجنوبي «سون هيونغ مين» بالالتزام بالحجر الصحي عند عودته من سيئول عاصمة كوريا الجنوبية التي يخضع فيها لجراحة بعد الكسر الذي عانى منه في ذراعه.

أما في نيوكاسل فقد أعلن «ستيف بروس» المدير الفني للفريق منع لاعبيه من المصافحة بالأيدي بناءً على تعليمات الجهاز الطبي للنادي. الأمر ذاته تكرر في فريق وست هام الإنجليزي، حيث قال «ديفيد مويس» المدير الفني للفريق إن الجهاز الطبي خصص للاعبيه غسولًا لليد صار مرافقًا لهم دائمًا هذه الأيام مع الحرص على عدم مصافحة بعضهم البعض في صباح كل يوم.

الحادثة التي كادت أن تكون مأساوية كانت في مدينة مانشستر، وتحديدًا في نصفها الأحمر. فبعد تعاقد مانشستر يونايتد مع النيجيري «أوديون إيغالو» على سبيل الإعارة من نادي شانجهاي شينوا الصيني، انتشرت الأنباء عن تفشي فيروس كورونا وكانت الصفقة مهددة بالإلغاء.

أعلم أن مانشستر يونايتد هو حلم إيغالو منذ أن كان طفلًا. الانضمام للنادي الذي تشجعه وأنت في الثلاثين من عمرك ليس بالأمر السهل، لكن ذلك الإجراء الوقائي لا بد منه ولا يمكن المساس به.
أولي سولشاير المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي.

قررت إدارة النادي الإنجليزي عزل إيغالو عن زملائه في التدريبات ليتدرب بشكل منفصل تمامًا حتى يمر 14 يومًا منذ قدومه من الصين والتأكد من أنه غير حامل للفيروس، وكذلك وعدم مشاركته معهم في معسكر الإعداد الشتوي القصير في إسبانيا.

لكن نهاية تلك القصة كانت سعيدة. مر الـ 14 يومًا وانتصرت كرة القدم على فيروس كورونا وسجل إيغالو أول أهدافه مع فريق المانيو ضد فريق كلوب بروج البلجيكي بالدوري الأوروبي منذ أيام قليلة.

في إيطاليا: سنلعب بدون جماهير

أعتذر للجماهير، الوضع حرج للغاية ويتطلب مساندة الجميع.
جابرييلي جرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم.

أصدر جرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي هذا التصريح بعد اضطرار الحكومة الإيطالية لإصدار قرار بأن تُلعب خمس مباريات في الكالشيو في الجولة السادسة والعشرين بدون جمهور مع احتمال مد تلك الفترة بسبب انتشار فيروس كورونا في الشمال الإيطالي.

أعلم أن الأمر قد يكون غريبًا عليك بعض الشيء كمصري، فمبارياتنا تُلعب بدون جمهور منذ سبع سنوات دون أن يخرج علينا مسئول واحد ليخبرنا حتى بالسبب لا ليعتذر لنا، لكن ذلك ليس موضوعنا على أية حال.

أبرز المباريات التي ستُلعب بدون جمهور هو الديربي الإيطالي بين يوفينتوس وإنترميلانو يوم 1 مارس/آذار. يأتي ذلك بعد تأجيل بعض المباريات من الجولة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي للسبب ذاته أيضًا. يبدو أن الكالشيو هو الدوري الأكثر تأثرًا بفيروس كورونا في أوروبا.

في آسيا: التشجيع بعد الفحص

نحن الآن مع البطولة الأكثر تأثرًا بفيروس كورونا، أو بمعنى آخر المساحة التي انتصر فيها كورونا على كرة القدم بشكل واضح، دوري أبطال آسيا.

ففي إحدى مباريات دوري الأبطال في كوريا الجنوبية أمام إحدى الفرق اليابانية تم فحص حرارة جماهير النادي الياباني بشكل فردي لكافة المشجعين خارج ملعب المباراة للتأكد من عدم ارتفاع حرارة أي منهم. جاء ذلك بعد أيام قليلة من خبر وجود سفينة على ساحل مدينة طوكيو اليابانية تحمل عشرات الحالات المصابة بفيروس كورونا.

وفي ظل تذمر جمهور الفريق الياباني بسبب مشاهدة فرقهم بصعوبة، صار الجمهور الصيني غير قادر على مشاهدة فرقهم من الأساس. فقد تم إلغاء كافة مباريات الفرق الصينية في دوري أبطال آسيا حتى نهاية شهر أبريل/نيسان القادم.

أما فريق مدينة «يوهان الصينية»، والتي كانت مركزًا رئيسيًّا لتفشي الفيروس، كان في إسبانيا يقيم معسكرًا تحضيريًّا لكن جميع الفرق التي كان مُخطط لها أن تقابله في وديات قد اعتذرت عنها.

وبالرغم من تصريح مسئولي الفريق أنهم في جولة الإعداد تلك من قبل ظهور المرض من الأساس إلا أن الرعب من الفيروس قد ساهم في تقليص مساحة المنطق بشكل كبير. أنت صيني ومن المدينة التي ظهر بها الفيروس لأول مرة، فلن ألعب معك حتى لو كنت خارج المدينة منذ عشر سنوات كاملة!