من قتل سيدة مدينة نصر؟ شهادات وأدلة تنسف رواية الداخلية
هدى محمد أحمد (31 سنة) موظفة بإدارة مصر الجديدة التعليمية، هدى كغيرها من الموظفين تنتظر أيام الإجازة الرسمية حتي يمكنها الخروج مع أصدقائها للتنزه قليلًا، يوم الخميس 16 مارس/آذار 2017 كانت على موعد مع أصدقائها في إحدي الكافيهات بمدينة نصر، يقع الكافيه في أحد الشوارع المتخامة لشارع الطيران بمدينة نصر وتحديدًا خلف المجلس المحلي خلف حي شرق مدينة نصر .
الكافيه مكون من قسم كأي من الكافيهات الحديثة فله قسم داخلي، وهو الواقع داخل العمارة وقسم آخر خارجي يظلله من الأعلى مظلة حديدية ملونة وواجهته من القسم الخارجي المطل علي الشارع من الزجاج. جلست هدى في القسم الخارجي المطل من الكافيه والمطل على الشارع مع عدد من صديقاتها ليفاجئوا بإطلاق رصاص من الشارع.
اخترق الرصاص الزجاج المكون للواجهة ليحوله إلى قطع متناثرة وتستقر رصاصة في جسد هدى وسط حالة من الهرج والمرج في المنطقة كلها من الأهالي ورواد الكافيهات المذعورين من إطلاق الرصاص، وبحسب شهادة الشهود فإن ذلك حدث بين الساعة الرابعة والخامسة من عصر يوم الخميس 16 مارس/آذار 2017.
وزارة الداخلية عن ملابسات الواقعة
في الحادية عشرة مساءً من نفس اليوم، أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها عن ملابسات الواقعة، وأن ما حدث كان خلال عملية ضبط 8 من العناصر الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين كانوا متواجدين في إحدى الشقق في المنطقة.
وأضاف البيان:
وأضاف البيان أن بيانات المقبوض عليهم كالآتي:
1. محمد عبد الله عثمان إبراهيم (مواليد 18/11/1996 – طالب – مقيم بمدينة الزقازيق بالشرقية )
2. علي صالح السيد علي (حركي عصمت – مواليد 21/7/1984 – حاصل على معهد فني تجاري – مقيم منيا القمح بالشرقية ) .
3. رضا علي عبد الحميد بيومي (حركي «فادي، كابتن ناصر» – مواليد 5/1/1983 – مهندس بترول – مقيم منيا القمح بالشرقية ).
4. طارق محمد مدني رضوان (مواليد 30/9/1979 – بكالوريوس تجارة – مقيم بمنطقة عين شمس بالقاهرة) .
5. محمد أبو المعاطي محمد عمر (مواليد 5/10/1976 – طبيب أسنان – مقيم بمنطقة النزهة الجديدة بالقاهرة)
6. أحمد عبد المنعم محمد عبد الغني (مواليد 21/2/1974 – مدير تحرير مجلة المختار الإسلامي – مقيم مركز سمالوط بالمنيا).
7. مسعد رياض الصادق عبد العال (مواليد 11/5/1983 – حاصل على ثانوية أزهرية – مقيم منطقة الدبابات بالإسماعيلية).
8. هاني سيد حسن مرعى (مواليد 21/11/1997- طالب بكلية تجارة بجامعة الأزهر – مقيم بمنطقة دسوق بكفر الشيخ).
شهادات تكذب رواية الداخلية
بقايا الزجاج المتناثر جراء إطلاق الرصاص في مكان الحادث – مدينة نصر – القاهرة – مصر.
بالذهاب إلى موقع الحادثة وجمع الشهادات ممن حضروا ماحدث من بدايته ينسف كل رواية وزارة الداخلية عن الواقعة، فبمعاينة المكان يتضح أنه لا يمكن عمليًا للمقبوض عليهم أن يطلقوا أعيرة نارية باتجاه الكافيه ويصيبوا الواجهة الزجاجية وهم متواجدون في شرفة الشقة؛ حيث تقع الشقة التي تم ضبطهم بداخلها فوق الكافيه مباشرة في الدور الأول علوي وتستخدم لحساب شركة إعلان وتدريب ولا يمكن إصابة واجهة الكافيه، إلا عن طريق شخص متواجد في الشارع وبحسب بيان الداخلية فقد تمكنت القوات المداهمة من القبض عليهم أثناء محاولتهم القفز من الشرفة وقبل نجاحهم في ذلك.
أحد العاملين في الكافيه -أصر على عدم ذكر اسمه بسبب تعليمات إدارة الكافيه للعاملين بعدم التحدث مع الإعلام عن الواقعة وذلك بناء على التشديدات الأمنية من قبل وزارة الداخلية لإدارة الكافيه- يقول بأن من تم القبض عليهم من الشقة لم يطلقوا رصاصًا إطلاقًا، وأن ماحدث حقيقة هو أن أهالي المنطقة فوجئوا بقوات لوزارة الداخلية تحاصر العمارة وأثناء نزول أحد الظباط من السيارة أطلق عيارًا ناريًا في الهواء، أعقبه دخول القوات للعمارة.
وبعد أقل من دقيقة قفز شابان من الشقة فوق السقف الأسمنتي الموجود في مدخل العمارة وملاصق للكافيه مباشرة، بعد قفز الشابين من الشقة قام الظابط المتواجد أمام مدخل العمارة بإطلاق أعيرة نارية باتجاه مدخل العمارة؛ لتهديد الشابين اخترقت إحدى هذه الرصاصات مدخل الكافيه الزجاجي وحوله إلى قطع صغيرة متناثرة في كل مكان لتستقر في جسد هدى ليرديها قتيلة.
أما عن الشقة فيقول إن ما يعرفه أنها شركة تدريب، وأن طلاب الجامعة دائمو التردد على المكان ولم تحدث معهم أي مشكلة سابقًا سواء مع الشرطة أو الجيران في المنطقة.
من أطلق الرصاص على هدى محمد؟
تم نقل جثمان هدى إلى مستشفى التأمين الصحي بالحي السابع بمدينة نصر، وتوجهت أسرتها للمستشفى لاستلام الجثة ليفاجئوا من منعهم من قبل الأمن المتواجد بالمستشفى بكثرة من رؤيتها أعقبه نقلها إلى المشرحة لتشريح الجثة، وحتى الآن لم يتم إصدار تقرير الطب الشرعي الذي يحدد نوع الطلقة التي أطلقت على هدى بالخطأ (بحسب تعبير بيان وزارة الداخلية).
رفضت أسرة هدى التحدث عن الواقعة حتى استلام الجثة وخروج تقرير الطب الشرعي والذي لم ينته حتى الآن، وذلك بسبب عدم مقدرتهم على استيعاب هذه الكارثة التي ألمت بهم وصدمتهم الكبيرة مما حدث .
وبحسب بيان وزارة الداخلية فإن إطلاق الرصاص كان من الشخصين اللذين حاولا الهروب من شرفة الشقة، ولكن المضبوطات التي ذكرت في البيان هي كالآتي: «طبنجة (عيار 9مم)» فضلًا عن أوراق تنظيمية خاصة بــ«التأصيل الشرعى للعمل المسلح وحث عناصر التنظيم على الالتزام به – نتائج رصد تحركات قوات إنفاذ القانون بمحافظة شمال سيناء»
مما يعني وجود سلاح واحد في حوزة المضبوطين «بحسب رواية وزارة الداخلية»، مما يشكك في أن إطلاق الرصاص حدث من قبل شخصين حيث لا يعقل إطلاقًا إمساك الاثنين بالطبنجة وإطلاقهما الأعيرة النارية منها.
وبالتواصل مع والدة محمد عبد الله عثمان قالت لإضاءات: «ابني محمد في كلية الهندسة ومحترم وملتزم وبيحب البلد، ملهوش لا في عنف ولا الحاجات اللي بيقولوا عليها دي»، وأضافت أنها عرفت بالقبض عليه من خلال زميلة له كانت معه في اجتماع مويك بمركز بمدينة نصر، حيث سمعوا صوت إطلاق نار ثم اقتحمت الشرطة المركز وتم الإفراج على البنات من قسم الشرطة.
وأضافت والدة محمد: «في 2014 قبضوا عليه واتهموه في قضية تظاهر بعدها خد إخلاء سبيل وخرج ، اكتشفنا بعدها أنه اتحكم عليه بالسجن 10 سنين، اتقبض عليه تاني في 2015 وعمل إعادة إجراءات وخرج، بعد ما خرج أتثبت عليه الحكم وبقي محكومًا عليه غيابي بـ10 سنين» وأوضحت والدته أنه اشترك في مويك لخدمة الناس قائله: «ابني لو إرهابي مكنش عمل كده ولا خدم الناس، كمان محمد مبيخبيش حاجة علينا خالص».
القبض على الطلبة بمركز تدريب
بالتواصل مع أصدقاء محمد عبد الله عثمان طالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر وهاني سيد مرعي الطالب بكلية التجارة جامعة الأزهر أيضًا، وهما من ضمن الثمانية المضبوطين بحسب وزارة الداخلية، ذكر بأن هذا المكان هو سنتر للتدريب والكورسات وتردد الطلبة والخريجين عليه أمر عادي، وخاصة بسبب قربه من جامعة الأزهر.
وأما عن سبب تواجدهم هناك؛ فبحسب علمه أن ذلك كان ميعاد مقابلة «انترفيو» مع مديري أحد الأنشطة الطلابية، وهو نموذج محاكاة «منظمة التعاون الإسلامي» بجامعة الأزهر (MOIC)، وأن هذا النموذج هو أحد الأنشطة الطلابية العادية التي يقوم بها الطلبة بالجامعة ولا يمس السياسة بأي شكل وهو فعال في أكثر من جامعة مصرية خاصة وحكومية.
وبالتواصل مع مسئولي (مويك) صرح نائب رئيس لجنة التواصل الاجتماعي بأن:
وعن عملية القبض التي تسببت في مقتل الفقيدة «هدى» تابعت: «بدايةً اقتحمت قوات الأمن العمارة التي يوجد بها السنتر ووقفوا فوق العمارة وأطلقوا النيران بكثافة مما أدى لإصابة السيدة المتوفاة لاحقًا.. ثم اقتحموا السنتر واعتقلوا من فيه من الشباب والفتيات حتى مسئولة المركز تم اعتقالها».
وعن سبب القبض عليهم قالت إن ذلك بناء على بلاغ مقدم للداخلية بتجمع عناصر مخربة بالسنتر.
«كنشاط طلابي خلفيته إسلامية كنا متوقعين أي حاجة وأي تضييق ممكن يتم من الأمن تجاههنا»، هكذا عبر أحد المسئولين بنموذج المحاكاة لمنظمة التعاون الإسلامي (MOIC) بجامعة الأزهر عن استيائه من عمليات التضييق والتي وصلت لمرحلة الأمر المعتاد لهم .
من جانبها لم تدلي وزارة الداخلية بأي تصريحات جديدة بشأن الواقعة وكذلك النيابة العامة التي من المفترض أن تكون قد باشرت التحقيق، وإستخرجت الأسرة مساء اليوم تصريح الدفن وإستلمت الجثة من المشرحة وحتي الأن لم يتم إعلان تقرير الطب الشرعي المتضمن سبب الوفاة ونوع الرصاصة التي أصابت جسد الفقيدة.