س: من الرابح الأكبر من الجحيم السوري؟ ج: «حزب الله»
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يستعرض المقال التالي الدور البارز الذي يلعبه تنظيم حزب الله اللبناني في الحرب السورية ومساندة القوات الحكومية في حربها ضد جماعات المعارضة المسلحة في شتى أنحاء سوريا والمكاسب التي جناها التنظيم من وراء تدخله العسكري.
وأوضح مقال لصحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن حزب الله يظهر كأحد أبرز الفائزين من الحرب السورية، حيث تنتشر عناصره في عدد من المدن السورية، ويتحركون بحرية دون قيد ويحصلون على مميزات أكبر من الجنود السوريين أنفسهم.
وتنقل الصحيفة عن محمد، الذي عاد إلى القصير بعد سنوات قضاها خارجها، أنه لاحظ وجود ميليشيا جديدة تقوم بدوريات بالمدينة واتضح له أنهم من مقاتلي حزب الله اللبناني.
وتوضح الصحيفة أن التنظيم بات اليوم أكثر قوة واستقلالية ومسئول أيضا عن ميليشيا سورية جديدة يقول المسئولون عنها إنها جاهزة ليتم نشرها للمشاركة في الصراعات الخارجية بالمنطقة.
وتوضح الصحيفة أنه ينسب الفضل للتنظيم اللبناني في وضع خطة معركة حلب، بحسب مسئولين عرب وأمريكيين يراقبون حزب الله.
وتقول:
وتنقل عن «أندرو إكسوم»، وهو نائب مساعد سابق لوزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط، قوله:
وتلفت الصحيفة إلى أن حزب الله استطاع كسب اعتراف دولي ولو قليلا، بعد مشاركته في مفاوضات برعاية روسيا لإخراج جماعات المعارضة المسلحة من حلب.
وقبل اندلاع الحرب الأهلية السورية تطور التنظيم لما هو أبعد من كونه «جماعة حرب عصابات» ليتدخل في أعمال تجارية ومشاريع سياسية ويحصل على مناصب بالحكومة اللبنانية ويدير مشروعات اجتماعية بلبنان.
وتشير إلى أن حزب الله لديه خبرة في إعادة الإعمار، حيث سبق له أن أشرف بشكل فعال على إعادة إعمار الأحياء المدمرة في بيروت بعد حرب 2006، لذا فإنه سيشارك في إعادة إعمار سوريا ما بعد الحرب، والتي ستتكلف 180 مليار دولار بحسب البنك الدولي.
وتنسب لماثيو ليفيت مدير برنامج ستين مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات بمعهد واشنطن قوله: «إن حزب الله سيكون في وضعية جيدة لأن يجني مكاسب من مسألة إعادة إعمار سوريا».
وتوضح الصحيفة أن دور حزب الله بسوريا يثير المخاوف الأمريكية والإسرائيلية من تنامي قدراته واحتمالية استقطابه لمقاتلين سوريين للضغط على إسرائيل من جبهة الجولان، ما دفع الأخيرة للرد جوا عن طريق استهداف شحنات إيرانية من الأسلحة المتطورة لحزب الله.
ووفقا لمسئول في الخارجية الأمريكية، فإن بلاده على دراية جيدة بتوسع إمكانات حزب الله، وأكد أنها ستعمل عن قرب مع شركائها في المنطقة لمواجهة تهديداته.
وتوضح الصحيفة أيضا ارتباط النفوذ الجديد لحزب الله بمخاوف دول الخليج من تنامي قوة إيران بالمنطقة، ما يدفع السعودية والإمارات للعمل مع إسرائيل في ذلك الصدد.
تنتقل الصحيفة أيضا للحديث عن وضع مقاتلي حزب الله داخل سوريا الذي اكتسب قوة نتيجة تعزيز التنظيم للجيش السوري الذي فقد كثيرا من قوامه نظرا للانشقاقات والفساد، ما منح الجماعة اللبنانية سلطات أكبر وأكثر من الجنود السوريين داخل سوريا.
أيضا، كان لحزب الله إلى جانب إيران رأي في أن ينصب التركيز على إخراج جماعات المعارضة المسلحة من حلب لإجبارهم على اللجوء لطاولة المفاوضات، بدلا من إيلاء الأهمية لمعركة استعادة الرقة من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبالفعل نجح الأمر.
من بين مظاهر القوة لحزب الله داخل سوريا أيضا قيامه بإنشاء مناطق نفوذ له داخل سوريا عن طريق تدريب المقاتلين المحليين، وأغلبهم من الشيعة والعلويين الطائفة التي تنتمي إليها عائلة الأسد.
ويقدر دبلوماسيون غربيون عدد المقاتلين الموالين لحزب الله داخل سوريا بعشرات الآلاف، ويمتد وجوده على الأراضي لمسافة 250 ميلا من الشمال إلى الجنوب.
ويوضح دبلوماسيون عرب وغربيون أن حزب الله يحارب في سوريا من أجل نفوذ اجتماعي وسياسي دائم، حيث يحارب التنظيمات السنية المتطرفة لحماية الأقليات الشيعية والمسيحية فضلا عن مشاركته في مشروعات اجتماعية بسوريا، الأمر الذي يمنحه النجاح السياسي داخل لبنان.
وتنوه الصحيفة أيضا بأن مؤيدي حزب الله داخل سوريا باتوا أقل احتراما تجاه حكومة بلادهم، حيث تنتشر صور مقاتلي التنظيم على حوائط بلدات سورية وتصفهم بالشهداء وتظهر صور أخرى لأمين حزب الله حسن نصر ومرشد إيران علي خامنئي، في حين لا يوجد إلا القليل من الصور للأسد.
أيضا، يتم لف أكفان السوريين الذين قاتلوا إلى جانب حزب الله بعلمي سوريا والتنظيم، على عكس ما كان يحدث خلال العام الماضي، حيث كان يتم تغطية الأكفان بعلم التنظيم فقط.
ويصف مسئول سابق بالخارجية الأمريكية قيام التنظيم في فبراير الماضي بعمل استعراض عسكري بمدينة القصير السورية بالأمر الأكثر جرأة، تلك الجرأة أيضا انتقلت لطاولة المفاوضات لتقرير مصير سوريا، حيث لاتزال هناك صفقة قيد الإتمام مع سرايا أهل الشام إحدى الجماعات المسلحة في مدينة القلمون، يتم بموجبها السماح لمن نزحوا بالعودة مع وعد بحمايتهم من الملاحقة الجنائية للحكومة السورية أو التجنيد الإجباري.