كل ما تحتاج أن تعرفه عن 10 أيام اختفى فيها بوتن
كيف اختفى بوتين؟
في الخامس من مارس/آذار الحالي، اختفى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، عن المشهد كليًا لبضعة أيام، كان ذلك بعد لقائه رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي»، ليظهر من جديد في مدينة بطرسبرغ في 16 من الشهر الجاري، للاجتماع مع نظيره القرغيزي، وهو لقاء كان مقررًا في وقت سابق.
من جهتها اجتهدت الدوائر الرسمية المطلعة، والسياسية، ووسائل الإعلام في روسيا وخارجها، في البحث عن تفسيرات لاختفائه، ورغم أنه قد عاوَد الظهور مجددًا، إلا أن ذلك كان دون تقديم مبررات مقنعة، وبينما تقلل بعض التحليلات من شأن نوبات الاختفاء هذه، إلا أن أخرى تعطيها أبعادًا خطيرة.
وخلال فترة اختفاء بوتين، أعلن الكرملين عدة قرارات، من شأنها أن تُزيد الريبة؛ حيث قام بتأجيل عدد من اللقاءات التي كان من المقرر أن يعقدها الرئيس، منها زيارته لكزاخستان، وتوقيع اتفاقية تعاون مع جمهورية أوسيتيا الجنوبية الانفصالية، إضافةً إلى إلغاء مشاركته، في الاجتماع السنوي للاستخبارات الروسية، رغم أنه رجل استخبارات سابق.
وعلل الكرملين ذلك بانشغاله، لكن الشك تزايد أكثر؛ عندما بثت وسائل إعلام روسية رسمية، تقارير تُشير إلى استضافة بوتين رئيس جمهورية قيرغيزستان، لكنها سُرعان ما تراجعت ونفيت الخبر!!، كما بثت وسائل الإعلام، لقاءً يجمع الرئيس بوتين مع رئيس المحكمة العليا الموحدة، لكن الحديث خلال اللقاء، كشف أنه أُجرِيَ قبل ثلاثة أشهر على الأقل.
من جهته، رفض المتحدث باسم الكرملين «دميتري بيسكوف»، التعقيب على تقارير إعلامية تحدثت عن غياب الرئيس عن موسكو منذ أكثر من عشرة أيام، ونفى الشائعات عن مرضه، حيث قال بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية إن بوتين بصحة جيدة، دون أن يُعلن موعد ظهوره على العلن.
الاهتمامُ الغربي والسيناريوهات المحتملة
جريدة «ديلي ميل» البريطانية؛
صحيفة نمساوية: «يعالج في موسكو من مشاكل بالظهر بواسطة طبيب تقويم العظام».
التليجراف: فتحت بورصة التكهنات حول بوتين بتقرير نشر قبل 3 أيام بعنوان «شائعات في موسكو حول صحة بوتين المختفي»
«الايكونوميست»: سبب التضارب يرجع إلى غياب الشفافية في التعامل مع الموضوع من قبل الحكومة الروسية.
أثار الاختفاء اهتمام الإعلام الغربي، وقد تعددت تفسيراته، أكثر السيناريوهات خطورة هو ما نقلته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، عن السياسي الروسي «جايدار جمال«، الذي عبر عن مخاوفه، من أن يكون رئيس مكتب الأمن الفيدرالي السابق «نيكولاي باتروشيف»، قاد انقلابًا عسكريًا ضد بوتين لعزله من السلطة، ومما روَّج لهذه الفرضية، أن موسكو شهدت تعزيزات أمنية غير مسبوقة خلال الأيام الماضية»
ويقول «إيغور تيموليف»، رئيس مركز «نيزافيسيموست» للدراسات -المقرب من الكرملين- في تصريح له عبر وسائل الإعلام؛
وفي حوار مع موقع «العربية نت» اعتقد أحد الخبراء الروس، أن اختفاء بوتين، ليس له علاقة بأي أمراض، مفسِّرًا الغياب بأحد السيناريوهين: الأول هو خطة وضعها وينفذها بوتين نفسه، تستهدف الابتعاد عن بقعة الضوء ورصد الأوضاع والتطورات الجارية، واتخاذ خطوات عملية من دون تسليط الأضواء عليها، ويرى أنصار هذا السيناريو أن بوتين الذي تم إعداده في أعتى أجهزة الأمن العالمية، وهو لجنة أمن الدولة السوفيتية (كا جا با)، لا يزال يدير أمور الحكم بعقلية، ولأن الأسلوب الأمني في إدارة الأعمال لا يحقق نجاحًا إلا في الظلام، فقد اضطر بوتين للابتعاد عن الأضواء بحجة مثل إصابته بالمرض.
أما السيناريو الثاني، فيعتبر أن اختفاء بوتين جاء قسريًا تحت وطأة ضغوط وصراعات داخل السلطة الروسية، سببها دخول الكرملين في مواجهات وصدامات مع الغرب في عدد من الملفات، أبرزها الملف الأوكراني، ما أدى لخسائر كبيرة، ليس فقط للدولة الروسية والخزينة الحكومية، وإنما أيضًا لكبار رجال الأعمال الروس، ما دفع بعض مراكز القوى داخل السلطة الروسية بالضغط على الرئيس لكي يتنحى مؤقتًا، على أمل إيجاد مخارج من الوضع الراهن.
وهو ما رد عليه آخرين أن الانقلاب داخل السلطة أمر صعب، بالرغم من وجود حالة استياء داخل بعض مراكز القوى وعدد من المؤسسات المالية الروسية، من سياسات بوتين الخاصة بتسوية أزمة العلاقات مع أوروبا، لكن الدعم السياسي الذي يحظى به بوتين من المؤسسة العسكرية، يُثير الشكوك في إمكانية حدوث انقلابات داخل السلطة الروسية خلال هذا العام، خاصة أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية طاحنة، وتدرك مراكز القوى المتصارعة داخل السلطة الروسية، أن أي تغييرات جذرية في تركيبة الحكم قد تؤدي لضربات موجعة لنفوذها في الأقاليم.
فيما يرى مُراقبون للشأن الروسي، منهم الكاتب «أربيل كوهين» الذي أفاد في مقالته الأخيرة، أن اختفاء بوتين عن الأنظار كان لرفع شعبيته في ذكرى ضم جزيرة القرم، ولصرف الانتباه عن اغتيال «نيمتسوف» المعارض الروسي،حيث أنه ومنذ اختفاء بوتين عن الأنظار، لم تتطرق وسائل الإعلام الروسية إلى أمور شتى سوى لهذا.
فيما رجَّحت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في تقرير نشرته، أن يكون سر اختفائه؛ هو بقاؤه إلى جانب صديقته لاعبة الجمباز الأولمبية السابقة «ألينا كاباييفا» في سويسرا ليستقبل مولوده الجديد، وترتبط هذه النظرية بأن بوتين، الذي طلق زوجته الأولى «ليودميلا» رسميًّا في عام 2014، سافر إلى مدينة لوجانو السويسرية ليُرافق صديقته «كاباييفا» أثناء ولادتها طفله الثالث منها، حيث أنجب منها طفلين في عامي 2009 و 2012، وأضافت الصحيفة أن بعض التقارير ادَّعت، أن بوتين حجز غرفتين في العيادة الخاصة التي شهدت عملية الوضع، واحدة للأم والأخرى لطاقم الحراسة الشخصية.
ودائمًا ما ينفي الكرملين الروسي باستمرار، وجود أي علاقة بين بوتين وكاباييفا ، علاوة على إنكار الاثنين وجود علاقة بينهما، غير أن هذا لم يمنع انتشار التكهنات التي بلغت ذروتها في عام 2008 عندما وردت التقارير، بوجود خطط بينهما بالزواج بعد تقاعد بوتين من الحكومة.
من جانبها ذكرت صحيفة «كورير» اليومية المستقلة على موقعها الإلكتروني، أن طبيب عظام نمساويًا، سافر إلى العاصمة الروسية موسكو، من أجل علاج الرئيس بوتين من آلام في الظهر، وأضافت الصحيفة أنها علمت ذلك من مصادر خاصة لم تكشف عنها.
وشاركت أيضًا صحفًا إسرائيلية في الشائعات، حيث قالت صحيفة «هآرتس» إن هناك احتمال وقوع انقلاب عسكري على بوتين في روسيا، وسفيرها السابق في موسكو أكد هذا الاحتمال في تصريح لها.
ورغم رد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، على نشر وسائل الإعلام الأمريكية خبر حدوث انقلاب على الرئيس الروسي فلاديمير، بقوله «إن التليفزيون الروسي سوف يعرض فيلمًا عن إعادة شبه جزيرة القرم، وسوف يقوم الرئيس الروسي بحضوره مع جميع المواطنين الروس»، فقد استمر الجدل لأن بوتين لم يظهر!
أسباب اختلاف الروايات
ويأتي الاهتمام الذي تبديه وسائل الإعلام الغربية، باختفاء بوتين دون التأكيد على رواية واحدة، دليلًا على أنهم يفتقرون إلى دقة المعلومات تجاه الشأن الروسي؛ حيث أن النظام الذي أسسه بوتين، من أكثر النظم السياسية في العالم انغلاقًا، وهو يشبه إلى حد كبير النظام الإيراني، حيث لا أحد في العالم يعرف ما الذي يدور داخله، وهو بهذا يتميز عن النظام الذي كان في عهد سابقيه على سبيل المثال، حيث كان الكرملين وبقية مؤسسات السلطة مخترقة، وفيها الكثير من العملاء ومصادر نقل المعلومات. بحسب الكاتب «أرييل كوهين» المُراقب للشأن الروسي.
فتبدو قصة بوتين، نوعًا من العمل المخابراتي، الشبيه بخطة الخداع والغموض المعلوماتي؛ لتحقيق أهداف محددة، هو إلقاء الأضواء على روسيا وبوتين؛ بعدما انطفأ نجمه في الآونة الأخيرة؛ بسبب الضغوط الغربية والخليجية، وأنه ربما جرى استغلال إصابته بنزلة برد لتعزيز الشائعة، وجرى التسريب عبر مصادر روسية لصحف غربية لضمان نشر الشائعة مثل «الديللي ميل».
ليست المرة الأولى
ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه، ليست هذه المرة الأولى، التي تنشغل فيها الأوساط السياسية والإعلامية، باختفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما جعل صحيفة «الجارديان» البريطانية، تُجري تحقيقًا صحفيًا حول صحته، نُشِر منذ عدة أيام على مواقع الإنترنت وتناولته وسائل الإعلام المختلفة، كان قد خَلُص نصًا إلى الآتي؛
وتُناقش وسائل الإعلام الحالة الصحية لبوتين منذ خريف عام 2012، وقالت بدايةً وكالة «رويترز» في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2012، نقلاً عن ثلاثة مصادر لها في الحكومة الروسية، إن بوتين يعاني من أمراض العمود الفقري وإنه سيخضع لعمل جراحي. وحتى أن أحد أعضاء الحكومة الروسية أكد أن بوتن ألغى رحلاته الخارجية، وفي نفس اليوم نفى المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف، حاجة بوتين إلى جراحة لكنه أوضح أن الرئيس الروسي، وفي سياق التدريب، أُصيب بشد عضلي ويعاني من بعض الآلام.
وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2012، ذكرت صحيفة «فيدموستي» الروسية المعروفة، نقلًا عن مصادر في الكرملين، أنه بعد زيارة قام بها بوتين إلى سيبيريا، تفاقمت لديه إصابة قديمة في الظهر، وقد تم نصحه بعدم الطيران لتجنب الضغط على العمود الفقري.
كما تحدث «ألكسندر لوكاشينكو»، رئيس روسيا البيضاء، عن مشاكل بوتين الصحية في 27 نوفمبر 2012، وذلك خلال مقابلة صحفية قال فيها: «أعرف أن لديه مشكلة، إنه يحب الجودو وقام برفع شاب وإلقائه، مما أدى إلى التواء في عموده الفقري». ووقتها، لم يعلق المتحدث الرئاسي الروسي على تصريحات الرئيس البيلاروسي.
وجاءت أول رحلة يقوم بها بوتين للخارج بعد ثلاث أشهر على تداول وسائل الإعلام قضية مرضه، حيث زار في ديسمبر 2012 تركيا، ولاحظ الجميع خلال محادثاته في إسطنبول، قيام رئيس الوزراء التركي آنذاك «رجب طيب أردوغان» بمساعدة نظيره الروسي على الجلوس، وردّ وقتها ديمتري بيسكوف على وسائل الإعلام، التي تساءلت لماذا لا يتحدث بوتين بنفسه عن مرضه، مؤكدًا أن «الشخص السليم من الصعب عليه الحديث عن مرض غير موجود».
والمرة الوحيدة التي تحدث فيها بوتين عن مرضه كانت في نهاية 2012 خلال مؤتمر صحفي موسع، حيث أشار إلى أنها مجرد إشاعات، يستخدمها خصومه السياسيين للتشكيك بقدرته على الحكم، وأضاف: «لا تتأملوا شيئًا»
وفي تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يعود إلى عام 2008، أفاد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يكون مصابًا بأحد أنواع مرض التوحد، ما يُرغمه على ممارسة أقصى درجات السيطرة على نفسه خلال الأزمات.
واستنتج خبراء عسكريون، من خلال دراسة تعابير وقسمات وجه بوتين، أن نمو الجهاز العصبي لديه أصيب باضطراب خلال مرحلة الطفولة، ما يعطي الانطباع باختلال جسدي وعدم الشعور بالارتياح في العلاقات مع الآخرين، وفق تقرير «اوفيس اوف نيت اسسمنت» وهو معهد أبحاث داخلي في البنتاغون، وقالت «بريندا كونورز»، معدة التقرير من المدرسة الحربية البحرية، «إن هذه المشكلة الخطيرة في التصرف، يعرّفها أطباء الأعصاب بأنها متلازمة أسبرغر، وهي أحد أنواع مرض التوحد الذي يؤثر في جميع قرارته».
ظهور بوتين وسُخرية الكرملين
وأخيرًا ظهر بوتين الاثنين الماضي علنًا أمام الإعلام، بعد غياب استمر عشرة أيام، وسخر من الأنباء التي أُشيعت حوله، وتحدثت عن غيابه الغامض، ظهر شاحبًا نسبيًا أثناء لقائه نظيره القرغيزي «يلمظ بك أتامباييف»، في قاعة داخل قصر قُسطنطين قرب مدينة سان بطرسبورغ.
وقال الرئيس الروسي أمام صحافيين، إن حياته تصبح مملة من دون إشاعات، كما علّق المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف على الإشاعات المنتشرة عن الوضع الصحي لبوتين بسخرية، وقال للصحفيين؛ «الآن رأى الجميع الرئيس المشلول الذي قُبِض عليه، لا نريد التحدث في الموضوع، فكل شيء على ما يرام»، مشيرًا إلى أن بوتين، سيتوجه في العشرين من الشهر الجاري، إلى كازاخستان في زيارة رسمية، يشارك خلالها في اجتماع ثلاثي مع رئيسَي روسيا البيضاء وكازاخستان.
- Vladimir Putin has been 'neutralised' by astealthy coup as rumours about his health and well-being continue to flourish Read more: http://www.dailymail.co.uk/news/article-2995335/Vladimir-Putin-neutralised-stealthy-coup-rumours-health-continue-flourish.html#ixzz4gR4vMwVt Follow us: @MailOnline on Twitter | DailyMail on Facebook
- The latest explanation for Vladimir Putin's mystery disappearance … flu
- اختفاء بوتين، أهو تحول استراتيجي؟ – أرييل كوهين