ماذا تشاهد في بانوراما الفيلم الأوروبي هذا العام؟
تحل «بانوراما الفيلم الأوروبي» ضيفًا عزيزًا علينا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، هذا العام نشهد فعاليات الدورة العاشرة التي ستقام فعالياتها في عشر مدن مصرية، فإلى جانب قاعتي عرض سينما زاوية، وسينما الزمالك في القاهرة واللتين ستشهدان عرض برنامج البانوراما كاملاً، ستُعرض أيضا مجموعة من الأفلام في مدن الإسكندرية، بورسعيد، الإسماعيلية، أسيوط، المنصورة، الزقازيق، دمياط، المنيا، قنا.
البانورما هي حدث سينمائي تم إنشاؤه بواسطة شركة أفلام مصر العالمية (يوسف شاهين) وتنظمه حاليا «زاوية» وتستمر فعالياته في السنين الأخيرة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوسط الثقافي والفني المصري، وذلك بفضل الدعم المقدم من عدد من السفارات والمؤسسات الأوربية، بالإضافة لعمل مجموعة من محبي السينما الشباب تحت قيادة المخرجة والمنتجة المصرية «ماريان خوري».
تشهد فعاليات البانوراما هذا العام عرض 55 فيلمًا. ويتضمن ذلك عددًا من العروض المجانية في مركز «جوتة» الثقافي، والمعهد الفرنسي. بالإضافة لذلك سيقام أيضًا برنامج موازٍ من المحاضرات وورش العمل السينمائية على هامش البانوراما في مركز «سيماتك». ولأن الأفلام هي محور كل هذا، نقدم لكم فيما يلي ترشيحاتنا لعشرة أفلام جديرة بالمشاهدة في بانوراما هذا العام.
1. The Square
«المربع» هو الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم «السعفة الذهبية» من مهرجان كان السينمائي في نسخته الأخيرة وهو بالتأكيد المنتظر الأهم في بانوراما هذا العام. الفيلم من تأليف وإخراج السويدي «روبن أوستلوند» الذي ترشح فيلمه السابق «Turist» لجائزة «الجولدن جلوب» في فئة أفضل فيلم أجنبي، كما ترشح أيضًا لجائزة «البافتا». تدور أحداث The Square في إطار درامي ساخر وهو الإطار الذي يميز السينما السويدية.
2. On Body and Soul
«عن جسد وروح» فيلم المخرجة المجرية «الديكو اينادي» هو الفائز الأكبر للدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي، الفيلم حصد أربع جوائز من بينها جائزة أفضل فيلم «الدب الذهبي»، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين. تنقلنا أحداث الفيلم لنتابع قصة حب من نوع خاص من خلال سيناريو محكم بالإضافة لسرد بصري شاعري.
3. The Killing of a Sacred Deer
«قتل الغزال المقدس» هو الفيلم الجديد للمخرج اليوناني «يورجوس لانثيموس» والحائز على جائزة أفضل سيناريو من مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة. الفيلم من بطولة كل من نيكول كيدمان وكولن فاريل بالإضافة للنجم الصاعد باري كيوجان. الجدير بالذكر أن فيلم لانثيموس السابق The lobster والذي عُرض في الدورة السابقة من البانوراما قد ترشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل سيناريو أصلي وذلك خلال العام الماضي.
4. The Other Side of Hope
من فيلم the other side of hope
«الجانب الآخر من الأمل» هو فيلم المخرج الفنلندي الخبير «أكي كواريسماكي» والذي فاز بفضله بجائزة أفضل مخرج «الدب الفضي» من مهرجان برلين في دورته الأخيرة. تدور أحداث الفيلم عن حكاية مجموعة من اللاجئين الجدد في فنلندا، عن أوروبا ومدى تقبلها للآخر، وعما يتشاركه الناس رغم اختلاف أصولهم. كواريسماكي مخرج فنلندي صاحب مشوار كبير وقد ترشح من قبل عن فيلمه The man without a past لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي في عام 2002.
5. You Were Never Really Here
«أنت لم تكن أبداً هنا» هو فيلم المخرجة الاسكتلندية «ليني رامسي» الذي فازت من خلاله بجائزة أفضل سيناريو من مهرجان كان في دورته الأخيرة لتتشاركها مع يورجوس لانثيموس عن فيلمه «قتل غزال مقدس». حصد الفيلم أيضًا جائزة أخرى من مهرجان كان هي جائزة أفضل ممثل والتي ذهبت لبطل الفيلم النجم الأمريكي خواكين فينكوس. تلقى الفيلم حتى الآن ردود فعل جماهيرية ونقدية مرتفعة للغاية، لدرجة أن بعض المراجعات قارنته بتحفة المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي Taxi driver.
6. Scary Mother
«أم مخيفة» هو الفيلم الذي سيمثل جورجيا في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي هذا العام، الفيلم حصد منذ أسابيع قليلة جائزة أفضل فيلم في مهرجان الجونة السينمائي ليضيفها لجوائز أخرى من بينها جائزة أفضل فيلم أول من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي. مخرجة الفيلم «أنا أروشادزه» تبلغ من العمر 27 عاماً فقط، ولكنها قدمت فيلما سحر الكثيرين بسردية بصرية مبهرة ودراما نفسية تورط المشاهد. أنا هي ابنة المخرج الجورجي «زازا أرشادزه» الذي رُشح فيلمه Tangerines لجائزة الأوسكار من قبل.
7. Montparnasse Bienvenue
«امرأة شابة» هو الفيلم الأول للمخرجة والكاتبة الفرنسية «ليونا سيريال» والذي فازت من خلاله بجائزة الكاميرا الذهبية من مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة. امرأة شابة هو استمرار لما نراه من موجة جديدة في السينما الفرنسية حيث تركز الأفلام مرة أخرى على حكايات شخصية جدًا لشباب غاضبين ويائسين لنرى من خلال ذلك صورة أكبر لجيل فرنسي يبدو أنه لم يجد الفرصة للتعبير عن نفسه حتى بعد قدوم رئيس فرنسي صغير السن هو إيمانويل ماكرون.
8. I Am Not Your Negro
«أنا لست الزنجي الذي تملكه» هو فيلم غاضب للغاية عن التمييز العنصري في أمريكا، ليس بواسطة الناس وفقط، ولكن أيضًا بواسطة القانون، والمثير للرعب أن ما يقصه الفيلم يقع في فترة تاريخية قريبة للغاية، بل تبدو آثاره حاضرة حتى اليوم. رُشح الفيلم لجائزة الأوسكار في العام الماضي في فئة أفضل فيلم وثائقي، كما فاز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي من مهرجانات برلين وشيكاغو وتورنتو السينمائية الدولية.
9. A Gentle Creature
«مخلوق رقيق» هو فيلم المخرج الأوكراني الكبير «سيرجي لوزنيتزا» والذي نافس من خلاله على جائزة السعفة الذهبية خلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان. تدور أحداث الفيلم في جو يمزج بين الواقعية والغرائبية بشكل قريب من حكايات الأديب التشيكي «فرانس كافكا»، عن سيدة تتجول في مدينة روسية تحوي سجنًا كبيرًا يعيش الجميع على توفير احتياجاته.
ولد المخرج سيرجي لوزنيتزا وعاش خلال شبابه في فترة حكم الإتحاد السوفيتي ويبدو أنه لا يزال يحمل الكثير من الذكريات والحكايات التي يحاول الربط بينها وبين ما يحدث الآن في روسيا. تلقى الفيلم ردود فعل نقدية مميزة للغاية فقد حصد حتى اللحظة تقييم 82% على مقياس Metacritic النقدي.
10. Loving Vincent
7 سنوات من الرسم اليدوي على الشاشة، حبا في فينسنت هو فيلم «دوروتا كوبيلا» و«هيو ويلشمان» الذي يحاولان من خلاله سرد حكاية الأيام الأخيرة في حياة الرسام الهولندي الأشهر «فينسنت فان جوخ» أحد رواد مدرسة الرسم الانطباعي. شاهدنا من قبل أفلامًا عن قصة حياة فينسنت، ولكن الفريد في هذه التجربة أنها تحاول أن تستخدم أسلوب فان جوخ الفني وطريقته في الرسم؛ لتجعلها تتحدث عن صانعها من خلال فيلم مرسوم بالكامل على طريقة فان جوخ.
11. Frenzy
من منا لم يتمن مشاهدة فيلم لألفريد هيتشكوك على شاشة السينما، «نوبة جنون» هو الفيلم السينمائي قبل الأخير للمخرج الكبير هيتشكوك، تم عرض الفيلم خلال عام 1972، قبل ثماني سنوات من وفاة أستاذ التشويق السينمائي. تدور أحداث الفيلم عن قاتل متسلسل يدور في شوارع لندن ليقتل الناس عن طريق خنقهم، تتوجه شكوك الشرطة نحو أحد الأشخاص، ولكننا بالطبع في انتظار مفاجأة جديدة غير متوقعة من هيتشكوك. يُعرض الفيلم ضمن فعاليات قسم «عدسة المدينة» الذي يتخذ عنواناً جديداً هذا العام وهو «غموض لندني».
12. Breaking the Waves
«أن تكسر الأمواج» فيلم للمخرج الدنماركي الأهم «لارس فون ترير»، تم إنتاجه في عام 1996 ويتم عرضه ضمن فعاليات قسم «علامات سينمائية»، تم اختيار الفيلم من قبل المخرجة المصرية «كاملة أبو ذكري» كأحد الأفلام التي أثرت في مسيرتها، سيتابع الجمهور الفيلم، ويعقب ذلك نقاش مفتوح معها.
يعد الفيلم واحد من أهم أفلام فون ترير خلال التسعينات، وقد فاز من خلاله بجائزة لجنة التحكيم من «مهرجان كان السينمائي»، كما ترشحت الممثلة الإنجليزية «إيميلي واتسون» لجائزة الأوسكار في فئة أفضل دور رئيسي من خلال بطولتها لهذا الفيلم.
13. Manifesto
«مانيفستو» هو دليل الحياة في عصر ما بعد الحداثة كما يراها الألماني «جوليان روزفيلدت» وكما تؤديها الممثلة الأسترالية التي تحمل في جعبتها جائزتي أوسكار «كيت بلانشيت». روزفيلدت هو فنان تعبيري ألماني اتجه مؤخراً لعالم الأفلام، ويبدو أن لديه رسالة غاضبة للغاية يريد توجيهها للبشر في العصر الحالي.
الفيلم يتكون من مجموعة غير متصلة من المشاهد التي تؤدي فيها كيت بلانشيت أدواراً مختلفة في سياقات متنافرة، يبدو الفيلم كخطاب طويل فلسفي، وغاضب، ولكنه يمثل تجربة تمثيلية غنية للغاية من بلانشيت، وعلى أي حال فهو فيلم فريد من نوعه، ربما لم تشاهد مثله من قبل.