ماذا يحدث لو ابتعد المراهقون عن التكنولوجيا لـ3 أيام فقط؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
في ذلك التحدي الذي أطلِق عليه:Tech Timeout Academic Challenge والذي خاضه شباب في المراحل التعليمية من الرابعة إلى الثانية عشرة بمدرسة Convent & Stuart Hall بسان فرانسيسكو وشاركهم فيه بعضًا من المعلمين وأولياء الأمور، تطوعت مجموعة من الشبان بالامتناع عن استخدام هواتفهم النقالة وجميع الأجهزة الرقمية لمدة 3 أيام بغية تشكيل فهم أفضل لدور التكنولوجيا في حياتهم، وكانت الفكرة من ذلك هي ملاحظة أن التكنولوجيا غالبا ما تمثل إلهاء عن أمور أخرى مهمة مثل التواصل مع العائلة والأصدقاء والزملاء، والتفكير الإبداعي.
قال الطالب إيلي هورويتز قبل أن يشرع في التخلي عن هاتفه النقال: «سيكون ذلك صعبًا للغاية بالنسبة لي، أعتقد أنني سأمر بالكثير من مشاعر القلق بعد ساعة من الآن».
وكان كثيرون من الطلاب قلقون من مسألة التوقف لفترة عن استخدام التكنولوجيا الحديثة مشيرين إلى رغبتهم في التواصل مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن آخرين كانوا سعداء بمسألة الابتعاد عن الهاتف لفترة قصيرة، وتوقع مسئولون كبار في المدرسة ألا يستطيع بعض هؤلاء الطلاب الاستغناء عن وسائل التكنولوجيا الحديثة لهذه الأيام الثلاثة، إلا أنهم شعروا بأهمية زيادة وعي الطلاب بالطريقة الصحيحة لاستخدام هذه الأجهزة.
في ذلك الصدد، قال «هاوارد ليفين» مدير الابتكار التربوي وخدمات المعلومات بالمدرسة إنه يملك تاريخًا طويلاً من العمل من أجل تعزيز التكنولوجيا، إلا أن القضايا الأهم بالنسبة له الآن تتمثل في العمل على تعزيز الوعي بكيفية استخدام تلك الوسائل وكيفية الانقطاع عن استخدامها، ولا يوجد لدى ليفين أي شك في الفائدة التي تعود على الطلاب من استخدام برنامج تعليمية كالآيباد التعليمي حيث يجعلهم أكثر إنتاجًا وإبداعًا وخلقًا للمعلومات، إلا أنه يدرك في الوقت نفسه أن التكنولوجيا قد تعمقت في حياة الطلاب لدرجة أنه لم يعد لديهم وعي بشكل الحياة دون وجودها، ويعتقد أنه على الرغم من قصر فترة ابتعاد الطلاب عن التقنيات، إلا أن تلك الفترة ستعكس الكيفية التي يستخدمون بها التكنولوجيا، وربما ستجعلهم يبدءون في وضع طرق للانقطاع بشكل منتظم عنها، ويضيف أن المستهدف من فترة الراحة عن استخدام التقنيات هو الانقطاع عن وسائل التواصل الاجتماعي والإشعارات التي تعيق انتباه الأفراد.
كيف تصرف الطلاب؟
يقول الطالب «هورويتز» إن فترة الانقطاع عن استخدام التكنولوجيا جعلته أكثر إبداعًا ومنحته شعورًا بالراحة، بعد أن كانت مسألة الاستغناء عن هاتفه النقال صعبة، وفي اليوم الأول، كان «هورويتز» قلقًا لكن مع وصوله لليوم الثالث كان لديه شعور أشبه بالحرية حيث قام بالعديد من الأنشطة كركوب الأمواج واللعب على الترامبولين والتنزه أيضًا، ويضيف أن فترة الراحة تلك منحته شعورًا بالارتياح والسعادة لأنه استطاع التخلي عن التكنولوجيا خلال الأيام الثلاثة، لكنه ليس واثقًا من إمكانية تكرار الأمر نفسه في المستقبل.
ولم يكن الطلاب الآخرون أقوياء، حيث قال الطالب «رايلي أسيريت» إنه لم يستطع الامتناع عن استخدام التكنولوجيا خلال فترة وجوده بالمدرسة، حيث كان أصدقاؤه يخوضون التحدي نفسه، وعندما وجد نفسه وحيدًا ليلة الجمعة، لم يستطع الصمود أمام إغراء التكنولوجيا، وأوضح أنه بينما كان يركب الحافلة والوقت متأخرًا ولم يكن أمامه أي شخص يتبادل معه أطراف الحديث، كان إغراء استخدام التكنولوجيا في أقصى مستوياته، ليضطره ذلك لتشغيل هاتفه النقال ليعود لحالته الطبيعية مجددًا.
وأضاف إن الهاتف يجعله آمنًا، فمن دونه كان أشبه بـ«شخص عارٍ» ويتصور أيضًا أن أصدقاءه كانوا يلجئون لوسائل التواصل الاجتماعي حال عدم وجودهم معه، إلا أن ابتعاده عن التكنولوجيا كان له أثر إيجابي عليه.
ويفسر أسيريت أنه لم يستغرق سوى ساعة ونصف الساعة في عمل واجباته المنزلية نظرًا لابتعاده عن التكنولوجيا وهاتفه النقال بعد أن كان يستغرق الأمر منه 5 ساعات لإتمام تلك الواجبات، ولاحظ الكثير من الطلاب أنه في حال عدم امتلاكهم لهواتف نقالة أو أجهزة آيباد، أنهم كانوا أكثر تواصلاً مع الأصدقاء والعائلة.
في ذلك الصدد، يقول «توماس نامارا» وهو طالب في السنة الأخيرة بالمدرسة الثانوية إن التكنولوجيا غيرت الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض، ومع عدم وجود أجهزة تقنية، كان نامارا يتحدث إلى أصدقائه بشكل أكبر وأكثر تفاعلاً.
ويفسر نامارا أن عدم وجود تكنولوجيا جعله أكثر اعتمادًا على والديه، حيث استعان بوالدته في إنجاز واجبات منزلية كلفه بها معلمه تمثلت في البحث عن معنى مصطلح «جماعة المصالح»، ويوضح أن حديثًا دار بين وبين والدته في السياسة، وتحول الحديث من مجرد البحث عن مصطلح جماعات المصالح الخاصة للحديث عن البيئة والاقتصاد وما يحدث في الشرق الأوسط وانضم والده إلى المناقشة أيضًا.
ويؤكد نامارا أن جميع الطلاب قد اعترفوا أن الفصل الدراسي كان مختلفًا دون تكنولوجيا، فكل المدرسة باتت وكأنها في حالة ترقب وانتظار، فكانت تلك التجربة بمثابة جرس إنذار حول اعتمادنا بهذا الشكل الكامل على التكنولوجيا، وما يجب علينا أن نتخذه من حلول تجاه هذا الأمر.