قصور الفاطميين: ماذا جرى لأعجوبة الشرق؟
نبش المماليك قبور الفاطميين وخلفائهم وأخرجوا عظامهم ورموها على أكوام القمامة فوق جبل الدراسة، لأن الأمير المملوكي جهاركس الخليلي احتاج إلى موضع المقابر لبناء ما نعرفه اليوم بـ«خان الخليلي».
ذلك الحادث العدائي الذي يمثل استهانة بحرمة الموتى وبحكام حولوا مصر من مجرد ولاية تابعة لدولة الخلافة، إلى خلافة موازية تفوق في نفوذها وقوتها الخلافة العباسية في بغداد، لم يكن بداية.
بل كان حادثًا من حوادث ممتدة نتجت عن سياسة بدأها صلاح الدين الأيوبي، وسار عليها أبناؤه ثم مماليكهم، الذين ورثوا الحكم منهم وكانوا امتدادًا طبيعيًا لهم.
فحُكْم الأيوبيين (1174 حتى 1250م) لم يتجاوز 76 عامًا، وكان المماليك هم القوام الأساسي لجيشهم ودولتهم، فورثوا الحكم منهم لمدة 267 عامًا (1250 حتى 1517م) وكانوا امتدادًا طبيعيًا لهم، لا سيما في سياستهم تجاه الفاطميين وأملاكهم.
في القاهرة أقدم شارع في العالم وهو شارع المعز لدين الله الفاطمي، مؤسس القاهرة، وأول حكامها، ورغم ذلك نجد أغلب ما في الشارع الأثري من مبان لا يعود إلى الفاطميين، الذين حكموا مصر 262 عامًا (من 909م حتى 1171م)، أي نفس المدة -تقريبا- التي حكمها المماليك الذين تمثل آثارهم أغلب الآثار الإسلامية الباقية بين أيدينا.
كان بقاهرة الفاطميين قصران غاية في الفخامة، تفوقًا على سائر ما كان بالعالم وقتها، هما القصر الكبير الشرقي، والقصر الصغير الغربي، ومنهما كانت تُحكم مصر وسائر دولة الفاطميين التي امتدت من المغرب حتى العراق شرقًا، ومن السودان جنوبًا حتى جزيرة صقلية في البحر المتوسط شمالاً.. أين كان القصران، وماذا حل مكانهما، وأين مقتنيات الفاطميين؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في سطورنا التالية.
البداية: صلاح الدين يذل الفاطميين
في نهايات الدولة الفاطمية، ضعفت شخصية الخليفة وسيطر الوزراء على مقاليد الأمور، ونتيجة لتنازع الوزيرين الفاطميين «شاور» و«ضرغام»، استعان أحدهما بالفرنج الذين يحتلون بيت المقدس، واستعان الآخر بنور الدين محمود حاكم الدولة الزنكية.
ومع تدافع الأحداث استطاع الزنكيون السيطرة على زمام الأمور في مصر، عن طريق قائدهم القوي صلاح الدين الأيوبي.
نتيجة لذلك عُين صلاح الدين الأيوبي وزيرًا للخليفة الفاطمي العاضد، ما أعطاه فرصة للاستبداد بالأمور والعمل على مزيد من الإضعاف للخليفة الفاطمي.
تلاشت سلطات العاضد تدريجيًا، حتى لم يبق له سوى الدعاء في خطبة الجمعة فقط، واستولى صلاح الدين على كل ممتلكاته، حتى لم يبقَ له سوى فرس واحد أخذه صلاح الدين أيضًا.
وأخيرًا انقلب صلاح الدين على الخلافة الفاطمية، وأعلن تبعية مصر للخلافة العباسية في بغداد، وألقى القبض على كل الأمراء الفاطميين، وعلى خليفتهم العاضد، واستولى على قصورهم وأعطاها لأمرائه ورجاله، في ليلة واحدة، «فأصبح البلد من العويل والبكاء ما يذهل»، بحسب وصف المقريزي.
عمل صلاح الدين على كسر هيبة كل ما له علاقة بالفاطميين، فقرر أولًا بناء مقر جديد لحكمه، فكانت قلعة الجبل التي لم يسكنها، لأن بناءها لم يكتمل إلا بعد وفاته.
ورغم ذلك لم يتخذ صلاح الدين القصر الفاطمي مقرًا لحكمه، بل كان يسكن دار الوزارة في القاهرة، أما القصر الكبير، فأعطاه لأمرائه فاتخذوه سكنًا لهم بعد أن قسمه بينهم، وشرع بعضهم في تخريبه وهدم أجزاء منه، وخلع أعمدة أو مقتنيات منه لبناء قصور جديدة لهم.
القصران كانا من الضخامة حد أن عدد سكان القصر الكبير وحده وصل إلى 12 ألف نسمة، أخرجهم منه صلاح الدين.
وأسكن صلاح الدين والده نجم الدين أيوب في قصر منظرة اللؤلؤة المطل على الخليج المصري، أما القصر الصغير الغربي فأعطاه لأخيه الملك العادل سيف الدين أبي بكر.
الأمر لم يتعلق بالقصور فقط، بل إن كل الإقطاعات في مصر، نزعها صلاح الدين من أصحابها ووزعها على رجاله.
ظل حال ممتلكات الفاطميين كذلك طيلة العهد الأيوبي، اغتصاب بلا سند ملكية، حتى جاء العهد المملوكي، وتحديدًا في عصر سلطنة الظاهر بيبرس (658-676هـ/ 1260-1277م) الذي أراد شرعنة هذا الاغتصاب.
أحضر الظاهر بيبرس أبناء وأحفاد الخليفة الفاطمي العاضد عام 660هـ/1262م، وأجبرهم على الإقرار بأن كل أملاك آبائهم هي ملك للدولة (بيت المال)، وأصر على أن يُضَمِّن وثيقة التنازل عبارة «من وجه صحيح شرعي لا رجعة فيه».
بعدها بدأت الدولة المملوكية تبيع كل أملاك الفاطميين تباعًا، وكان تعليق المقريزي على ذلك، بأن «القوم ما هم إلا سارق من سارق، وغاصب من غاصب».
بين القصرين: أبواب ذهب وزمرد وسراديب
كان القصران، الكبير الشرقي والصغير الغربي، أهم ممتلكات الفاطميين، بجانب المساجد والحمامات ومباني الخدمات وقصور الترفيه في المدينة، إضافة إلى بيوت العسكر الفاطميين وأحيائهم.
فلم يكن قصر الحكم الفاطمي مجرد مكان للسكن وإنما كان مركزًا إداريًا وسياسيًا تدور حوله الدولة ككل.
ويرجع بناء القصرين إلى عهد التأسيس الأول للقاهرة، على يد جوهر الصقلي، حيث بناهما بأمر من الخليفة المعز، وكانا من الفخامة والأبهة حد أنهما كانا درة تاج الحضارة الإنسانية وقتها، وكان بينهما ميدان واسع عرف بميدان «بين القصرين».
ضم القصر الكبير مجموعة قصور بداخله، وارتبطت هذه القصور بالقصر الصغير الغربي وبالقاهرة عمومًا بحدائقها وبساتينها، من خلال شبكة سراديب وأنفاق تحت الأرض، كان الخلفاء يتنقلون من خلالها، كي لا يضطروا للظهور أمام الناس إن أرادوا الانتقال.
وهنا يجب الإشارة إلى أن شارع الأزهر القائم الآن ويفصل بين الجامع الأزهر والغورية من جهة، والمشهد الحسيني وشارعي المعز والجمالية من جهة أخرى، لم يُشَق إلا عام 1930م، وكانت هذه المنطقة من قبل كيانًا واحدًا متماسكًا.
كانت السراديب واسعة حد أن الخليفة كان يمشي بها راكبًا فرسه، ومن حوله الحراس والجواري يركبون دوابهم أيضًا.
وبعد الانقلاب على الفاطميين جعلت هذه السراديب قنوات للصرف الصحي، حيث أوصلت بالخليج المصري، الذي يقوم مقامه شارع بورسعيد الآن، لتصب فيه مخلفات الصرف الصحي.
القصر الكبير: بناء مذهل
كان للقصر الكبير أسوار مرتفعة لدرجة أن من يقف أمامها لا يرى المباني التي تقع بداخله، وضمت أسواره 9 أبواب ضخمة، مقسمة على 4 أضلاع.
أهم ضلع في أبواب القصر كان الضلع الغربي، الذي مثَّل الواجهة الرئيسية للقصر المطلة على شارع المعز، وشمل هذا الضلع 3 أبواب هي: الزهومة، الذهب، البحر.
وشمل الحائط الشرقي 3 أبواب أيضًا هي: قصر الشوك، الزمرد، العيد. واحتوى الحائط الجنوبي المواجه للجامع الأزهر بابان هما: الديلم والزعفران. أما الحائط الشمالي فضم بابًا واحدًا هو «باب الريح».
أهم هذه الأبواب وأفخمها كان «باب الذهب»، الذي كان يتوسط الواجهة الرئيسية للقصر، وعرف بهذا الاسم، لأن المعز حين دخل القاهرة كانت معه أحمال ضخمة من الذهب، حملها 500 جمل، على ظهر كل جمل 3 أحمال، وكل تلك الجمال دخلت القصر من ذاك الباب، وبعدها سُبِكت كتلتان عظيمتان من الذهب وجعلتا دعامتين لذاك الباب.
القصر الكبير كان يضم بداخله حوالي 12 قصرًا صغيرًا، تتخللها الساحات والحدائق وفساقي وأحواض مياه، كما زرعت أسطحها أيضًا، فكانت تبدو كحدائق مليئة بالأشجار والورود، ونصبت عليها السواقي لريها.
ضمت هذه القصور دار الحكمة وخزانة الكتب التي كانت الأضخم بالعالم، إضافة لدواوين الحكم وسكن الأمراء وسكن الخليفة الفاطمي وقاعة المُلك.
أهم هذه القصور كان قصر الذهب، المواجه لباب الذهب في سور القصر، وكان القصر يضم قاعة الذهب التي تضم سرير المُلك، أو ما عرف بسرير الذهب، الذي يجلس عليه الخليفة لاستقبال كبار رجال دولته وسفراء الدول الأجنبية، وبها أيضًا كانت تقام الولائم الضخمة، بخاصة في شهر رمضان وفي العيدين.
بلغت مساحة القصر الكبير بمشتملاته ومبانيه حوالي 240 ألفًا و141 مترًا مربعًا، أي أكثر من 24 كيلومترًا مربعًا، وأبرز المعالم التي تحتل مكانه اليوم مسجد الحسين وساحته، وخان الخليلي، وخانقاه بيبرس الجاشنكير.
وجرت عليه إضافات وتعديلات على امتداد حكم الدولة الفاطمية، كانت أولها وربما أهمها بناء مقابر في الركن الجنوبي الغربي للقصر، وأول من دفن بها كانت جثث الخلفاء الفاطميين السابقين على المعز «المهدي والقائم والمنصور»، التي أحضرها المعز في توابيت من تونس، حيث مقر حكمه القديم، وأعاد دفنها في مقابر القصر، ثم دفن بهذه المقابر كل أفراد البيت الفاطمي، وسميت المقابر بـ«تربة الزعفران».
كذلك أضيف ضريح الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو المكان الذي دفنت به رأسه، تحت قبة الديلم في القصر الكبير، التي جلبها الفاطميون من مدينة عسقلان في الشام، بعد أن احتلها الفرنجة.
وكان الضريح موضعًا مقدسًا داخل القصر الكبير، أو بالأحرى مجمع القصور، فكان كل من يدخله يقبل الأرض أمامه، وكانوا ينحرون الذبائح أمامه يوم عاشوراء، ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتله.
وتجدر الإشارة إلى أن مسجد الحسين بشكله الذي نراه الآن، هو نتاج القرن التاسع عشر الميلادي، أواخر عهد الخديوي إسماعيل، حيث بُني بين عامي 1271هـ/1854م و1295هـ/1878م.
وقبل ذلك كان مجرد ضريح في قاعة تعلوها قبة، ولكنها كانت غاية في الفخامة والجمال، وصفها الرحالة الأندلسي ابن جبير الذي زار مصر عام 578هـ/1183م فقال:
«تابوت فضة مدفون تحت الأرض، قد بني عليه بنيان حفيل يقصر الوصف عنه، ولا يحيط الإدراك به، مجلل بأنواع من الديباج، محفوف بأمثال العمد الكبار شمعا أبيض، ومنه ما هو دون ذلك، وعلقت عليه قناديل فضة، وفيه من أنواع الرخام المجزع الغريب الصنعة، البديع الترصيع ما لا يتخيله المتخيلون».
القصر الصغير: مقر الشخصيات المهمة
أما القصر الصغير الغربي، فكانت له أربعة أبواب، هي: الساباط، التبانين، الزمرد، مراد. وبُني في المكان المنحصر في زماننا بين حارة برجوان شمالًا في مواجهة مدخل الجامع الأقمر، وحتى بيمارستان قلاوون جنوبًا.
وكان القصر مخصصًا دائمًا لسكن الشخصيات المهمة، فقد سكنت به أقوى سيدة في العصر الفاطمي، وهي «ست الملك» ابنة الخليفة العزيز بالله، والأخت الكبرى للخليفة الحاكم بأمر الله، ومن جماله أسكن صلاح الدين أخاه به.
وربما كان الأثر الوحيد الباقي من قصور الفاطميين، ينتمي لهذا القصر، حيث اكتشف ماكس هرتس باشا، اليهودي الذي كان مديرًا لمتحف الفن الإسلامي في الفترة من 1901 حتى 1914م، قطعا من الزخرفة الداخلية للقصر الصغير، أثناء ترميم قبة مدرسة قلاوون.
هذه القطعة كانت عبارة عن إفريز خشبي، يحمل نقوشًا لحيوانات ووجوه آدمية تعزف على آلات موسيقية.
وتبين أن هذا الإفريز كان ضمن ما حله المماليك من القصر الفاطمي الصغير، حين هدموه لبناء مجموعة قلاوون، وأعيد استخدام الإفريز في البناء وتحديدًا في القبة التي تعلو المدرسة، ولكن لأن النقش كان موجهًا لسقفها، لم يكن أحد يراه من على الأرض حتى وقت الترميم.
معالم رحلة التخريب الطويلة
بعد زوال الدولة الفاطمية، أخذت التغييرات تجرى في القصرين الكبير والصغير، وما بينهما، وتغيرت ملامح المدينة عموما.
ومن ذلك ما حدث عام 622هـ/1227م حين أنشأ الملك الكامل الأيوبي مدرسته الكاملية، التي عرفت بدار الحديث الكاملية، وذلك بجوار باب البحر.
لم يهدم الكامل باب البحر، وهدمه الظاهر بيبرس عام 672هـ/1273م، ليستخدم بعض أعمدته في إقامة إحدى منشآته.
ثم اشترى الأمير بكتاش الفخري الصالحي النجمي، الأرض التي خلفها هدم الباب والقاعات الواقعة خلفه وأقام مكانها قصرًا عرف بـ«قصر أمير سلاح»، وبنى إلى جواره إسطبلات لخيوله ومساكن لحواشيه.
فلما توفي اشترى الأمير بشتاك هذه الأماكن من ورثته وأضاف إليها قطعة أرض من مساحة القصر الفاطمي، كانت من ممتلكات بيت المال ومنحها له السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فهدم ما كان عليها من آثار للفاطميين فيما عدا مسجد، عرف بمسجد الفِجْل.
ثم أقام على أنقاض هذه المواضع قصرًا فخمًا كان من أعظم مباني القاهرة، وهو «قصر بشتاك»، وما زالت بقاياه قائمة إلى اليوم بشارع المعز.
وفي ميدان بين القصرين بني الظاهر بيبرس المدرسة الظاهرية، وصار محراب المدرسة في موضع باب الذهب.. وكانت المدارس وقتها تبنى على طراز أشبه بالمساجد، يتوسطها محراب.
ومع فتح شارع بيت القاضي سنة 1291هـ/ 1874 ضاعت أجزاء كبيرة من المدرسة الظاهرية، وإن ظلت بقاياها قائمة حتى الآن في عطفة طاهر.
وفي رحبة باب العيد أنشأ الوزير المملوكي جمال الدين يوسف الأستادار مدرسته، واستدعى ذلك هدم باب الريح واغتصاب البيوت المجاورة.
أما قصر الزمرد (ضمن القصور الداخلية للقصر الكبير) الذي سكنه الأيوبيون، فقد ولد به الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبوبكر، وآل إلى المماليك بعد ذلك.
ومنحه السلطان المملوكي المنصور قلاوون إلى مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل الأيوبي، وظلت ملكيته تتناقل وتجرى التعديلات على بنائه، إضافة والهدم، حتى تحول إلى سجن عام 820 هـ/1417، ثم أخذه الأمير سيف الدين ماماي الأشرفي، وحوله إلى قصر من جديد.
ووصلت مساحة هذا القصر إلى 10 أفدنة، وكان يمتد إلى موقع بيت القاضي الحالي، ويقوم في موضعه الآن مصلحة التمغة والموازين والمكاييل، وقسم شرطة الجمالية.
أما باب العيد والمنطقة المجاورة له من القصر، ومكانه الآن شارع قصر الشوق، فقد تحول موضعه إلى مسجد تعلوه قبة وتحته دكان، وكان داخل المسجد ضريح لولي يسمى الشيخ موسى.
أزيل ضريح الشيخ موسي وحلت محله وكالة الست نفيسة المشهورة بوكالة عبده، ثم أزيلت وحل محلها في ستينيات القرن العشرين مدرسة عمر مكرم الابتدائية القائمة في قصر الشوق الآن.
وأخيرًا نصل إلى ما بدأنا به مقالنا، وهو تربة الزعفرانة، وكان للقصر باب يسمى «باب تربة الزعفرانة»، وكان من مراسم الدولة الفاطمية أن يدخل الخليفة منه كلما كان خارج القصر وعاد إليه.
وبعد أن يدخل منه يزور مقابر آبائه وأجداده، بخاصة في أيام الجمعة والعيدين، ويصحب ذلك توزيع الصدقات على الفقراء.
كانت تلك المقابر مزينة بقناديل ذهبية، وزخارف وحلي ومحاريب، وبعد زوال دولة الفاطميين تغيرت معالم المكان وهدمت جدرانه، وتحولت المقابر إلى شوارع يمشي الناس بينها، في ما عرف بـ«خط الزراكشة».
حتى جاء الأمير جهاركس الخليلي في زمن السلطان الظاهر برقوق، واستولى على تلك المنطقة، ونبش مماليكه وعماله القبور ورموا العظام التي كانت بها على كيمان مزابل البرقية «الدراسة»، وبنى مكانها خان الخليلي.
وهكذا ضاعت معالم آثار واحدة من أهم من الحقب التاريخية لمصر، نتيجة استهتار صلاح الدين بالفاطميين، ومحاولته بناء دولة جديدة تختلف في توجهاتها وعقيدتها عما كانت عليه دولتهم، ففتح الباب لمحو آثارهم والاستخفاف بما كانوا عليه من مجد حضاري تُرجِم إلى فخامة معمارية.
- «المواعظ والاعتبار»، للمقريزي
- «اتعاظ الحنفاء»، للمقريزي
- «سفر نامة»، ناصر خسرو
- «رحلة ابن جبير»، لابن جبير
- «الروضة البهية»، لابن عبدالظاهر
- «نصوص ضائعة من أخبار مصر»، المسبحي، تحقيق أيمن فؤاد سيد
- «القاهرة: خططها وتطورها العمراني»، أيمن فؤاد سيد
- «الخطط التوفيقية»، علي مبارك
- «خطط الطرابيلي: أحياء القاهرة المحروسة»، عباس الطرابيلي