واشنطن بوست: 5 طرق ممتعة لبناء مخ طفلك
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
كآباء، نواجه لحظات من العاطفة الشديدة مع أطفالنا: عندما يستيقظ طفلك في عمر 6 أشهر كل ساعتين خلال الليل، عندما يركل طفلك في عمر 5 سنوات ساقك لأن موعد نومه قد حان، عندما يقل احترام ابنك المراهق لك لتحديدك لاستخدام التكنولوجيا.
حاول الصمود، فقد مر جميعنا بمثل هذه اللحظات.
بما أن كل طفل، وكل مرحلة عمرية مختلفة، بعض الأساليب التي تنجح مع أحد الأطفال لا تنجح مع آخر. لذلك تعد تربية الأطفال من ناحية السلامة العاطفية أهم من أي أسلوب.إذن فما الحل لتربية دماغ الطفل المتبرعم، خصوصًا في هذه اللحظات المجهدة عاطفيًا؟.باختصار، الإجابة تتمثل فيك. ليس فقط وجودك المادي، بل ووجودك العاطفي أيضًا. فالأمان العاطفي يعني تغذية عقول أطفالنا مثلما نغذي بطونهم.فيما يلي خمس طرق ممتعة لبناء مخ طفلك يوميًا:
(1) خصص بعض الوقت يوميًا لتكون طفلًا من جديد
بينما هناك طرق عديدة مختلفة للعب، تقدم الإعدادات العلائقية غير المنظمة أكبر إمكانيات لتطور المخ.بعبارة أخرى، كن طفلًا من جديد!.خصص 20 دقيقة على الأقل يوميًا للتخلي عن سنوات رشدك، استكشف العالم مع أطفالك، واحتفلوا بما ستكتشفونه سويًا. اجعل ذلك الوقت متواصلًا ودع طفلك يقودك. إن أراد التلوين، لون معه. إن أراد اللعب بالدمى، أن يكون طبيبًا، أن يذهب إلى القمر، فسر على خطاه. إن أراد ابنك المراهق لعب الفيديو، فافعل ذلك. لا تنتقده أو تخبره بما يجب أن يلعبه أو كيف. فقط كن حاضرًا واكتشف العالم من خلال عينيه.
(2) احكِ قصصًا عن العائلة
في بيتنا، ليس هناك أي شاشات على الطاولة، فوقت تناول الطعام ملائم لنمو الدماغ. إحدى طرق تكميل وقت تناول الطعام، بدلًا من التحديق بالشاشات؛ هي أن تحكي لأطفالك قصصًا عن تاريخ عائلتهم.يقول البعض إن الأطفال الذين يعرفون تاريخ عائلاتهم لديهم ثقة أكبر بالنفس، شعور أكبر بالسيطرة على حيواتهم، ويرجح أن يتمكنوا من التعامل مع الأحداث العصيبة وأن يتخطوها، ويرجح أيضًا أن يكونوا أصحاء عاطفيًا وسعداء.
(3) دع الملل يصيب أطفالك
تظهر البحوث أن البشر بالفعل يمقتون أن يكونوا وحيدين مع أفكارهم، لدرجة أنهم قد يفضلون تعريض أنفسهم لصدمة كهربائية بدلًا من أن يُتركوا وحيدين للتفكير ما بين 6 إلى 15 دقيقة.
تخيل الحوار الآتي: «أمي، أشعر بالملل. هل يمكنني أن أقحم إصبعي في مقبس الكهرباء؟».«بالتأكيد يا بني، لا نريد لك أن تفكر لفترة طويلة».لا تسلّ أطفالك لدرجة إصابتهم بالعجز الإبداعي، فالتسلية المستمرة تكبت إبداعهم وخيالهم.في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن 15 دقيقة من الملل قد لا تسمح بالتفكير الإبداعي فقط، بل أيضًا قد تؤدي بالبشر إلى السعي وراء المعنى والاستكشاف. لذلك دع أطفالك يشعرون بالملل، فقط أبعدهم عن المقابس الكهربائية.
(4) اسأل نفسك سؤالًا واحدًا
حينما يكون أطفالك مصدومين عاطفيًا، اسأل نفسك: «كيف يمكنني أن أستجيب بطريقة آمنة عاطفيًا حتى يعلم طفلي أنه محبوب؟».يعدّ التواصل والحديث مع أطفالنا أمرًا هامًا للتطور العقلي، ومواساته أو احتضانه بقوة بعد يوم شاق في المدرسة ليسا مجرد فعل. حيث تصدر مادة «إندروفين» في المخ، والتي تساعد طفلنا على الشعور بالسعادة والاسترخاء، وتخفف الألم العاطفي والمادي.وعلى النقيض، إن كنا قاسيين، غير متسقين أو متجاهلين، فإننا نعلمه أن الناس لن يقفوا إلى جانبه عندما يحتاجهم بشدة. ربما لا عجب إذن أن العديد من المراهقين الذين افتقدوا وجود المعتني المُحب في وقت مبكر من حيواتهم يبحثون عن المخدرات لتهدئة وتسكين أنفسهم عندما يصبحون مضغوطين؛ لأنهم عرفوا أن الناس ليسوا آمنين، ولا محبين ولا موجودين.اكسب قلب طفلك في مرحلة مبكرة وستتمكن من التأثير على سلوكه لبقية العمر.
(5) للتواصل بالعين الأولوية دائمًا
أتذكر أحد الأيام عندما كان ابننا الصغير متحمسًا للغاية أثناء تطلعه من النافذة لدرجة أنه بدأ يرقص تلقائيًا.فانضممت إليه في رقصته.إن مر أحدهم قرب منزلنا في هذه اللحظة لرأى رجلًا بالغًا يرقص بحماس عبر النافذة. الأمر مريب، أعلم ذلك.لكنني تشاركت مع طفلي اللحظة، لقد ترابطنا باللغة الوحيدة التي فهمها للحماس الذي شعر به. إحدى أقوى الطرق لبناء مخ الطفل هي الانضمام إليه على حلبة الرقص دون توقف.بعد دقيقتين، ترك طفلي النافذة ونظر إليّ، وتمتم باستمتاع. لقد كنت الآن منشغلًا بهاتفي، فقد انقضت اللحظة. لكن رسائل البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، الإشعارات لا تعبأ بمثل هذه اللحظات، ولا بعلاقاتك ولا بأطفالك؛ بل تعبأ فقط بأن تجعل لها الأولوية.هل يعلم أطفالك أنك تستمتع بحق بالرقص معهم أكثر من استمتاعك بالتحديق بهاتفك؟، استمتع بكونك البالغ المريب الذي يرقص أمام النافذة في السابعة صباحًا.التريبة ليست علم الصواريخ، بل يشبه الأمر جراحة المخ.