أفول نجم «ليبرالية الهوية»
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
في مقاله بجريدة النيويورك تايمز يناقش «مارك ليللا» مسألة ليبرالية الهوية والتنوع في المجتمع الأمريكي، وكيف تحول ذلك التنوع من نعمة تبهج العيون وشيء تحسد عليها المجتمعات الأخرى أمريكا إلى نقمة، وكيف مثلت الفشل الأبرز خلال الانتخابات الأخيرة.
ويقول «ليللا» إن الاختلاف داخل أمريكا أصبح كارثيا، حيث انزلقت الليبرالية الأمريكية في السنوات الأخيرة إلى ذعر أخلاقي من الهوية العنصرية والجنسية والتي تسببت في تدمير رسالة الليبرالية، وحالت دون أن تصبح قوة موحدة قادرة على حكم الجميع.
ويرى الكاتب أن حملات الانتخابات الرئاسية الأخيرة تشير إلى انتهاء ليبرالية الهوية، فالحال كان أفضل لهيلاري كلينتون أثناء حديثها عن المصالح الأمريكية وما يربطها بالعلاقات الدولية، لكن الحديث عن الداخل وجهها صوب الحديث عن التنوع لتخاطب السود واللاتينيين والنساء. ويعتبر ليللا أن ذلك كان خطأ استراتيجيا لأن تناسي جماعات بعينها في البلاد يعني أنها قد أقصتهم، وكان ذلك بحسب بيانات ما حدث مع الطبقة العاملة من البيض وأصحاب المعتقدات الدينية القوية، حيث أعطت نسبة كبيرة من الناخبين البيض والإنجيليين أصواتهم لترامب.
ويتحدث الكاتب أيضا عما تمخض عن التنوع في الحياة الأمريكية، حيث أنتج جيلا من الليبراليين والتقدميين غير المبالين بمهمة التواصل مع المواطنين في أوساط الحياة.
ثم ينتقل للحديث عن ليبرالية الهوية وفشلها الأبرز في الانتخابات، فالسياسة الوطنية إبان الاستقرار لا تهتم بالاختلاف، بل بالقواسم المختلف،ة وأن الشخص الذي سيستطيع التركيز على المصير الواحد سيهيمن على السياسات في نهاية المطاف.
ويضرب مثالا لذلك بالرئيس رونالد ريجان وبيل كلينتون والأخير عمل طبقا لنموذج الأول، فنأى بحزبه الديمقراطي عن المتمسكين بالهوية داخله وكثف جهوده للتركيز على برامج تعود بالنفع على الجميع مثل التأمين الصحي.
ويخلص الكاتب إلى أن سياسة الهوية لا تفوز في الانتخابات أبدا، بل تخسر على الدوام لأنه توجه إلى المشاعر والانفعالات ولا يمكنها أن تكون مقنعة.
وينوه ليللا بأن التفسير الليبرالي للانتخابات الرئاسية الأخيرة يقول إن السبب الرئيسي لفوز ترامب هو نجاحه في تحويل المشكلات الاقتصادية إلى غضب عنصري.
ويعلق بأن هذا التفسير يزيد من وهم أن اليمين الجمهوري مصيره الانقراض السكاني على الأمد الطويل، وأنه على الليبراليين الانتظار قبل أن يئول حكم البلد إليهم.
ويشدد الكاتب على الحاجة إلى ما أسماها بـ «ليبرالية ما بعد الهوية»، التي يجب أن تستفيد من النجاحات الماضية لليبرالية ما قبل الهوية للتأكيد على القضايا التي تؤثر في الأغلبية العظمى من الأمريكيين، وأن تدعوهم للعمل مع بعضهم البعض.
ويعدد الكاتب مزايا ليبرالية ما بعد الهوية في أنها ستؤكد أن الديمقراطية لا تدور حول الحقوق فحسب، بل تضع واجبات على مواطنيها أيضا، أما صحافة ليبرالية ما بعد الهوية، فعليها أن تبدأ بتثقيف نفسها عن أجزاء من البلاد تم تجاهلها وتثقيف الأمريكيين حول القوى العظمى بالسياسة العالمية.