أصوات مع اللاجئين: الآن يمكنك أن تسمع 100 مليون لاجىء
«فالاماتا» فتاة نيجيرية تبلغ من العُمر 13 عامًا، فقدت والدها وأمها وجدتها خلال إحدى الصراعات التي اضطرتها للنزوح عن بلدتها، ليس هذا وحسب وإنما عانت أيضًا من الإصابة بشلل الأطفال. هذه الطفلة القعيدة وجدت نفسها -بلا أهل- مُجبرة على الفرار من بلدتها، رغم ذلك لم تستسلم وتمسّكت بالأمل؛ تحلم «فالاماتا» بِاستكمال تعليمها، لن تستطيع تحقيق هذا الحلم بمفردها وإنما ستكون بحاجة إلى عونٍ من جهات دولية تهتمُّ لأمر اللاجئين مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دول مجلس التعاون الخليجي.
نُشرت تلك القصة خلال بودكاست «أصوات مع اللاجئين»، الذي تقدّمه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي منظمة عالمية تكرس عملها لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق وبناء مستقبل أفضل للاجئين والمجتمعات النازحة قسرا والأشخاص عديمي الجنسية.
تعاون بين مفوضية اللاجئين والندوة العالمية
استضافت الحلقة الأولى من «البودكاست»، خالد خليفة ممثل للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دول مجلس التعاون الخليجي، وصالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي.
قال خالد إن المفوضية تأسست عام 1950م بهدف تقديم الرعاية لللاجئين الأوروبيين المشرّدين بسبب الحرب العالمية الثانية، وكان من المفترض ألا يستمر عمل المفوضية أكثر من 3 سنوات تُحلُّ بعدها مشكلة اللاجئين ثم تُفضُّ بعدها المفوضية، وهو مالم يتحقق بسبب استمرار الصراعات في العالم التي ينتج عنها الكثير من اللاجئين في كل مكان.
ويضيف خالد، إن عدد اللاجئين بلغ 82.5 مليون نازح حول العالم العام الماضي. هذه الأرقام مرشحة للتصاعد هذا العام بسبب صراعات أوكرانيا وأفغانستان، وتوقع خالد لتوقّع ألا يقل عدد اللاجئين عن 90 مليون شخص. حوالي 60% من هذه الأعداد تنحدر من دول إسلامية.
فيما أوضح صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، التي تعمل كشريك لمفوضية اللاجئين، أن الندوة انطلقت عام 1972م، واعتنت بالشكل الإنساني والتنموي مثل التعليم والأعمال الدعوية الإسلامية، ومع تفاقم أزمة أفغانستان بدأت في العمل الإغاثي لأول مرة.
ويُضيف الوهيبي، أنه مع تنامي حجم المشكلات التي تعرّضت لها دولاً إسلامية في الصومال وليبيا وسوريا وغيرها زاد التركيز على أنشطة دعم اللاجئين، وهو ما دفعهم للشراكة مع مفوضية اللاجئين صاحبة الخبرة الكبيرة في العمل الخيري حول العالم.
أحد ثمار هذا التعاون بين الطرفين، هو الإعلان عن إطلاق صندوق زكاة لتلقّي تبرعات المسلمين من حول العالم لرعاية اللاجئين في 14 دولة حول العالم، يخضع للضوابط الشرعية الإسلامية كافة، ويٌمكن التبرّع لهذا الصندوق من قِبَل أي شخص ومن أي مكانٍ في العالم.
وهنا يحرص الوهيبي على تأكيد دعم منظمته لصندوق الزكاة بسبب انضباط عمله ووجود آليات واضحة ومنظمة لكيفية استلام الأموال وصرفها، وهو ما عزّز من ثقة أعضاء «الندوة العالمية» في أعمال المفوضية.
وكشف صالح، أن التعاون بين الجهتين تطرّق إلى مشاريع عِدة لسد احتياجات اللاجئين في بنجلاديش وسوريا، معربًا عن أمله في تطوير هذا التعاون من الجانب الإغاثي فقط إلى التنموي أيضًا ليشمل التعليم ومجالات تطوير الإنسان أكثر فأكثر.
الوصول باللاجئين إلى أكبر الجامعات
ناقشت الحلقة الثانية من البودكاست كيفية التعاون بين الجهات المانحة الكبرى من أجل تشجيع شباب اللاجئين على الانخراط أكثر في العملية التعليمية.
نسبة شباب اللاجئين الذين ينجحون في استكمال تعليمهم الجامعي لا تتجاوز 5%، وتهدف المفوضية إلى زيادة تلك النسبة إلى 15% في سنة 2030م. لتحقيق هذا تتعاون مفوضية اللاجئين مع مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم وكذلك مع شركة «جوجل» في توفير الاحتياجات الأساسية لتعليم اللاجئين.
تقول دانا الدجاني، مدير البرامج والشركات في مؤسسة عبدالله الغرير، إن مؤسستها تبنّت برامجًا مختلفة لتعزيز حياة اللاجئين من خلال التعليم، هذه البرامج ساهمت في تعليم 48 ألف طالب لاجئ من سوريا وفلسطين وليبيا، وخفّفت أعباء استضافتهم على الدولة المستضيفة لهم كالأردن ولبنان.
لا تكتفي تلك البرامج بتدريس العلوم الأساسية للطلبة اللاجئين، ولكنها أيضًا تؤهّلهم على المهارات التي يحتاجها سوق العمل، ما مكّن العديد من خريجي تلك البرامج من الحصول على فرص عمل جيدة عقب الانتهاء منها. وبحسب الدجاني فإن 320 طالبًا في هذه البرامج تمكّنوا من الالتحاق بالجامعات للحصول على فرصٍ للمزيد من التعلُّم.
واعتبرت الدجاني، أن نجاح تلك البرامج التعليمية لا ينحصر فقط في مسألة التثقيف الذاتي ولكن آثاره تمتدُّ إلى نواحٍ اجتماعية أخرى، فهي تقلل من ظواهر سلبية مثل عمالة الأطفال والزواج المبكر للفتيات.
فيما أوضحت زين مصري مديرة تسويق المنتجات لـ«جوجل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن شركتها تعتبر أن توفير المعرفة الرقمية للأفراد من واجباتها الاجتماعية تجاه الدول التي تُقدّم فيها خدماتها.
وأضافت زين، أن ملايين الأشخاص تمكنوا من الاستعانة بمنصات «جوجل» لنيل المهارات التعليمية الرقمية، كما أطلقت برنامج «مهارات من جوجل» لصقل تلك المهارات أكثر وأكثر وتقليل الفجوة بين معارف الشباب وبين احتياجات سوق العمل.
تعاونت مفوضية اللاجئين مع «جوجل» لدعم تعليم اللاجئين في تركيا والمغرب والجزائر، بعضهم نجح في إنشاء مشروعه الخاص عقب خضوعه لهذا التدريب المكثف.
يُمكن الاستماع للحلقتين عبر هذا الرابط: