تعرف على «فالفيردي» وأول قراراته بعد توليه قيادة برشلونة
هكذا أعلن رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريو بارتوميو عن تولي الأسباني أرنيستو فالفيريدي ذو الـ 53 عامًا القيادة الفنية لفريق برشلونة صباح اليوم، خطاب قد يبدو كلاسيكيًا وإعلاميًا إلى حد كبير، ولكن تاريخ فالفيردي غير الحافل بالإنجازات هو ما جعل تقديمه بهذه الطريقة إجباريًا، فلا إنجازات ضخمة ولا فرق عريقة ولا حتى تصريحات بارزة جعلت منه محط أنظار الجماهير يومًا ما، وهذا ما يثير قلق قطاع عريض من جمهور برشلونة منذ ارتباط اسم أرنيستو بالنادي الكتالوني. ولكن منذ متى عوّدنا برشلونة أن يأتي بمدربين كبار؟!، فبرشلونة دائمًا هو المفتاح الذي يلجأ له أبناؤه لعبور بوابة التاريخ العُظمى.
أرنيستو لم يكن يغرد وحيدًا في ترشيحات المديرين الفنيين لفريق برشلونة، لكن زاحمه أيضًا الأرجنتيني «خورخي سامباولي» و«أونزوي» مساعد لويس إنريكي، لكن الأخير أعلن انضمامه منذ يومين لقيادة فريق سيلتافيجو، أما سامباولي فقد ارتبط اسمه بشدة بتدريب منتخب الأرجنتين في الآونة الأخيرة؛ مما جعل من إعلان فالفيردي مديرًا فنيًا لبرشلونة مسألة وقت لا غير.
من هو أرنيستو فالفيردي؟
أرنيستو فالفيردي هو مدرب كرة قدم أسباني، عمره 53 عامًا، لعب لفريق ألافيس وسيستاو وإسبانيول قبل أن يلعب لفريق برشلونة موسمين منذ عام 1988 حتى عام 1990، أحرز خلالهما بطولة الأندية أبطال الكؤوس والدوري الأوروبي. لعب تحت قيادة أسطورة برشلونة الخالدة «يوهان كرويف»، لذلك كان من الطبيعي أن يتأثر بفلسفة كرويف الخالصة، لكن الفارق الواضح بينهما هو اعتماد فالفيردي على اللعب العمودي على المرمى مباشرة لا الاستحواذ الكامل على الكرة. زامل فالفيردي خلال مسيرته مع برشلونة رونالد كومان، مايكل لاودروب، وكذلك جاري لينكر. بيب جوارديولا؟ لقد كان في فريق الشباب آنذاك.
انتقل بعد ذلك إلى أتلتيك بلباو، ظهر مع الفريق الباسكي خلال 170 مباراة في ستة مواسم أحرز خلالها 44 هدفًا، ثم اختتم مسيرته الاحترافية بموسم فقير جدًا في أرقامه مع ريال مايوركا، حيث لعب معهم موسمًا كاملاً لم يحرز خلاله سوى هدفين!.
لم يكن أرنيستو فالفيردي مميزًا في علاقته بجماهير الفرق التي لعب لها على عكس معظم المهاجمين وصناع اللعب حول العالم، وهو ما يجب أن يتغير حتمًا إذا أراد الاستمرار في تدريب البلوجرانا ودخول التاريخ كرفاق جيله.
مسيرته كمدرب
أرنيستو فالفيردي خلال فترته التدريبية الأفضل مع فريق أتلتيك بيلباو الأسباني.
بدأ أرنيستو فالفيردي مسيرته الرسمية كمدرب مع فريقه المفضل أتلتيك بلباو منذ عام 2003 حتى عام 2005، ثم درّب فريق أسبانيول منذ عام 2006 حتى عام 2008 ووصل معاهم إلى نهائي الدوري الأوروبي، ثم قاد فريق أولمبياكوس اليوناني على فترتين؛ أولهما كان موسم 2008-2009، وثانيهما كان منذ عام 2010 حتى عام 2012، فاز خلال تلك الفترة بالدوري اليوناني ثلاث مرات وكأس اليونان مرتين. تخلل تلك الفترة نصف موسم غير ناجح بالمرة مع فريق الغواصات الصفراء فياريال الأسباني، حيث أصدرت إدارة فياريال بيانًا أشبه بالمهين توجه فيه الشكر لفالفيردي على تلك الحقبة «السيئة» في تاريخ النادي، وتوضح فيه بشكل صريح أن سبب الإقالة هو الخسارة أمام أوساسونا بهدفين دون مقابل دون أي محاولة لتجميل الموقف.
خاض رحلة أُخرى غير ناجحة مع فالنسيا لمدة موسم واحد، ثم عاد إلى وطنه الأم وفريقه المُفضل أتلتيك بلباو ليحقق معهم نتائج جيدة للغاية ويصعد بهم إلى دوري أبطال أوروبا، ثم انتهى به المطاف الآن إلى مدينة برشلونة، فلنترقب ماذا سيفعل تلميذ يوهان كرويف.
ماذا سنفعل الآن؟
فالفيردي مدرب سهل التوقع، حتى وإن لم يكن كذلك فحالة برشلونة الآن علاجها لا يختلف عليها اثنان، وهو ما يجعل الـ To do list الخاصة بالمدرب الأسباني واضحة وضوح الشمس للجميع. دعنا نستعرض عزيزي القارئ عدة قضايا مُلحّة بحاجة إلى قرارات عاجلة من أرنيستو فالفيردي.
المذبحة الـمُنتظرة
هناك العديد من علامات الاستفهام التي تحوم حول عدد من لاعبي الفريق الأول لنادي برشلونة، كالفرنسي لوكاس دينييه وأردا توران وخافيير ماسكيرانو وجيرمي ماثيو، وتلك العلامات بحاجة إلى إجابة عاجلة من المدير الفني الأسباني.
الظهير الأيمن
بعد رحيل داني ألفيش من برشلونة بشكل غير مفهوم بعد تأخر الإدارة في الحديث معه عن التجديد إلا بعد مشكلة القيد الشهيرة، وهو مارآه الظهير البرازيلي نوعًا من عدم الاحترام، عانى الفريق الأسباني كثيرًا من مشكلة الظهير الأيمن في ظل سوء المستوى الواضح لأندريا جوميز.
لا يمكن أن يخطئ برشلونة في سوء الانتقالات هذا الموسم نفس الخطأ الذي عانى منه الأمرّين الموسم السابق، لذا من المتوقع الفترة القادمة أن يختار فالفيردي أحد الأظهرة التي تستطيع ملء هذا الفراغ على شاكلة منافسه المباشر ريال مدريد الذي يحظى بأحد أفضل الأظهرة على مستوى العالم إن لم يكن أفضلهم داني كارفخال.
كذلك البحث عن بديل لأندريس إنييستا وحسم بعض الصفقات الخاصة ببعض المراكز الأخرى كقلب الدفاع الذي يحتاج إلى تدعيم بجانب وجود جيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي.
تأمين ميسي وإنييستا
الضغط على فالفيردي في موسمه الأول مع برشلونة لا يتجسد فقط في أداء المباريات بشكل جيد وتحقيق نتائج مُرضية لجماهير البلوجرانا، لكن أيضًا في إقناع ليونيل ميسي وأندريس إنييستا بعظمة مشروعه وقدرته على إعادة برشلونة لقمة هرم اللعبة مرة أُخرى، حيث ينتهي عقدا النجمين الكبيرين بحلول العام القادم وتجديدهما في حال إخفاق خطة فالفيردي سيكون مهمة صعبة و صعبة جدًا.
إعادة أمجاد لاماسيا
تمسُك نادي أتلتيك بلباو بعاداته وتقاليده حتى الآن والمتمثلة في عدم ضم لاعبين لا ينتمون إلى إقليم الباسك ستفيد أرنيستو فالفيردي كثيرًا في رحلته مع فريق برشلونة، فقد اعتاد على العمل في وجود قيود وفي أضيق المساحات، نتج عن ذلك حب وميل فالفيردي _طواعية أو إجبارًا_ إلى اللجوء لفريق الرديف وتصعيد اللاعبين الشباب، وهو ما يُنذر بعودة أمجاد اللاماسيا مجددًا بعد لمعانها في عهد الفيلسوف العبقري بيب جوارديولا ومحاولة الراحل تيتو فيلانوفا الحفاظ على نهجه فيما يخص ذلك.
ردود الفعل
لم تكن ردود الفعل على تعيين فالفيردي كمدير فني لبرشلونة حادة أو غير متوقعة، فارتباط اسم الرجل بالنادي الكتالوني منذ رحيل جوارديولا جعل الجميع وكأنه ينتظر اليوم الذي سيتولى فيه فالفيردي مقاليد الأمور، وها هي قد حانت اللحظة.
كذلك وجد المدير الفني الأسباني الدعم من مدافع فريق مانشستر يونايتد والمدير الفني لفريق فالنسيا السابق جاري نيفيل والذي غرّد عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر قائلًا: «خيار جيد من فريق برشلونة، فالفيردي هو المدير الفني الوحيد الذي تحدث إليّ قبل وبعد مواجهتنا في الدوري الأسباني بنفس القدر من الاحترام و المودة».
التصريح يبدو غريبًا بعض الشيء من المدافع الإنجليزي، فكون فالفيردي المدير الفني الوحيد الذي صافحك بنفس الحرارة قبل وبعد المباراة فإن هذا لا يعني أنه الأفضل في الدوري الأسباني، لكن هذا يعني أنك كنت الأسوأ!.