يوفينتوس وروما 1/0: لأننا نعرف من هو جونزالو هيجواين
قبل يوم واحد من المباراة المرتقبة بين متصدر جدول ترتيب الدوري الإيطالي ووصيفه، خرجت الصحف الإيطالية بعناوين تقارن بين خطوط الفريقين، الجانب الأوفر من المقارنة كان من نصيب مهاجمي الفريقين فجاء عنوان صحيفة «بروفا دي فورزا»: «نحن نعرف من يكون هيجوأين، ومن يمكن أن يكون دجيكو».
الإجابة جاءت بالدقيقة 14 بعد تسديدة صاروخية سكنت شباك الحارس البولندي تشيزني منحت اليوفي الصدارة بفارق 7 نقاط عن الذئاب، وربما تمنحه قدمًا على منصة التتويج!.
الشوط الأول: اضغط حتى يخطئ الخصم
العامل الأبرز بدقائق المباراة الأولى هو نجاح تشكيلة أليجري الذي لعب 2/1/3/4 بإحكام سيطرتها وفرض حصار على لاعبي روما، الذي بدأ بأسلوب لعب 1/3/2/4. يبدأ الحصار بضغط عالٍ لا يمنح مدافعي العاصمة خيارات متعددة للتمرير وبناء الهجمة عن طريق الثنائي الهجومي بالمساهمة مع خضيرة-بيانتش-ستورارو.
لم يقتصر دور هيجوأين ومانذوكيتش على الضغط، بل برز أيضًا على مدار المباراة، تحركات الثنائي خارج منطقة الجزاء بعمق الملعب لاستلام الكرة أو على الأطراف لتوزيع العرضيات. الأمر الذي يحسب لأليجري بالتأكيد هو مدى التجانس بين الثنائي خصوصًا عند تبديل المراكز أو بفتح أحدهم مساحة للآخر، كما استمر ما عودنا عليه لاعبو وسط اليوفي خلال الفترات الماضية بالقدرة على اختراق المساحات الفارغة بعمق الملعب داخل منطقة الجزاء أو على الأطراف.
بالدقيقة 14 ينجح هيجوأين باقتناص الكرة من دي روسي الذي لم يساعده تمركز زميله ستروتمان طوال الشوط الأول، ينطلق البيبيتا متجاوزًا دفاعات الذئاب ليباغت تشيزني بتسديدة صاروخية أعلنت تقدم السيدة العجوز.
حاول الضيوف بعد الهدف الأول استعادة الاتزان واكتساب الثقة بتمريرات نجحت بالفعل بالعبور من منتصف ملعب اليوفي، لكنها اصطدمت بحوائط صد عنيفة لليوفي على أطراف الملعب أعاقت خطورة الثنائي جيرسون وبيروتي كما زيادة عددية بمنتصف الملعب لليوفي. الفضل بذلك يعود لقدرة لاعبي الأخير بالارتداد الدفاعي السريع والمبني على حسن التمركز وسد الثغرات. موقف دجيكو لم يكن أفضل من زميليه، بل على العكس نجح كل من روجاني وكيليني بترويض خطورة المهاجم البوسني داخل منطقة الجزاء، حيث نجح الثنائي باستخلاص 5 كرات هوائية على مدار المباراة.
الشوط الأول يمنحنا تفصيلة أخرى تعبر عن تفوق لاعبي اليوفي بالتمركز، حيث فاز لاعبو الأخير بأغلب الـ Second Balls أو الكرات المشتتة من عرضيات في مقابل انكماش للاعبي روما وسوء توزيع بعيدًا عن مكان توقع الكرة.
ملمح خطورة الذئاب تشكل بانطلاقات ناينجولان لقلب منطقة جزاء بوفون، حيث سعى البلجيكي لمساندة دجيكو الوحيد بمنطقة الجزاء وحاول الارتقاء بأكثر من عرضية لكن دفاع اليوفي كان حاضرًا بالميعاد.
الأسماء بتشكيلة اليوفي كانت أكثر قدرة بالشوط الأول على فرض إمكانياتها عن تشكيل روما الذي فقد لحد كبير الحلول الجماعية.
الشوط الثاني: خروج ليشتاينر نقطة التحول
ربما أخطأ سباليتي بالاحتفاظ بمحمد صلاح على دكّة روما خوفًا من تجدد الإصابة رغم جاهزيته، إلا أن الإيطالي كان قد حسم أمره بين شوطي المباراة ودفع بصاحب الرقم 11 مكان البرازيلي جيرسون الذي لم تساعده الظروف باستغلال إمكانياته الجيدة.
على الجانب الآخر كان كودرادو يستعد للنزول بديلاً لبيانتش المصاب. البوسني لم يظهر بأدائه الجيد وحصل على التقييم الأقل بين لاعبي فريقه. تحوّل مركز خضيرة لقلب الملعب وترك الطرف الأيمن للكولومبي الذي يجيد أغلب مهام لاعب الطرف.
اتخذ صلاح جناح روما الأيمن، وبدا للذئاب محطة للهجمة يمكن الارتكاز عليها. دفع ذلك نايجولان لسرعة تسليم صلاح الكرة أكثر من مرة، كما دفع روديجر للتقدم لتخفيف الضغط، لكن ذلك لم يشكل الخطورة الكافية لتهديد مرمى بوفون. كان لاعبو روما بحاجة شديدة لتمويل الهجمات بتخفيف ضغط اليوفي على لاعبي وسط الملعب!.
الدقيقة الـ67 حملت نقطة تحول المباراة التي كادت أن تمنح روما نقطة غالية قبل العودة من تورينو، إذ تعرض ظهير اليوفي الأيمن ليشتاينر للإصابة، فما كان من أليجري إلا أن أدخل المخضرم برزالي وطلب من لاعبيه الانكماش بوسط ملعبهم خشية المرتدات السريعة أو الكرات الطولية التي قد يصعب على الأخير مجاراتها.
سباليتي يلتقط الخيط ويرحب بالمخاطرة، فكان أن دفع في الدقيقة 72 بستيفن الشعراوي محل دانييلي دي روسي ليبقى وسط الملعب الثنائي ستورمان ونايجولان وبعمق الهجوم الشعراوي ودجيكو.
منذ الدقيقة 72 ولمدة ربع ساعة استحوذت روما على الكرة بعد انتزاع وسط الملعب، وبدا فريق العاصمة أكثر اندفاعًا نحو مرمى الخصم وضغطًا عن طريق الأطراف التي بدأت بتوزيع عرضيات متقنة وخطيرة كادت إحداها أن تسفر عن التعادل، لكن خط دفاع اليوفي كان حاضرًا بالمرصاد، كما ساهمت المساندة الدفاعية لخط الوسط ذات فاعلية بانتزاع الكرات المشتتة؛ مباراة كبرى لخط وسط اليوفي!.
أليجري خلال لجوئه للمرتدات كاد أن ينهي اللقاء بتسديدة ستورارو، لكنه اكتشف الاستهلاك البدني لخط هجومه خصوصًا خلال محاولاته للضغط على حاملي كرات روما، فكانت استعانته بالشاب الأرجنتيني ديبالا بالدقيقة 82 على حساب البيبيتا؛ لتنشيط وسط ملعب اليوفي، ولقدرة الشاب على استغلال المساحات بسرعته ومنح الفرصة لخطوط اليوفي بالتقدم مرة أخرى أثناء ضغط روما.
حصل روما على 8 ركنيات بالإضافة لعدد آخر من العرضيات والكرات الثابتة، لكن الفريق لم ينجح باستغلال أحدهم بالرغم من تواجد لاعبين أصحاب قامات طويلة كدجيكو وردوجير وفازيو ومانولاس، سلاح آخر فقده الذئاب وسط دفاع متألق للأبيض والأسود.
الصورة مقارنة بين كيليني وفازيو توضح تفوق خط ظهر اليوفي بالكرات الهوائية التي لم يستغلها الذئاب. الصورة لموقع whoscored.com
حكم المباراة دانييلي أورساتو لم يظهر بمستوى طيب، إذ جاءت صافراته بأحيان كثيرة متأخرة وبغير داعٍ.
من يحتاج بدائل؟
عدم قدرة لاعبي روما على تطوير حلول هجومية بالشوط الأول، كما تفضيل برزالي مكان ليشتاينر بالشوط الثاني لتشكيل اليوفي الذي عاد ليلعب برباعي بخط الظهر فتحا الباب لتأمل المراكز التي يحتاج لها الفريقان.
بالنسبة ليوفنتوس فإنه لا يحتاج تدعيمات بخط الهجوم، أما خط الوسط فإنه ربما يحتاج لتطوير القدرات الهجومية لستورارو الذي قام بالشق الدفاعي على أكمل وجه لكنه لم يحسن استغلال تسديدتين كادتا أن تنهيا المباراة.
لكن اليوفي بحاجة للنظر لبدائل ظهيري الطرف، فبرغم ظهور الأساسيين بشكل ممتاز إلا أن البدائل أقل على مستوى الأداء.
أما روما فإن غياب فلورينزي كظهير أيمن شكّل ثغرة ملحوظة لذلك الفريق بحاجة بشكل أكبر لتطوير أداء الأطراف الدفاعية والهجومية، أو ربما الاستعانة بتدعيمات يناير، الأمر ذاته بالنسبة لخط الظهر الذي أرهقته تحركات الثنائي الهجومي.
ماروتا يصفق، هل يمكن لمونشي أن يرسم طريقًا لروما؟
المتفائلون من مشجعي روما يعتقدون أن الكالتشيو لم يحسم حتى بعد 7 نقاط فرق كاملة، الدوري لا يزال يحمل مواجهات قوية لليوفي. صحيح أن فريق السيدة العجوز متفوق بدنيًا وذهنيًا، إلا أن فقدان الأمل لا يصب بمصلحة روما.
آخرون من دون المتفائلين يعتقدون بأهمية تلك المباراة بحسم اللقب، ربما العودة بنقطة وبقاء الحال عليه حتى انتقالات يناير كان سيمنح الفريق المزيد من الحماس، لكن الآن الوضع تأزم.
عمومًا خرج هيجوأين بتبديل شرفي وسط تصفيق الحضور وعلى رأسهم الرجل الذي حسم صفقة البيبيتا نفسه جوسيب ماروتا، المدير الرياضي للنادي الذي ساهم برفقة الإدارة الحالية بثورة اليوفي خلال السنوات الأخيرة.
ابتسامة البيبيتا حملت شعورًا عميقًا بالفخر بالذات، كذلك تصفيق ماروتا وكأنه يحيي نفسه على خطوات سبقت وبطولات عادت وطموحات أوروبية تلقى دعمًا ورضًا جماهيريًا.
على الجانب الآخر فإن الشائعات تتزايد عن اقتراب المدير الرياضي الفذ لنادي إشبيلية مونشي بالتعاقد مع روما خلال الأشهر القادمة ليحل مكان المستقيل والتر سباليتي.
المعروف عن مونشي قدرته على اكتشاف المواهب وإقناع النجوم بالتوقيع لإشبيلية، قاد النادي لبطولات أوروبية كبرى كاليوربا ليج ونجح بصناعة أسماء عظيمة كداني ألفيش. إذا نجحت إدارة روما بالتعاقد مع مونشي فإنها ستكون خطوة جادة تحتاج دعمًا وصبرًا وتكاتفًا لنهوض روما.