يوفينتوس 2-1 نابولي: لأن يوفي يعرف كيف ينتصر في النهاية
ترقَّب الجميع مباراة اليوفي ونابولي في الكالتشيو هذا الموسم نظرًا للتنافسية الكبيرة بينهما الموسم الماضي والتي زادت حدتها بانتقال قياسي لنجم نابولي جونزالو هيجواين إلي يوفينتوس. الحقيقة أن هذا السبب لم يكن الوحيد لمتابعة المباراة بشغف، ولكن الجميع كان يريد اختبار تلك القوة التي يعتبرها الكثيرون مجهولة والتي تُحرك اليوفي دومًا نحو طريق الانتصار خصوصًا في إيطاليا.
الأمر في إيطاليا بالنسبة للسيدة العجوز أصبح سهلًا حتى وإن بدا غير ذلك، تشعر أن لاعبي اليوفي يقولون في لخصومهم افعلوا ما شئتم، فنحن الأبطال مهما فعلتم. وأن تلك الكلمات تصل لكل من يتخيل أن بمقدوره منافسة اليوفي وليس حتى اقتناص اللقب منه، والأدهى أن تلك الكلمات يُصدقها الجميع حتى لاعبي الخصوم فاليوفي فاز بآخر خمس بطولات للاسكوديتو.
ساري كان يتذكر الموسم الماضي، اليوفي كان في المركز العاشر حتى الجولة الحادية عشر، ولكن ماذا بعد؟ حقق اللقب في النهاية وبفارق 9 نقاط عن نابولي صاحب المركز الثاني. خسر اليوفي هذا الموسم من الميلان، وأصبح الفارق بينهما نقطتان فقط، بعدها رفض الميلان الفوز أمام جنوي والتصدر ولو ليلة قبل مواجهة اليوفي و سمبدوريا، تلك القوة المجهولة أو الـ X Factor هي من منعت الميلان من اعتلاء القمة ولو للحظات.
الحقيقة التي يعيها كل متابع لكرة الطليان هو أنه هناك حد يجب ألا تتخطاه مع اليوفي، لا أعلم من وضع تلك القاعدة ومن أول من نفذها ولكنها تشبه الحالة التي كان يعيشها فيرجسون ومانشستر يونايتد في انجلترا، تلك الهيبة التي صنعها فيرجسون والتي كانت تجعل أقصى طموح لمنافس يأتي على الأولد ترافورد هو ألا يخسر بنتيجة ثقيلة، بالمناسبة هذا أهم ما افتقده اليونايتد برحيل السير.
المباراة
بدأ اليوفي بـ 3-5-2 المعهودة وبدأ ساري بـ 4-3-3، لا يُعتبر الضغط الذي صنعه نابولي على اليوفي مفاجأة فساري يعلم أنه إذا عاد للخلف وسمح لليوفي بضغطه لن تكون النتيجة جيدة. أما أليجري بدأ بالتكوين المعتاد ولكن بأفراد أقل جودة، ألفيش احتياطي لليشتيشتاينر، هيرينانيز أساسي على ماركيزيو وماندزوكيتش على حساب ديبالا المصاب.
اليوفي في 3-5-2 يعتمد على الهجوم المنظم عن طريق الأطراف ألفيش وساندرو خاصة ألفيش الذي يُقدم أداءً رائعًا في الجناح الأيمن.
وأحيانًا أخرى يعتمد على الهجوم من القلب، سابقًا كان بيرلو وفيدال وبوجبا يقومون بتلك المهمة لكن الآن الأمر مختلف فهيرنانيز وخضيرة ليسو بيرلو وفيدال كما أن بيانيتش رغم جودته العالية وثقة الجميع فيه على تعويض بوجبا فهو حتى الآن لم يقم بدور القيادة المطلوب منه في وسط الميدان.
الأمر الآخر الذي أعاق بناء اللعب من العمق هو غياب ديبالا المهاجم المتحرك الأقرب إلى رقم 10 حول المهاجم الثابت سواء هيجواين أو ماندزوكيتش لكن أن يلعب هيجواين وماندزوكيتش معًا فمعناه انفصال تام لوسط الميدان عن الهجوم والاعتماد الكلي على الأطراف.
ما زاد الأمر تعقيدًا على اليوفي هو وسط ميدان نابولي الرائع؛ دياوارا، هامسيك، ألان، الذي ضغط على وسط اليوفي بكل قوة وطبقوا الـ 4-3-3 بكل دقة؛ مثلثات في كل ركن في الملعب، دياوارا رأس مثلثين أحدهما قاعدته كوليبالي وتشيريشيس والآخر قاعدته ألان وهامسيك الذي يشكل مثلث مع هيساج وكاليخون وألان الذي يشكل آخرًا مع غُلام وإنسيني كذلك ميرتينز المهاجم الوهمي الذي كان حل لكل لاعب لا يجد زميل يمرر له. قائد وسط نابولي هو هامسيك الذي وصفه مدرب نابولي السابق ماتزاري بأنه لو امتلك فريق به 11 هامسيك لفاز بكل شيء لأنه على وعي تكتيكي غير عادي.
ذلك الانتشار الرائع جعل نابولي أقرب من بوفون وحرم اليوفي من بناء اللعب، المباراة كانت تسير في اتجاه التعادل كأسوأ خيار لأبناء الجنوب.
الشوط الثاني، شوط الـ X Factor
دخل اليوفي الشوط الثاني بروح أليكس فيرجسون حيث شعر الجميع برغم تفوق نابولي بأنه لا داعي للقلق على السيدة العجوز فهي قادرة على الاحتفال في تورينو الليلة. فقط احتاج الأمر ضربة ركنية لليوفي يُبعدها دفاع نابولي ترتد مرة أخرى نحو مرمى رينا، يحاول فوزي غلام إبعادها لكن تلك القوة الخفية تُحرك الكرة نحو قدم بونوتشي الذي يمزق شباك نابولي بتسديدة على الطائر.
بعد هدف التقدم بدقائق مغدودة استمر نابولي على ضغطه ولم يُحبط من الهدف الذي جاء من خطأ فردي، إنسيني على حدود منطقة الجزاء يُكرر ما ظل يفعله طوال المباراة وهو محاولة عكس القُطريات لكاليخون وبالفعل تنجح وسط ارتباك وعدم تفاهم بين ليشتيشتاينر وساندرو ليضع كاليخون هدف التعادل.
هدف كاليخون – (المصدر squawka.com)
عادت القوة الخفية للظهور من جديد، من الواضح أنها استهدفت فوزي غلام مرة أخرى الذي هيأ الكرة مرة أخرى لهيجواين الذي تركه ألان دون أي مراقبة ليسدد الهدف الثاني في مرمى فريقه السابق ويضمن لليوفي ثلاث نقاط مهمة في سباق الكالتشيو.
بعد اللقاء
ساري في المؤتمر الصحفي بعد المباراة
قد يلوم البعض على ساري تبديل إنسيني بجاكيريني ولكنه صرح بعد اللقاء أن إنسيني هو من طلب التبديل، لكن خطأ ساري الكبير في نظري هو إصراره على الضغط طوال المباراة مما أرهق لاعبي نابولي في نهاية اللقاء ولم يستطيعوا مجاراة لاعبي اليوفي.
حكمة أليجري قادته لقبول الضغط من نابولي دون أن يُحركه كبرياء اليوفي لردة فعل قد تُكلفه الكثير ولكنه كان يعلم أن معدل الأداء البدني سينخفض للاعبي نابولي حينها سيفقدون التركيز ويفوز اليوفي بأقل مجهود.
الثُقل الكروي، الهيبة، القوة الخفية أو الـ X Factor التي تتمتع بها بضع أندية على مستوى العالم تستطيع أن تحسم مباريات وحدها رغم تراجع مستوى اللاعبين وتفوق الخصم في أحيان كثيرة، ولكن هذا لا ينتقص من أداء فريق أليجري الذي استطاع أن يمر من عدة مباريات صعبة وهو ما زال متصدرًا في الدوري وفي الطريق الصحيح في دوري الأبطال.
أليجري استطاع أن يمر بالفريق من وقت صعب رغم الأداء المتراجع، بعد أنا واصل اليوفينتوس الفوز في 22 على أرضه في السيريا أ. ولكن مكسب الوقت مهم.