«هنا علاج الروح»: استخدام الكتب لعلاج الأمراض النفسية
إلى جانب العلاج الطبي التقليدي باستخدام العقاقير والجراحة، عرف البشر علاجات أخرى غير تقليدية؛ من بينها العلاج بالرقص والعلاج بالشعر والعلاج بالموسيقى والعلاج بالفن عموماً، إلا أن العلاج بالقراءة يحتل مكانة كبيرة بين هذه العلاجات.
وفي هذا النمط من العلاج تستخدم الكتب كوصفة (روشتة) قراءة في علاج المرضى، هذه الوصفة من الكتب المختارة من قبل مُعالج متخصص (طبيب نفسي أو طبيب نفسي بمساعدة أمين مكتبة كمرشد للقراءة وأخصائي اجتماعي) من أجل علاج مشكلة بدنية أو نفسية أو عاطفية.
هذه الكتب الموصوفة كروشتة يتم اختيارها بعناية، وليست بطريقة عرضية، وفي هذا الصدد يعتبر كتاب «العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابيا» لشعبان عبدالعزيز خليفة أول وأكبر ما كتب بالعربية حول العلاج باستخدام المادة المكتوبة.
في هذا المقال نتعرف على هذا النوع من العلاج ومتى بدأ وكيف تطوَّر وكيف يُمارس؟
مصر علَّمت العالم التداوي بالكتاب
مرَّ العلاج بالقراءة بتطورات كثيرة عبر التاريخ، يرصد شعبان عبدالعزيز خليفة في كتابه «العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابيا» فيذهب إلى أن المصادر قد سجلت أن المصريين القدماء هم «أول من أدركوا القوة العلاجية للكتاب سواء بالسلب أو بالإيجاب»، ويستدل على ذلك بالكتابات المصرية القديمة مثل «هنا علاج الروح» أو «بيت علاج النفس» التي توجد على مكتبات معابد قديمة مثل معبد إدفو ومعبد رمسيس الثاني ومكتبة معبد درندرة، ويضيف خليفة: «وانتقل ذلك إلى البابليين والآشوريين، ثم بعد ذلك إلى اليونان والرومان الذين اقتبسوا هذا الشعار من المصريين وأطلقوه على مكتباتهم».
ويبين خليفة أيضاً أن الإغريق قد عرفوا هذا الفن عن طريق المصريين القدماء، فيُنسب إلى أفلاطون أنه يعتقد بأن الفن بشكل عام يؤثرُ تأثيراً قوياً في الجانب العقلي من الإنسان كما أقر أرسطو بما للفن والأدب من تأثيرات علاجية.
أما في العصر الحديث فلقد قُدم العلاج بالقراءة منذ مطلع القرن التاسع عشر ضمن خدمات مكتبية تقدم في المستشفيات، وبالتحديد في مستشفيات الأمراض العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية، كان قد بدأ العلاج بالقراءة في الولايات المتحدة في المستشفيات العامة وعلى رأسها مستشفيات إدارة الجنود وذلك منذ القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أما في مجال الصحة العقلية في العصر الحديث، أصبحت الحاجة إلى التواصل الصحي مع الآخرين مطلباً معترفاً به بين علماء النفس والمتخصصين في العلاج النفسي، وهذا التواصل ليس مهماً فقط لهولاء الذين يعانون من فقدان الاتصال بالكلية، بل أيضاً للذين يعانون من مشاكل اضطراب الاتصال، وهنا يأتي العلاج بالقراءة، أو الببليوثيرابي، كعلاج ناجح لتحقيق وتدعيم هذا التواصل.
القراءة دواء للقلق والتوتر والمخاوف
استُخدم العلاج بالقراءة خلال النصف الثاني من القرن الماضي في علاج مجموعة من المخاوف Phobias، تشمل الخوف من الأماكن المرتفعة، والخوف من الظلام، والخوف من الثعابين والخوف من الحديث أمام الناس، وكذلك استخدم العلاج بالقراءة في مداواة مشكلات القلق؛ مثل القلق من الاختبارات الدراسية، فالقراءة تخفف من الغضب وتبددد الأوهام التي تلعب في رأس المريض، وكذلك دخل العلاج بالقراءة في علاج المشاكل الجنسية، وعلاج الاتجاهات غير السوية؛ مثل الاتجاه للسرقة، الاتجاه للعنصرية، والاتجاه إلى المخدرات.
بعض المشكلات النفسية المعقدة، مثل فقدان الدافع، والتوتر، وفقر العلاقات الاجتماعية، وكذلك الأمراض النفسبدنية (أي أمراض نفسية لها تأثيرات عضوية) يلعب العلاج بالقراءة دوراً في شفائها، وفي هذا الصدد لاحظ هيرمان تُرك Herman Turk مدير مستشفى الولاية في ليما أوهايو سنة 1941 أن العلاج بالقراءة كان أداة فعَّالة في تخفيض كمية المقويات والمسكنات والمسهلات الموصوفة للمرضى.
علم نفس الكتاب
وضع الكاتب الروسي الشهير نيقولاس روباكين نظرية أسماها «علم نفس الكتاب»، ونشر روباكين هذه النظرية في مجلدين سنة 1922 تحت عنوان «مقدمة في علم نفس الكتاب»، وقد ضمَّن روباكين نظريته قوانين خمسة، ويرى شعبان خليفة أن هذه القوانين يمكن اعتمادها كأساسٍ صالحٍ للعلاج بالقراءة.
القانون الأول والذي يسميه روباكين «الكتاب وعناصره» فإنه يقولُ إنَّ القارئ يعلِّق إسقاطاته الخاصة على الكتاب الذي يقرؤه، بحيث تتجسد الظاهرة النفسية تبعاً للكتاب المقروء، وفي هذه الحالة يتواصل القارئ مع المحتويات التي وضعها المؤلف في كتابه، والقارئ هنا غالباً يستقبل الحقيقة التي أرادها المؤلف مشوَّهة؛ لأن ما في الكتاب ليس الحقيقة، بل اللغة التي تعبر عن تلك الحقيقة؛ لذلك فإننا هنا أمام تخمين القارئ لتلك الحقيقة وليس بالضرورة، فهما على الوجه الذي أراده المؤلف.
يوضح القانون الأول أيضاً أن هناك قوتين تعملان عند قراءة الكتاب؛ عقل من ألَّف أو أبدع الكتاب، وعقل من يقرؤه، وهنا القارئ يعيد إبداع الكتاب وفقاً لغرضه هو عند القراءة، ويبين القانون أنه لو قرأ قارئان مختلفان نفس الكتاب فإن كلاً منهما سيكون له فهمه وانطباعاته الخاصة بل إن القارئ نفسه لو أعاد قراءة نفس الكتاب لربما خرج بانطباع غير الذي كان في القراءة الأولى.
القانون الثاني لروباكين يؤكد على أن الظواهر اللفظية تستند على أساس بيولوجي، فهي تخلف آثاراً في الدماغ من تراكم آثار الماضي وانطباعاته المخزونة في الذاكرة، هذه الآثار المتخلفة في الدماغ نوعان؛ أوَّلية تنتج من احتكاك الفرد بالواقع، وثانوية تتكون من إنشاءات خيالية ليس بينها قاسم مشترك، فعند القراءة تُستدعى هذه الآثار الثانوية ويُعاد تشكيلها في تخليقات وتركيبات جديدة.
أما القانون الثالث فإنه يؤكد على أنَّ ذاكرة الفرد لا تنعزل عن الظروف الاجتماعية فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببيئة الفرد، وجنسه، ولحظته التاريخية.
بينما القانون الرابع يقول إنه كلما كان التلاقح العقلي بين من سبقوا فردين من البشر كبيراً بحيث يخلق أرضية مشتركة من المشاعر الأفكار، كان من السهل على هذين الفردين أن يتواصلا نفسياً.
وفي القانون الخامس يذهب روباكين إلى أنه كلما تشابه النمط النفسي لكل من القارئ والمؤلف، كان للكتاب تأثير كبير على نفسية القارئ.
رؤية النفس في ما تقرأ
يقع الأثر العلاجي على المريض عن طريق استجابته للمادة التي يقرؤها، أو بشكل أدق، من خلال الحوار بين المريض والنص الذي يقرؤه، ونتيجة لهذا الحوار يحدث تغيير في نفس المريض استجابة لما يقرؤه.
يلعب التنوع والمرونة والمناسبة في المادة المكتوبة دوراً في فاعلية العلاج، وهنا يكون الهدف أن يرى المريض نفسه من خلال استجابته لقصة أو قصيدة أو مقالة أو بحث، وذلك بدلاً من أن يرى المريض نفسه من خلال مشكلته الصحية وتلعب شخصية القارئ دوراً مهماً في استجابته للعلاج؛ فالاستجابة التلقائية يمكن تعميقها من خلال الحوار مع المادة المقروءة.
روشتة من كتب
بعض الكتب دون غيرها تصلح أن تكون دواءً للمرضى، قديماً كانت الكتب الدينية من أبرز الكتب التي استخدمت في العلاج، وفي كتابه تشريح المناخوليا تحدث روبرت بيرتون (Burton، Anatomy of Melancholy) عن استخدام الكتب في تخفيف آلام الروح فوصفه بأنه «صيدلية عامرة بكل الأدوية اللازمة لتخفيف آلام البدن»، وذلك يشبه ما كان يحدث في العصور الإسلامية، تحديداً في القرن الثالث عشر، كان القرآن يستخدم إلى جانب العلاجات الطبية، ففي مستشفى المنصور بالقاهرة كان برنامج العلاج بالجراحة والعقاقير يشتمل على إحضار بعض المقرئين ليقرؤوا القرآن على المرضى.
وفي سياق متصل يؤكد شعبان خليفة أيضاً على أن «الكتب التي تعبر عن نفس المشاعر والحالة المزاجية التي يمر بها المريض من أحسن الكتب التي توصف له. وهذا المبدأ يطلق عليه المبدأ المِثلي Iso-Principle وهو يستخدم في العلاج بالموسيقى والعلاج بالشعر»، وهنا أيضاً تلعب لغة الكتب دوراً كبيراً في فاعلية العلاج، فقوة التصوير وفصاحة اللغة وبلاغتها بما تتضمنه من تشبيهات واستعارات وكنايات تستطيع أن تعمل عمل السحر في نفسية المريض.
العلاج كلمة الله
لأن المؤمنين يوقنون أن الله يحيط بالنفس البشرية إحاطة الخالق بمخلوقه؛ فإن دواءها سيكون في كلامه، أي في الكتب السماوية المقدسة، العلاج الواقي والشافي، ولكي يكون العلاج فعالاً مثلاً في حالة العلاج بالقرآن فقوة الإيمان شرط أساسي.
في هذا الصدد، يقول ابن القيم في كتابه «زاد المعاد»: «فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان، إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه».
ويؤكد شعبان خليفة على أنَّ أقوى الكلمات في العلاج هي كلمات الله، وهذا – كما يرى خليفة – ليس من قبيل التعصب الديني أو الدروشة، وذلك لأن الآيات التي تستخدم في العلاج يمكن أن تندرج تحت أحد الفئات التالية: «آيات تحث على القوة في مواجهة الشدائد والمحن؛ آيات تحث على الصبر والمثابرة عند الابتلاء والإيمان بالقضاء والقدر؛ آيات تظهر الأمراض الاجتماعية بصورتها القبيحة، وتصور آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع مثل مرض البخل والإسراف والرياء؛ آيات تكشف الأمراض النفسية والعصبية وتعالجها مثل الخوف الشديد، الغضب الشديد، الحزن الشديد… إلخ؛ آيات تهون من شأن المادة وتعلي من شأن الروح؛ آيات تحض على مقاومة الظلم والفساد ونشر العدل وقول الحق وتكريم الإنسان ورفع شأنه والإحسان إلى الناس…» وغيرها من نوعيات الآيات التي تبعث على إصلاح النفس وطمأنتها وعلاجها من أمراض الهلع والقلق.
الشعر دواء المنسحبين من الحياة
يعتبر الشعر من المواد الفعالة في العلاج بالقراءة؛ إذ يساعد تذوق الشعر والاستمتاع بقافيته ونغماته والوقوف على معانيه العميقة واستعاراته على إبهاج المرضى ومساعدتهم على الشفاء.
كاثرين هاينز Catherine Hynes كانت تعمل في الفترة من 1970 – 1971 في مكتبة مستشفى إدارة شؤون الجنود في كليفلاند (الولايات المتحدة)- تستخدم الشعر في علاج مرضى مصابين بأضرار مخية، وكان المرضى يستمتعون بإيقاع الشعر ونغماته، وإن لم يقفوا على مغازيه العميقة.
وكانت تستخدم هاينز شعراً موجهاً للأطفال في علاجهم؛ وذلك لأن أضرار المخ قد أصابت الذاكرة القريبة للمرضى، وتركت فقط الذاكرة البعيدة؛ فكانت أشعار الأطفال تفتح لهم مجالاً للاستمتاع بذكريات الطفولة.
وعن تجربتها استخدام قراءة الشعر كعلاج في السبعينات في مستشفى ولاية ميرلاند للأمراض العقلية في السبعينيات قالت إلوزي ريتشاردسون Eloise Richardson: إن قراءة الشعر تعطي الانتعاش للصحة النفسية للمريض، إنه يتوغل داخل أعماق نفس المريض لأن الشعر صادر عن عواطف وأحاسيس وأعماق هؤلاء الذين كتبوه ويمثل تجربة ذاتية لمعاناتهم؛ وبالتبعية فإنه يصل إلى عواطف هؤلاء الذين قرؤوه، أو سمعوه، والشعر يؤثر بالضرورة على مرضى الأمراض العقلية؛ لأنه يمثل استخداماً خاصاً للكلمات والعبارات.
كما آمنت إلوزي بأنها تستطيع استخدام الشعر لتوجيه رسائل بعينها؛ فثمة قصائد كثيرة تبث أملاً قويا للبقاء ومقاومة تقلبات الحياة للشخص الحزين اليائس الذي فقد أمله في غدٍ أفضل؛ فيساعده الشعر في بعث الأمل لدى الشخص المنطوي المنسحب من الحياة، بل إن قراءة الشعر قد تحفِّز المريض على كتابة الشعر بنفسه، والتنفيس عما في صدره وهذا في ذاته نشاط علاجي ذو أثر عظيم.
عفاريت وأساطير تقوي الذاكرة
لم تتوقف إلوزي عن الاستعانة بالشعر لكنها لجأت إلى كتب العفاريت والأساطير أيضاً لعلاج مرضى الأضرار المخية، وكانت الفلسفة الكامنة وراء ذلك هو أنَّ ضمان مستقبل سعيد لهولاء المرضى في عالم الواقع لهولاء المرضى هو أمرٌ مشكوك فيه، وبناءً على ذلك فإن هروبهم إلى عالم الفانتازيا والخيال والسحر سيوفر لهم سبيلاً للمتعة والبهجة لا يجودُ بها عليهم واقعهم، وقد لاحظت كاترين هاينز أن قراءة هذه المواد الخيالية ساعد على تقوية ذاكرة مرضاها.
الروح باقية والجسد فانٍ
يعتقد شعبان خليفة أن كتب الأرواح يمكن أن تستخدم في حالة المرضى الذين يعانون من بتر ساق، أو من شلل في أحد الأطراف، أو الكساح. وهنا يؤكد خليفة على أن المقصود ليس كتب تحضير الأرواح، ولا الكتب التي تجنح إلى الأساطير والخرافات والوعظ والإرشاد، ولكن الكتب العلمية التي تركِّز على أن الإنسان هو في الأصل روح وأن الجسد ليس إلا مجرد ثوب تلبسُه الروح.
بناءً عليه فإن الكتب التي تغذِّي فكرة أن الجسد إذا بلي، أو أصابه عطب أنَّ الروح هي الباقية مهما حدث للجسد، هي فعّالة في حالة من فقد عضو من جسده؛ إذ إن الاندماج في قراءة هكذا كتب قد تجعل المريض يتسامى فوق عطبه الجسدي، بل وكما يؤكد خليفة «إنه في بعض الأحيان يشعر المريض بأنَّ العضو المبتور أو العاجز موجود ويمكن استعماله».
وتوجد كتب كثيرة في العربية في موضوع الأرواح على سبيل المثال منها؛ مخاطبة الموتى والأرواح تأليف عز العرب عبدالحميد ثابت وكتاب من أسرار الروح لعبدالرزاق نوفل والعالم غير المنظور لعلي عبدالجليل راضي.
الوصول إلى التبصر
يؤكد خبراء العلاج بالقراءة على أن من أهم أهداف العلاج بالقراءة هو الوصول إلى مرحلة التبصُّر أو الوعي بالذات، فعندما يُقبلُ المريضُ على قراءة كتابِ تراجم أو قصة تشتمل على شخصية تعيش ظروفاً شبيهة أو بظروف المريض أو تحتوي على مشكلة يعاني منها المريض فإن ذلك يعين المريض على أن يغوص في أعماق نفسه ويستبصر مشكلاتها ويكتسب قدراً من الوعي الذاتي بأفكاره الداخلية وانفعالاته ودوافعه الذاتية مما يعينه على التعافي.
يؤكد شعبان خليفة على أن التبصر يتضمن على الوعي بثلاث شخصيات يحملها المريض داخله؛ وهي الشخصية التي يعرفها الناس عنه وقد لايدركها هو أو يعرف صورة مشوهة عنها، والشخصية التي لا يعرفها الناس ولكن يعرفها هو عن نفسه، والشخصية الثالثة هي تلك لا يعرفها هو ولا يعرفها الناس، كما يبين خليفة أن بعض التجارب التي أُجريت في مستشفيات الولايات المتحدة، قد كشفت أن المرضى الذين يقرؤون لديهم استجابة للعلاجات الطبية الأخرى أكثر من غيرهم، فالعلاج بالقراءة هو إضافة إلى كونه في ذاته نوعاً من العلاج، فإنه أيضاً يدعم التأثير الإيجابي للعلاجات الأخرى.
قد ينقلبُ الدواءُ سُماً
من المبادئ المهمة في العلاج بالقراءة هي اختيار الكتاب الملائم لحالة المريض، فكما أن بعض الكتبِ دواءً شافياً، فثمة كتب سُمَّاً زعافاً، فلا يجب أن تُقَّدمَ كُتبٌ تثير الحزن إلى مريض بالإحباط، أو الاكتئاب، أو لمريضٍ يشعر بالاضطهاد، فهي في هذه الحالة «قاتل محتمل».
كذلك لا يجب أن يتعرض هذا النوع من المرضى لكتب تتضمن أفكاراً عن الانتحار أو العدمية أوما شابه، فإنها تسكب المزيد من الوقود على المريض المشتعل! وفي دراسة عن الأطفال الجانحين قامت بها Sister Mary Corde Lorang سنة 1945 فوجدت أن قراءة مجلات الجنس والحب الرخيصة قد قادت إلى تقبل أفكار متدنية سلوكيًا؛ مثل السرقة، والمخدرات، واستخدام لغة بذيئة، والإقدام على تجريب الجنس.
فالمبدأ الرئيس في عملية العلاج بالقراءة هو أنه يُمكن للكلمة المكتوبة أن يكون لها أثرها السلبي على نفس الإنسان، فتجعله يمرض، وأيضاً يمكنها أن تكون ذاتها الدواء أو كما أكد شعبان خليفة على أن من يمرض بكلمة يُشفى بكلمة كمن يمرض بميكروب فإنه يُشفى بمضاد حيوي.