يديعوت أحرونوت: ترامب لا يأبه بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
رأت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن إبداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «رغبة قوية» في تعزيز اتفاق السلام بالشرق الأوسط هو «خداع معتمد»، يهدف ترامب من خلاله لتقديم نفسه كرجل دولة بتطلعات عالمية.
وذكرت في مقال رأي للكاتب الصحفي «سيفير بلوكر» أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بأي شيء سوى صورة الرئيس دونالد ترامب، لتطغى صورته على الخطاب العام هناك وشتى مناحي الحياة.
ويُلمح بلوكر إلى أن ظاهرة ترامب دفعت الأمريكيين لتوجيه أسئلة وجودية عميقة مثل: من نحن؟، وما الذي يوحدنا؟، وما الذي يفرقنا؟، وهل هناك شيء يجعلنا أمة واحدة؟، وإذا كان فما هو؟.
ويضيف أن تغيرًا كبيرًا طرأ على المجتمع الأمريكي في أعقاب انتخاب ترامب، فأصبح التركيز منصبًا على المدن المهمشة، وبات الناس يتحدثون عن مجتمع منقسم لا يمكن توحيده.
على الصعيد السياسي، ينوه بلوكر إلى أن اليسار الأمريكي تنتابه حالة من الرضا من انضمام الكثير من الأمريكيين للمقاومة الفعالة ضد إدارة ترامب.
ويشير إلى أن نطاق الحركات السياسية المناهضة لترامب بات مثيرًا للإبهار، بعدما فقد ترامب الكثير من شعبيته ونفوذه.
وعلى الرغم من ذلك، لا توجد فرصة لإقالة ترامب سواء من خلال احتجاجات الشارع أو المقاطعة الثقافية أو حتى من خلال الأحكام القضائية، فالنظام القضائي وهيئات إنفاذ القانون داخل الولايات المتحدة باتت مُشوَشة ومُستقطَبة.
وينوه الكاتب أيضًا عن تزايد الشعبوية، فعلى الرغم من هزيمة ترامب في محاولته لتمرير قانون الرعاية الصحية بديلاً عن قانون «أوباما كير»، فإن ذلك الأمر سمح له بالعودة إلى صورته الأصلية كقائد شعبوي استثنائي مختلف غير مقبول من الكونجرس.
ويرى أيضًا أن هزيمة ترامب في تمرير قانون الرعاية الصحية جعلته فعليًا أقوى، وهكذا فقد تمكن من توقيع خاتمة ناجحة في أول 100 يوم له كرئيس، خاصة بعدما وقع قرارًا رئاسيًا يقضي بإلغاء سياسات المناخ في عهد سلفه باراك أوباما. إنه مولع للغاية بإصدار الأوامر الرئاسية!.
وينتقل الكاتب للحديث عن علاقة ترامب بروسيا قائلاً «إنه في حال أصبحت علاقاته بروسيا لا تمثل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، فإنه سيكمل ما تبقى من فترته الرئاسية في أمان، وسيعتاد خصومه على شخصيته وعلى نزواته».
ويلفت الكاتب إلى أن مساعدي ترامب أبدوا في الفترة الأخيرة اهتمامًا بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، استنادًا إلى الرغبة القوية «المزعومة» للرئيس ترامب في تعزيز اتفاق السلام بين الجانبين.
ويصف الكاتب ذلك الأمر بأنه «خداع متعمد»، فترامب لا ينوي القفز داخل المستنقع العربي-الإسرائيلي، ولا يحلم أيضًا بأن يلعب دور راعي المصالحة بين الطرفين.
ويوضح أن كل ما سيفعله ترامب هو أن يصدر بين الحين والآخر بيانًا يثير غضب رام الله أو الحكومة الإسرائيلية، وسيتبعِه بتوضيحات تعمل على تهدئة الموقف.
ويختتم مقاله بالقول: