37 فيلمًا مصريًّا عُرضت في دور العرض المصرية خلال العام 2018، وهو رقم أقل بكثير من العام الماضي الذي عرض فيه 48 فيلمًا (الأفلام المعنية هي التي عُرضت لمدة أسبوع واحد على الأقل في دار واحدة على الأقل مقابل تذاكر مدفوعة). لكن رغم قلة عدد الأفلام المعروضة، وقلة الأفلام الجيدة أيضًا، فإن هناك بعض الأعمال المميزة في العام، والتي ينبغي التوقف عندها.

وهكذا سنستعرض 7 من أفضل أفلام 2018، مع ملاحظة أن الأهمية هنا لا تعني بالضرورة الجودة الفنية، ولكنها تعني أسبابًا أخرى سنتعرض لها بالتحليل، وبالتالي فإن الترتيب هنا ليس له أهمية.


1. البدلة

صورة من الإعلان الرسمي لفيلم «البدلة». بطولة: تامر حسني، أكرم حسني، أمينة خليل. تأليف: أيمن بهجت قمر، وإخراج: محمد العدل.

ليس أفضل الأفلام فنيًّا، ولا حتى أفضل الأفلام الكوميدية في العام، وهو اللقب الذي يمكن أن يذهب لفيلم «قلب أمه»، لكن النجاح الذي حققه في شباك التذاكر غير مسبوق.

للدقة فإن أرقام الإيرادات في مصر ينقصها الكثير، إذ ترتفع أسعار التذاكر سنويًّا وتتراوح أسعارها بين 30 وحتى أكثر من 100 جنيه مصري، ولهذا فنحن نتعامل في النهاية مع رقم مصمت يمثل إجمالي الإيرادات، وقد حقق الفيلم أكثر من 62 مليونًا ليصبح بهذا صاحب أكبر رقم للإيرادات في شباك التذاكر في السينما المصرية.

اقرأ أيضًا: لهذه الأسباب تصدر فيلم «البدلة» عيد الأضحى

حامل اللقب السابق كان فيلم «حرب كرموز»، وفي أقوال أخرى «الخلية» وكلا الفيلمين حقق إيرادات متقاربة تجاوزت 56 مليونًا بقليل، لكن الأهم هنا هو أنها أفلام قريبة في مواعيد وظروف عرضها من «البدلة»، وبالتالي فالمنافسة بينها على أرضية واحدة تقريبًا.

الملاحظة الأهم هي عودة الكوميديا للصدارة مرة أخرى بعد استمرار التفوق لأفلام الأكشن لعام ونصف العام تقريبًا، والملاحظة التالية في الأهمية هي أن تامر حسني صار ورقة رابحة، وأفلامه تحقق المزيد من الإيرادات كل عام.


2. حربكرموز

قديراهالبعضواحدًامنالأعمالالضعيفة،بلفرصةضائعةلصناعةفيلمجيد،ولكنمنالإنصافوضعهفيقائمةأهمأفلامالعامبسببميزانيتهالضخمة.

للأسفليستلديناأيةأرقامرسميةعنتكلفةالفيلمأوغيرهمنأفلامالسينماالمصرية،لكنمنالتصريحاتالمختلفةلصناعه،يبدوأنهاتخطت50 مليونجنيه. سبقأنتخطىفيلم «الكنز»هذهالتكلفةإذبلغتميزانيته60 مليونًا،لكنهاموزعةعلىجزأيالفيلم،وبهذايظلالأعلىتكلفةفيالأعوامالأخيرةعلىالأقل.

لكنليستهذههيالأهميةالوحيدةلهذاالفيلم،إذإنهيشهدظهورمرحلةمنالنادرتقديمهافيالسينماالمصرية،وقدحققإقبالًاجماهيريًّاكبيرًا،مماقديشجعالمنتجينعلى تكرارالتجربةلاحقًا،إذانجحالفيلمفيتحقيقإيراداتجيدةمنتوزيعهالخارجي.

اقرأ أيضًا: فيلم «حرب كرموز»: مداعبة الحلم المصري القديم

نقطةيجبذكرهاعنهذاالفيلم،أنهقدمأحدالممثلينالأجانبالذينلديهمشهرةنسبية،وهوسكوتأدكنز،وإنلميثبتحتىالآنكيفأثرهذاعلىالتوزيعالخارجيللفيلم،حاولالمنتجتسويقأدكنزبوصفه «نجمًا»،و«عالميًّا»وهوأبعدمايكونعنهذه الصفات،حتىوإناقتنعبعضالمشاهدينبها.


3. بلاشتبوسني

لميحظهذاالفيلمبإقبالجماهيريجيدعلىالإطلاق،رغمكونهمنأفضلالأفلامالكوميديةخلالهذاالعام،لكنهليسهنالكونهفيلمًاكوميديًّاجيدًافقط.

يستخدمالفيلمأسلوبًاغيرمألوففيالسينماالمصرية،وهومايُطلقعليهالموكيومنتري(Mockumentary)،وهوشكلسينمائييعتمدعلىتقديميبدوتسجيليًّاتمامًابينماهوروائيويستخدمالممثلينلتقديمهذاالشكلالتسجيلي،وقدقدمهأحمدعامرفي هذا الفيلم بشكلمقبولإلىحدكبير،وإنكانتلديهالفرصةليخرجالفيلمبشكلأفضل. أضافإلىالفيلمبالتأكيدوجودمشاهديظهرفيهاالمخرجانالكبيرانخيريبشارةوالراحلمحمدخان،اللذانيظهرانبشخصيتيهماالحقيقيتينداخلالمشاهدالتسجيليةفيالفيلم.

اقرأ أيضًا: «بلاش تبوسني»: مغامرة الشكل وجرأة المضمون

بعيدًاعنالشكلالمميزللفيلميبقىموضوعهأيضًامختلفًا،فيوقتأصبحفيهالمشاهدأقسىرقيبعلىالسينما،يتحدثالفيلمعنمشاهد «البوس»فيالسينماالمصريةويحاولتحليلسبباختفائهابشكلساخرجدًّا.


4. وردمسموم

من فيلم «ورد مسموم»

ضمالعامانالماضيانعدةأفلامشاركتفيمهرجاناتكبرى،وإنلميحققأغلبهاجوائزكبرى. يستمرعددمنصناعالأفلامفيمحاولةاقتناصبعضالجوائزمنخلالالمشاركةفيمهرجاناتمختلفة،وكانأولهافي2018 فيلم «وردمسموم»الذيشاركفيمسابقة «مستقبلمشرقللمخرجينالصاعدين» بمهرجان «ساو باولو»،كماشاركفيعدةمهرجاناتأخرى.

المشاركةالأبرزكانتفيمهرجانالقاهرةالسينمائيالدولي،حيثشاركفيمسابقة «آفاقالسينماالعربية»،وحصدالفيلمثلاثجوائز،منهاجائزةلجنةالتحكيمالخاصةفيالمسابقةالتيشاركفيها.

ربمايرىالبعضأنمستوىالفيلملميكنيرشحهليحصلعلىالجوائزالثلاثة،ولكنهفيالنهايةإنجازيرشحهلحجزمكانهفيقائمتناهذه.


5. ترابالماس

بوستر فيلم تراب الماس

لازالتالصدارةمحجوزةلأفلامالأكشنوالكوميديافيشباكالتذاكرالمصري،لكنفيلمالجريمة «ترابالماس»نجحفيأنيحققالمركزالرابععلىمستوىإيراداتالأفلامالمصرية،بعد «البدلة»،و«حربكرموز»،و«ليلةهناوسرور»،متخطيًاالثلاثينمليونًا.

اقرأ أيضًا:فيلم «تراب الماس»: ما فعله الروائي بالسيناريو

بالتأكيديعودجزءكبيرمنهذاالنجاحإلىنجاحالروايةالمأخوذعنهاالفيلم،لكنناأيضًاأصبحناأمامثنائيلديهجمهوره،أحمدمراد،ومروانحامد،اللذينرغمالاختلافحولمايقدمانه،لكنهمانجحافيخلققاعدةجماهيريةمختلفة،تبحثعنأنواعفيلميةمختلفة،حتىوإنلمتكنالأفضلعلىمستوىالصناعة،وهاهمافيسبيلهمالتكرارالتعاونللمرةالرابعةمعالجزءالثانيلفيلم «الفيلالأزرق».


6. ليل/خارجي

من فيلم «ليل/خارجي»

عُرضالفيلمفيمهرجانتورنتو،ضمنبرنامجسينماالعالمالمعاصرة،قبلأنيشاركفيالمسابقةالرسميةلمهرجانالقاهرةالسينمائيالدوليويحصلشريفالدسوقيعلىجائزةأفضلممثلعندورهفيالفيلم.

هناكتفاوتكبيرفيتلقيالفيلم،لكنهناكعدةنقاطمهمةتتعلقبصناعتهتجعلهمهمًابشكلخاص. أحمدعبداللهتقريبًاهوالمخرجالوحيدمنأبناءجيلهالمستمرفيصناعةتغلبعليهاالجودة،ومنهاماهوشديدالتميزمثل «ميكروفون»،ونعنيبأبناءجيلهمنالمخرجينالذينقدمواأفلامًامختلفةعنالسائدوبعيدةعنشركاتالإنتاجالكبرى.

اقرأ أيضًا: فيلم «ليل خارجي» وأسطورة السينما المستقلة

يتميزالفيلمبتجربةأخرى،وهيالتيأعلنتهاالشركةالمنتجة،إذاعتمدتصناعةالفيلمفيمرحلةالتصويرعلىالتمويلالذاتيمنالشركةوصناعالفيلمدونالحصولعلىأيدعمماديخارجيأوداخلي. هذهالتجربةالتيقدتبدوللبعضصعبة،قدتكونبادرةجيدةللعديدمنصناعالأفلامالذينيحاولونصناعةأفلامهمويعيقهمعدموجودالتمويلالكافي.


7. يومالدين

فيلم ليل خارجي, أفلام مصرية 2018, سينما مصرية
مشهد من فيلم يوم الدين — تأليف وإخراج: أبو بكر شوقي، بطولة: راضي جمال، والطفل أحمد عبد الحافظ

بعدابتعادلفترةطويلةعنالوصولللمسابقاتالدوليةفيأيمنالمهرجاناتالمصريةالكبرى،يفعلها فيلم «يومالدين»للمخرجالشابأبوبكرشوقي. لمتكنالمفاجأةالسارةهيوصولهفقطلمسابقةمهرجانكان،بلفي كونههوالعملالأولالوحيدفيمسابقةهذاالعام.اسُتقبلالفيلمبحفاوةكبيرةفيعرضهالأولفيالمهرجان،وعادمنالمهرجانبجائزةفرانسواشاليه.

لمتتوقفجوائزالفيلممنذذلكالحين،ولايزاليعرضفيعدةمهرجانات،ومنالمنتظرأنيعرضفيمهرجانبالمسبرينجزفيالولاياتالمتحدةالأمريكيةمطلعالعامالقادم.

اقرأ أيضًا: فيلم «يوم الدين»: الكثير من الدخان بلا نار حقيقية

لايمكنوقفأهميةهذاالفيلمفقطعلىمشاركتهفيمهرجانكان،إذ إنهبالفعليحتويعلىالكثيرمنعلاماتالنضجإذانظرنالهكعملأول،وحتىمعوجودبعضالملاحظاتعلىالسيناريو،فلايمكنإغفالتقديمأبوبكرشوقيلتجربةمختلفة،سواءعنالسائدفيالسينماالمصرية،أوحتىعماصارسائدًافيالأفلامالتييُطلقعليهاالبديلةأوالمستقلة.