بالتأكيد هو عام غرائبي على السينما، وعلى البشر بشكل عام، عام 2020 الذي هاجم فيه وباء كورونا الملايين، حكومات تحت الضغط، وشعوب حبيسة المنازل، وآخرون لا يجدون مكاناً لأحبائهم في أقسام الرعاية المركزة.

هنا في الوطن العربي نحن لسنا ببعيد، قد تظهر أعداد الحالات أقل على مواقعنا الحكومية، لكن ربما لأن حكوماتنا لا تعلم حقيقة ما يحدث لشعوبها، ليس على مستوى الصحة وفقط بكل تأكيد.

على جانب آخر استمر صناع السينما العرب في عرض أعمالهم، منهم من استمر في مخاطبة جمهور لا نعرف عنه شيئًا، ومنهم من حاول أن يفتح طاقة نور من خلال أعمال تحترم مشاهديها، كما يظهر فيها شغف صناعها بالسينما، ومن أجل هذه الأعمال القليلة وفقط، نقدم لكم اليوم اختياراتنا لأفضل 6 أفلام عربية في 2020.

اختيارات إضاءات لأفضل أفلام عربية في 2020

  1. 200 متر – 200 Meters
  2. غزة مون أمور – Gaza Mon Amour
  3. ستاشر – I Am Afraid to Forget your Face
  4. الرجل الذي باع ظهره – The Man who sold his skin
  5. زنقة كونطاكت – Zanka Contact
  6. عاش يا كابتن – Lift like a girl

1. 200 متر – 200 Meters

https://www.youtube.com/watch?v=UyhoP7kXloI&ab_channel=AJ%2B%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

الفيلم الذي يتصدر قائمتنا العربية في 2020 هو الفيلم الفلسطيني 200 متر، فيلم المخرج الشاب أمين نايفة، الفيلم الفائز بجائزة الجمهور في أيام فينيسيا، بالإضافة لجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم من مهرجان أجيال، جائزة أفضل ممثل من أنطاليا، وأربع جوائز من مهرجان الجونة منهم جائزتي أفضل ممثل وأفضل فيلم باختيار الاتحاد الدولي لنقاد السينما FIPRESCI.

قيمة الفيلم لا ترتكز فقط على الأداء المتقن والمؤثر للغاية من الممثل الفلسطيني الموهوب على سليمان، ولكن أيضًا من حبكته التي ترتكز بالأساس على المعاناة اليومية لأهل فلسطين بعد تقسيم أرضهم بجدار الفصل العنصري الذي أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

بطلنا هنا يدخل في رحلة تبدو ديستوبية قدر ما تبدو واقعية للوصول للجانب الآخر من الجدار لكي يلحق بأسرته وابنه المريض، هكذا يقدم الفيلم خلطة من السياسة والدراما الأسرية وأفلام الطريق، خلطة تكتسب تعاطف كل من يشاهدها، وتستطيع الوصول لقلب أي إنسان على وجه الأرض.

2. غزة مون أمور – Gaza Mon Amour

التشابه يبدو هنا مقصودًا مع عنوان فيلم هيروشيما مون أمور للفرنسي آلان رينيه، لكن الأخوين ناصر وإن كانا يصنعان فيلمها أيضًا على خلفية قصة حب تحدث في بلد يعاني من الحرب والمستعمر، إلا أنه يختلف عن نظيره الفرنسي بأنه لا يهتم بالدراماتيكية قدر اهتمامه بالسخرية من كل ما يحدث، سخرية لا تنزع الشاعرية من الفيلم، ولا تمنع وجهته في نقد الأوضاع السياسية التي يحيا تحت وطأتها مواطنو غزة.

غزة مون أمور من بطولة هيام عباس وسليم ضو هو الفيلم العربي الوحيد الذي تم عرضه خلال فعاليات مهرجاني فينيسيا وتورنتو معًا في عام 2020، الفيلم قد حصد جائزة NETPAC على هامش مهرجان تورنتو وفي القاهرة حصد الجائزة النقدية لأفضل فيلم عربي مناصفةً مع فيلم (نحن من هناك).

3. ستاشر – I Am Afraid to Forget your Face

ربما يكون هو الإنجاز العربي الأهم في عام 2020، فوز المخرج المصري سامح علاء بالسعفة الذهبية من مهرجان كان عن فيلمه القصير (ستاشر) أو كما قرر أن يسميه بالإنجليزية I Am Afraid to Forget Your Face.

الفيلم يكمل من خلاله سامح علاء أسلوبيًا ما بدأه في فيلمه القصير السابق 15، يتتبع علاء شخصيات تبدو واقعية للغاية، في حياتهم اليومية المصرية، هذه المرة مع شاب يريد أن يلقي النظرة الأخيرة على حبيبته، مهما تطلب هذا من مخاطرات.

أفلام سامح علاء القصيرة تعطي إشارة لأننا أمام مخرج يدرك ماذا يريد أن يقول وكيف يقول ذلك، وهو أمر نادر الحدوث في مصر حاليًا، يضاف لذلك أنه مخرج له أسلوبه الخاص، ليس مجرد محاولات مضنية لمحاكاة سينما هوليودية بتكاليف أقل مثل العديد من مخرجي الجيل الحالي في مصر.

المخرج الشاب قد تم تكريمه في افتتاح مهرجان القاهرة، لكن يبقى السؤال هل سيستطيع صنع فيلمه الروائي الطويل الأول مع منظومة الإنتاج الاحتكارية داخل مصر؟

4. الرجل الذي باع ظهره – The Man who sold his skin

في المركز الرابع يأتي فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية والذي حمل اسم الرجل الذي باع ظهره، الفيلم يخبرنا عن حكاية غرائبية للاجئ سوري يتعرف على فنان عالمي يقنعه برسم إحدى لوحاته على ظهره، ويصحبه من خلال ذلك إلى أوروبا ليقابل حبيبته التي سبقته في مشوار الهجرة.

الفيلم قد ضمن للممثل السوي المميز (يحيى المهايني) جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، يضاف لذلك عدة جوائز حصدها الفيلم منها جائزة أفضل سيناريو من مهرجان ستوكهولم وجائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان الجونة.

تتشابه الفكرة الرئيسية للفيلم بشكل مفاجئ مع الفيلم المصري متواضع المستوى محمد حسين، لكن كوثر هنية هنا تصنع كل الفارق، لتؤكد أنها صنعت انتقالاً سلسًا للغاية من عالم الأفلام التسجيلية الذي ابدعت فيه مع (شلاط تونس) و(زينب تكره الثلج)، إلى عالم الأفلام الروائية الذي ما زالت تحتفظ فيه بطزاجة وتأثير الواقع الذي تعيش فيه المنطقة العربية.

5. زنقة كونطاكت – Zanka Contact

الفيلم الخامس في قائمتنا هو مفاجأة المخرج المغربي إسماعيل العراقي، فيلم Zanka Contact الذي مثل المغرب في مسابقة آفاق ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والذي فازت من خلاله بطلة الفيلم (خنساء بطمة) في أول أدوارها السينمائية بجائزة أحسن ممثلة.

الفيلم والذي تدور أحداثه في كازبلانكا يبدأ بحادث سيارة يجمع بين فتاة وشاب، كلاهما يبدو كروح معذبة في أرض المدينة المغربية التي لا تعرف السكوت، ليصحبنا الفيلم في رحلة غير معتادة لقصة حب على خلفية موسيقى الروك، الفيلم تختلط فيه الخيالات مع الواقع، الكوميديا السوداء والكثير من العنف.

6. عاش يا كابتن – Lift like a girl

إذا كنت مُتعبًا بشكل حقيقي من الإنتاجات المصرية السينمائية والتليفزيونية منزوعة الدسم والهوية والتي تتحدث عادة عن أحلام وقضايا شعب آخر، فهذا الفيلم هو ما سينسيك ذلك، هنا تقدم مي زايد في فيلمها البديع رحلة فتاة سكندرية ترفع الأثقال، رفقة مدرب هو كابتن رمضان الذي يجمع فتيات ليدربهن من أجل الحلم الأوليمبي بإمكانيات محدودة أو حتى بدون إمكانيات على الإطلاق في أقوال أخرى. الفيلم شارك في إخراجه أيضًا عمروش بدر.

هل هذا فيلم رياضي؟ هل يشفع لذلك ظهور البطلة المصرية الشهيرة نهلة رمضان بعبايتها السمراء بعد أن توقفت عن المنافسات؟ أم أنه فيلم عن المصريين الذين يحاولون إيجاد سياق في دولة بلا سياق؟

الإجابة قد تختلف من مشاهد لآخر، لكنها بالتأكيد ستكون بعد رحلة ممتعة مع مصريين حقيقيين في الفيلم الذي نافس في المسابقة الرسمية لمهرجان تورنتو هذا العام، كما فاز في القاهرة بالهرم البرونزي -جائزة العمل الأول-، بالإضافة لجائزة اختيار الجمهور -جائزة يوسف شريف رزق الله.

عاش يا كابتن فيلم مصري آخر يأتي من عالم السينما التسجيلية ليثبت رفقة فيلم (ستاشر) القادم من عالم الأفلام القصيرة، أن السينما المصرية (الروائية الطويلة) السائدة تمر بواحدة من أفقر فتراتها، في حين لا زالت مصر قادرة على إيجاد مبدعيها السينمائيين على الهامش.

اقرأ أيضًا: أهم 7 أفلام مصرية في عام 2019