أهم 10 روايات منتظرة في معرض الكتاب بالقاهرة 2019
تحتفل الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا العام باليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث تمر 50 عامًا على ذكرى انطلاقته الأولى عام 1969. وينتقل معرض الكتاب بالقاهرة هذا العام أيضًا إلى مقرٍ جديد مختلف كليةً بعيدًا عن الموقع القديم بمدينة نصر، إلى «مركز المنارة للمعارض الدولية» في التجمع الخامس، ومن المنتظر أن يكون هذا الموقع الجديد أكثر رقيًا وتنظيمًا.
لا زال القرّاء والناشرون على السواء ينظرون إلى معرض الكتاب بالقاهرة باعتباره الموسم الأكبر والفرصة الأهم للاطلاع والتعرف وشراء العديد من الكتب والإصدارات سنويًا، بل لا شك أنه الحدث الثقافي الأهم الذي ينتظره الملايين من محبي القراءة كل عام. من هنا نحاول أن نرصد في هذا التقرير أهم الروايات التي من المنتظر أن تصدر في معرض الكتاب.
1. الغرق: حكايات القهر والونس — حمور زيادة — دار العين
بعد أربع سنوات من الانتظار، وبعد رائعته «شوق الدرويش» التي حازت على جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2014، ووصلت للقائمة القصيرة في بوكر 2015، وقوبلت بحفاوة شديدة من القرّاء والنقاد على السواء، يُطل علينا الروائي السوداني حمور زيادة برواية جديدة تدور في عالمه الأثير في السودان، ويقرأ من خلالها فترة تاريخية في تلك البلاد التي عانت من الانقلابات العسكرية والأحداث السياسية الشيء الكثير. ولكن هذه المرة يتناول التاريخ من خلال حكايات بعض النسوة وما يتعرضن له في هذا المجتمع من قهر وما يحاولن أن يصنعنه من ونس، رواية مختلفة، من المتوقع أن تثير الكثير من ردود الأفعال.
2. ثورة قاو الكبرى — عمرو شعراوي — دار العين
في عودة أخرى للتاريخ المصري، يقدّم الروائي والأستاذ الأكاديمي عمرو شعراوي في روايته الجديدة «ثورة قاو الكبرى» تأريخًا روائيًا متميزًا لفترة هامة منسية في التاريخ، وهي «ثورة قاو» في صعيد مصر عام 1865 ميلادية، التي قادها الشيخ أحمد الطيب واشتعلت في قرى البر الشرقي جنوب أسيوط، حيث أعلن هذا الشيخ لأهالي المدينة أن الله ابتعثه إليهم لإقامة العدل وإعادة الحق لأصحابه.
على لسان شخصيات مأخوذة من عروض خيال الظل لابن دانيال، تسرد الرواية وقائع ما جرى لأهالي قرى «قاو الكبرى» وغيرها من قرى الصعيد المجاورة، الذين تمردوا ضد سلطة وحكم الخديوي إسماعيل. كما تحكي عن الغارة التي قادها فاضل باشا مفتش عام الصعيد لقمع الثورة، والتي انتهت بتدمير تلك القرى، ونفي أهاليها إلى دمياط، ومحو أسمائها من الوجود.
رواية هامة تتعرض لتلك الثورة المنسية بشيءٍ من التفصيل، وتعكس حال تلك القرى الفقيرة المغلوبة على أمرها.
3. قبل المساء — عمرو العادلي — المصرية اللبنانية
تحكي الرواية عن صحفي في منتصف الأربعينيات، رؤيته محددة عن الناس والأشياء، ماذا لو تعرض للنسيان بشكل خارج عن إرادته؟ وقرر أن يجلس إلى أوراقه ويكتب كل ما يعرفه، وكل ما يظن أنه يعرفه، لكنه يكتشف أن ما رآه أمامه على الورق قد شكل حياة ثانية، لا علاقة لها بما عاشه بالفعل.
يحاول مصطفى البحيري أن يتمسك بدفاتره القديمة، فتشدّ الدفاتر شخصيات جديدة لتكتمل الرؤية، يتذكر أحداثًا مرت في حياته، ولكنها أصبحتْ طي النسيان. ماذا لو استحالت الأوراق إلى أشخاص من لحم ودم وحكايات؟ وماذا لو أصبح الطبيب الذي يجري له الجراحة التي ستعيد إليه عافيته في التذكر كان جزءًا من الماضي؟ إن علاقته بزوجته ستتغير بسبب التذكر، رؤيته لنفسه أيضًا ستصبح مختلفة، سيرة والديه، وتاريخه البعيد، كل شيء في ذاكرته سيتغير، لكن هل سيتغير إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟ هذا ما يرصده السرد في هذه الرواية.
4. كل شيءٍ هادئ في القاهرة — محمد صلاح العزب — المصرية اللبنانية
بعد انقطاع نحو 4 سنوات عن كتابة الرواية، وبعد أن تفرّغ لكتابة المسلسلات الدرامية، يعود محمد صلاح العزب لملعبه الأثير، ويقدّم روايته الجديدة التي تستلهم عنوانها من رواية الألماني إريك ماريا ريماك، «كل شيءٍ هادئ في الميدان الغربي»، التي تتحدث عن ويلات الحرب العالمية الأولى. ولكن العزب لا يتحدث عن الحروب ولا عن ميادين المعارك بل عن القاهرة وما يحدث فيها من علاقات بين الناس.
تحكي الرواية عن رجل حائر بين أكثر من امرأة، يتأرجح بينهن كبندول الساعة، لا يعرف الاستقرار أو الراحة النفسية. يقدمها الكاتب في لغة سلسة وجذابة. هل هو مجني عليه أم أنه يجني على كل من تدخل في دائرته؟ علاقات إنسانية مرتبكة تشبه الزمن والمدينة التي لم تعرف الهدوء في أي لحظة في تاريخها.
5. تمار — مي خالد — دار العربي
تدور رواية «تَـمَـار» حول فكرة: ماذا لو كان لأصل عائلتك تاريخ أسطوري؟ هذه الرواية ستتنقل بك ما بين الأختين تمار وتُقى اللتين لا يجمعهما أي تشابه رغم الرحم الواحد الذي حملهما. فـتَمَار الساكنة في حي جاردن سيتي، عاشقة للموضة والأزياء والتاريخ، بينما تُقى ابنة الدرب الأحمر يملؤها التصوف والتشدد الديني.
تنتقل بك الأحداث في جزأين بين القاهرة وچورجيا، حيث تحاول تَمَار أن تكشف أصل عائلتها وتحقق ذاتها في الوقت نفسه، وتواجه الكثير من الصعاب أثناء رحلتها لتحقيق ذلك. لكن ماذا عن تُقى وصراعها الداخلي مع تمار؟ هل تحذو حذو أختها أم تستسلم للواقع المفروض عليها؟
تمار هي الرواية السادسة لمي خالد، التي كانت قد حصلت على جائزة معرض الكتاب 2016 عن روايتها السابقة «جيمانيزوم».
6. كيميا — وليد علاء الدين — دار الشروق
استعادة جديدة ومختلفة لحكاية جلال الدين الرومي وشمس التبريزي من خلال علاقة الأخيرة بالفتاة البريئة البسيطة كيميا، وتتبع سيرتها وحياتها منذ وفدت إلى قصر الرومي وحتى قابلت شمس الدين وأحبته، وما آل إليه مصيرها في النهاية. لماذا وافقت على الزواج منه؟ وما الذي أمرضها بعد زواجها؟ ولماذا عاشت نكرة وماتت مجهولة على هذا النحو؟ كل ذلك يقدمه الشاعر والروائي وليد علاء الدين في روايته الجديدة التي تنتصر لهذه الفتاة، وتضيء لحظة تاريخيّة خاصة في حياتها وعلاقاتها بالناس، وهي بذلك رواية تخترق الماضي وتستعيد بناءه من جديد، لكي تكون في النهاية معبّرة عن كل روحٍ بريئةٍ دهستها حوافر التاريخ.
7. الحي العربي — أسامة علام — دار الشروق
ماذا لو فاز فريق عربي ببطولة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة؟ هناك في كندا وداخل «الحي العربي» يبني الروائي المصري أسامة علام عالم روايته على هذا الافتراض المتخيّل المختلف، بل ويحول فرح هذا الانتصار الى أحداث دامية يستيقظ فيها سكان الحي العربي بمدينة مونتريال الكندية على المفاجأة.
سور عملاق يحيط بالحي، ودولة مستقلة اسمها دولة الحي العربي. ومن وسط الارتباك والحيرة يظهر زوربا عربي جديد. رحمن زعبوط صاحب المقهى الذي يتحول إلى زعيم الأمة وملهمها. معه يكتشف العرب كيف يمكن العودة للحياة، ومع سيرة رحمن وأسرته العجيبة تتابع الانكسارات والآمال. يدخل سكان الحي مدرسة الأحلام ويعيشون في دولة تزينها التماثيل البديعة. لنكتشف معهم بأن المستحيل خرافة المنكسرين فقط، وبأن الضعف والعزلة سلاح المؤمنين بالأمل. دولة الحي العربي محاولة سحرية لفهم الذات، كتبها مهاجر عربي حاول طرح أسئلته الخاصة عن الذات والآخر الغربي المشتهى دائمًا.
8. ما رآه سامي يعقوب — عزت القمحاوي — المصرية اللبنانية
نصف ساعة من حياة الشاب سامي يعقوب يرصدها لنا الروائي المحترف عزت القمحاوي في نوفيلا شديدة التكثيف والبراعة. نتعرّف من خلالها على بطل حكايته وكيف يعيش الحياة بشغفِ شديد باحثًا عن الأمان من خلال حبيبته فريدة التي تعيش حياة مختلفة عنه كليةً، وبين قصة حبهما الملتبسة، واستعراض سريع لتاريخ عائلتهما. ومن خلال نصف ساعة انتظار يتكشف لنا عالم شديد الغرابة والإدهاش والمتعة، يقترب من كل ما عشناه وعاصرناه منذ لحظات الثورة وحتى أيامنا هذه، كل هذا يرصده القمحاوي بعدسته بشكلٍ مكثّف وسردٍ شديد الخصوصية.
9. الخروج من الأرض السودا — أحمد يوسف شاهين — نهضة مصر
رواية جديدة للروائي أحمد يوسف شاهين، تدور أحداثها حول صراع مجموعة من الأشخاص للسيطرة على قطعة أرض فضاء بالمطرية لإقامة مشروع إسكاني ضخم. ويعرض الكاتب من خلال الأحداث جوانب من الصراعات بين أصحاب النفوذ والدين والمال في منطقة المطرية وأثر ذلك على الأزمات الاجتماعية والسياسية والنفسية التي تتبع الأبطال في كل الأماكن التي ارتحلوا إليها.
10. منزل بلا أساطير — عمرو عافية — الكتب خان
رواية «منزل بلا أساطير» —عمرو عافية
في زفاف إحدى قريباته، يلتقي شادي عرفان، الغارق في القواميس والمعاجم وأصول الكلمات، بامرأة كانت على علاقة بأبيه، الذي غادر الدنيا في طفولة شادي البعيدة. وتفتح له «خير»، تلك المرأة المجهولة، بابًا واسعًا على الماضي، وتسحبه من خموله وعالمه المُغلق وحياته الروتينية الرتيبة.
في روايته «منزل بلا أساطير»، يُقدِّم الروائي عمرو عافية نصًا روائيًا محبوكًا وجذابًا، بشخصياتٍ فريدة وسردٍ متدفق، يستلهم من الأسطورة بقدر رسوخ أقدامه في أرض الواقع، ليصحب القارئ إلى رحلة عميقة داخل النفس البشرية، بكل أسرارها وتناقضاتها ومخاوفها.
مختارات الكرمة
بين هذه الروايات الجديدة تعود دار الكرمة هذا العام إلى قرائها بعدد من الإصدارات المختلفة، بعد أن قدّمت لهم منذ شهر رواية عمر طاهر الجديدة «كُحل وحبهان»، لتقدم في معرض الكتاب من خلال سلسلة «مختارات الكرمة» التي تهتم بإعادة طباعة الأعمال الأدبية والروائية المهمّة المنسية والنادرة، لتصدر هذا العام رواية الكاتبة الراحلة الكبيرة لطيفة الزيات «صاحب البيت» التي كانت قد نشرتها عام 1994، وكذلك تعيد نشر ملحمة خليل حسن خليل الثلاثية الروائية «الوسيّة، الوارثون، السلطة» والتي أخذ منها المسلسل الشهير “الوسية” عام 1990، هذا إلى جانب غيرهم من الإصدارات الجديدة.