أفضل 10 روايات مصرية في عام 2021
يأتي شهر ديسمبر من كل عام محملاً بالصفحات الأخيرة التي تطوي بين سجلاتها كل أحداث العام، ولا يتخلى الجمهور من القراء عن إعداد قوائمهم الخاصة في رصد أفضل قراءاتهم الشخصية على مدار العام، وأيضًا أفضل وأهم الإصدارات الأدبية التي صدرت في سوق النشر على مدار عام بأكمله، سواء في موسم معرض الكتاب، وفي الشهور التي تسبقه وتلحقه. ولأن معرض القاهرة الدولي للكتاب جاء هذا العام في موعد مختلف- شهر يوليو- عن موعده المعتاد في الشتاء كان زخم الإصدارات الأدبية لدور النشر يتمركز في منتصف العام، حيث تحرص الدور على إطلاق إصداراتها الجديدة تزامنًا مع فعاليات المعرض حيث القراء يتوافدون من كل مكان، يتفحصون العناوين الجديدة، ويعدون قوائم شرائهم الخاصة.
جاءت الإصدارات الأدبية لعام 2021 متنوعة، شهدت عودة كتاب بعد سنوات عن انقطاع عن النشر، وشهدت كتابًا جددًا في ساحة الكتابة الإبداعية يفرضون ثقلاً وحضورًا ملحوظًا لأقلامهم. في السطور المقبلة نسلط الضوء على أهم وأفضل إصدارات عام 2021 من وجهة نظرنا في محاولة لإستعادة ذاكرتنا معًا والوقوف أمام أبرز كتابات العام الأدبية، المثيرة منها للجدل والهادئة في زحام أمواج النشر الإبداعي.
من اللافت أن ثيم «الخيانة» تكرر في عدد من المشروعات الأدبية هذا العام، وهي ملاحظة عابرة سنتركها هنا بين السطور ليتأملها القراء فيما بعد أثناء القراءة. لا تقتصر القائمة على الأعمال الروائية فحسب بل تضم أيضًا مجموعات قصصية لها ثقلها الجلي.
أفضل أعمال أدبية في 2021:
- إخضاع الكلب – أحمد الفخراني
- رق الحبيب – محمد المخزنجي
- ماكيت القاهرة – طارق إمام
- موسم الأوقات العالية – ياسر عبداللطيف
- مساكن الأمريكان – هبة خميس
- أم ميمي – بلال فضل
- غربة المنازل – عزت القمحاوي
- كاتيوشا – وحيد الطويلة
- جنازة السيدة البيضاء – عادل عصمت
- كل ما أعرف – علي قطب
1. إخضاع الكلب – رواية أحمد الفخراني
إنها العمل الخامس للكاتب والروائي أحمد الفخراني، والأول له في الكتابة الواقعية، حيث يتخلى الفخراني في رواية «إخضاع الكلب» عن الفانتازيا التي أسس على أجنحتها مشروعه الأدبي.
هذه المرة يطغى الواقع على الرواية، والصراعات النفسية لبطل الرواية المصور الذي ينتقل للعيش في مدينة دهب هروبًا من حياته الماضية حيث خيانة زوجته له مع أقرب أصدقائه. تغرق رواية الفخراني في الصراعات الداخلية للبطل الذي بات يراقب ماضيه وحاضره بنبرة لا تخلو من العجز وتمتزج فيها الأوهام بالواقع فتضعنا في دوائر من الشك الذي يتسرب إلى القارئ كما يتسرب لبطل الرواية؛ يقول البطل «إن تحول عقلك إلى مطرقة، تفتت أي فكرة إلى لا شيء، هكذا تسيل صلابة الوقت، تحيله إلى العدم، تكشف وهم وجوده؛ أي جوهره الحقيقي».
يتميز الفخراني بلغة لا تخلو من الشاعرية وفكرة واحدة متماسكة تدور حولها الرواية ولا تنفلت فصولها عنها، ولا تخرج عن أسئلة البطل التي تشبه السراب الخادع «أفيستند الحب على شيء إلا على أحجار أوهامه؟».
اقرأ أيضًا: الروايات الأكثر مبيعًا في مصر في عام 2020
2. رق الحبيب – محمد المخزنجي
يمكننا استعارة جملة من مجموعة محمد المخزنجي لنصفها بأنها «دفء أذاب شيئًا من الثلوج التي يرقد عليها». تضم المجموعة عشر قصص من أهم القصص القصيرة التي نشرت في هذا العام، بل إنها درس حقيقي في فنون كتابة القصة القصيرة.
قصص «رق الحبيب» تشبه كتابات المخزنجي المعتادة، حيث الجسد والروح يطوفان في لحظات خاصة وحميمية جدًا تستدعي مشاعر خاصة وترصدها بأسلوب أدبي بليغ. تقع المجموعة في عشر قصص بين القصيرة والقصيرة جدًا، ولا تخلو القصص من الموسيقى والأغنيات، تحديدًا أغنيات أم كلثوم التي يفتتح بها أول قصص المجموعة وصولاً إلى قصة «رق الحبيب» التي كتبها عن «قصب» مطرب وموسيقار إحدى المصحات النفسية في امتزاج بينه وبين الموسيقار محمد القصبجي.
3. ماكيت القاهرة – طارق إمام
يبني طارق إمام في أحدث رواياته «ماكيت القاهرة» عالمًا خياليًا تقوم أركانه على ما يمكنني تسميته «الهندسة الأدبية» حيث مدينة القاهرة يعاد تشكيلها من جديد بشخصيات وأدوات خاصة، ربما تشبه قاهرتنا، وربنا تختلف عنها كليًا، إنها الحرفة الإبداعية التي يجيد بها طارق إمام نسج عوالمه في الواقعية السحرية، حيث كل شيء واقعي وكل شيء خيالي تمامًا.
تأتي تقاطعات الهندسة الأدبية بين دوائر الزمن: الماضي والحاضر والمستقبل البعيد، دوائر المكان: إعادة تشكيل ملامح مدينة القاهرة، ودوائر الشخصيات: التي تتقاطع وتتشابك أهدافها ويحركها الأحداث الكبرى، والثورة، والفن، والمدينة التي تتشكل عبر ملامحهم، وإن كان محرك أحداث الرواية التي انطلق منها طارق إمام بشكل شخصي هو ثورة يناير.
يجيد إمام في مشروعه الأدبي الارتكاز على الأفكار الفانتازية، أفكار غريبة عن المألوف تجعل الشخصيات العادية مجبرة على أفعال وأفكار وحيوات غير عادية.
4. موسم الأوقات العالية – ياسر عبداللطيف
بعد انقطاع سبع سنوات عن كتابة القصة يعود القاص والشاعر والمترجم ياسر عبداللطيف بواحدة من أهم المجموعات القصصية الصادرة هذا العام، وهي مجموعة يستعيد بها ياسر لياقته في فن القصة، حيث القصص لا تخلو من أسلوب ياسر الذي يشبه الجولات الليلة والنهارية في شوارع القاهرة، المعادي وحلوان ووسط البلد وصولاً إلى شتوتجارت بألمانيا. اعتاد ياسر أن يمزج في قصصه بين التوثيق والخيال، وشخصياته تتفاوت في طبقاتهم الاجتماعية ونظرتهم الكبرى للحياة، إنها لحظات ومواقف تنبعث منها دراما القصة، يرصدها عن قرب فخرجت قصص المجموعة في قالب واقعي لا يخلو من لغة ذكية تتفادى الانفلات في النوستالجيا المفرطة.
5. مساكن الأمريكان – هبة خميس
في عملها الروائي الأول- بعد مجموعتين قصصيتين- تقدم الكاتبة هبة خميس «مساكن الأمريكان» حيث حكايات شعبية بسيطة تنبع من قلب مدينة إسكندرية التي تشكل جزءًا رئيسيًا من أحداث الرواية، بل إنها بطل خفي وصامت وشاهد على عائلة صغيرة يتبدل عليها الزمن والحال، وفي غمرة تلك التقلبات الزمنية نرى كل التطورات التي تطرأ على الإسكندرية، مساكن الأمريكان، فنراقب هشاشة البيوت من الداخل بكل مشاعرها ومشاهدها اليومية وأكلاتها وأحلامها البسيط منها والعادي.
تبحث هبة في عملها الأول عن صوت أدبي خاص بها عبر حكايات مكثفة وجيدة لا تركض وراء حدث واحد كبير، بل تفاصيل بسيطة وحكايات حياتية شعبية لا تنتهي، وعلى عكس المعتاد في الكتابات عن مدينة الإسكندرية نجد في مساكن الأمريكان البحر هامش، والشوارع الخلفية المهمشة متن.
6. أم ميمي – بلال فضل
إنه العمل الروائي الأول للكاتب الساخر «بلا فضل» وتجربة تستحق الإشادة بها، وبقدرتها على المزج بين الذاتي والخيالي، وبين الفصحى والعامية. لم يتخل بلال عن نبرته الساخرة في الكتابة، وكعادته في إجادة رسم الشخصيات، حيث الشخصيات في الرواية هي التي تحرك الأحداث وتتجول بين حياتهم وقراراتهم، حيث الابن المتمرد الذي ينفلت من سطوة أبيه وينغمس في غمار الحياة في الشارع، فتكون أم ميمي، نموذج الأمومة الخالصة، هي بوابته للتعرف على الحياة، ومن هنا تبدأ رحلة الرواية وترصد لنا الواقع الاجتماعي والشعبي للمجتمع المصري، فتتولد من جنباته التراجيديا المؤلمة والكوميديا الساخرة.
7. غربة المنازل – عزت القمحاوي
تتحرك رواية «عزت القمحاوي» الأخيرة من مكان واحد، حيث سكان العقار السكني هم محور الحكايات، وحادثة وفاة أحد الجيران تحرك خيوط العلاقات بين الجيران وتقربنا من عوالمهم، فتطفو المشاعر على السطح وتتشكل معها الأسئلة، الأفكار، والروابط الإنسانية. وحده الإنسان يقف أمام عزلته، عزلة الجدران والبيوت، والنفس أيضًا التي تبحث عن ضالتها بين جدران الوحدة.
يختار القمحاوي «مدينة الغبار» لتكون اسم المدينة التي يعيش فيها شخصيات الرواية، إنها المدينة أينما كانت تلاحق أهلها بغبارها وقسوتها ووجهها الذي لا يتبدى إلا أمام واجهات العمارات المصمتة التي توهمنا بزخم الحياة ودفئها خلف جدرانها، بينما الحياة بالداخل مختلفة تمامًا ولا تخلو من البرودة والغربة أحيانًا. يتلاعب القمحاوي باللغة والخيال، ومتعة لغة القمحاوي لا تقل عن متعة الحكايات التي يخزلها على امتداد الرواية.
8. كاتيوشا – وحيد الطويلة
بعد آخر رواياته «جنازة جديدة لعماد حمدي» الصادرة قبل عامين يعود الروائي وحيد الطويلة برواية «كاتيوشا» لتكون أحدث الروايات الصادرة في ختام العام، والتي لاقت صدى كبيرًا من القراء في وقت قصير، ووصفها الروائي عزت القمحاوي بأنها «قصف جبهة بالحب».
إنها رواية يحكيها الطويلة على لسان امرأة ومن عيون امرأة، زوجة تشعر بالخداع والخيانة وتلتهمها نيران الغيرة بينما زوجها الكاتب والروائي على الجهة الأخرى لا يبالي، مشتت في أرضه، ثم مريضًا وغائبًا، بينما الزوجة تهيم في دوائر الشك ونيرانه لتخرج الرواية عنها ومنها فيما يشبه لحن موسيقي بآلالات وأصوات متعددة. تقول الزوجة «سأبحث عن عشيقتك أو حبيبتك في ثقب الأرض» فتنطلق المشاعر المسكوت عنها وتطفو على السطح، تفاجئنا تمامًا كما تفاجئ شخصيات الرواية.
9. جنازة السيدة البيضاء – عادل عصمت
بعد مجموعته القصصية «مخاوف نهاية العمر» الصادرة في العام الماضي يعود عادل عصمت إلى الكتابة الروائية، وروايته الجديدة «جنازة السيدة البيضاء» ليقدم لنا حكاية تبدأ من موت البطلة نعمة الأبيض وتتنقل بالزمن لتعود إلى أصول حكاية هذه السيدة ورحلتها في الحب والزواج وتكوين أسرة.
الأسرة عبر الأجيال هي المحور الرئيس الذي تتشكل منه روايات عادل عصمت، تبدأ منها وتنفلت الحكايات الفرعية والكبرى، وتتولد الشخصيات محور الأحداث، حكايات نابعة من البيوت المصرية والريفية البسيطة، تشبه حكايات أب حكيم يجيد سرد الحكايات لأبنائه، فتدور الرواية في دوائر الحياة العادية حيث الحب والموت وإرث الحكايات القديمة عن الأجداد، فتتحول الرواية إلى سلسلة من الحكايات التي يتوارثها الناس كأساطير تتناقل عبر الأجيال والزمن.
اقرأ أيضا: أفضل 15 رواية عربية في عام 2020
10. كل ما أعرف – علي قطب
هذه الرواية تورطنا في الأسئلة، أسئلة العلاقات التي لا تنتهي، من فينا يعرف نفسه ويعرف الآخرين؟ من يظن أنه المتحكم في الآخر؟ ومن حقًا ينساق وراء مشاعر الغير؟ من المخطئ ومن المصيب؟ ومن منا يعرف حقًا كل الحقيقة؟ إنها دوائر متشابكة لكنها لا تنتهي إلى شيء، إنها الحقيقة الغائبة ومحاولات البحث الدائم عنها. تنتمي الرواية إلى روايات الصراع النفسي حيث مونولوجات الشخصيات الرئيسة هي التي تحرك فصول الرواية حيث تتعدد الأصوات وتختلف زاوية السرد، ولحظة المكاشفة بالخيانة الزوجية هي النقطة التي تنطلق منها الرواية وتتبعها إلى النهاية.
إنها أحدث الأعمال الروائية للكاتب الشاب علي قطب وهي تنبئ بمشروع كاتب ماهر يعرف كيف يحلل الصراعات النفسية لشخصياته ويتمكن من أدواته السردية ويعرف كيف يسرد حكايته ولا ينفلت عن مسارها.