حسابات معقدة: إلى أي مدى يشارك حزب الله في المعركة؟
في ظل العدوان الصهيوني الإجرامي اليومي على قطاع غزة تتوجّه أنظار المراقبين إلى جنوب لبنان الذي أضحى هو الآخر ساحة مواجهة يومية عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات لمنع أي تدخل ضد إسرائيل، وصدرت تهديدات كثيرة للحزب، منها تهديد وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، بأن «إسرائيل لن تقضي على حزب الله فحسب، ولكننا سنستهدف إيران بالفعل، لدى إسرائيل رسالة واضحة للغاية لأعدائنا، ونحن نقول لهم، انظروا إلى ما يحدث في غزة، سوف تحصلون على نفس المعاملة إذا هاجمتمونا، سوف نقوم بمسحكم من على وجه الأرض».
وتشهد حدود لبنان توتراً كبيراً، فبعد أن شنت حركة حماس هجوماً مفاجئاً على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري، أعلن حزب الله في صباح اليوم التالي إطلاق القذائف والصواريخ على منطقة مزارع شبعا المحتلة التي يطالب بها لبنان، فرد الإسرائيليون بقصف دون أن يوقع أي من الطرفين خسائر بشرية لدى الآخر.
وشن ثلاثة مقاتلين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطينية، هجوماً، في اليوم الثالث للحرب، انطلاقاً من جنوب لبنان، وخاضوا اشتباكاً مع العدو مما أسفر عن مقتل نائب قائد لواء إسرائيلي واثنين من المهاجمين، بينما عبر المهاجم الثالث الحدود وعاد إلى لبنان.
ونفى حزب الله تنفيذه أية عملية ضد إسرائيل، لكن الأخيرة قصفت مواقعه في جنوب لبنان عقب هجوم الجهاد، فقتلت 3 من عناصره، فرد بقصف ثكنتين إسرائيليتين، وفي اليوم التالي، الثلاثاء، نفذت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، قصفاً صاروخياً من جنوب لبنان على إسرائيل التي ردت أيضاً بقصف الجنوب اللبناني، ليصبح القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي خبراً يومياً.
واستهدف الحزب العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، وفي المقابل قُصفت من البلدات الحدودية الجنوبية في لبنان ووقع قتلى من الجانبين.
وسادت حالة من الترقب حول مدى إمكانية توسع هذه المناوشات الحدودية وتحولها إلى حرب شاملة وسط تهديدات من الطرفين بهذا السيناريو، بخاصة مع تعرض الحزب لانتقادات متزايدة بخاصة من غزة لعدم اشتراكه حتى الآن في المعركة رغم قول رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، للفصائل الفلسطينية «سلاحنا وصواريخنا معكم» منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى.
وأصدرت إيران تهديدات عديدة بتوسيع نطاق المواجهة، مثل تصريح وزير الخارجية، أمير حسين عبد اللهيان الذي قال: «في ظل استمرار العدوان وجرائم الحرب والحصار على غزة، فإن فتح جبهات أخرى هو احتمال قائم.. استمرار الجرائم بحق الفلسطينيين سيلقى رداً من بقية المحاور»، في إشارة لتدخل حزب الله.
لكن حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، لم يظهر منذ بدء الحرب، وهو ما يفسره الحزب بأنه جزء من إدارته للمعركة، وأنه يتابع ما يحدث في غزة لحظة بلحظة، ويشرف على كل المجريات الميدانية والسياسية، بينما قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، السبت، إن الحزب «في قلب المعركة» بالفعل وإنه «كلما تتالت الأحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخّلنا أكبر فسنفعل ذلك».
وأعلن قاسم أن هناك «ثلاث فرق (إسرائيلية) موجودة في جنوب لبنان في مقابل حزب الله، وخمس فرق موجودة في مقابل غزة، ولو لم يكن حزب الله جزءاً في هذه المواجهة لكانت كل هذه الفرق هناك»، بما يعني أن قرار الحزب هو الحفاظ على التوازن الدقيق على الجبهة لإبقاء القوات الإسرائيلية منشغلة دون الوصول لحالة الحرب.
قواعد الاشتباك
في كل مرة تشتعل فيها المخاوف من احتمال اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، يتم استحضار مقولة «قواعد الاشتباك» وهي قواعد غير مكتوبة وغير رسمية لكنها عبارة عن قواعد سلوك تم استخلاصها من متابعة المشهد الميداني وردود أفعال حزب الله وإسرائيل ومجريات الأمور خلال السنوات الماضية.
وحتى الآن يبدو جلياً أن الحزب اللبناني يكتفي بخوض اشتباكات محسوبة عبر الحدود، ورجحت وثيقة استخبارية أمريكية نشرتها واشنطن بوست ألا يشن حزب الله هجوماً كبيراً على إسرائيل، لكن تبقى الاحتمالات الأخرى قائمة، كما في حالة ارتكاب أحد الطرفين خطأً غير مقصود مثلاً.
وقد نص تفاهم نيسان 1996 على عدم ممارسة الحزب أي نشاط عسكري داخل الأراضي الفلسطينية، وحظر استهداف المدنيين من الجانبين، وهو الاتفاق الوحيد المكتوب الذي حدد قواعد اشتباك بين الحزب وإسرائيل، وعند خرق هذا الاتفاق عام 2006 واستهداف إسرائيل البنية التحتية والمدنيين في لبنان اشتعلت الحرب بين الطرفين.
وانتهت الحرب آنذاك بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في 11 آب / أغسطس 2006، وفي اليوم التالي أعلن حزب الله، احترامه لوقف إطلاق النار، ووافقت عليه الحكومتان اللبنانية والإسرائيلية، ومنذ ذلك الحين يركز الحزب على الردع أكثر من المواجهة، ودائماً ما يركز قادته ومتحدثوه على تأكيد مفهوم معادلة الردع.
ورغم تأكيد القرار 1701 على منع أي وجود عسكري للحزب جنوب نهر الليطاني، أي بعمق 20 كم تقريباً من حدود الجنوب اللبناني، فإنه تبين لاحقاً وجود اتفاق ضمني يحترمه عملياً الحزب وإسرائيل بجانب «تفاهم نيسان»، مفاده أن أي ضربة ستُقابل بالمثل دون أن تتطور الأمور إلى حرب واسعة.
ومؤخراً في منتصف آب/أغسطس الماضي، قال حسن نصرالله إن حزبه يستطيع إعادة إسرائيل إلى العصر الحجري، رداً على توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بإعادة لبنان إلى العصر الحجري إذا استفزّ الحزب تل أبيب، وعاد نصر الله في 29 أغسطس/آب ليعلن رفضه تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل.
وشهد هذا العام توترات بين الحزب وتل أبيب، جزء منها كان بسبب تهريب الحزب أسلحة إيرانية إلى داخل إسرائيل، باستخدام أساليب عصابات تهريب المخدرات، كما تجمع «غرفة عمليات مشتركة» بين الحزب اللبناني وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، وكذلك فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
وعلى مدار الأشهر الماضية، شدد قادة الحزب على مصطلح «وحدة الساحات»، وهو مفهوم يعني التضامن الميداني المشترك بين فصائل «محور المقاومة» التي تتلقى دعماً من إيران، بخاصة حماس والجهاد والميليشيات الشيعية في سوريا وحزب الله، والتقى قادة حماس عدة مرات هذا العام مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في بيروت.
لكن عبارة «وحدة الساحات» لم تُترجم أبداً إلى هجوم متعدد الجبهات ولم ترق إلى درجة اتفاقية دفاع مشترك مثلاً، بل ضمان الحد الأدنى من التضامن والتعاطف والدعم، ولم يتدخل الحزب خلال الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة في أعوام 2009 و2012 و2014 و2021، وتأرجحت العلاقة بين الحزب وحماس على مدار تلك الفترة.
وتبنى الحزب تفسيراً -أو بالأحرى تطبيقاً- مختلفاً لمفهوم «وحدة الساحات» وهو فتح الطريق أمام المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي، لشن هجمات من الجنوب اللبناني على إسرائيل كنوع من التضامن بين فصائل «محور المقاومة».
ورغم إصدار الخارجية الإيرانية في منتصف الشهر الجاري تحذيراً علنياً وحاداً لإسرائيل قائلة: «أوقفوا هجومكم على غزة وإلا سنضطر إلى اتخاذ إجراء»، لكن بعد ساعات فقط، أكدت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة أن قواتها لن تتدخل في الصراع ما لم تهاجم إسرائيل مصالح إيران أو مواطنيها، وفسر المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، جون ألترمان، موقف طهران بأن قادتها يشعرون بالضغط لإظهار دعم ملموس للمقاومة الفلسطينية بدل الاكتفاء بالخطابات الحماسية.
وفي داخل دوائر القرار في طهران تم التوصل إلى حل وسط بين التدخل أو الظهور بمظهر الضعيف المتفرج وقت الاجتياح البري لغزة، وهو استمرار الضربات المحدودة لحزب الله وبعض التحرشات ببعض القواعد الأمريكية في المنطقة كما في سوريا والعراق دون التصعيد لحالة مواجهة مفتوحة، ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وحيد جلال زاده رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان قوله يوم الأربعاء: «إننا على اتصال مع أصدقائنا حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله… وموقفهم هو أنهم لا يتوقعون منا تنفيذ عمليات عسكرية».
وعلى الجانب الآخر، وجهت إسرائيل والولايات المتحدة تحذيرات إلى حزب الله من فتح جبهة جديدة، لكن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وكبار مساعديه، دعوا إسرائيل لعدم تنفيذ أية ضربة كبيرة ضد حزب الله لمنع توسع نطاق الحرب، بحسب تقارير إعلامية.
واحتدم الخلاف بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت الذي يرى ضرورة خوض حرب مع لبنان دون تأجيل، يرفض نتنياهو ذلك التزاماً بمطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن ترك الجبهة الشمالية بعيدة من الحرب، وذكر تقرير إعلامي إسرائيلي أن مساعدي الرئيس الأمريكي أوضحوا لإسرائيل أنه إذا بدأت جماعة حزب الله حرباً، فإن الجيش الأمريكي سينضم إلى القتال ضد الحزب، لكن بايدن نفى ذلك وقال: «هذا غير صحيح… لم يُصرح بذلك قط»، وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي مجدداً أن واشنطن تريد احتواء الصراع ولا توجد نية لدخول قوات أمريكية إلى القتال.
جبهة سوريا
تعد الأراضي السورية ساحة مواجهة مستمرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي تنتشر قواته هناك منذ سنوات طويلة بعد أن شاركت بقوة في قمع الثورة السورية، وفي جنوب غرب البلاد على الحدود مع هضبة الجولان السورية المحتلة يتخذ الحزب وضعية الاستنفار مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية.
وعبرت قوات وتعزيزات عسكرية مجهولة حدود العراق لدعم حزب الله والميليشيات الشيعية في الجنوب السوري، وتم نشر قوات مدفعية وصواريخ في تلك المنطقة.
وانتشرت الوحدات الخاصة لحزب الله اللبناني على حدود الجولان، ونقل كميات من الأسلحة والعتاد العسكري من مخازنه في ريف دمشق ومحيط المطار إلى الجبهة الجنوبية، وغيّر الحزب مواقع انتشاره وأخلى مخازن السلاح والذخيرة تحسباً لهجوم إسرائيلي، فالضربات الجوية الإسرائيلية منذ سنوات تستهدف حزب الله وحلفائه بعيداً عن قواعد الاشتباك التي تم إرساؤها في لبنان.
وكما وقع في بداية الاشتباكات في لبنان، قصفت فصائل فلسطينية في سوريا تعمل مع حزب الله -بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان- الجولان المحتل دون أية إصابات، وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف المواقع التي استهدفته.
وقبيل زيارة وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبداللهيان إلى سوريا، نهاية الأسبوع الأول للحرب، قصفت إسرائيل مطاري دمشق وحلب وأخرجتهما من الخدمة، فاضطرت طائرة عبد اللهيان للهبوط في بيروت، بدلاً من دمشق، وعلى غير المعتاد، خرج المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، حسن كعبية، في 13 أكتوبر، ليتبنى رسمياً الضربات، وقال إنها رسالة تحذير «لإيران ولكل المنظمات الإرهابية بأن عليهم ألا يتدخلوا في الحرب»، و«تحذير سوريا التي هي ممر لاستقبال صواريخ إيران إلى حزب الله».
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول، أعادت إسرائيل استهداف مهابط المطارين بالصواريخ وأعادت إخراجهما من الخدمة مجدداً بعد أيام قليلة من إصلاحهما، وجاءت الضربة بعد ساعات من نشر وسائل إعلام إسرائيلية، أخباراً عن زيارة متوقعة لإسماعيل قآني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري إلى سوريا.
لبنان في عين العاصفة
يعيش اللبنانيون حالة من الترقب الشديد أمام شاشات التلفاز، ليس فقط لمتابعة الأخبار في غزة، بل خشية انتقال الحرب إلى بلادهم، فالتطورات الحالية أعادت لهم ذكريات الحرب التي وقعت بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 التي راح ضحيتها مئات الضحايا وأحدثت دماراً واسعاً، بخاصة مع تهديد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني، بأن مشاركة حزب الله في الحرب ستكون مدمرة للبنان.
وشهد جنوب لبنان حركة نزوح تجاه المناطق الداخلية ومدينتي صيدا وبيروت، وازدادت أعداد النازحين مع استمرار المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، وطلب الحزبُ من الجيشَ اللبناني وقوات اليونيفيل حفظ السلام الدولية، في 11 أكتوبر/تشرين الأول، إخلاء كل المواقع على الحدود، وأشيع أن اليونيفيل انسحبت لكنها نفت ذلك، وكثفت قواتها الدوريات المشتركة مع الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، إن حكومته تجري اتصالات دولية وعربية ولقاءات محلية مستمرة، بهدف وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ومنع تمدد الحرب إليه، مضيفاً «الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة».
وخوفاً من استهداف المطار كما وقع في حرب 2006، أرسلت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية 10 من طائراتها إلى الدول المجاورة، على أن يوضع العدد الأكبر في قبرص، والإبقاء في مطار بيروت على 7 طائرات فقط، رغم تأكيد رئيس مجلس إدارة الشركة على أنّه «لا توجد لدينا معلومات حول استهداف المطار في لبنان وكل المعطيات التي وصلتنا تؤكد أن التصعيد جنوباً سيبقى ضمن قواعد الاشتباك».
واستمر القتال في الجنوب وقال حزب الله إنه أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 من رجاله منذ بداية الحرب، وأعلنت إسرائيل قتل ما لا يقل عن 5 جنود ومدني واحد لديها.
وأخلت إسرائيل سكان المستوطنات والمناطق الشمالية.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول، مع تواصل المناوشات عبر الحدود أضافت إسرائيل 14 تجمعاً سكنياً يقع بالقرب من لبنان وسوريا إلى برنامج الإجلاء، وبذلك يصل عدد المناطق التي قرر الاحتلال إخلاءها 42 تجمعاً سكنياً في شمال الأراضي المحتلة بسبب الاشتباكات.
وتتطلع الأنظار إلى تطور الأوضاع الميدانية في الجنوب ومتابعة تصريحات قادة الحزب والمسؤولين الإيرانيين لمعرفة أفق المواجهة، لأن قرار الحرب والسلم في لبنان لا علاقة للحكومة به، ولا سلطة لها على قوات الحزب المرتبط بإيران.
وبينما تتجدد مطالب السياسيين المعارضين للحزب بلجم تحركاته العسكرية في الجنوب منعاً للتصعيد، حرص الحزب على الظهور بمظهر المدافع عن السيادة الوطنية اللبنانية فاكتفى في البداية بقصف مزارع شبعا المحتلة، ومع تطور المواجهات أكد أنه يدافع عن دولته ضد اعتداءات إسرائيل التي تستهدف المدنيين، بينما يتهمه خصومه بخوض مناوشات محدودة لإضفاء شرعية على سلاحه الخارج عن سلطة الدولة.
وأشرك الحزب «قوات الفجر» التابعة للجماعة الإسلامية، فرع جماعة الإخوان المسلمين في لبنان، التي شنت هجوماً صاروخياً على مواقع إسرائيلية، سعياً لعدم تصدر مشهد المواجهة وحده وتأمين غطاء سني في الداخل اللبناني، وإيصال رسائل مفادها أن هذه الحرب حرب الجميع وليست مواجهة بين إيران وإسرائيل على أرض لبنان.