حتى لا يدخل ليستر سيتي في طي النسيان
يبدو أن نشوة الانتصار التي مازال يعيش على إثرها كل من ينتمي إلى مدينة ليستر قد قاربت على الانتهاء فبعد أن تم الاستغناء رسميًا عن المدرب صاحب الإنجاز الأكبر في تاريخ النادي «كلاوديو رانييري» اقترب الفريق من الدخول في مرحلة من التخبط الذي سينهي معه الإنجاز الذي حققه الفريق خلال الموسمين بداية من حصوله على لقب الدوري الإنجليزي ثم إكمال الحلم بالتأهل لدور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا.
فهل أصبحنا على أعتاب مشاهدة بطل آخر جديد يسقط بشكل مهين على شاكلة نوتنجهام فورست أو ليدز يونايتد اللذين ذهبا بلا رجعة، وأصبحا من الماضي بعد أن قدما حكايات أسطورية وحققا الكثير من الإنجازات، فهل تراجع ليستر سيتي الحالي في ترتيب الجدول بل اقترابه من الهبوط وخروجه الوشيك من دوري الأبطال ستكتب معه بداية النهاية الصادمة لحكاية أخرى جميلة؟!.
”جوزيه مورينيو يدعم كلاوديو رانييري“
التخلص من نجوم المعجزة
هذا بالفعل ما يجب حدوثه مع نهاية الموسم الجاري، فمع وجود الكثير من الشائعات منذ انتهاء الموسم الماضي التي ربطت بين نجوم الفريق أمثال «رياض محرز وجيمي فاردي» والفرق الكبيرة في إنجلترا، ظهر مردود تلك الأخبار على مستواهم مع الفريق، والأمر أصبح جليًا من خلال النظر لمستواهم في الموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي.
قد تكون إدارة ليستر قد أخطأت في بداية الموسم عندما قامت بالاستغناء عن ركيزة وسط الملعب «نجولو كانتي» الذي انفرط معه عقد الفريق، خاصة أن ليستر كان على مشارف مشاركة تاريخية أولى في دوري الأبطال.
الأمر الآخر، والذي يتحتم معه بيع نجوم الفريق، هو أنهم ظهروا منذ بداية الموسم مفقتقدين للحماسة التي تمتعوا بها سابقًا وأصبحت مبارياتهم الكبيرة التي يقدمونها تُعد على أصابع اليد، فهم يرون أن وصولهم للقمة والفوز بلقب البريميرليج والمشاركة لأول مرة في الشامبيونزليج كافٍ، وأنه لم يصبح أمامهم الكثير لتحقيقه بقميص الثعالب.
استخدام أرباح النجاح
بحسب التقارير فإن ليستر قد تحصل على ما يقرب من الـ 150 مليون إسترليني بعد حصوله على لقب الدوري، هذا بالإضافة لبيعه بعض اللاعبين على رأسهم كانتي بمجموع 65 مليون إسترليني –بحسب موقع ترانسفير ماركت- فمع كل هذه العائدات الضخمة التي دخلت خزينة النادي كيف عجزت إدارة الفريق عن إحضار بديل على مستوى متوسط الميدان الفرنسي الذي يعتبر رحيله أحد أهم أسباب ظهور الفريق مهلهلاً هذا الموسم، صحيح أنه تم القيام ببعض الصفقات، ولكنها ليس بذلك المستوى الكبير طبعًا، باستثناء الهداف الجزائري إسلام سليماني.
من المؤكد أنه كان واضحًا للجميع أن الفريق لم يكن ليدخل الموسم الجديد من أجل الحفاظ على لقبه، فحالة ومستوى الفريق مهما كانت لن تضاهي بأي شكل القوة الشرائية التي تتمتع بها أندية المقدمة، ولكن كان لزامًا عليهم القيام بالصفقات التي تضمن لهم استمرار الفريق على نسق متوازن يضمن لهم تحقيق مركز متقدم أو حتى أقل الطموح بالبقاء في دوري الدرجة الممتازة.
كلاوديو رانييري بعد استغناء ناديه عنه
لا للكثير من المدربين
كما ذكرنا أن رحيل رانييري قد يكون المسمار الأخير في نعش البطل الأزرق، فإذا نظرنا إلى مسيرة الفرق التي كتبت تاريخًا قبل ليستر فسنجد أن من الأسباب التي أدت إلى وقوع فريق مثل ليدز يونايتد كان تغييره الكثير من المدربين خلال فترة قصيرة، فبحسب تقرير لموقع « givemesport »، نجد أن مع رحيل المدرب ديفيد أوليري من تدريب الفريق عام 2002 تم الاستعانة بعده بـ 19 مدربًا، منهم 7 مؤقتون، وشدد التقرير على أن هذه التغييرات من شأنها زعزعة أي نادٍ، فكل مدرب منهم يأتي بأفكاره الخاصة وفلسفته وتكتيكه.
ونلاحظ أنه منذ هبوط الفريق لدوري الدرجة الأولى الشامبيونشيب في عام 2004 لم يصعد للممتاز حتى الآن، لذلك قد يبدو أن إدارة ليستر قد تسرعت في قرارها، خاصة أنها جاءت في وقت حرج قبل مباراة الإياب في دوري الأبطال أمام إشبيلية، هذا بالإضافة إلى أن ليستر الذي حاز تعاطف العالم أجمع واحترامه بسبب وجود المخضرم رانييري الذي تحصل على بطولة الدوري الأولى في مسيرته التدربيبة الطويلة قد جمع الآن سخطهم بعد رحيله عن الفريق ومع تمنيات البعض لهم بالهبوط جراء ما حدث.