9 أنواع من التطبيقات تجعل هاتفك أداة لاستثمار الوقت
إدمانك على هاتفك يؤثر عليك في وقت العمل أو الاستذكار، يشتت تركيزك ويعطل انتهاءك سريعًا من مهامك، ولهذا كنت قد كتبت لك بعض النصائح الفعالة لكي تحافظ على تركيزك وتتخلص من سلطة الهاتف الذكي عليك.
ولو تتذكر، فإني قد نصحتك وقتها بأن تبتعد عن هاتفك حتى أثناء أوقات الراحة القصيرة لاستعادة نشاطك وتصفية ذهنك، كي تستطيع إتمام ما تفعله بنجاح وفي وقت قصير، ولكني في الوقت ذاته أعلم مدى صعوبة الأمر عليك وقد استحوذ هاتفك الذكي على عالمك بالكامل.
فإذا استطعت – ببعض الإرادة واتباع النصائح السابقة – التخلص منه أثناء العمل، فستكون المهمة الأصعب هي تجنبه وقت الراحة حين يكون لديك متسع من الوقت لتقع في براثن جاذبية عالمه، وستغوص في عالم الشبكات الاجتماعية والمحادثات أو لعب PubG و Call of Duty وحتى Candy Crush.
فماذا لو جعلتك تستفيد من هذا الوقت بشكل لا يقل إمتاعًا عما تفعله وتضيع وقتك فيه؟ تستثمر وقت فراغك أو راحتك على هاتفك الذي لا تفارقه لكي يكون يومك أكثر إفادة ويصب في مصلحة بناء مهاراتك وشخصيتك على المستوى البعيد؟
هذه المرة لن أرشح لك تطبيقات بعينها، بل سأخبرك بأنواع معينة من التطبيقات مع ذكر مثال أو أكثر كنوع من التوضيح والتوصية حسب تجربتي الشخصية، ولكن سيكون لديك مطلق الحرية في البحث وتحميل تطبيقات شبيهة ربما تجدها أكثر إفادة.
1. تطبيقات القراءة
ما أجمل من أن تنفصل عن الواقع لبرهة من الوقت، لتحيا في عالم من الخيال مليء بالأحداث الشيقة والتساؤلات الملهمة التي توسع من مداركك وتجعلك ملمًا بقضايا لم تكن تعلم عنها شيئًا! لن تحتاج إلى حمل كتاب ثقيل الوزن أو إلى إضاءة وأنت تودع آخر دقائق في فراشك قبل النوم، لأن هاتفك الذكي سيقوم بتلك المهمة على أكمل وجه.
من المعروف أن قراءة الكتب والروايات بصيغة ملفات PDF تكون مرهقة وغير مريحة على الهاتف، لأنها عادة ما تكون نسخًا مصورة من صفحات الكتاب الأصلي، فتجد أن الخط صغير وتحتاج إلى تكبير كل جزء تريد قراءته، والتمرير في مختلف الاتجاهات لتواصل القراءة في أجزاء الصفحة، لكن هذا يختلف تمامًا مع الكتب بصيغة epub أو المصممة من البداية للقراءة الإلكترونية.
فيمكنك التحكم في حجم الخط ونوعه ولون الصفحة وطريقة التمرير بين الصفحات، وغيرها من المزايا التي تجعل القراءة على الهاتف ممتعة وسلسة. وهنا أرشح لك تطبيق كتبي بما إنه يحتوي على قسم كتب مجانية، وهو الأرخص عند الاشتراك في «كتبي كافيه» بسعر لا يتجاوز الخمسة عشر جنيهًا في الشهر! وسيكون لديك وصول لمكتبة تضم أكثر من 1000 رواية وكتاب تقرأ منها ما تشاء.
أما لو أردت معرفة المزيد من التطبيقات المشابهة، فأنصحك بمراجعة مقال المقارنة بين تطبيقات الكتب الإلكترونية الذي قدمته لك من قبل.
2. تطبيقات الكتب الصوتية
ربما تجد أن القراءة الإلكترونية ترهق عينيك في أي الأحوال، أو أن عملك يقتضي النظر إلى الشاشات طوال اليوم وتريد أن تأخذ هدنة منها، لذلك فإن متعة القراءة ستنتقل إليك عن طريق السمع! فقط استرخِ وضع سماعات الأذن ثم أغمض عينيك واسرح بخيالك مع عالم الكتاب.
إن تطبيقات الكتب الصوتية هي الحل الأمثل للاستفادة بوقت الفراغ دون الحاجة لإجهاد العين، ولحسن الحظ فإنها قد بدأت في الانتشار، وستجد العديد من الخيارات في متجر تطبيقات هاتفك، ولكن يمكنني أن أضع أمامك خيارين استخدمهما معظم الوقت وهما تطبيقا اقرأ لي وكتاب صوتي، واللذان قد قمت بعقد مقارنة بينهما في هذا المقال إن أردت معرفة المزيد عنهما.
3. تطبيقات تعلم اللغات
إن تعلُّم اللغات الأجنبية انتقل من خانة الرفاهيات إلى خانة الضروريات، فالإنجليزية – على سبيل المثال – لغة لابد لك من إجادة التعامل بها لكي تنجو في سوق العمل، ثم تأتي بعد ذلك أهمية تعلم لغة واحدة أخرى على الأقل بجانبها.
هناك العديد من تطبيقات تعلم اللغات على متاجر التطبيقات للهواتف الذكية، وستجد فيها ما يعتمد على الطرق التفاعلية في التعلم بحيث تشعر بالاستمتاع وكأنك تلعب، ومع الاستمرار في التعلم منها سيمكنك إجراء أحاديث كاملة وسليمة باللغة الجديدة.
أبرز تلك التطبيقات والتي جربتها بنفسي هما تطبيقا Memrise و Duolingo. أُفضِّل الأول على الرغم من اضطراري للاشتراك في النسخة المدفوعة للمتابعة في المراحل المتقدمة قليلًا، ولكن الاشتراك السنوي زهيد الثمن ويستحق، فالتطبيق يأخذ بيدك خطوة بخطوة مع الاستعانة بمقاطع فيديو من متحدثين حقيقيين للغة، بينما يبرع التطبيق الثاني والمجاني تمامًا في ربط الكلمات بمعانيها من خلال الصور.
4. تطبيقات تعلم المهارات العملية
ليس شرطًا أن يكون تعلم مهارات العمل Hard Skills في مجال معين عبر الحاسوب فقط، فهناك مجالات عديدة يمكن أن تحسن من مهاراتك بها عبر هاتفك الصغير، وهذا بفضل التطبيقات المصممة بطرق تفاعلية تجعلك تمارس، لا أن تتلقى فقط، أو أن تشاهد الطريقة وتتعلمها جيدًا ثم تبدأ في التطبيق على الحاسوب لاحقًا.
أحد أفضل الأمثلة على ذلك هو تطبيق Mimo الذي يعلمك البرمجة من الصفر لو أردت، ويأخذ بيدك إلى مستويات متقدمة، ولقد ذكرت مجال البرمجة لأنني أعتقد بأنه المجال الوحيد الذي من المهم أن يتعلمه كل شخص ولو بمعرفة يسيرة لأنها هي الحاضر والمستقبل، ويتعلمها الأطفال في الدول المتقدمة منذ الصغر.
قس على ذلك مجالات أخرى مثل تصميم الجرافيك أو الويب، أو المحاسبة، أو حتى الاستثمار في البورصة، وكذلك الهوايات من تعلم الموسيقى أو الرسم وغيرها، هناك تطبيق لكل شيء، فلا تتردد وابحث عن المجال الذي ترغب في تعلمه أو تحسين قدراتك به، واختر أفضل التطبيقات تقييمًا ورضاءً من المستخدمين.
5. تطبيقات تطوير الذات
تحدثنا عن مهارات العمل Hard Skills، والآن حان وقت المهارات الشخصية Soft Skills والتي لا تقل أهمية عن الأولى، فهي المسؤولة عن توجيهك بشكل سليم للنجاح في معاملاتك وحسن تصرفك في حياتك الشخصية والعملية على حد سواء.
أحد أهم التطبيقات في هذا المجال والذي وجدته مفيدًا للغاية هو تطبيق Mindvalley، والذي ستستمتع بقضاء وقتك معه بتصميمه الرائع. هناك أيضًا تطبيق TED الغني عن التعريف، والذي يحتوي على مقاطع فيديو ملهمة وتحفيزية لخطابات أكثر الأشخاص المؤثرين حول العالم.
6. ألعاب تمارين العقل والألغاز
بعض الأعمال تصيب العقل بالبلادة، ولو اعتاد عقلك على الروتين ولم يجد سوى الراحة ولا أثر لأي تحدي جديد فستبدأ قدراتك العقلية في الاضمحلال، وتصاب بأعراض نعلمها جميعًا من ضعف الذاكرة وقلة التركيز وعدم القدرة على التنقل السريع بين المهام وصعوبة إجراء العمليات الحسابية… إلخ.
لذلك فإن استغلال وقت الفراغ في الاستمتاع بالألعاب ليس شيئًا سيئًا، ولكن هذا عندما تكون الألعاب مصممة لتنشيط عقلك وليست لقتل الوقت فقط. ولقد أعجبتني لعبتان من هذا النوع قمت بتجربتهما بنفسي وهما Lumosity و Mind Games، وكل منهما تحتوي على عدد من الألعاب الشيقة والتمارين العقلية المفيدة.
كما أن ألعاب الألغاز المختلفة والتي تعتمد على الاستنتاج بناء على معطيات أمامك ستكون رائعة في هذا الصدد، ومن أبرزها اللعبة الشهيرة Sudoku.
7. تطبيقات التمارين الرياضية
ربما تريد أن تريح العقل من إجهاد العمل أو الاستذكار، فماذا عن الجسد؟ إن مكوثك لمدد طويلة في نفس الوضع ضار على صحتك ويتسبب لك بأمراض لا حصر لها بالإضافة إلى زيادة الوزن وانحناء الظهر وأكثر من هذا بكثير.
إن التمارين البدنية البسيطة ستكون خيارًا جيدًا لاستعادة النشاط في أوقات الفراغ. المواظبة عليها ستؤتي ثمارها على المستوى البعيد، وفي نفس الوقت لن تجهد عقلك المرهق من الأساس وسيتمتع باستراحة قصيرة.
ولكي تضمن فعالية التمارين التي تؤديها، وكيف تقوم بها بالشكل الصحيح، فهناك تطبيقات ستكون هي دليلك لذلك، وتطبيق Warmup & Cooldown هو أحد التطبيقات الممتازة التي وجدتها في هذا المجال ويشرح لك بمقاطع الفيديو الصغيرة جدًا طريقة أداء كل تمرين.
8. تطبيقات الاسترخاء والتأمل
لماذا عليك أن تفعل شيئًا في وقت فراغك؟ ربما تريد ألا تفعل أي شيء، أن تستعيد طاقتك ببعض لحظات الهدوء والسكينة، ألا تفكر في أمور كثيرة وألا تجهد عقلك أو جسدك… فقط السلام النفسي!
لا تقلل أبدًا من قيمة أوقات «اللا شيء»، فهي ضرورية لاستعادة صفاء الذهن وراحة الجسم، وفي سبيل الوصول إلى تلك النتيجة ربما يتعين عليك الاستعانة بتطبيق من تطبيقات التأمل، فهي توفر لك موسيقى تساعدك على الاسترخاء وأصوات طبيعية جميلة، وربما أيضًا بعض أصوات مدربي التأمل الرخيمة وهم يخبرونك بماذا عليك أن تفعل بالضبط، مثل الوضعية الصحيحة لجسمك وطريقة تنظيم أنفاسك وغيرها، وهذا ما ستجده في تطبيق مثل Deep Meditate.
9. تطبيقات التركيز
ما رأيك لو جعلت هاتفك الذكي يساهم في استثمار وقت عملك كذلك للوصول إلى أفضل إنتاجية في أسرع وقت؟ لقد تحدثنا مسبقًا عن ضرر وجود هاتفك معك أثناء عملك مما يجعلك عرضة للتشتت وقلة التركيز، ويصل الأمر أحيانًا إلى تسويف المهام وتأجيلها بالكامل، لكن في يدك أن تستخدمه كأداة لزيادة التركيز!
هناك نوع من التطبيقات يساعد على تحقيق هذا الهدف، وأكثر ما أُعجبت بفكرة عمله منهم هو تطبيق Forest والذي يجعل على عاتقك مسؤولية زراعة شجرة ونموها طالما احتفظت بتركيزك، ولو قمت بالتشتت واستخدام هاتفك فيما لا يفيد ستقتل تلك الشجرة!
عليك أن تتذكر أنك ستساهم في زراعة أشجار حقيقية في أفريقيا باستخدامك للتطبيق، فالمهمة إذن ستكون جدية وليست نفسية فقط. ولقد تحدثت عنه بالتفصيل في مقال سابق عن تطبيقات ستساعدك في تنظيم حياتك العملية والدراسية.
تُرى هل قمت بتجربة أي نوع من أنواع التطبيقات السابقة؟ وفي حالة الرد بالإيجاب، ترى هل أحببت التجربة ووجدتها تستحق كما أوصي في هذا المقال؟ سأنتظر أن تخبرني برأيك في التعليقات.