تعد أفلام الرعب من أكثر نوعيات الأفلام التي تجذب محبي السينما، ودائما نجد فيلم رعب في دور العرض أو على القنوات التلفزونية. ولكن هناك نظرة خاطئة منتشرة حول تعريف أفلام الرعب، فدائما تقترن بأفلام الأشباح والكائنات الشيطانية. ولكن الحقيقة أن أفلام الرعب أكثر تنوعا، ولها أكثر من تصنيف.

فهناك أفلام الرعب النفسي، وهي أفلام خالية من الأشباح أو الكائنات الميتافزيقية، ولكنها تدور حول عقدة نفسية يعاني منها البطل وكثيرا ما تقترن بالعقد الفرودية مثل أفلام «هيتشكوك».

وهناك أفلام رعب الفضاء، وهي تدور حول خطر يتعرض له البشر من كائنات فضائية، وتدور هذه الأفلام في كواكب أخرى أو في سفن فضائية. أما الرعب المعوي أو رعب الأحشاء والدم، وهو رعب قائم على عرض أكبر كمية من الأشلاء والدماء المتناثرة أمام المشاهد.

في هذا التقرير نعرض لكم قائمة بمجموعة من أهم أفلام الرعب التي تعبر عن هذه التصنيفات.


The Exorcist – 1973

يصف الكثير من محبي سينما الرعب هذا الفيلم بأنه الأكثر رعبا، حيث يقتبس المخرج «ويليام فريدكن» أحداث الفيلم من قصة حقيقية حول فتى في 14 من عمره، ولكن حوله فريدكن في الأحداث لفتاة تدعى «ميجان» قامت بدورها المراهقة آنذاك «لندا بلير»، والتي قدمت أكثر أداء مبهر لطفلة في فيلم رعب، واستحقت عنه ترشحا للأوسكار.يدور الفيلم حول الأم التي تبحث عن علاج لابنتها غريبة الأطوار التي تقوم بتصرفات شيطانية ويتغير صوتها، فتذهب الأم للأب «كاراس» الذي أصبح غير مؤمن، والذي يخبر الأب «ميرين» فيقبل بمهمة معالجة الفتاة وإخراج الشيطان منها.الفيلم ليس مجرد فيلم رعب فقط، بل إن فريدكن أظهر في هذا العمل الجدال العلماني/الديني الذي يمثله كل من الأب كاراس الذي لم يعد مؤمن والأب ميرين المؤمن بوجود الشياطين، ورؤية كليهما لما يحدث للفتاة من معاناة.


The shining – 1980

يقيم «جاك تورانس» مع أسرته في فندق معزول، حيث لا يوجد نزلاء آخرون. تهل عليهم الثلوج فتصبح عزلتهم إجبارية حتى تزال الثلوج. تكتشف الأسرة تدريجيا أن الفندق مليء بالأشباح، وهذا ما يدفع جاك للجنون تدريجيا إلى أن يصبح خارج السيطرة وخطرا على أسرته.فيلم للمخرج العبقري «ستانلي كوبريك». تم التعامل معه في بداية الأمر على أنه مجرد فيلم رعب نفسي آخر، ولكن مع الوقت بدأت تظهر التحليلات والدراسات حول الفيلم، فالبعض رآه يتحدث عن المجازر ضد الهنود الحمر، وآخرون رأوا فيه محرقة النازية ضد اليهود إلى غير ذلك من تحليلات لمضمون الفيلم وإشاراته الغامضة. كما قدم فيلما وثائقيا كاملا لتحليل الفيلم بعنوان «Room 237»


The Birds – 1963

«الطيور» هو أحد أشهر أفلام الرعب لأشهر مخرجي الأفلام النفسية «ألفريد هيتشكوك». هيتشكوك صاحب رؤية فلسفية ونفسية للطبيعة البشرية يحاول نقلها دائما في صورة فيلم يعتمد على الرعب النفسي، وليس رعب الأشباح أو الكائنات الشيطانية.قصة الفيلم تدور حول الفتاة «ميليني دانيلس» التي تتعرف على محام شاب. تعجب به الفتاة وتقرر الذهاب معه حيث يقضي إجازته الأسبوعية في إحدى المدن الساحلية في ولاية سان فرانشسكو، حيث تسكن أمه. وفجأة تهاجم الطيور بلا مبرر المدينة لدرجة قتل البشر. لماذا غضبت الطيور، وكيف سيهرب الحبيبان من هذه المدينة المشئومة؟يعرض فيلم الطيور العقدة الفرودية حيث ترتبط الأم بابنها بطريقة مرضية، ولا تقبل أن يكون له حبيبة. حيث يبدأ هجوم الطيور في اللحظة التي تدرك فيها الأم أنها لن تستطيع إقناع ابنها بالتخلي عن الفتاة.


Psycho – 1960

مرة أخرى مع المخرج ألفريد هيتشكوك والفيلم الذي قدم فيه ثورة في أسلوب السرد. سردية الفيلم تختلف عن السردية المعتادة، حيث وجود القصة التقليدية التي لها بداية ووسط ونهاية وأبطال يجسدون تلك الحكاية من أول الفيلم لآخره.وتختلف كذلك عن السرد المتوازي، حيث تُسرد أكثر من قصة تحدث في نفس الوقت. أو السرد الانقلابي حيث يكتشف المشاهد أن ما فهمه ليس الحقيقة في لحظة التواء في الحبكة.يعتمد فيلم Psycho في سرديته على البطولة المطلقة للكاميرا، حيث تتتبع قصة ما وتنتهي هذه القصة فتسير الكاميرا مع قصة أخرى، وهكذا إلى أن تحدث لقطة النهاية. لم يكن هذا الإنجاز الوحيد للفيلم. بل اشتهر كذلك بأحد أكثر النهايات كابوسية وأكثرها اعتمادية على التحليل الفرويدي عن علاقة الابن بأمه.


Antichrist – 2009

https://www.youtube.com/watch?v=ScUo88ylcMc

ربما يعد المخرج الدنماركي اليساري «لارس فونترير» أشهر مخرجي قارة أوربا حاليا. وبصفة عامة يعد فونترير مخرج فريد بأسلوبه الصدامي وقطعاته المونتاجية الحادة ونهاياته السوداوية غير المتوقعة التي اشتهر بها.فيلم «عدو المسيح» المقتبس اسمه من أحد كتب «نيتشه» هو فيلم فلسفي ككل أفلام فونترير. يتحدث عن زوجين يموت طفلهما بسبب قفزه من الشرفة أثناء ممارستهما الجنس، فيحدث للأم (ارتباط شرطي) بين الجنس والموت، مع شعور مرضي بالذنب. يأخذها زوجها الطبيب النفسي للغابة لتواجه مخاوفها مع الطبيعة كجزء من العلاج. الفيلم به أكثر من جانب فلسفي يعرض بمجازية ورمزية، ولعل أبرزها هو تاريخ اضطهاد النساء وقمعهن، ورعب الإنسان من الطبيعة، وهو الجانب الذي سيظهر بشدة من منتصف أحداث الفيلم إلى نهايته. لذلك استحق الفيلم الدخول في القائمة على الرغم من أنه لا يصنف رسميا كفيلم رعب.


Alien – 1979

فيلم «الغريب» للمخرج المشهور «ريدلي سكوت» يعد أحد الأفلام المؤسسة لتيمات أفلام الرعب المعاصرة. سواء في صناعة الإثارة والتشويق أو بناء القصة. وهناك سلسلة أفلام مستمرة إلى يومنا هذا تدور حول قصة هذا الفيلم وتحاول عرضها بأشكال وتطورات مختلفة.يحكي الفيلم عن استغاثة مجهولة الهوية تأتي من الفضاء. على أثرها ترسل وكالة الفضاء سفينة فضائية بهدف الاستكشاف. ولكنهم يفاجئون بالكمين الذي نصب لهم، حيث يسيطر على أجسادهم كائن غريب يرغب في السيطرة على الأرض.ليس الأمر بهذه البساطة، فقد تحدث المفكر «سلافوي جيجك» في فيلمه الوثائقي «دليل المنحرفين للسينما» عن هذا الفيلم، وعرض تيمة خوف الإنسان مما يدور بداخله والخوف الدائم من السيطرة على جسد أو أكل الأحشاء.


Saw – 2004

أشهر أفلام الرعب المعوي جماهيرية في القرن الحالي، و«الرعب المعوي» مصطلح يطلق على أفلام الرعب المعتمدة على مشاهد تقطيع الجسد وأعضاء الجسم الداخلية والتصرفات المقززة.سلسلة «Saw» بدأت كمشروع للمخرج الشاب الموهوب «جيمس وان». على الرغم من قلة النجوم والإنتاج البسيط، ولكن فكرته المميزة والتيمات الصوتية والتصوير البصري المختلف عن بقية أفلام الرعب جعلت له شهرة واسعة. ولكن السلسلة شهدت انخفاضا حادا بعد الجزء الثالث.تدور فكرة الفيلم حول شخص غامض يحبس شخصين في غرفة معزولة ويترك لهما رسالة تلفزونية تخبرهما بضرورة أن يقتل أحدهما الآخر لكي ينجو. هذا الاختبار القاسي يجعل الضحايا يبحثون عن مبرر حبسهم ومن يفعل هذا؟ وما دوافعه؟ وتحدث المفاجأة في نهاية الفيلم المصحوبة بالموسيقى الشهيرة للفيلم.


The Thing – 1982

كما نلاحظ في هذه القائمة، أفلام الرعب في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي اعتمدت بدرجة كبيرة على الفكرة كمصدر للرعب، في مقابل أفلام القرن الحالي المعتمدة على طريقة التصوير والمؤثرات البصرية والتيمات المحفوظة. لذلك أغلب التحليلات حول أفلام رعب تلك الحقبة ترى وجوب نقاش المسائل الفكرية المطروحة في هذه الأفلام عكس أغلب الأفلام الحديثة التي لا يجد النقاد سوى الحديث عن تصويرها ودور الممثلين فيها والمسائل التقنية.

فيلم«The Thing» من إنتاج عام 1982 هو أحد هذه الأفلام ذات الفكرة العميقة. إنه فيلم عن البشر الفاقدين للإنسانية والذين يسعون للسيطرة والهيمنة على كل شيء. إنهم يشبهونا ولكنهم ليسوا منا. تلك هي فكرة الفيلم. الذي يتحدث عن مخلوق مخيف يسعى للسيطرة ولديه القدرة على التشكل في صورة أي كائن حي والقدرة على الهمينة الجسدية والفكرية على الآخرين.


Jaws – 1975

كان «ستيفن سليزبرج» في مرحلة شبابه ينتمي لجيل من المخرجين المتمردين مثل «مارتين سكورسيزي» و«فورد كوبلا» وغيرهم. وأخرج هذه التحفة الشهيرة المسماة بـ«الفك المفترس». عن سمكة قرش شرسة عملاقة تهاجم قرية شاطئية أمريكية مسالمة وتقتل من يقترب من البحر.الفيلم مرعب ومثير، فقد أجاد سليزبرج خلق لحظات من الإثارة المفرطة أثناء تتبع القرش لأبطال الحكاية. يذكر أن العديد من المفكرين اختلفوا على تفسير رمزية سمكة القرش والإسقاطات الاجتماعية في الفيلم. فمثلا رآه «فيدل كاسترو» الزعيم الشهير أنه فيلم عن الرأسمالية وخطورتها على المجتمع. بينما يراه «جيجك» رمزا للفاشية ومهاجمتها للحياة الأمريكية المسالمة.