حكاية توجو في كأس أفريقيا 2010
من اللحظات التي لا يمكن أن أنساها أبدًا هي حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب التوجولي في كأس أمم أفريقيا 2010. على الرغم من أنني كنت صغيرًا بعمر الخامسة عشر عامًا في ذلك الوقت، إلا أنني قمت بالبحث حول الحادثة، وكتابة مقال محاولًا فيه وصف أحداث اليوم بالضبط. واليوم فإن أي حديث عن بطولة أفريقيا، يذكّرني بما حدث مع توجو، واليوم أعيد فتح هذا الباب مرة أخرى، وكتابة مقال جديد للحديث عن تفاصيل الحادثة، وما الذي ترتب عليها بعد ذلك.
الحادثة
في يوم الثامن من يناير تعرضت حافلة المنتخب التوجولي للهجوم بواسطة مسلحين، وذلك أثناء عبورهم إلى مقاطعة كابيندا في أنجولا، حيث يفترض للفريق أن يخوض لقاءاته في المجموعة هناك، في ملعب ناسيونال شيازي في كابيندا.
حاول قائد الحافلة الابتعاد عن الضرب، لكنه تعرض للقتل بعد ربع ساعة، لتبقى الحافلة دون قائد، واستمر الاعتداء لمدة نصف ساعة.
رافق المنتخب التوجولي في رحلته فريق سري مكون من 10 أشخاص في سيارتين، قاموا بالرد على المعتدين وهو ما منع الاعتداء أن يطال الجميع. ولكن في النهاية فإن الحادث نتج عنه وفاة 3 أشخاص، وأصيب 9 آخرين.
القتلى هم؛ «المدرب المساعد إيميليت إبالو، ماريو إدجوا قائد الحافلة، ستان أوكلو الملحق الصحفي الخاص بالمنتخب التوجولي».
ومن بين من تعرضوا للإصابة الحارس أوبايلي الذي أصابته رصاصة في ظهره واستقرت حالته بعد ثلاثة أيام من الحادثة، واللاعب أكابو الذي أصيب برصاصتين، وخضع لعملية جراحية تمت بنجاح.
لاحقًا تم القبض على اثنين من المشتبه بهم، وتم إعلان الخبر للجميع.
ما بعد الحادثة
لم يكن أحد يتمنى بالطبع حدوث مثل هذه الحادثة في البطولة الأفريقية. ولذلك جاءت ردود أفعال من جهات متعددة، من بينها ما يخص الحكومة التوجولية التي أدانت الاعتداء، وتم إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام. كذلك فإن العديد من الأندية التي لها بعض اللاعبين في الحادثة أنكروا الأمر، وأخبروا لاعبيهم بأن لديهم الوقت الذي يريدونه للتعافي من آثار هذه الحادثة.
قرر لاعبو المنتخب التوجولي أنهم لن يكملوا في البطولة، حيث عبر بعض اللاعبين عن أنهم فقدوا الرغبة في المنافسة في البطولة من الأساس، وحاول أحد اللاعبين إقناع بقية المنتخبات في المجموعة بالانسحاب.
لم يكن أحد يعرف ما الذي سوف يحدث بعد ذلك، لاسيما وأنه في هذا الوقت فالأمور تعني أن القارة الأفريقية ليست بأمان، وكأس العالم في جنوب أفريقيا على الأبواب، لذلك حاولت اللجنة إقناع اللاعبين بالبقاء والمشاركة في البطولة.
وقرر البعض أنهم يريدون المشاركة تخليدًا لذكرى أصدقائهم، لكن الحكومة التوجولية أصدرت أوامرها للاعبين بالعودة إلى الوطن، لأن المشاركة في البطولة الأفريقية تعتبر خطرًا عليهم، وبالفعل عادت البعثة إلى توجو مرة أخرى.
وبناءً على ذلك، قرر الاتحاد الأفريقي استبعاد منتخب توجو من المشاركة في بطولة أفريقيا في البطولتين القادمتين، وتغريم المنتخب التوجولي 50 ألف دولار، وذلك لأنه بعيدًا عن الحادثة، فإن التدخل الحكومي في كرة القدم أمر مرفوض ويخالف القواعد، ورفض الاتحاد الأفريقي اعتبار انسحاب المنتخب التوجولي من الظروف القهرية، وبالتالي جاءت العقوبة.
أقوال بعض اللاعبين عن الحادثة
بالطبع حادثة مثل هذه تترك وراءها العديد من الآثار السلبية في الأشخاص الذين عاصروها، وإليكم أقوال من بعض اللاعبين في الحادثة:
ريتشموند فورسون
رفع الإيقاف عن توجو
تقدم الاتحاد التوجولي بشكوى إلى الفيفا للنظر في مسألة الإيقاف، وطلب الاتحاد التوجولي من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي في ذلك الوقت أن يتدخل في الأمر، وقررت محكمة التحكيم الرياضي الدولية رفع الإيقاف عن توجو، بعد أن توصلت إلى اتفاق حول الأمر مع الاتحاد الأفريقي، وبعد اعتذار المنتخب التوجولي عن انسحابه من البطولة.
وكان بلاتر قد قال أنه يرى بأن هذا القرار يعني أنه يمكن أن يتم حل جميع الخلافات التي تحدث في إطار أسرة كرة القدم، للوصول إلى مصلحة جميع الأطراف الكروية، خاصةً اللاعبين. وأنا على المستوى الشخصي أرى بأن قرار رفع الإيقاف هو القرار العادل، ولم يكن يصح اتّخاذ أي قرار سوى ذلك. فأي ظروف قهرية يمكن أن يتعرض لها فريق أكثر من أن يتم اعتقال ثلاثة من أفراد بعثته، ويصاب أكثر من لاعب بالفريق! الفريق عبارة عن مجموعة متكاملة وليست منفردة، وبالتالي فالأمر كان يجب أن يتم التعامل معه بمرونة أكبر مما حدث.
على كل كان قرار الاتحاد الأفريقي برفع الإيقاف عن توجو هو نهاية هذه الحكاية الصعبة، والتي لن تغيب عن أذهان الجميع لفترة طويلة، وستظل من الحوادث المأساوية في تاريخ الكرة.