أنشئت سينما «زاوية» في مارس 2014، عندما أطلقت شركة أفلام مصر العالمية مبادرة زاوية بسينما أوديون بوسط مدينة القاهرة، لتكون أول دار عرض للسينما البديلة. وتبنت سينما زاوية العديد من النشاطات السينمائية وعلى رأسها بانوراما الفيلم الأوروبي، والتي تقام كل عام في شهر نوفمبر. بالإضافة إلى افتتاح فروع لسينما زاوية بعدة محافظات للخروج بالوعي السينمائي البديل خارج مركزية العاصمة. وقد تزايد إقبال الجمهور عليها بشكل ملحوظ خصوصًا في 2016.

وفي العام الماضي أعلنت سينما زاوية عن مهرجان للأفلام القصيرة، وفتح باب التقديم للمخرجين الشباب، وكل من يحب التقدم للمشاركة بأفلامه في المهرجان، مع اختيار عدد من الأفلام الفائزة وتسليم صناعها جوائز أدبية ومادية. وقد جاءت فكرة المهرجان للقائمين على سينما زاوية بعد أن توافد عليه عدد من صناع الأفلام الشباب يريدون عرض أفلامهم القصيرة. وقد كانت الأفلام القصيرة في ذاك الوقت ليست من نوعية الأفلام التي تجذب الجمهور. ومع ذلك فقد نجح المهرجان نجاحًا ملحوظًا في العام الماضي مما شجع المنظمين على إقامته مرة كل عام.

وفي هذا العام أقيم مهرجان زاوية للأفلام القصيرة في دورته الثانية على مدى ثلاثة أيام من السادس والعشرين إلى الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني، وتم تسليم الجوائز في اليوم التاسع والعشرين بسينما كريم. وكان باب التقديم للمهرجان قد فُتح في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، واستمر التقديم لمدة أسبوعين. وبالفعل تقدم 250 فيلمًا، وتم اختيار سبعة وعشرين فيلمًا للعرض. وقامت لجنة التحكيم -المكونة من «أحمد عبد الله»، و«محمد حماد»، و«نادين صليب»- باختيار الأربعة أفلام الفائزة، بالإضافة إلى فيلم خامس تم تكريمه.


أفضل فيلم: Discipilne للمخرج «كريستوف صابر»

من فيلم “Discipilne”

الفيلم تدور أحداثه في محل للبقالة في سويسرا ما لبث كل رواده وأصحابه أن بدأوا في شجار كبير لسبب تافه، فيعرض الفيلم بطريقة رمزية كيف أن الصراعات الكبرى والحروب تقوم لأسباب واهية. الأحداث لا تخلو من الكوميدية، كما أن الحوار كان متقنًا، والتصوير والتمثيل كانا جيدين جدًا.


أفضل مخرج: «بريوني دون» عن فيلمها «الأشياء تبقى لفترة».

من فيلم «الأشياء تبقى لفترة»

وهو فيلم يمكن اعتباره من نوعية الأفلام التسجيلية، ولكنه طرح بشكل جديد؛ فأحداثه تدور عن «أحمد علي بدوي» المترجم والكاتب، ومع أن الفيلم لا يوجد به أي حوار فإن الكادرات قالت كل شيء عن الشخصية، كيف يقضي يومه، وماذا يعمل، وميوله السياسية، وهواياته أيضًا.


أفضل سيناريو: فيلم «من يومها»

من فيلم «من يومها»

أما الفيلم الفائز بجائزة أفضل سيناريو فهو فيلم «من يومها» لـ«مي سليم». الفيلم على غرار أفلام السينما الصامتة وكوميديا «شارلي شابلن»، وأكثر ما تميّز به هو طريقة التمثيل وأداء الممثلين، ومع أن الفيلم فاز بجائزة أحسن سيناريو فإن قصته كانت متواضعة ولا يوجد به أي حوار بالطبع.


جائزة لجنة التحكيم: فيلم «موت الخلايا المبرمَج»

من فيلم «موت الخلايا المبرمَج»

أما الجائزة الرابعة، وهي جائزة لجنة التحكيم، فقد ذهبت لفيلم «موت الخلايا المبرمَج» إخراج «هادي بسيوني». الفيلم كان أطول الأفلام من الناحية الزمنية، كما أنه ضم عددًا كبيرًا من الشخصيات على خلاف بقية الأفلام. الإخراج والتمثيل والتصوير كانت على قدر عالٍ من البراعة، بالإضافة إلى القصة والسيناريو.


تكريم فيلم «فتحي لا يعيش هنا بعد الآن»

من فيلم «فتحي لا يعيش هنا بعد الآن»

أما الفيلم الذي تم تكريمه فهو فيلم «فتحي لا يعيش هنا بعد الآن» للمخرج «ماجد نادر». أفضل ما في الفيلم هو طريقة تصويره، فقد تم تصويره بكاميرا فوتوغرافيا على فيلم خام، ومشهدين بكاميرا 16مم. ثم تم طباعة الصور وترتيبها لتصبح مشاهد متتالية.


مهرجان «زاوية» والسينما البديلة

يعتبر مهرجان زاوية فرصة جيدة للمخرجين الشباب ولصناع الأفلام للتعريف بأفلامهم وعرضها. بغض النظر عن الجوائز المادية فإن الاستفادة الكبرى للمشاركين هي الوصول للجمهور. وبالفعل فإن الحضور في الدورة الثانية كان كبيرًا جدًا مما فاجأ القائمين على التنظيم، وهو ما له دلالة على تقبل الجمهور لنوعية الأفلام القصيرة والسينما الشبابية، أما عن نوعية الأفلام فإنها تنبئ بجيل جديد يعمل بجدية ويحاول صناعة أفلام بأي إمكانيات متوفرة وفي ظروف غير سهلة.