الطريق إلى الرِي
الرِي، حيث ولِد أشهر حكام المسلمين على الإطلاق: هارون الرشيد؛ هي المدينة الأم لطهران، والتي لا زالت أطلالها ماثلة جنوب شرقي العاصمة الإيرانية. سكنها وعمَّرها المهدي العبّاسي في خلافة أبيه المنصور منتصف القرن الهجري الثاني. وينقل صاحب مُعجم البُلدان عن الإصطخري أنها كانت تلي بغداد في عمارتها وعظمتها، وتفوق إصفهان؛ ولا تُنافسها سوى نيسابور. وقد وصفها الأصمعيّ بأنها عروسُ الدنيا، وإليها متجرُ الناس. وحين بدأت الدولة العباسية بالتضعضُع، مطلع القرن الهجري الثالث؛ تقاذفت الري الدويلات التي انفصلت عن العباسيين، الطاهريون ثم الصفاريون فالسامانيون؛ حتى آلت إلى البويهيين، وازدهرت على يد وزيرهم الصاحب بن عباد، الذي أنشأ فيها مكتبة هائلة كانت فهارسها تقع في عشرة مجلدات. ثم انتزع الغزنويون المدينة من البويهيين لفترة قبل أن تؤول إلى السلاجقة، لتزدهر ثانية في عهد وزيرهم نظام الملك. وقد خربت المدينة بسبب صراع السلاجقة والخوارزميين، وهو الخراب الذي وصفه صاحب معجم البلدان، ولم تستفق منه الري حتى اجتاحها المغول في إثر السلطان الخوارزمي.
يصف ياقوت الحموي قصة خراب المدينة، حين مرَّ بها قبل اجتياح التتر؛ فلكأنِّي به ينكأ جراحًا لا تندمل؛ يقول: “… رأيتها، وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزُرقة، مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض، وإلى جانبها جبلٌ مُشرف عليها أقرع لا ينبت فيه شيء. وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها، واتفق أنّني اجتزت خرابها في سنة 617 (هجرية) وأنا منهزم من التتر، فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب، إلّا أنّها خاوية على عروشها. فسألت رجلًا من عقلائها عن السبب في ذلك؛ فقال: أمّا السبب فضعيف، ولكن الله إذا أراد أمرًا بلغه. كان أهل المدينة ثلاث طوائف: شافعية وهم الأقل، وحنفية وهم الأكثر، وشيعة وهم السواد الأعظم، لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلّا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعيّة أحد، فوقعت العصبيّة بين السنّة والشيعة، فتضافر عليهم (يعني على الشيعة) الحنفية والشافعيّة وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يُعرف، فلمّا أفنوهم وقعت العصبيّة بين الحنفية والشافعيّة، ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعيّة. ومع قلّة عدد الشافعيّة إلّا أن الله نصرهم، وكان أهل الرستاق، وهم حنفية؛ يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى فنوا. فهذه المحالّ الخراب التي ترى هي محالّ الشيعة والحنفية، وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية، وهي أصغر محالّ الريّ؛ ولم يبق من الشيعة والحنفية إلّا من يخفي مذهبه، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودروبهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك. فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد”. إلى هنا تنتهي شهادة ياقوت، ولا يكُفُّ التاريخ عن النزف. فقد جدد عدوان صدّام حسين، وحربه الطويلة ضد إيران (1980-1988)؛ هذه المآسي، خصوصًا فيما سُمّي بحرب المدن، التي بدأت حوالي 1985 واستهدفت غاراتها طهران بشكل رئيس واستُخدمت فيها الأسلحة الكيماوية؛ فكأن هذه البقعة المنكودة من أرض المسلمين لا ترتوي إلا بدمائهم. وكما اقتتل حنفية الري وشافعيتها بعد أن أفنوا شيعتها؛ كذا دهم صدّام مَن أعانه مِن جيرانه في عدوانه على إيران، فبدأ بالكويت وكاد يُثنّي بالسعودية، لولا منعَها حلفاؤها الكفّار، الذين تسلّوا بتدمير حواضر المسلمين ومقتلة أبنائهم.
ومن أعيان من يُنسب إلى الري: الطبيب الفيلسوف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (250-311 هجرية)، أحد أعظم الأطباء في تاريخ الإنسانية على الإطلاق، وصاحب الكتب المشهورة في ذلك الفن: الحاوي، والمنصوري، وتاريخ الطب. فضلًا عن مؤلفاته في الصيدلة، والتي ساهمت في تقدُّم علم العقاقير، إذ كان الرازي أول من استخدم خيوط الجراحة وصنع المراهم. كذا ينسب إليها محمد بن عمر الفخر الرازي (544-606 هجرية)، المفسِّر والمتكلِّم والأصولي والفقيه الشافعي، صاحب تفسير مفاتيح الغيب، والمحصول في علم الأصول، والأربعين في أصول الدين. فضلًا عن جمهرة من مشاهير المحدِّثين منهم: أبو حاتم، وأبو زرعة.
وقد أدرك الفتح الإسلامي الري في عهد الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه؛ وظلت لفترة طويلة تُعَدُّ ثغرًا تُحشد فيه الجيوش، حتى بعد اتساع الفتوحات شرقًا. وقد روى اليعقوبي، صاحب البلدان؛ أن أهل الري أخلاط من العجم، وعربها قليل. وبسبب بُعدها النسبي عن عاصمة الأمويين، دمشق؛ صارت الري موطن عدد كبير من العلويين الهاربين من وجه البطش الأموي، بعد إجهاض ثوراتهم. وهي تحوي ضريح عبد العظيم بن عبد الله الحسني (نسبة للإمام الحسن المجتبى)، المشهور في إيران بـ”شاه عبدالعظيم”؛ وفي جواره طاهر حفيد الإمام السجّاد، وحمزة بن موسى الكاظم، وآية الله أبوالقاسم الكاشاني رفيق نضال مُصدَّق وصديق الأستاذ حسن البنا، والمؤرخ والأديب عباس إقبال أشتياني، وجمهرة من أعلام إيران في العصر الحديث. كذا؛ يوجد في الري ضريح منسوب لشهربانو بنت يزدجرد الثالث، آخر الأكاسرة الساسانيين؛ والتي يعتقد الشيعة الإيرانيون أن الإمام الحسين بن علي، عليهما السلام؛ قد تزوّجها وأولدها الإمام عليًا زين العابدين (المعروف بالسجّاد). وقد مُحيت المدينة تقريبًا بعد الغزو المغولي، وفقدت من ثم أهميتها التاريخية تدريجيًا. وكان عُبيد الله بن زياد قد جعل لعُمر بن سعد بن أبي وقّاص ولايتها إن هو خرج لقتال الإمام الحُسين، عليه السلام؛ فغلبه حُب الملك والرياسة، فكان من الخاسرين.
ومناخ طهران، كمناخ الري؛ لطيف في الربيع، وحار في الصيف، وكثير الجليد في الشتاء، وهو في الخريف مثل السهام المسمومة. وتقع طهران على السفوح الجنوبيّة لجبال البُرز، وتصعد أحياؤها الشماليّة الراقيّة على الأقدام الجنوبيّة للجبال، مُبتلعة كثيرًا من القُرى التي كانت فيما مضى مُستقلِّة عن طهران؛ ليصل أقصى ارتفاع للمدينة إلى ألفي متر فوق سطح البحر، بينما يمتدّ جنوبها الأفقر إلى سهلٍ شبه صحراوي يمُر بأطلال مدينة الري القديمة باتجاه الطريق إلى قُم وإصفهان. وتُعتبر ثلوج البُرز هي مصدر المياه الرئيس في طهران، حيث تحيط بالمدينة قنوات تمتلئ بالمياه في فصل الربيع عند ذوبان الثلوج؛ وذلك على عكس سُقيا الريّ قديمًا، والذي اعتمد على العيون والأنهار، بحسب اليعقوبي. وقد نقل القاجار عاصمة ملكهم من شيراز إلى طهران عام 1796؛ لتصير عاصمة البلاد إلى اليوم، وواحدة من أكثر مُدن إيران والعالم تلوثًا وازدحامًا. إذ تتركَّز فيها أكثر من نصف صناعات البلاد، أضف إلى ذلك كثرة السيارات مع رداءة تكرير الوقود بسبب الحصار الاقتصادي، والذي يُنتَج في مصافي مُخصصة لإنتاج البتروكيماويات. وقد زاد انغلاق شمالها، أمام تجُّدُد الهواء؛ الطينَ بلَّة، لتعلق في سمائها سحابة من الضباب الدُخاني (smog)، ويتعفَّن جوّها، بحسب توصيف بعض الرحالة المسلمين قديمًا لمناخ الري؛ مُسببًا مشاكل في التنفُّس تقل حدّتها في المناطق الشمالية المرتفعة، حيث يصفو الهواء بعض الشيء.
وتُقام صلاة جمعة طهران في مُصلَّى جامع بجامعتها. فحسب المذهب الإمامي؛ لا تُعقد صلاة الجمعة في مكانين بينهما أقل من ستة كيلومترات، وغالبًا لا تُعقد في مكانين بذات المدينة؛ أضف إلى ذلك أنها تجب في حال إمامة معصومٍ لها، أو من ينوب عنه؛ وما عدا ذلك تُجزي عنها صلاة الظهر. أما باقي أحكامها فلا تختلف في شيء عن مذاهب أهل السنة. وقد يؤم جُمعة طهران المرشد الأعلى، الولي الفقيه/ نائب الإمام؛ في المناسبات الهامة، وما عدا ذلك ينوب عنه أحد أئمة الجمعة. وقد كان العربي الوحيد الذي خطب الجمعة في جامعة طهران، بعد انتصار الثورة الإسلامية؛ هو الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وتتركَّز المنشآت التعليمية الإيرانية في طهران، فمنذ إنشاء دار الفنون، منتصف القرن التاسع عشر؛ لم يتوقَّف تأسيس المعاهد والمؤسسات العلميّة فيها إلى اليوم، حتى بلغ تعداد الجامعات بها أكثر من ثلاثين جامعة، عدا الكليّات والمعاهد العُليا المختلفة؛ نصفها على الأقل مُخصص لدراسة العلوم الطبيعية والتقانة. ويرتبط هذا النمو الهائل في أعداد الجامعات بتزايُد مُعدَّلات النمو الحضري في إيران بوجهٍ عام، ليصير واحدًا من أعلى المعدلات في العالم. ويُشكِّل هذا الزحف الحضري، مع تنامي مُعدَّلات التعليم الجامعي؛ أحد أهم باقات التحديث كعلمنة للمجال العام. وقد ساهمت حرب الخليج الأولى، مع نقص الإنفاق الحكومي في المناطق الريفية؛ في تسريع وتيرة التحضُّر وزيادة نسب الهجرة من الريف إلى المُدن الكبرى؛ خصوصًا إلى طهران. وتتنبأ بعض الإحصاءات أن نسبة سُكان الحضر في إيران ستبلُغ 75% مع حلول العام 2020، وهو ما سيؤدي لتراكُم الأحياء الفقيرة على هوامش المدن، وزيادة مُعدلات البطالة، وإضعاف شبكة المرافق العامة، ناهيك عن الأثر السلبي على الزراعة والاكتفاء الذاتي من الأقوات الضروريّة. وهي باقة تُعاني منها مصر منذ عقود خمسة تقريبًا، وبشكل أكثر وحشيّة. لكنه ليس وجه الشبه الوحيد بين مصر وإيران، فالإيرانيون يُشبهون المصريين كثيرًا؛ في أسواقهم، وبعض سلوكياتهم في المجال العام، وحتى في وجود الباعة الجائلين في وسائل المواصلات العامة. لكن لعل الفارق الأهم هو أن الإيرانيين (حتى الأشد فقرًا منهم) أكثر تنظيمًا ونظافة من المصريين، بما لا يُقاس؛ برغم تفاقُم مشكلاتهم.
وجولة سريعة بين شوارع العاصمة، تجعلك أسماؤها تستحضر كثافة تاريخ هذا البلد العريق، وتاريخ علمائه وقادته. ولعل الرجفة التي اعترتني حين توقَّفت في شارع علي شريعتي أمام “حسينية إرشاد”، حيث حاضر شريعتي ومطهري وآخرون من جيلهم تمهيدًا للثورة؛ سببها ازدحام الأثير في هذا المكان، وإن كان زحام الأحياء وضوضاؤهم يحول أحيانًا دون الانتباه لما يحمله الأثير. في هذه البقعة داهمتني موسيقى أغنية العظيم شجريان: “به سكوت سرد زمان”؛ بالعربية: إلى زمن الصمت البارد. تمامًا كما تُداهمني أم كلثوم، بكلمات جورج جرداق في قصيدته “هذه ليلتي”؛ في القاهرة الفاطمية. ففي هذه البقعة المكانية، وتحت هذه القُبَّة السماوية اللون؛ وفي نقطة زمانيّة أخرجتها حرارتها الدينية مؤقتًا من صيرورة التاريخ اللانهائية؛ أضرم شريعتي نيران الوعي في قلوب جيل كامل من الإيرانيين، جيل بدأ للتو يستعيد بعض معالم إسلامه، ليتهيأ لثورة صار الإسلام هو أهم معالمها ودوافعها. صحيح أن الدوافع اختلطت فيما بعد، كما يخلط البشر دومًا بين العمل الصالح والعمل السيء وكما يخلطون بين المراد الإلهي الموحى به وبين أهوائهم؛ إلا أن أهم سمة للحظة الثورية النماذجية القصيرة في إيران تظل هي الإسلام. إسلامٌ مُشرب بآليّات شيعية في بناء الوعي التاريخي، لكنه أبعد ما يكون عن الطائفية والمذهبية الضيقة، وهو التصور الذي انتكس سريعًا بمجرد ذوبان اللحظة النماذجية، وانشغال إيران بمواجهة العدوان البعثي، وحقارة مموليه الأعراب. إذ بدلًا من احتضان إيران الثورة التي تحاول أن تنفض عنها جاهليتها القوميّة والطائفية؛ دفعها الأعراب، وحلفاؤهم الكفار؛ دفعًا لتنكفئ على ماضيها المُشبَّع بعناصر سامة، لعلها تستطيع تجاوز صدمتها في الأجلاف ورثة الدُعاة الأوَل. إذ صدّها عن السبيل ورثة من حملوا لها الإسلام غضًا طريا.
ويُعتبر شارع “ولي عصر”، الذي يمتد من أقصى شمال المدينة عند ميدان “تجريش” إلى أقصى جنوبها عند ميدان “راه آهن”؛ هو أشهر شوارع طهران على الإطلاق، وأطولها بذات الوقت؛ إذ يبلُغ طوله حوالي 18 كيلومترًا، مُقسِّمًا المدينة إلى قسمين: شرقي وغربي. وقد كان الشارع يُسمّى “بهلوي” قبل الثورة، ثم تحوَّل إلى “مُصدّق” بعدها مُباشرة، ليستقر حاملًا أحد ألقاب الإمام الثاني عشر (الغائب) عند الشيعة الإمامية: “ولي عصر”. وبالقرب من نهاية هذا الشارع الذي تحُفُّه الأشجار، وقبل ميدان تجريش بمسافة يسيرة؛ أقبلت بقلبٍ وجل على الزُقاق الذي تسكُن فيه السيدة المشهدية الصلبة: “بوران شريعت رضوي”؛ أرملة الشهيد علي شريعتي. وحين وصل المصعد للطابق السابع، وفتَحَت هي الباب؛ كاد قلبي يقفز من صدري، فهاهي ذي أخيرًا بقيّة المعلم ورفيقة كفاحه. نفس الدفء والمودة والعرفان الذين كان قلبي يمتلئ بهم كلما التقيت الدكتورة هدى حجازي، بقية أستاذنا المسيري؛ رحمهما الله. وهو شعورٌ لا علاقة له بمكانة المسيري أو شريعتي بين العامة، أو حتى بين الخاصة؛ بل هو انعكاسٌ لمكانتهما عندي. فقد تركت أفكارهما، مع آخرين؛ جذورًا عميقة الغور في نفسي، حتى اختلطت بتكويني اختلاطًا لا يُمكن فصله إلا بتقويض وجودي نفسه. فهي ليست حالة إعجاب تلميذ بأستاذ، ولا افتتان مريد بشيخ؛ لكنه عرفان حقيقي عميق، وشعور وجوديٌّ جارف بالانتماء وبأني مدين لهما ما حييت. صحيح أنني تجاوزتهما معًا، كما تجاوزت آخرين ممن أثروا في تكويني؛ لكنه تجاوزٌ مع حفظ الفضل. في هذه الحضرة الودود أكون أطوع من الابن البار، وإن كان أبواي اللذان أنجباني وعلماني الأبجدية لهما قسط فيّ، فالأولوية عندي في هذا العُمر لمن علمني كيف أشعر وأفكر وأعبِّر عما يجيش به صدري. لمن شكَّلت أصداء رؤيته في نفسي بعض رؤيتي للكون، وشُحِذَت أدواتي على مِسَنّ مُكابداته.
كان طريقي إلى الرِي مُجهِدًا ليس بسبب أثقال التاريخ أو وعورة الجغرافيا، فقد تغلبت عليهما منذ زمن؛ بل بسبب ما بقي في النفس من حظوظها، ومن أدران الهوى. لم يستغرق تخفُّفي طويلًا؛ لكن يشاء الله ألا أبدأ مسيري إليها إلا مُتخففًا حتى من نفسي. فلم أحمل معي أساطيري الشخصية عن مجالي اللاتاريخي الذي تتطهَّر فيه النفس. لم أكن أبحث عن طوبيا شخصية؛ بل كنت واعيًا تمامًا، مثل مالكوم إكس؛ بأبعاد ما أشهده. كنت أحمل فردوسي في قلبي، وأجول به مُتصفحًا الوجوه؛ عاشقًا. أبحثُ عنكِ وأنتِ في قلبي، لأخرُج كما دخلت. مُتخففًا من نفسي ومُثقلًا بآمالي، وكبير اليقين في رحمة الله.