وهم الإرادة الحرة بين «شوبنهاور» و«دوستويفسكي» و«أوشو»
نواجه يوميًا اختيارات ليس لها حصر، ومع كل اختيار تتجه حياتنا إلى وجهة مختلفة واتجاه معين، وذلك ما يجعلنا دائمي القلق والتفكير أمام القرارات الكبيرة في الحياة، لأننا نعلم أن نتيجتها تُشكِّل حياتنا وتؤثر في كل شيء يخصنا.
لكن ماذا لو كانت النتيجة محددة سلفًا، واختيارات المرء تكاد تنحصر في اتجاه واحد محتوم لا مفر منه، فهل بتلك الطريقة تكون الحياة قد فقدت كل معنى، وما قيمة الاختيارات إذا كانت نتيجتها محددة من قبل، هل يمكن أن يكون الإنسان ليس حرًا كما يظن، أو بلفظ أدق ليس حرًا كما يحلو له أن يظن؟
شوبنهاور وحتمية الاختيار
يحاول شوبنهاور تلخيص معضلة حرية الإنسان في كتابه Essay on the Freedom of the Will، بجملة:
بالضبط، ليس هناك خطأ لغوي في المقولة، وكلا لم تقرأها بشكل خطأ. إن شوبنهاور يشير إلى أعماق الإرادة نفسها، فيقول إن الإنسان حين يُوضع بين اختيارين فلا شك أنه يختار الاختيار الذي يريده دون أي إجبار أو حتمية. قد يبدو هكذا حرًا، لكنه في الحقيقة لا يختار أن يريد ما يريد، هو يختار ما يحب لكنه لا يختار أن يحب ما يحب، هو يختار الشيء الذي يفضله، لكنه لا يختار أن يفضل المفضل لديه، فالإنسان لا يمكنه أن يتحكم في ميوله ولا الدوافع خلف تفضيلاته الشخصية.
ويمكننا تبسيط ذلك في مثال: لو وضعنا أمامك برتقالة وتفاحة وطلبنا منك أن تختار، فلا شك أنك عزيزي القارئ سوف تختار نوع الفاكهة الذي تفضله، فلنقل مثلًا البرتقال… قد يبدو اختيارك قائمًا على حريتك الشخصية من دون حتمية، لكنك في الحقيقة اخترت أن تأكل البرتقالة لكنك لم تختر أن تحب البرتقال وتفضله على التفاح. وإمعانًا في قصور حريتك، فلا يمكنك أيضًا تحت أي مسمى أن تُجبر نفسك على تفضيل التفاح عن البرتقال.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، فكما لا يمكنك أن تجبر نفسك على كراهية البرتقال، فلا يمكنك أن تجبر نفسك على كراهية الأشياء التي تحبها، فمثلًا لا يمكنك أن تستيقظ صباحًا وتُقرر بشكل حر أنك لم تعد تحب طعامك المفضل، أو أنك أصبحت تكره لونك المفضل، او أنك قررت أن تبغض فريقك المفضل. والأمر مشابه عند الحديث عن الأشياء التي لا تحبها، لا يمكنك إجبار نفسك على محبتها أو تفضيلها، وكذلك لا يمكنك أن تُغير دوافع الانجذاب والنفور وراء اختياراتك. وبالتأكيد تمتد تلك الدوافع لتشمل كل جوانب حياتك، فذوقك الشخصي الذي تكوّن لديك منذ الصغر أو نشأت به، لأسباب جينية أو تطور حياتي، هذا الذوق الشخصي هو الذي يتحكم في قراراتك بدايةً بماذا تتناول على الفطور، ومرورًا بماذا ترتدي وأي نوع من الموسيقي والكتب تُفضِّل، ووصولاً إلى ميولك تجاه منْ تتزوج، وأي وظيفة تعمل بها لبقية حياتك.
فلو كان الوضع هكذا فعلًا كما يدعي شوبنهاور، فماذا تبقى للإنسان من حرية؟ وأي حرية تلك وهو يولد وقد تحددت معه ميوله ورغباته وذوقه الشخصي من دون أي تدخل منه؟ وكيف يكون المرء مسئولًا عن قرارات تُسبِّبها دوافع لا يمكنه السيطرة عليها؟
سجن دوستويفسكي
يزيد دوستويفسكي على كلام شوبنهاور، فلا يكتفي بالأمور الداخلية التي تتحكم في اختيارات الإنسان، بل يُعيد ربطها بالظروف الخارجية للكون، فلا يكفيه أن المرء لا يتحكم في رغباته ودوافعه، ولا يتحكم فيما يحدث له ومنْ يقابل في حياته، ولا حتى في البلد التي يُولد بها والبيت الذي ينشأ فيه، بل يزايد دوستويفسكي في روايته «رسائل من تحت الأرض» قائلًا:
ويقصد هنا أن حرية الإنسان محدودة، بل وتكاد تكون منعدمة بسبب قواعد الطبيعة التي لا يمكن أن تُخترق، فمهما فعل المرء في حياته ستكون جهوده ضحية لسلطة الطبيعة الغاشمة، من دون أن يُعطَى أي خيار لرفض تلك القوانين أو حتى تغييرها، وإدراك الإنسان لتلك الحقيقة يُعد أعلى درجات الجحيم بالنسبة للكاتب الروسي.
ويمكننا تلخيص سجن دوستويفسكي بتشبيه الحياة بمعادلة كيميائية ذات طرفين: المتفاعلات والنواتج، وكل ما يقوم به الإنسان هو العبث في المتفاعلات بينما النواتج ثابتة وحتمية، فمهما فعل الإنسان لن تتغير النواتج، ومهما رطم رأسه في الحائط فلن يستطيع أن يتحرر من قوانين الطبيعة، مهما حاول فلا يمكنه أن يُغيِّر من حقيقة أن «2+2=4».
ويعود الكاتب الروسي ليؤكد من جديد قائلًا:
وذلك ما استند عليه الناقد «جاري سول مورسون» في كتابه Narrative and Freedom قائلًا:
وفي ذلك يكمن السجن الحقيقي للإنسان الذي لا يمكنه تغيير تلك الحدود ولا إحداث أي تأثير بها، كل ما يمكنه فعله- بحسب دوستويفسكي- هو أن يختار بين أن يكون مسجونًا تعيسًا أو مسجونًا أحمق، ذلك هو الاختيار الوحيد أمامه، وذلك ما يجعل الكاتب الروسي يبصق على أفكاره في نهاية الرواية قائلًا:
تمرد «أوشو»
في ستينيات القرن الماضي حاول المعلم الروحاني أوشو التخلص من معادلات دوستويفسكي الصعبة ومزاعم شوبنهاور المعقدة، وكان حينها يدين بالبوذية، فدعا للتسليم بكل ما لا يمكننا تغييره، فحدود العالم ودوافع النفس أشياء خارج سيطرة الإنسان لا يمكنه أن يتمرد عليها أو يُغيِّرها، لذلك فالحديث عنها لن يُغني ولن يُسمن من جوع، فعلى المرء أن يتعايش في تناغم مع طبيعته ويتقبل حدود حريته.
لكن مع الأسف لم يطل شهر عسل أوشو طويلًا، فما أن بدأ في تقبل حدود حرية الإنسان التي لا يستطيع تغييرها، حتى اصطدم بالحدود التي يفرضها الإنسان على نفسه- على حد تعبيره- باعتناقه الأديان السماوية. فيجادل أوشو في كتابه «الحب والحرية والفردانية» قائلًا:
ومن هذا المنطلق يرى أوشو أن أول خطوات الحرية هي أن يتمرد الإنسان على تعاليم الأديان، ويُطلِق العنان لرغباته ليفعل ما يريد هو، حسب رؤيته وما يُمليه عليه عقله، دون أن يتأثر بسلطات الأديان أو العادات والتقاليد، فإرادة الفرد الحرة لا تتجلى إلا بعد أن يتمرد على أي سلطة دينية أو مجتمعية، حينها فقط يمكننا أن نقول إن الإنسان حر حرية حقيقية.
وبين تلك المزاعم الثلاثة، تتأرجح مسألة حرية الإنسان وقيودها بين الحتمية المزعومة والحرية المحدودة، فلو لم يستطع الإنسان التحرر من قيود دوافعه وحدود الطبيعة وتعاليم الأديان، فماذا من حريته؟ وهل هناك طريقة أو منفذ لتناول تلك الجدليات القوية والنظر إليها من زاوية أخرى، تتيح لنا رؤية الأمور على حقيقتها، وإنقاذ مسألة الإرادة الحرة من ذلك المأزق؟
الكتاب المقدس يرد على أوشو
اللافت للنظر أن علماء اللاهوت المسيحي يخبروننا أن كلمة خطيئة في الكتاب المقدس sin نشأت في الأصل من كلمة إغريقية تُدعَى Hamarita ، وترجمتها الحرفية بالإنجليزية تعني: missing the mark. بمعنى أن الخطيئة في المفهوم المسيحي تعني الإخفاق في إصابة الهدف أو تفويته، وذلك يُجرِّد الكلمة من معناها التقليدي الشائع في العصر الفيكتوري، الذي يقول إن الخطيئة هي عدوان على الرب أو تقصير في حقه، وبهذا تتوافق مع معناها القرآني في قوله تعالى: «قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ» (سورة الفرقان – آية 77).
وبذلك تكون الخطيئة في مفهومها الأعمق هي تفريط في حق النفس، لأن الله غني عن طاعة عبيده وقرابينهم، وما الحلال والحرام إلا لحفظ استقرار حياة العباد في المقام الأول، فلا يتضرر من التقصير في اتباع القواعد الدينية إلا المقصر نفسه.
ولكي نفهم ذلك يجب أن نعود للكلمة الإغريقية «Hamarita» من جديد، فلكي يخفق أحدهم في إصابة الهدف فذلك يتطلب شرطين: الأول، وجود هدف من الأساس، والثاني، حدوث عملية الرماية. ومن هنا يتلخص مفهوم الهدف في قواعد ومبادئ الحلال والحرام، أمّا عملية الرماية فهي مكفولة بمبدأ الإرادة الحرة التي لن تُجبِر المرء على اتيان الحلال والابتعاد عن الحرام، لن تجبره على إصابة الهدف بالطريقة التي يأمر بها الدين، لكنها بلا شك تجبره على الإقرار بالهدف من البداية. الامر أشبه بأسئلة الاختيار المتعدد MCQ، وبها يكون مطلوب من المُمتحَّن أن يختار إجابة واحدة صحيحة من بين الأقواس، حتى لو اختار أن يتمرد ولا يختار، فعدم الاختيار نفسه يُعدّ اختيار.
والخلط الذي وقع به أوشو هو أنه أعتقد أن تعاليم الحلال والحرام تُقيِّد حرية الإنسان، لكنها في الحقيقة تضمن له حرية أوسع في الاختيار، حرية يكون فيها الإنسان سيدًا لنفسه، مُتحكمًا في هواه، مُسيطرًا على شهواته ورغباته.
وفي كتابه «عصر القرود»، شبّه الدكتور مصطفى محمود رغباتنا وشهواتنا بالحمار، خلقه الله لنا لنركبه لا ليركبنا، والفاعل في عملية الركوب يتحدد بمدى التزام المرء بمبادئ الحلال والحرام. ولعل ذلك ما قصده أفلاطون في محادثاته الشهيرة «الجمهورية» حين قال: «الحرية الزائدة على الحد دون قيود، تنقلب إلى عبودية». أو كما قال الرافعي في كتابه «وحي القلم»:
فمبادئ الحلال والحرام وتعاليم الدين تكفل للإنسان الوسيلة التي يستطيع بها أن يكون سيد نفسه والمسيطر عليها، بدلًا من أن يخسر حريته أمام نفسه ورغباتها دون أن يشعر، وذلك إذا ما اتّبع سبيل أوشو وحاول التمرد على القوانين التي صُنعت لصالح حريته لا ضدها.
المنفلوطي في مواجهة دوستويفسكي
وحول مزاعم دوستويفسكي بأن الإنسان مُقيّد بقوانين الطبيعة حتى لو لم يكن مُقيدًا بحدود الحلال والحرام الدينية، يرد عليه الأديب «مصطفى لطفي المنفلوطي» عن غير عمد في كتابه الشهير «النظرات» فيقول إن حدود حرية الإنسان التي تفرضها عليه الطبيعة، أشبه برقعة الشطرنج وقواعده، فهي ليست مُصممة لتقييد حرية لاعب الشطرنج، على العكس بل إنها تكفل له حقوقه ومسئولياته، وتحدد حركة كل قطعة بطريقة تكفل للاعب الحرية الكاملة في تحريك ما يملك من قطع بطريقة مجدية لتصبح حركاته ذات معنى.
فلو قام كل لاعب باللعب بقوانينه العبثية المبنية على هواه لأصبحت حركاته بلا قيمة وجهده بلا طائل، فلا مفر من القواعد التي تكفل لكل الأفراد الحق في ممارسة إرادتهم الحرة، فحقوق الفائز في لعبة الشطرنج هي واجبات الخاسر، وحقوق الخاسر هي مسئوليات الفائز، ودون قواعد تكفل ذلك الإطار الحتمي على كلا اللاعبين، تضيع الحقوق وتختلط المسئوليات.
وقواعد الشطرنج مثلها مثل قواعد النحو والإملاء التي تجعل للكلمات معنى وتحافظ على استقامة الجمل لكي تجعلها تحمل للقارئ نفس المعنى الذي يقصده الكاتب من دون إفراط أو تفريط، وكذلك قواعد الطبيعة الحتمية التي تُقيّد حرية الإنسان، هي أيضًا تساعد في تحديد إطار من الحقوق والواجبات يجعل حياة كل منّا ومجهوداته ذات قيمة ومعنى لا عبث في عبث كما يحلم الكاتب الروسي.
علم النفس يجيب على شوبنهاور
في عام 1913، أُصيب عالم النفس السويسري «كارل يونج» بهوس شديد لفهم لغز الدوافع البشرية، فقد أثارت مسألة الميول الشخصية لكل فرد فضول يونج، ودفعته للبحث والتنقيب في أغوار النفس البشرية لفهم كيفية تشكيل تلك الدوافع والغرض منها، خصوصًا بعد أن اكتشف في مرضاه أن مجموع رغبات كل فرد تتحدد بنمط معين، لو تمكنّا من تتبعه ربما نفهم الغرض الذي تقودنا إليه تلك المسألة.
استغرق الأمر من يونج نحو 35 عامًا حتى يصل لنظريته غريبة الأطوار، التي أطلق عليها اسم Personal Circumambulation، والتي تفسر الغرض من أنماط الاهتمامات والذوق الشخصي لكل فرد، وأسهب النظرية في كتابه Psychology and Alchemy.
ولفظ Circumambulation هنا يعني الطواف أو الحركة الدائرية مثل الحركة حول الكعبة الشريفة في الحج والعمرة، ويقول يونج إن حياة الإنسان وعملية تطور شخصيته تشبه تلك الحركة الدائرية التي يكون مركزها النفس، ومع كل طواف يقترب الإنسان من المركز ويقترب من تحقيق الغرض الأكبر: الوصول إلى أفضل نسخة مستقبلية من شخصيته.
ويؤكد يونج أن أفضل نسخة مستقبلية من شخصية كل فرد، يكمن نموذجها في العقل الباطن لصاحبها، وتتجلى في أحلامه واهتماماته الشخصية، فالأشياء التي تجذبك لا تجذبك بفعل الصدفة، بل لغرض إرشادك للطريق الصحيح الذي يمكن أن تصل من خلاله إلى أفضل نسخة مستقبلية من شخصيتك.
يمكننا تشبيه الأشياء التي تجذبك بترددات في الأثير، والسبب الذي يجعلك تنجذب إليها أن عقلك يعمل مثل جهاز الراديو، فيقوم باستقبال الترددات المشابهة له من أجل تحقيق الغرض الأكبر، فنوع الموسيقى التي تُفضِّلها ونوعية الكتب والأفلام التي تنجذب إليها بل ومواضيع الفيديوهات التي تلفت نظرك على اليوتيوب، كل هذه الأشياء ما هي إلا إشارات يلتقطها العقل الباطن ليُرشدك إلى منْ يمكنك أن تكون، مَنْ مِن المفترض أن تكون.
وليس الأمر كما يظن شوبنهاور، أن تلك الاهتمامات أمور حتمية الاختيار. فكما يُقرّ يونج، فإن عدد قليل من الأفراد هم منْ نجحوا في تحقيق الغرض الأكبر والوصول إلى أفضل نسخة من شخصيتهم، وغالبًا ما يكون هؤلاء من عظماء التاريخ الإنساني. وذلك ما يُدلل على عدم حتمية تلك الاختيارات، فلدى كل امرئ الحرية في مخالفة ذوقه الشخصي، في الاستقالة من الوظيفة التي تمثل شغفه والعمل في أخرى ذات راتب أكبر، في الزواج من امرأة غير التي يجدها جذابة لأنه يخشى الرفض، في عدم اتباع اهتماماته وميوله لافتقاده الشجاعة أو غرقه في الكسل أو لأي سبب كان.
ولو عُدنا لمثال البرتقالة والتفاحة الذي وضّحنا به نظرية شوبنهاور، فخطأ شوبنهاور في اعتقاده بأن محبي التفاح سوف يختارون التفاح بشكل حتمي ودون تفكير، في حين أن أحدهم من الممكن أن يختار البرتقالة لأنها أرخص أو لأنه سأم التفاح أو لأنه يرغب في التغيير. فأين الحتمية إذًا ما دام بإمكان الإنسان أن يُخالف أهواءه ورغباته؟
الإنسان وآلهة الإغريق
وأخيرًا يمكننا القول، إن الحرية المطلقة شيء لا يتمتع به سوى آلهة الإغريق في القصص الأسطورية، أمّا البشر فحريتهم مقيدة، لكن تلك القيود لا تعني الحتمية، بل تعني وضع إطار لجعل حريتهم واختياراتهم ذات معنى، ووضع هدف لوجودهم، وذلك الإطار هو الطريقة الوحيدة لإضفاء الجدوى لحياة البشر، ليكون النجاح قيمًا وحتى الفشل ذا معنى.
وبالنسبة لاهتمامات المرء التي لا يختارها وميوله التي لا يستطيع السيطرة عليها، فهي أيضًا تصنع له إطارًا شخصيًا أكثر خصوصية من الإطار العام للوجود، وبذلك الإطار يتحدد هدف جديد يُضيف المعنى لحياة كل فرد، لتقوده ميوله للوصول إلى أفضل نسخة مستقبلية من شخصيته، وربما تلك هي طريقة التيسير التي قصدها النبي الكريم في الحديث الشريف: