عبد الملك ليس نصر الله، الحوثيون ليسوا حزب الله
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يشير التقرير المنشور بمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إلى أن فريق الأمن القومي الخاص بالرئيس دونالد ترامب يرى الحوثيين بنفس الشكل الذي يرى به تنظيم حزب الله اللبناني؛ بمعنى أنهما جزء من خطة إيرانية كبرى لبناء تحالف شيعي ضد خصمها اللدود إسرائيل ومنافسها الإقليمي السعودية.وينوه التقرير عن إشكالية تتمثل في أن الحوثيين ليسوا حزب الله، وعلى الرغم من إعلانهم عن تعاطفهم مع إيران إلا أن الأمر لم يتطور لعلاقة قوية بين الجانبين.وينتقل التقرير لمقارنة صعود الحوثيين وحزب الله، حيث جاء صعود الأخير في ظل احتلال إسرائيل للبنان عام 1982 ونما على مظالم الشيعة السياسية ووجود الجماعات الفلسطينية المسلحة بلبنان والرد الإسرائيلي الذي سقط جراءه كثير من الشيعة.ويلفت إلى أن الحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت كان حريصًا على نشر أيديولوجيته في شتى أنحاء العالم الشيعي، ليبدأ حزب الله كتجربة إيرانية وفرصة من الممكن لطهران استغلالها.ومع مرور الوقت، بات حزب الله ممثلاً حقيقيًا وشعبيًا للشيعة اللبنانيين وميليشيا راغبة في الوقوف بوجه الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، الأمر الذي أكسب الحزب دعمًا كبيرًا بين السنة والمسيحيين في لبنان.أما فيما يتعلق بالدعم العسكري الإيراني لحزب الله، فيشير التقرير إلى أنه خلال عقود ظلت مسألة حصول التنظيم اللبناني على ترسانته من إيران عبر سوريا أمرًا لا يمثل الكثير من القلق للعرب حتى اندلاع حرب 2006 بين لبنان وإسرائيل.وعن دوره في الصراع السوري، فالتدخل العسكري للحزب في الحرب السورية حوّله إلى شريك لا غنى عنه لإيران في مسألة الحفاظ على نظام الرئيس بشار الأسد الذي يُعد بمثابة خط إمداد الحزب بالأسلحة.ثم ينتقل المقال للحديث عن الحوثيين والذين على الرغم من اختلافهم مع الحزب إلا أنه ثمة أوجه شبه أيضًا، بمعنى أن الحوثيين يعلنون أنهم يعملون على حماية الطائفة الزيدية الشيعية باليمن والتي تتقارب مع السنة بشكل أكبر من الإثنى عشرية السائدة بإيران والعراق ولبنان.كما أن تلك الجماعة قد بدأت على الصعيد السياسي كحركة مناهضة للتوسع السلفي في مناطق الطائفة الزيدية، ومع حلول بداية الألفية تحول الحوثيون إلى ميليشيا تتقارب سياسيًا مع إيران وحزب الله وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.وفي الفترة مابين عامي 2004 و2010، خاض الحوثيون 6 جولات من الحرب مع الرئيس اليمني حينها علي عبد الله صالح، ما أكسبهم قوة مما استحوذوا عليه من مواقع للجيش اليمني.ويوضح التقرير أن الحوثيين ربما قاتلوا في البداية لصالح الانتفاضة اليمنية عام 2011 التي أطاحت بصالح وجاءت بنائبه عبد ربه منصور هادي ليشارك الحوثيون طيلة عامين في الحياة السياسية ويشاركوا في حوار وطني إلى جانب قلب الكفة عسكريًا لصالحهم شمالاً.ومع تعثر عملية الانتقال السياسي، حمل الحوثيون السلاح واقتحموا العاصمة صنعاء في سبتمبر عام 2014 وبعدها بأشهر أطاحوا بهادي الذي فر إلى عدن ثم للسعودية، ليعقد الحوثيون تحالفًا مع عدوهم السابق صالح.وكان صالح يرى في الحوثيين مقاتلين أقوياء يفتقرون للإدارة وأيضًا فرصة للانتقام مما أطاحوا به وربما لاستعادة السلطة، ليظهر تحالف جديد من الحوثيين والمسلحين الموالين لصالح.ومع تجاوز ذلك التحالف «الخط الأحمر السعودي»، بدأت السعودية والإمارات بمساعدة من بريطانيا وأمريكا في شن غارات جوية وهجوم بري لوقف تقدم ذلك التحالف.يلمح التقرير أيضًا إلى أنه بالرغم من التأييد الإيراني للحوثيين، فلا يوجد الكثير من الأدلة التي تشير لدعم طهران لهم، لكن ثمة أدلة بوصول شحنات أسلحة صغيرة وعلى الأرجح استشارات عسكرية من ضباط بالحرس الثوري وحزب الله.ووفقًا للتقرير، فإن الحرب تقوي الحوثيين الذين باتوا يحملون راية الدفاع عن الأمة ضد العدوان الخارجي، وأصبحت السعودية بالنسبة للحوثيين في نفس مكانة إسرائيل لحزب الله.ويشير التقرير إلى أن إدارة ترامب ربما ترى اليمن مناسبة لتظهر عزمها على التصدي لإيران دون تأجيج حرب في شتى أنحاء الشرق الأوسط، على عكس سوريا التي ينحصر فيها تركيز الإدارة على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».وربما ترى واشنطن أن زيادة دعمها العسكري للتحالف العربي أو ضرباتها المباشرة ضد الحوثيين رسالة قوية قليلة الكلفة لطهران، الأمر الذي سيكون موضع ترحيب من السعودية والإمارات لهزيمة التحالف أو إجباره على تقديم تنازلات على طاولة المفواضات. إلا أن التقرير يرى أن تلك الحسابات قد تكون خطأً فادحًا، فإيران لا تتحكم في صناعة القرار لدى الحوثيين، ويظهر ذلك في تجاهلهم لنصائح طهران بعدم الاستيلاء على صنعاء.وينوه عن أن دخول ترامب في حرب اليمن سيجعل الصراع خارج السيطرة؛ بمعنى أن اليمن ستغدو مكانًا سهلاً لطهران لضرب السعودية.ويعتبر التقرير أن خوف قادة التحالف السعودي من وجود حليف لإيران سيدفع الجماعة إلى أحضان طهران، كما أن الاستمرار في حرب لا يمكن حسمها ليس الحل للتعامل مع الحوثيين.ويقترح التقرير دفع الأحزاب اليمنية لطاولة المفاوضات مع دعم السعودية لتشكيل حكومة غير مركزية تشمل جميع الأطياف، الأمر الذي سيضعف الحوثيين غير المؤهلين للحكم.