فيلم «The Godfather»: عرض لا يمكنك رفضه
بهذا الشعار Tagline والذي تم وضعه على أفيش الفيلم، تم صياغة واحد من أهم وأروع كلاسيكيات السينما العالمية.
فيلم الأب الروحي أو العرَّاب The Godfather يحتل بجزءيه الأول والثاني وبشكل استثنائي نادر المراكز 2،3 في قائمة Top 250 بموقع IMDB لأفضل الأفلام على المستوى العالمي من وجهة نظر المشاهد.
بداية الأمر
في عام 1969 وبينما كانت شركة Paramount تعاني من تأخر وتردٍ في إيراداتها وفي ترتيبها على مستوى شركات الإنتاج الأميركية، سطع في سماء القصة عمل فريد للكاتب «ماريو بوزو» بعنوان The Godfather فقامت الشركة بشرائه قبل حتى أن تزداد شهرة الرواية أكثر وتحقق لقب الأكثر مبيعًا في أمريكا.
اشترت شركة Paramount الرواية ولكنها لم تبدأ في تحويلها إلى عمل سينيمائي على الفور، بل قامت بإنتاج أفلام أخرى لتحقق لها بعضًا من الربح لتغطي تكاليف الإنتاج، فقامت بإنتاج الفيلم الشهير Love Story والذي نتذكره جميعًا بالموسيقى الشهيرة المميزة له، وحقق لها هذا الفيلم بعض النجاح.
ثم بدأت الشركة بتحويل رواية The Godfather إلى فيلم سينيمائي كبير، وبالفعل بدأت في عمل اختبارات الأداء التمثيلي Audition للعديد من الممثلين وحتى الكبار منهم من أجل أدوار الفيلم المختلفة، وبدأ تصوير الفيلم حتى عرض في افتتاحية عام 1972 ليحقق وقتها أعلى ربح لفيلم عرض في السينما، ويحدث دويًا وضجة عالمية، وينقل ترتيب شركة Paramount من المركز التاسع على مستوى شركات الإنتاج في أمريكا إلى المرتبة الأولى، وتصبح شركة الإنتاج رقم واحد.
قصة الفيلم
القصة باختصار تحكي تاريخ نشأة «المافيا» في إيطاليا وكيف تأسست على يد العرِّاب «فيتو كورليون»، وتستعرض قصة حياته بدايةً من قتل والده على يد أفراد العصابات وكيف كرس حياته كلها للانتقام من قتلة والديه وإخوته. ثم كيف انتقل للعيش في أمريكا وصنع «العائلة» الكبيرة وأصبح هو «عرابها»، وكيف كانت الصراعات بين العائلات الإجرامية المختلفة، وهكذا حتى يتوارث رئاسة العائلة من بعده ابنه «مايكل» ويبدأ عصر جديد من حياة العائلة.
بعض الحقائق عن الفيلم
1. لم يكن مخرج الفيلم «فرانسيس فورد كوبولا» هو المرشح الأول للفيلم، بل سبقه 12 مخرجًا آخر ولكن تم اختياره على أساس أنه أحد أنجح المخرجين الأمريكان من أصل إيطالي، بجانب أن ما حصل عليه وقتها يعتبر أجرًا ضئيلًا بالمقارنة بغيره. وعندما وقع العقد مع شركة Paramount طلب منه منتجو الفيلم أن يصنع فيلمًا «تفوح منه رائحة الإسباجيتي» على حد تعبيرهم للدلالة على غرق الفيلم في التفاصيل الإيطالية.
2. «ماريو بوزو» الكاتب الأصلي للعمل قام باختراع مسمى العرَّاب The Godfather فقط من أجل الفيلم والذي لم يكن موجودًا بالرواية من الأساس.
3. أيضًا قام ماريو بوزو مؤلف العمل بإضافة مفردة «دون» قبل اسم العرَّاب لإعطائه نوعًا من الهيبة والقوة والسطوة، وفي واقع الأمر مفردة «دون» في اللغة الإيطالية تماثل مفردة «عم» في اللغة الإنجليزية والتي تسبق اسم الأشخاص الطيبين والأقارب للدلالة على الطيبة والاحترام والتبجيل.
4. في بادئ الأمر لم يكن الإنتاج في شركة Paramount يرغب في أن يقوم مارلون براندو بدور «فيتو كورليون»، بل بالغوا في اشتراطات حصوله على الدور، وطلبوا مزه أن يقوم باختبار أداء تمثيلي Audition وهو الممثل اللامع في سماء هوليوود وقتها، وكان له رصيد تمثيلي مدته 20 عامًا قبل هذا الفيلم.
5. الممثل الكبير «أورسون ويلز» أراد أن يحصل على دور العراب «فيتو كورليون» بدلًا من مارلون براندو، وكان يريد أن يعقد مع شركة Paramount صفقة أن يخسر الكثير من وزنه حتى يلائم الدور، إلا أنهم صارحوه بأن المخرج «كوبولا» مقتنع كثيرًا بمارلون براندو ولا يفكر في تبديله بآخر.
6. من أجل هذا الدور قام مارلون براندو «العرَّاب» بالاستعانة بطبيب أسنان حتى يصنع له حشوة من القطن يضعها براندو على جانبي فكه، ودعامة يضعها بين الأسنان لتثقل حركة لسانه أثناء الحديث، حتى يبدو أكبر سنًا وأثقل حديثًا ليلائم الدور أكثر، وهو ما عرف وقتها بمظهر «البولدوج» نسبة إلى كلب «البولدوج» كما ظهر به «فيتو كورليون» في الفيلم، وأنه كان يقضي يوميًا مدة 3 ساعات في الماكياج قبل تصوير مشاهده حتى يصل إلى الشكل الملائم لشخصية «فيتو كورليون».
7. لم يكن آل باتشينو هو الممثل الأول المرشح لدور «مايكل» وكان الإنتاج في شركة Paramount يرفض وجوده في الفيلم، إلا أن مخرج الفيلم «فرانسيس فورد كوبولا» أصر على وجود آل باتشينو معه، والذي لم يكن وقتها بهذه الشهرة.
8. تقاضى آل باتشينو عن دور «مايكل» مبلغ 35 ألف دولار فقط نتيجة كونه ممثلًا مغمورًا وقتها، طبعًا ودون أي نسبة من الأرباح، إلا أنه في الجزء الثاني من الفيلم وبعد النجاح الساحق الذي حققه في الجزء الأول حصل على مبلغ 600 ألف دولار ونسبة 10% من إجمالي الأرباح.
9. الممثل الشاب وقتها «روبرت دي نيرو» قام بأداء اختبارات التمثيل للعديد من الأدوار في الفيلم ولعل أشهرها دور «سوني» ابن العرَّاب، إلا أنه لم يوفَّق ولم يتم اختياره للتمثيل في جزء الفيلم الأول، شأنه شأن العديد من الممثلين الشباب وقتها مثل «داستن هوفمان، جاك نيكلسون، وارين بيتي، ……» إلا أن شركة Paramount كانت ترى فيه الموهبة فقامت بتدريبه على أداء دور العرَّاب «فيتو كورليون» في الجزء الثاني وأرسلته إلى صقلية لتعلم اللهجة التي يتحدثها أهلها من أجل إتقان الدور.
10. في المشهد الافتتاحي للفيلم، يظهر فيتو كورليون «العرَّاب» والذي يقوم بدوره «مارلون براندو» – يظهر وهو ممسك بقطة – وفي واقع الأمر فإن هذه القطة جاء وجودها صدفة، وهي قطة شارع، حيث لا يوجد في السيناريو الأصلي أي وجود لها. والذي حدث أن «فورد كوبولا» مخرج الفيلم رآها في موقع التصوير فأراد أن يضيف إلى المشهد بعض التأثير من خلال ظهور القطة به، والتي آنست إلى مارلون براندو واستكانت معه وظهرت على هيئتها التي رأيناها بالمشهد.
11. في بدايات الفيلم وفي المشهد الذي يظهر فيه المنتج الكبير «والتز» وهو يقوم من فراشه ليجد «رأس حصانه» مقطوعة وموجودة تحت الغطاء على فراشه والذي امتلأ بالدماء، في الواقع الممثل الحقيقي لم يعرف بأن هذه الرأس حقيقية وأنهم أتوا بها من أحد مصانع أغذية الكلاب، مما جعله يتفاجأ ويصرخ بشدة وبجدية عند رؤيته هذه الفوضى.
12. الموسيقى التصويرية التي صبغت الفيلم باللون الكلاسيكي الخالد، وجابت أرجاء العالم من فرط روعتها صنعها المؤلف الموسيقي نينو 13. روتا وتم ترشيحه لنيل الأوسكار في الجزء الأول، إلا أنه لم يحصل عليها لوجود تراك في موسيقى الفيلم تم استخدامه في فيلم آخر من صنع نفس المؤلف الموسيقي إنتاج عام 1958 بعنوان Fortunella، إلا أن الموسيقى حصلت على الأوسكار في جزء الفيلم الثاني، بعدما تم استبعاد المتشابه.
14. فيلم الأب الروحي أو العرَّاب The Godfather هو الفيلم الوحيد الذي تحصل فيه نفس الشخصية الرئيسية للعمل في عمرين مختلفين وفي جزءين منه على جوائز الأوسكار، فشخصية العراب كبير السن قام بها مارلون براندو في الجزء الأول وحصل على الأوسكار، وقام بأداء نفس الشخصية في مرحلة الشباب في الجزء الثاني روبرت دي نيرو وحصل على الأوسكار أيضًا.
15. فيلم الأب الروحي أو العرَّاب The Godfather هو واحد من فيلمين ترشحا بأجزائهما الثلاث لجائزة أوسكار «أحسن صورة»، والفيلم الآخر هو ثلاثية «سيد الخواتم» The Lord of The Rings ، وحصل العرَّاب في الجزءين الأول والثاني على أوسكار أحسن صورة بالفعل.
16. مخرج الفيلم «كوبولا» لم يرد إخراج الجزء الثاني من الفيلم ورشح بدلًا منه المخرج الكبير «مارتن سكورسيزي» إلا أن شركة Paramount لم توافق على سكورسيزي وطالبت كوبولا بإخراجه.