مسلسل الصفارة: لماذا نحب العوالم الموازية؟
مرة واحدة لا تكفي
في روايته «كائن لا تُحتمل خفته» يُلخص «كونديرا» مأساة المخلوق الإنساني بالمثل الألماني:
«مرة واحدة لا تكفي، مرة هي أبدًا»
يرى «كونديرا» أزمة الإنسان منبعها محدودية عُمره ولامحدودية اختياراته، لذلك بحثنا في الأدب والفن عن اختبار جمالي لتلك الحيوات التي لن نعيشها أبداً، يؤمن كونديرا أن «دون كيشوت» هي أول نص دشن ميلاد الرواية الأوروبية، وكان قوامه رجلاً عجوزاً يُطارد عوالم خياليةً هو فيها فارس مقدام ويُحارب طواحين الهواء باعتبارها أعداء أشداء، ولدت أول رواية من خيال رجل مسكين لم يكفِه واقعه فاصطنع عوالم بديلة.
جحيم المرء تبعًا لكونديرا هو أنه لا يوقن أبدًا أن حياته تكفي، دومًا عشب الضفة الأخرى أكثر اخضرارًا، لذلك ولدت الحكايات من هذا الحنين لما لم نحيَه بينما حسب رأيه: «في عالم من اليقين المُقدس بما نحياه تموت الرواية».
ولدت رواية دون كيشوت عام 1605، وبعد 4 قرون حصد فيلم Everything Everywhere All at Once مُعظم جوائز الأوسكار هذا العام، الذي يُعد تنويعاً حداثياً عن الحنين القديم ذاته، تختبر فيه امرأة بسيطة كل العوالم التي كان يُمكن أن تحياها بدلًا من حياتها الرتيبة.
قدم «أحمد أمين» هذا العام مُسلسل «الصُفارة» الذي يُعد تنويعاً كوميدياً خفيفاً عن الثيمة ذاتها، وفيها يعود البطل للزمن ثلاث دقائق عن طريق صفارة فرعونية ليُغير تفصيلةً ما، مُصطنعاً أثر فراشة يقذفه في عوالم موازية.
لا يُقدم الصفارة فكرةً جديدةً تماماً على الأعمال المصرية التي أضافت أعمالاً تنتمي لثيمة العوالم الموازية، في «طير إنت 2009» يستبدل البطل الصفارة بمارد خيالي يقذفه بشخصية جديدة في عوالم أخرى كي تحبه امرأة، بينما يستبدل البطل في «ألف مبروك 2009» الدقائق الثلاثة بيوم كامل مُستعاد يظل عالقاً فيه حتى يصل لجوهر حياته ومن حوله، وبينما يعود مسلسلنا لحضارة قديمة بحثاً عن كنز يمنحه إمكانياتٍ متعددةً، يختلق بطل «واحد تاني 2022» لبوسةً تكنولوجيةً تمنحه شخصيةً جديدةً ومغامرةً جديدةً كل مرة يستيقظ فيها.
يُطيل الصفارة أمد الحكاية لخمس عشرة حلقةً مما يمنحه فرصةً لاختبار كل جماليات الثيمة دون قلق من محدودية الزمن السينمائي، وبذكاء كافٍ لا يمد الأمر على استقامته لثلاثين حلقة لكيلا يقع في فخ المط التلفزيوني. مع عناصر أخرى جعلته مُميزاً أكثر عما سبقه.
أن تحضر لكل العوالم بذات عاطبة
تولد الرغبة في اختبار العوالم الموازية من إيمان المرء بعجز شخصيته وحدها عن إحداث تغيير في عالمه الحقيقي، يقول «بيسوا» إن من هرولوا لصنع عالم جديد كانوا فارين دوماً مما استغلق عليهم في أنفسهم، لذلك تؤسس دوماً حكايات تلك العوالم لبطل ضعيف الشخصية، يبحث عن عالم جديد كبديل لذات عاطبة، لذلك يُصيبه الإحباط عندما تحضر مشاكله لكل عالم يصطنعه؛ لأن العوالم تتغير والذات لا تتغير.
في Everything Everywhere All at Once نُدرك أن جوهر الحبكة أم آسيوية تدفع ابنتها بقوة للتفوق الدراسي والعائلي، لمثالية مُهلكة، ترى ابنتها كل ما يُمكن أن تكونه، كل الإمكانات والسيناريوهات في وقت واحد، لا يتحمل عقلها الأمر فتتحول لوحش عدمي تطارد أمها في كل العوالم الموازية لتُخبرها ما يعنيه أن يضع الآباء على أبنائهم ثُقل العالم.
بينما تولد العوالم الموازية التي يختبرها الطفل «نيمو» في فيلم Mr Nobody من لحظة انفصال والديه أمام قطار وكل منهما يدعوه للحياة معه، نختبر مع الفيلم مصير كل خيار اختاره سواء العيش مع أبيه أو أمه أو من دونهما.
تحضر في مُسلسل الصفارة بخفة الثيمة ذاتها، أول عالم موازٍ نصنعه هو عالم نكون فيه مثاليين لآبائنا، فشخصية شفيق تُحاصرها منذ طفولتها أم مُتسلطة تمتلك غريزةً تحكم في كل شيء، وأب يصطنع لأولاده بالحكايات والبهجة عالماً موازياً أقل وطأةً من سطوة الأم، بموت الأب ينهار التوازن في عالم شفيق ويخضع كلياً لتأثير أمه. ليصير كينونةً مُهتزةً لا تتحمل ثقل الضغوط وعدم عدالة الحياة وشروط المنافسة في عالم قاسٍ فينهار.
تصل الابنة في Everything Everywhere All at Once لقناعة عدمية أن الحل لا يكمن في عالم موازٍ، لأن في كل عالم ستحضر أمها مثل وحش لا يرضى أبداً ، لذلك تُخبرها أن في كون لا قيمة فيه لشيء تتحرر من مخاوفك أنك لم تصنع شيئاً، بينما يُعرف الابن نفسه في Mr Nobody باعتباره لا أحد، لم تمنحه أي حكاية اكتمالاً أو رضا، لأن العلة في ذاته لا في عوالمه.
يختبر شفيق في الصُفارة عوالم شتى، وفي كل عالم يدخله يبحث عن أمه بجنون ليختبر رضاها وفي كل مرة لا يجدها راضية، تصير الأم شرطي العوالم الموازية الذي يُذكره بكينونته المُهتزة في كل عالم، لذلك لا ينال اعتذارها إلا في الحلقة الأخيرة، عندما يواجه كينونته العاطبة وجهًا لوجه بدلًا من اصطناع عوالم جديدة يحضرها بالعجز ذاته الذي صنعته أمه بداخله.
صفارة أثرية ولعنة حداثية
يرى البعض أن الحداثة وتحول المُجتمع البسيط لمجتمع الجدارة الذي فيه كل امرئ مسؤول عن مصيره، يُمكنه تشكيل حكايته كما يريد، قد جعل هذا الحنين للعوالم الموازية أقرب لهوس، مع منصات تواصل تبث لك حيوات تتمناها طوال الوقت، لا يحتاج دون كيشوت في عصرنا للخروج من حُجرته بدرع صفيح لقتال وحوش مُتخيلة، يكفيه التكور في فراشه في وضع جنيني مع هاتفه ليحيا حربه في عوالم افتراضية لا تبلى.
يختبر شفيق في «الصفارة» هذا الهوس الحداثي من خلال اختباره شخوصاً شديدة الهزلية والكاريكاتورية، شخصياتٍ حداثية كأنها مُصممة بشكل افتراضي لتثير افتتان جمهور خفي يراها، فنجد مُطرباً شعبياً شهرته كاسحة نتيجة فيديو بسيط حولته الخوارزميات لتريند، ونجد رجل عصابات حولته الصُدفة لأسطورة خالدة، يُحاول بخفة تطوير لهجته لتصير مُقفاةً مثل شخصيات افتراضية ظهرت على التيك توك في صورة بطل شعبي بلا معركة، يحمل وعيده لأعداء لا نراهم.
يحضر في تلك العوالم الأب الغائب لشفيق في صورة أحلام، باعتبار الأحلام هي طريقة عقلنا شديدة البدائية لصنع عوالم موازية عن عالمنا الحقيقي، طريقة سبقت الأدب وفن الرواية، في الأحلام يصبغ الابن على أبيه هيئة أسطورية في صورة سوبر مان، بينما الأب يُذكره كل مرة أن البطولة رهينة التفاصيل الصغيرة غير البطولية التي لا تظهر أبداً في الكادر النهائي اللامع الذي تؤطره الوسائط الافتراضية، فيُفتت بطولته الأبوية في صورة لحظات البهجة وهو يعلمه لعب الكرة أو يشرب معه الشاي أو يغلق شباكاً مفتوحاً، ويشد الأغطية على ولده خلال نومه.
في ثيمة العوالم الموازية ترتد دوماً الحبكة من سحر وغواية الإمكانيات اللانهائية، لخصوصية قصتنا على بساطتها وتفاصيلها التي لم تتأت لسوانا.
في Interstellar، يذهب الأب في مُهمة علمية معقدة ليجد كوكباً بديلاً، بينما تُخبره الابنة ألا يفعل، يعود نولان لينقذ مُتفرجيه من تعقيد الحبكة وسحر الكواكب البعيدة عندما يقول جوهر حكايته على لسان أحد أبطاله:
لا يملك شفيق قوةً أو شهرةً أو كاريزما الشخوص التي اختبرها لكنه يمتلك خصوصيةً وحيدةً في علاقته بأبيه، التي يحن لها كل مرة في عوالمه الموازية، باعتبار أصالة هذا الحب وتفاصيله متناهية الصغر هي ما جعله ما هو عليه، وهي ما يرده لرشده كل مرة. لا يحيا إنسان أبدًا في عالم مثالي، لكن تكتسب عوالمنا فرادتها في من حولنا، وفي حب يمنحونه لنا يصعب أن تجد بديلًا له في حكاية أخرى أو معادلة فيزيائية أو عوالم كمية.
لذلك لا يستقر نظام الكون في Everything Everywhere All at Once إلا عندما ترى الأم فرادة عالمها، تُدرك الجحيم الذي اصطنعته لابنتها عندما تختبر كل احتمالات تحققها الشخصي كنجمة، كمقاتلة، كعالمة، عندما تتذكر والديها ودفعهم لها للكمال وتؤمن أنها تكرر عذابها في ابنتها، عندما يُخبرها حبيبها في عالم موازٍ أنه رغم كل شيء يفضل عالماً بديلاً يحتسب معها فيه ضرائب مُملةً ويحضر الغسيل من المغسلة، يصف بذلك عالمها الأصلي الذي كرهته.
في العوالم الموازية ينحسر دوماً سحر الحكايات البديلة أمام فرادة القصة الحقيقية وخصوصية تفاصيلها، يُدرك الإنسان أن ما يصنع فرادته ليس الكادر النهائي إنما ملايين التفاصيل اليومية التي قد تكون قادته للحظة يأس بعينها لكنها تحوي بداخلها جمالياتٍ سيخاطر بفقدها عند اختبار كينونة بديلة.
أسوأ شخص في العالم
في فيلم Worst Person in the World، لا نختبر العوالم الموازية في صورتها السحرية المُباشرة، إنما نختبر جوهرها الفلسفي عبر امرأة تفر من كل حكاية قبل أن تنطبق فيها الدائرة عليها، تفر من قصص حُبها قبل أن تكتمل خشية أن تؤسر في إطارها للأبد، تفر من سجن المهنة، من سجن الإنجاب. رغبتها الدائمة في الهروب من سجن حكاية تحجب عنها الإمكانات الأخرى التي تسبح في فضاء احتمالي يغويها لاختباره، يجعلها تترك خلفها عشاقاً مجروحين وشخوصاً بنوا حياتهم على وجودها لكنها خذلتهم بالهرب كل مرة مما يجعلها جديرةً بعنوان الفيلم باعتبارها أسوأ شخص في العالم.
تحضر الشخصية الثانية في الصفارة «وجيه» باعتباره تابعاً لأخيه، صنعت الأم كينونة شفيق البطل المُهتزة، الذي لا يرده دوماً لبصيرته إلا طيفاً من حضور أبيه، بينما نجد الأخ الأصغر «وجيه» هائماً كلياً بكينونة بلا جذور، يحيا في ظل أخيه، فيتلون في كل حكاية بلونه، تارةً هو مساعد البلطجي أو مساعد المطرب أو مساعد لرجل أعمال مُستبد.
لا يُحرك وجيه الأحداث أبداً إنما يحضر مع ديكور الحكايات، فنجد حياته تغيرت 180 درجة نتيجة ما قام به أخوه في ثلاث دقائق من ماضيه، مما يدل أنه لا يملك حياةً مُستقلةً يمكنها أن تتحقق بمعزل عن أخيه، يدور وجيه في فلك أخيه الذي يمثل الرمز الأبوي في عالمه دون أن يمتلك حكايةً تخصه.
تخبرنا ثيمة العوالم الموازية دوماً أننا في خضم سعينا لصنع عوالم بديلة سنترك في كل عالم حُطاماً من آخرين اعتمدوا علينا كأساس لعالمهم، في نهاية المسلسل يرى شفيق نفسه من زاوية باعتباره أسوأ شخص في العالم لأنه لم يصطنع لأخيه كينونةً أبداً، يمنحه نصيحته بأن يصطنع لنفسه كينونةً لا يعبأ فيها به، فيظهر عالم موازٍ فيه الأخ شريراً بشكل هزلي، يقوم بسجن أخيه في تبادل مُمتع للأدوار، يدفع فيه شفيق بشكل كوميدي ضريبة سجن أخيه في ظله خلال الحكايات السابقة كُلها. بذلك يكون حافز شفيق للعودة للحياة الأصلية جوار إدراكه أن العطب كامن في شخصيته لا في العالم حوله، هو إدراكه ضرورة أن يُمرر الدور الأبوي الذي أنقذه كل مرة لأخيه، لا بد أن يعود لعالمه ليُرمم الحطام الذي تركه برحيله من الأساس.
لعنة البلاتوه
خلال حلقات الصفارة طغت على أداء أحمد أمين الصبغة الكوميدية المُتسائلة بهزل التي تشبه طريقته في برنامجه الشهير «البلاتوه» الذي يتأمل فيه بكوميديا عادات البيوت المصرية وأماكن العمل وعلاقة الرجل بالمرأة ليتفحص مفارقة سلوكيات مُعتادة تحمل في جوهرها انعدام المنطق.
ناسب هذا الأداء طبيعة الثيمة التي يحضر فيها البطل دوماً لعالم لا يعرفه بينما يُعامله الجميع باعتياد تام باعتباره لم يغب لحظةً عن عالمه، يتابع البطل بعين طازجة ووجدان لم يألف بعد ما يُشاهده كل غريب ألفه الآخرون وصنعوا سلامهم معه، كثيرًا ما يخرج البطل بكوميدية عن حاجز الإيهام ويكسر الحائط الرابع ليخبر شخصية بعينها أن حضورها في تلك الحكاية ثقيلاً، أو ليخبر امرأةً جميلةً أنها تقوم بدور صديق البطل بدلًا من حبيبته، أو ليستحسن أو يستثقل إفيه يسمعه.
كانت روح الأداء سلاحاً ذا حدين، في مشاهد بعينها تحول الأمر برمته لإسكتش مُستعاد من البرنامج القديم، وطغت الإفيهات المصطنعة على كوميديا الحكاية، بينما في مشاهد أخرى ناسبت الكوميديا كلياً طبيعة الثيمة التي تستضيفها والتي ظهر فيها البطل مؤهلاً ليكون عيناً ناقدةً وطازجةً هبطت فجأةً على عالم لا يشبهه ولا بد أن تلتقط عيناه المفارقة في كل ما حوله قبل أن يُحقق ألفته معه.
لم يحقق شفيق ألفته بسهولة في أي عالم إلا في عالم موازٍ واحد قام فيه بدور الأبوة لأطفال لا ينتمون له، ولوهلة كان كل شيء في موضعه، لأنه عالم مؤسس كفايةً ليستعيد عبره علاقته بوالده التي مثلت نقطة التوازن في كينونته المُهتزة، لذلك اختارت الحبكة بمهارة أن يُطرد من هذا العالم رغماً عنه عبر مصادفة سيئة الحظ، مثلما طرده موت أبيه بعنف من التوازن الحذر في كينونته للتيه التام.
الحياة في مكان آخر
في فيلم Run Lola Run، تجد البطلة نفسها عالقةً في 20 دقيقة عليها خلالها أن تُدبر مالاً كافياً لإنقاذ حبيبها، تجرب لولا سيناريوهات موازية وكل شخص تصطدم به يتغير مسار حياته للأبد بأثر الفراشة، يخرج الفيلم ببراعة عن قوانين الثيمة عندما تستقر أخيراً لولا في سيناريو تُنقذ فيه بعناد مثير للإعجاب قصة حُبها.
يضع مسلسل الصفارة شخصية «راضي» العجوز في كل مرة يعود فيها البطل لدقائقه الثلاث ليخبرنا بوضوح أن رسالة الحكاية هي الرضا، لكن في حكايته يحول شفيق الرضا لتواكل سلبي يدمره.
يوقن شفيق أن العودة لعالمه الأول لا تعني الرضا التام إنما الاستعداد لركض لا نهائي لتغيير عالمه، في Everything Everywhere All at Once تُخبر البطلة حبيبها أن عالمها الأصلي هو أكثر نُسخها فشلاً فيخبرها بحكمة أن هذا ما يجعلها المفضلة لديه لأن أكثر نسخ المرء فشلاً هي النسخة التي لم تجرب بعد وبالتالي ما زالت تملك آلاف المسارات البديلة التي لم تختبرها.
ما يُميز مسلسل الصفارة هو تحدي ولوج ثيمة لها قوانينها وتعقيدها وفانتازيتها وإخضاع ثقلها الكامل لمنطق حبكة كوميدية لا بد ألا تكون خفتها لا تحتمل لدرجة تبتذل الفكرة من الأساس ولا بد ألا تكون ثقيلةً جداً بما يُفسد روح العمل، كان الصفارة وفياً بذكاء لكل الخطوط الثرية التي تمتلكها جوهرة العوالم الموازية، وتمريرها بخفة عبر سيناريو كوميدي نجح في جعل صحبته مُمتعةً نحو نهاية نعلمها جيداً من البداية، نجحت 15 حلقة في تقديم خطوط كان ليضيق بها الزمن السينمائي، ونجحت كذلك في تقديم مساحة للشخوص المساعدة التي قدمت أداءً بديعاً على الرغم من خصوصية الرحلة لشخص واحد.
ما زال البشر يهيمون بالعوالم الموازية منذ أول رواية حديثة وحتى اليوم، وما زالت الثيمة تنجح كل مرة مهما كساها تعقيد علمي على طريقة نولان أو فانتازي على طريقة الثنائي دانيال أو كوميدي خفيف على طريقة مصرية هضمت ثيمةً مُستعارةً ومنحتها بعضاً من الفرادة لتصنع واحداً من أجمل المسلسلات الكوميدية في الأعوام الأخيرة.