لهذا السبب «نيمار» ليس سعيدًا في باريس سان جيرمان
منذ عدة أيام خرج علينا راديو كتالونيا بأنباء مثل تلك التي تشير إلى ندم النجم البرازيلي «نيمار داسيلفا» على استخدام الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة والانتقال إلى النادي الباريسي في صفقة هي الأغلى حتى الآن في تاريخ كرة القدم والتي وصلت قيمتها إلى 222 مليون يورو بما يعادل 198 مليون جنيه إسترليني، صفقة كان لها أكبر الأثر في تغيير خريطة أسعار اللاعبين في الميركاتو الكروي.
ادعى عدد من متابعي المستديرة أن تلك الأخبار جانبت الصواب وقد كان متوقع لها أن تخرج من راديو كتالونيا نظرًا لشعورهم بالغضب حتى الآن مما فعله نيمار، وبالرغم من زيارته لأصدقائه في برشلونة ونشرهم لصوره على الانستجرام مع البرغوث الأرجنتيني والمهاجم الأورجوياني لويس سواريز، إلا أنه ما زال هناك الكثير من الغضب في نفوس جماهير كتالونيا تجاه اللاعب البرازيلي حتى الآن.
دعم ذلك الرأي أن تلك الأخبار لم تخرج إلا من إذاعة كتالونيا فقط، ولكن لم تمر 24 ساعة حتى بدأت تقارير في عدد من المواقع العالمية مثل صحيفة الميرور وذا صن وبليتشر سبورت وكذلك الماركا والتي تشير بالفعل إلى عدم ارتياح نيمار في باريس، تلك التقارير لم تقل إن نيمار وحده هو من يشعر بعدم السعادة بل امتد الأمر لزملائه في الفريق أيضًا والذين يشعرون بالغضب تجاهه، فلماذا؟.
كرة القدم ليست كل شيء
طبقًا لإحصائيات موقع squawka العالمي فإن بداية نيمار مع باريس سان جيرمان هي الأفضل له في مسيرته حتى الآن، فنيمار استطاع إحراز أول عشرة أهداف له مع باريس سان جيرمان في إحدى عشرة مباراة فقط بينما احتاج إلى 25 مباراة مع برشلونة و 42 مباراة مع سانتوس البرازيلي لتسجيل نفس العدد من الأهداف، صحيح وأن الدفاعات التي يواجهها نيمار في الدوري الفرنسي ليست هي الأصعب ولكنه يظل نجاحًا إحصائيًا يجب النظر إليه بعين الاعتبار.
وبالرغم من تلك البداية الجيدة كرويًا و تألق ثلاثية «نيمار-كافاني-مبابي» خاصة في بطولة دوري أبطال أوروبا وتقديمهم لمستوى أشاد به الجميع أمام العملاق البافاري، إلا أن تلك التقارير جميعها تتفق على أن نيمار لا يشعر بالسعادة في الفريق الباريسي، فبالرغم من الامتيازات المادية غير المسبوقة التي يحظى بها نيمار في فرنسا إلا أن النجم البرازيلي لا تعجبه طريقة المدرب الإسباني أوناي إيمري في التدريب، والتي تعتمد بشكل أو بآخر على قضاء وقت طويل في مشاهدة فيديوهات قد تصل مدتها إلى ساعة أو ساعتين للفرق الأخرى، نيمار يرى أنه لا يحتاج إلى ذلك.
الزملاء أيضًا غير راضين
الشق الآخر للقضية -وهو الأهم قطعًا- هو عدم رضا زملاء نيمار في باريس سان جيرمان عن الامتيازات الخرافية التي يحظى بها نيمار دا سيلفا دونًا عنهم والتي يمكن تلخيصها في أربع نقاط تحديدًا وفقًا لصحيفة الماركا الإسبانية:
- القيمة المالية العالية للغاية في عقد نيمار والتي تصل إلى 30 مليون يورو على أن يتحمل النادي الباريسي قيمة الضرائب.
- إعفاء النجم البرازيلي من المهام الدفاعية داخل الملعب وهو ما يظهر جليًا في مباريات باريس سان جيرمان، فلسنا في حاجة لتقارير صحفية لإثبات تلك الملحوظة. كذلك تحذير اللاعبين من التدخلات القوية على نيمار أثناء التدريبات.
- نيمار هو اللاعب الوحيد المسموح له بالإتيان إلى التدريبات حاملًا حقائب تحمل العلامة التجارية لشركات منافسة لتلك الشركات التي ترعى النادي الباريسي والاستفادة ماديًا من ذلك.
- تعيين شخصين كأخصائيي علاج طبيعي لنيمار بمفرده دونًا عن باقي زملائه بالفريق.
تلك الامتيازات قد أججت مشاعر عدم الرضا من لاعبي باريس تجاه نيمار، ولعل بوادر تلك المشاعر ظهرت في خلافه مع إديسون كافاني على أولوية التسديد في ضربات الجزاء والركلات الثابتة والذي تصدر أولى الصفحات في الصحف الرياضية والعالمية، خلاف أنهاه ناصر الخليفي، المالك القطري لنادي باريس سان جيرمان، بترضيات مالية للنجم الأوروجوياني، كما لم يستطع المدير الفني للفريق أوناي إيمري التدخل لحسمه مُكتفيًا بتعليق مضمونه أنه يحب أن يترك مثل هذه الأمور للاعبين أنفسهم، تصريح غريب أثار موجة من الاستغراب من وضعية نيمار داخل الفريق ومدى قدرة إيمري على ترويض تلك النجوم التي يعج بها الفريق الآن.
تصريحات أوناي إيمري بعد طرد نيمار في مباراتهم أمام مارسيليا.
من مع ومن ضد؟
بدأت الجماهير بعد أزمة « نيمار-كافاني» في تصنيف لاعبي باريس إلى فريقين؛ أحدهما فريق نيمار والآخر فريق كافاني، حتى أتت التقارير الأخيرة والتي أشعلتها صحيفة «le parisien» الفرنسية لتضع حدًا لتلك الشائعات وتقول إن أغلب لاعبي الفريق رافضون للتمييز الواضح لنيمار عنهم في الفريق، حتى الظهير البرازيلي داني ألفيش، والذي صنفته الجماهير على أنه يترأس الجبهة المؤيدة لنيمار في الفريق على خلفية اللقطة الشهيرة له وهو يأخذ الكرة من أمام كافاني ليلتقطها منه نيمار بعد ذلك في إحدى الركلات الحرة، صرّح منذ عدة أيام بأنه لم يقصد إعطاء الكرة لنيمار بل كان يريد أن يصوبها بنفسه،مختتمًا تصريحاته بأنه ليس جليسة الأطفال الخاصة بنيمار وكافاني في الفريق وأنه لاعب كرة قدم محترف لا يلتفت لتلك الأمور.
خلاصة القول إن غرف خلع الملابس طيلة تاريخ كرة القدم وهي تشهد تمييزًا لبعض أساطير اللعبة عن غيرهم، وهذا يظل مقبولًا لأن الكل يعلم أن ما يقدمه هؤلاء الأساطير للنادي ليس كالذي يقدمه غيرهم، ولكن هذا التمييز يظل مقبولًا طالما كان محدودًا بسقف محدد وبمجرد اختراقه لذلك السقف يبدأ اللاعبون في إبداء اعتراضهم وتبدأ التقارير الصحفية المعبرة عن هذا الغضب في الظهور وهنا يأتي دور المدير الفني ذي الشخصية القوية التي تستطيع السيطرة على مثل تلك الأمور، فتلك الأمور يحكمها المدراء الفنيون لا الإدارات، فماذا سيفعل أوناي إيمري الفترة المقبلة؟، وما مصيره إذا فشل في إحكام سيطرته على الفريق؟.