فيلم «Tenet»: كريستوفر نولان ضد الزمن وضد المعقول
دائماً ما كان نولان مشغولاً بسؤال الزمن؛ كيف نراه وكيف يتدفق؟ ربما يكون هذا الفيلم الأحدث Tenet هو خلاصة هذه الرؤية أو ذروة ما يود أن يقوله في هذا الشأن، فيما أظن.
فيلم Memento
في فيلم Memento الصادر عام ٢٠٠٠ استخدم نولان التلاعب بالزمن كتقنية لسرد أحداث فيلمه المأخوذ عن قصة قصيرة من تأليف أخيه جوناثان، كان التساؤل الأهم هو كيف يمكن للوعي أن يرى تدفق الزمن؟ وهل يمكن لنا أن نرى الزمن كشذرات متقطعة؟ وساعتها كيف ننظر إليه في تدفقه؟ هل يمكن أن نراه يمرق من المستقبل نحو الماضي بدلاً من العكس؟
في ذلك الفيلم كنّا أمام طريقتين لسرد الأحداث، إحداها خط زمني طبيعي والأخرى عكسي، وبطل مُصاب بنوع من فقدان الذاكرة، لا يجعله يحتفظ بالذكريات الحديثة، ليس أمامه إلا أن يعيش كل لحظة بشكل منفصل عمّا يسبقها وعمّا يليها، مُحاولاً استقراء هدفه وغايته في كل مرة مستعيناً بمجموعة من الوشوم والصور.
لن تتفاجأ لو عرفت أن واحدة من نظريات الفيزياء ترى العالم على هذه الصورة، ترى نظرية الكم في بعض تفسيراتها العالم كشذرات منفصلة، مثله كمثل الصورة الرقمية المكونة من بيكسلز pixels منفصلة، تشكل عند اجتماعها ما يبدو كتيار للزمن، هذه الشذرات لا يمكن تقسيمها إلى ما هو أصغر منها ولا يجمعها بما حولها إلا وعينا الذي يضم تلك الشذرات معاً ليصنع الصورة الكبيرة.
هل الزمن بالفعل شذرات كمية منفصلة؟ وما نراه كزمن يمضي من الماضي للمستقبل ونرى فيه السبب يسبق النتيجة ما هو إلا نتاج تجميع وعينا لتلك الشذرات وخداعنا بوضعها في نمط تبدو فيه مرتبة منطقياً بالنسبة لنا؟ لكن كل الشذرات في الواقع موجودة معاً وربما غير متصلة ببعضها البعض؟
فيلم Interstellar
في فيلم Interstellar الذي صدر عام ٢٠١٤ كان نولان على موعد آخر مع سرديته المفضلة عن الزمن، استخدم النظرية النسبية لأينشتاين، هذه المرة كي يبرز كيف أن الزمن الذي تعرفه الفيزياء الحديثة مختلف تماماً عن الزمن الذي يعرفه الحس المشترك. وفق النظرية النسبية فلكل إطار إسناد زمنه الخاص، أي أن زمننا هنا على الأرض لن يكون هو نفسه على كوكب يتحرك بالنسبة إلى الأرض بسرعة هائلة، والعكس بالعكس. كلما اقترب الجسم من سرعة الضوء كلما تباطأ الزمن الخاص به.
تخيّل أباً وابنته كما حدث في الفيلم، الأب سافر إلى أُطر إسناد أخرى تتحرك بسرعات مهولة مقارنة بالأرض ثم عاد في النهاية للأرض (أو بالأحرى لنفس إطار الإسناد الذي توجد فيه الأرض)، الشهور التي مرت على الأب ستكون قد مرت على ابنته أعواماً، هكذا يعود الأب الشاب ليجد ابنته امرأة طاعنة في السن في عمر جدته وهي تحتضر.
يبدو الزمن وفق النظرية النسبية مُمتزجاً بالمكان، وكل حركة لنا هي حركة فيهما معاً، وهي حركة تختلف باختلاف سرعاتنا وأُطر إسنادنا. وباختلاف أزمنتنا، تختلف أحداث الماضي والمستقبل بالنسبة لنا، ربما يكون ماضي البعض في مستقبل البعض الآخر والعكس بالعكس، وهو ما يجعل وكأن كل الأزمنة موجودة معاً، وأن كل ما نقوم به هو التحرك فيها لا أكثر.
كان التجلي الأكبر في الفيلم في لولب الزمن time loop الذي صنعه نولان، حيث يتواصل بشر المستقبل الذين عرفوا سر البعد الخامس الأعلى من الزمن، وبالتالي صاروا يتحركون في الزمن بحرية تقدماً وتأخراً، وهو ما مكّنهم من التواصل مع بطل الفيلم وإهدائه السر الذي أنقذ سكان الأرض. ولولا إنقاذ سكان العالم، ما كان المستقبل ولا كان بشر المستقبل الذين أهدوا السر إلى الماضي. هذه واحدة من أكبر تناقضات السفر عبر الزمن، لكن السفر هنا ليس السفر المعتاد الخيالي، بل هو استخدام لبعض قوانين الفيزياء المثبتة بالفعل لاستنتاج حقائق مثيرة كتلك وللتساؤل من جديد عن أحد أهم أسئلة العالم الكبرى… ما الزمن؟
فيلم Tenet
يعود نولان في فيلمه الحديث الصادر مؤخراً إلى موضوعه الأثير. وإذا كان الإنقاذ قد جاء من أحفادنا في المستقبل في فيلم interstellar، فإن التهديد هذه المرة هو القادم من المستقبل، وربما محاولات الإنقاذ كذلك.
الإلكترون والبوزيترون:
يتركب الكون وفق النظرية الذرية الحديثة من جسيمات عديدة متناهية الصغر، بعضها موجبة الشحنة وأخرى سالبة وثالثة متعادلة. في أواخر عشرينات القرن الماضي استنتج «بول ديراك» نظرياً وجود جسيم له كل خواص الإلكترون، لكنه يختلف عنه في الشحنة فقط وكأنه صورة نيجاتيف له، ولم تمضِ سوى أعوام قليلة حتى اكتشف «كارل أندرسون» وجود مثل هذا الجسيم فعلاً في الطبيعة. ثم توالت اكتشافات مثل هذه الجسيمات المضادة. عرفنا مضاد البروتون والنيترون وغيرها. جميعها تحمل ذات خواص الجسيمات الأصلية لكنها كصور نيجاتيف لها.
في وقتٍ لاحق اقترح ديراك فكرة مجنونة، ماذا لو كان هذا الجسيم المضاد لا يمتلك شحنة مضادة بالفعل لكنه يبدو لنا على هذه الصورة، لأنه يتحرك في الزمن عكس الحركة الطبيعية، نعم هذا صحيح. لو تخيلنا إلكتروناً يتحرك في الزمن من المستقبل نحو الماضي، أي عكس سير الزمن الفعلي سيبدو تماماً كالبوزيترون (جسيم له كل خواص الإلكترون لكن شحنته مختلفة). هكذا أصبح من المحتمل أن البوزيترون ما هو إلا إلكترون لكنه يمضي في الزمن عكس صيرورته المعتادة.
الجنون يشتد:
يحتفظ لنا تاريخ الفيزياء كذلك بمكالمة هاتفية مثيرة للغاية جرت يوماً بين «جون ويلر» و«فينمان»، حيث قال ويلر لـ فينمان، محاولاً تفسير التشابه بين كل إلكترونات الكون تشابهاً مذهلاً وكأنها جميعاً نفس الجسيم الواحد: ماذا لو كانت كل الإلكترونات والبوزيترونات في الكون هي إلكترون واحد يمضي للأمام ويعود للخلف في الزمن، بمعنى تخيّل إلكتروناً يمضي بالطريقة العادية من الماضي نحو المستقبل ثم بعد أن يقطع رحلته يعود من جديد، لكن هذه المرة عكس اتجاه سير الزمن؛ سيبدو ساعتها كـ بوزيترون، تخيّل هذا البوزيترون بعد أن يقطع رحلته للماضي، يعود إلى المستقبل سيبدو هذه المرة كـ إلكترون، لكن في الواقع صار لدينا إلكترونان يمضيان نحو المستقبل وبوزيترون يعود للماضي. كرِّر هذه العملية عدد لا نهائي من المرات وحينها ستجد أن الإلكترون الواحد قد صار عدداً لا نهائي من الإلكترونات ومضادات الإلكترونات (البوزيترونات).
هل يقف الأمر عند التنظير؟
في الحقيقة هناك أحد التفاعلات النووية لم يُفسر إلا من خلال تلك الجسيمات التي تسافر عكس حركة الزمن، وهو التفاعل النووي الضعيف الذي يصاحبه انبعاث جسيم بيتا (إلكترون)؛ ما يحدث أن أحد نيوترونات الذرة غير المستقرة يتحول إلى بروتون وينبعث مُصاحباً لهذا التحول إلكترون (جسيم بيتا) ومضاد نيوترينو… فماذا حدث؟
يذهب التفسير أن هذا النيوترينو المضاد ما هو إلا نيوترينو قادم من المستقبل، ولأنه قادم من المستقبل فنحن نراه في صورة نيوترينو مضاد، تفاعل هذا النيوترينو القادم من المستقبل في صورة نيوترينو مضاد مع النيوترون وأدى إلى تحوله إلى بروتون وإلكترون، ثم واصل النيوترينو المضاد البقاء لأنه قادم من المستقبل، وبالتالي سيظل موجوداً طوال الوقت القادم لأنه قد مرّ به بالفعل في أثناء رحلته من المستقبل الأبعد دائماً.
الزمن السائل:
عند هذا يصبح الزمن سائلاً، ليس ما اعتدنا على رؤيته أو ليس ما يجعلنا وعينا نراه على هذه الصورة، أحداث مرتبة من الماضي للمستقبل. بل يختلط الماضي بالمستقبل ويصبح ماضي البعض هو مستقبل البعض الآخر والعكس.
معروف أن كل قوانين الفيزياء هي قوانين انعكاسية، بمعنى أنها لا تعرف سهم الزمن، أي أنها سوف تكون صحيحة سواء كان تدفق الزمن من الماضي إلى المستقبل أو العكس، إلا قانون واحد يحمل سهم الزمن، هذا القانون هو القانون الثاني الديناميكا الحرارية أو قانون الإنتروبيا، وهي كلمة وردت في فيلم نولان بالفعل.
يذهب هذا القانون إلى أن الفوضى يجب أن تزداد في العالم تماماً كما ترج بيضة لتمزج صفارها ببياضها، يعمل العالم على مزج الصفار بالبياض دائماً لكنه من غير الممكن أن ينفصل الصفار عن البياض إلا عبر بذل طاقة، لا يمكن أن يوفرها النظام لو كان مثل الكون نظام مغلق على نفسه. هكذا تستهلك النجوم مواردها وتتدفق الحرارة من الأسخن للأبرد ولا يمكن بأي حال أن تجمع الشمس ضياءها وحرارتها لتعود في الزمن للماضي، ولا يمكن أن تزداد حرارة الساخن متى اتصل بجسم أبرد منه، ليس له أبداً أن يعود لامتصاص المزيد من الحرارة من البارد؛ فتزداد حرارة الساخن وبرودة البارد. هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعل الزمن يمضي للأمام؛ أن المستقبل هو حالة التعادل والموت النهائية التي يسعى لها كل شيء في النهاية.
هناك مشهد ذكي جداً في الفيلم وهو مشهد يوضح كيف أن الإنتروبيا تنعكس بالنسبة لجسم يمضي من المستقبل نحو الماضي. فهذا الجسم عندما يتعرض للحرارة لا يكتسب سخونة بل يفقد من سخونته هو، وبالتالي تزداد برودته لأن قانون الديناميكا الحرارية انكسر مع انكسار سهم الزمن وانعكس مع انعكاسه فصارت النيران لا تحرق بل تمتص الحرارة من الأجسام وتصيبها ببرودة شديدة. عندما تعرّض بطل الفيلم للنار كاد يموت بسبب انخفاض حرارة جسمه لا محترقاً.
المعضلة الضخمة:
هناك مشهد مميز جداً في الفيلم، عندما يتعامل بطل الفيلم مع الرصاصة القادمة من المستقبل لأول مرة ويحاول التقاطها بأن يجعلها تقفز إلى يده فلا يستطيع، بينما تنجح مرشدته في ذلك وتخبره أن زمن الرصاصة معكوس لذا ما يبدو كالتقاط بالنسبة له يبدو بالنسبة لها وكأنه هو من قام بإلقائها. ولذلك فعليه أن يفتعل حركة إسقاطه للرصاصة على الطاولة حتى يجدها تقفز بين يديه.
لقد اعتدنا أن نفكر في تصويب الكرة ثم نصوبها بالفعل نحو المرمى ثم تدخل الكرة إلى المرمى. تخيّل عالماً يحدث فيه هذا بالعكس. نرى الكرة تخرج من المرمى نحو من قام بتصويبها ثم تنبعث فكرة تصويبها إلى رأسه. هذا التخيل يطرح تساؤلاً ضخماً جداً حول معنى الإرادة الحرة: هل هي موجودة بالفعل؟
ببساطة يُشكِّك سيناريو كهذا في مفاهيم السبب والنتيجة. لا تحدث الأمور لأن الأسباب تستبق النتائج، بل لا معنى هنا للسبب والنتيجة من الأساس، فالأمر كله أمر ترتيب لا أكثر. وفي عالمنا العادي قد يكون تفكيري هو ما جعلني أصوب الكرة وجعلها تدخل إلى المرمى لكن في عالم يمضي الزمن فيه بالعكس: لقد جاءتني الكرة من المرمى ثم بزغت في رأسي فكرة تصويبها. هنا لا إرادة حرة بل حتمية فرضت انبعاث الفكرة في رأسي.
كماشة الزمن:
لكن الفيلم لا يتبنى هذه الرؤية، بدليل اصطلاحه على ما أطلق عليه اسم كماشة الزمن وهي حركة يستخدمها ذلك الذي في حوزته البوابة القادرة على عكس الزمن، بحيث يختار فترة زمنية محددة ولتكن دقائق أو ساعات أو كما يكون، ويجعل البعض يتحرك في الزمن باتجاه حركته الطبيعية والبعض الآخر يتحرك عكسياً. حينئذ يصبح مستقبل المتحركين مع تيار الزمن هو ماضي المتحركين عكسه، وماضي المتحركين مع تيار الزمن هو مستقبل المتحركين عكسه، ومن ثَمَّ يتبادلون المعلومات فيما بينهم.
كل فريق يستفيد بالمعلومات التي يعطيها له الفريق الآخر عن مستقبله المنتظر الذي يقع في ماضي الفريق الآخر. هنا يبدو الوعي فوق فكرة حركة الزمن، فهو غير مُقيّد بها والزمن نفسه يبدو قابلاً لإعادة التشكل وفق ما يفرضه عليه الوعي، لأن كل فريق استفاد من المعلومات عن مستقبله التي جاءته من الفريق الآخر واستغل ذلك في تغييره، لكن هنا تتجلى أزمة وهي عصية كذلك على الحل: لو أن الزمن بهذه السيولة فالمعلومات التي يحصل بها أحدهم عن مستقبله، تمكنه من التغيير فيه وبالتالي ربما تغير من ماضي من جاءه بالمعلومة، وبالتالي تغير في المعلومة ذاتها؛ لنقع في حبائل حلقة مفرغة، لا فكاك منها!
التناقض الأكبر وأزمة الفهم:
أشرنا فيما سبق أن الإنتروبيا تقضي بأن يمضي العالم دائماً نحو المزيد من الفوضى وأن الفكرة الرئيسية للفيلم قائمة على كسر هذا، وبالتالي جعل الزمن يمضي أحياناً بالعكس.
لكن مع ازدياد الفوضى، يزداد كذلك تراكم المعلومات. دعونا نتخيل أن شخصاً يمضي نحو الماضي في عالمه، هل سيظل يحمل نفس معلوماته المتراكمة أم أن عليه أن يفقد معلوماته كلما صار في الماضي؟
الأوقع أن يفقد تلك المعلومات، وبالتالي كما يتحول الكون مع الرجوع في الزمن إلى صورته الأبسط يتحرك هو كذلك نحو الصورة الأبسط، فيصغر في السن مع مرور الزمن العكسي ويفقد ما اكتسبه من خبرات كذلك.
لكن للخروج من هذا التناقض جعل نولان العالم كله يتحرك في سير عكسي نحو إنتروبيا وفوضى تقل بمرور الوقت، بالنسبة للعالم من حول المسافر عكسياً في الزمن انعكست حركة الزمن بالفعل، لكنها تمضي بشكلها الطبيعي في وعيه هو، وبالتالي يظل قادراً على مراكمة المعلومات رغم سير الزمن العكسي من حوله، وكأن الزمن يسير عكسياً من حوله ويسير طبيعياً فيه. إن هذا هو التناقض الأكبر وهو ما يُهدد حبكة الفيلم، وما مثّل في ظني صعوبة في الفهم عند الكثيرين أو إحساس بعدم استساغة بعض المشاهد.
في أحد مشاهد الفيلم نرى ثلاث نسخ من بطل الفيلم، واحدة هي النسخة العادية تماماً التي تسير مع الزمن، وواحدة ثانية هي نسخة منه جاءت من المستقبل وتسير عكس الزمن، أما النسخة الثالثة فهو الذي سار عكس الزمن واندفع نحو الماضي؛ حيث استخدم البوابة من جديد في الماضي، ليعود بحركته الزمنية إلى وضعها الطبيعي، وبالتالي يعود ليمضي في الزمن مع تدفقه العادي ويعود ليلتقي بنسختيه السابقتين في لحظة واحدة، لكنها مختلفة بالنسبة لكل نسخة منهم، ذلك الثالث يمتلك خبرات وتاريخ ووعي الشخصيتين الأخريين، لأنهما كانتا في ماضيه.
إن البوابة هنا في واقع الأمر لا تعكس إنتروبيا الشخص لكنها تعكس إنتروبيا العالم من حوله، بينما يظل هو محتفظاً بكل تاريخه ويظل قادراً على الفعل.
خاتمة
في ظني أن هذه السردية الجديدة لنولان لا تطرح أفكاراً مثل نسبية الزمن أو معنى صيرورته أو… أو… لكنها في الأساس احتفاء بإرادة الإنسان الحرة، وقدرة تلك الإرادة على تحدي سلطان الزمن والصيرورة، بل حتى الإنتروبيا الحاكمة للعالم، لكن هذا البناء العظيم الفريد والمميز احتوى كذلك على تناقضات كبرى، قد يراها البعض عيوباً وأراها مزايا، فالإنسان يعيش هذه التناقضات الفكرية في العالم الواقعي كل يوم، ومع ذلك يواصل حياته، وما وجودها في فيلم نولان إلا انعكاس لهذا الواقع الذي لا نفهمه!