10 كتب تضع التاريخ العثماني بين يديك
«من أين أبدأ القراءة في هذا الفرع المعرفيّ أو ذاك؟»، سؤالٌ يشغل بال كل من يريد الانخراط في فرع معرفي معين، سواءٌ أراد أن يأخذ فكرة إجمالية عن هذا الفرع، أو أراد أن يسير للأمام متسلقًا الدرجات المعرفية التي تمكنه أو تقربه من التخصص.
كشخص مهتم بالتاريخ العثماني، رأيت أن أضع مجموعة من الكتب يستطيع كل من يريد أن يبدأ في قراءة التاريخ العثماني أن يلج من خلالها إلى هذا التاريخ الكبير العريق، بشكل حرصت فيه على التوازن في الحديث عن التاريخ السياسي للدولة من جهة، وبقية أجزاء تاريخ الدولة من تاريخ اقتصادي واجتماعي وعلمي وفكري وإداري وغيره من جهة أخرى، بتسلسل يتدرج من البساطة إلى التفصيل؛ بما يمكّن القارئ من الوقوف على أرضية صلبة بداخل الأطر العامة للتاريخ العثماني، مع رسم صورة متجانسة تحتوي على صليل السيوف وصوت المدافع ورائحة البارود والحروب من طرف، كما تحتوي على الأسواق والحياة الاجتماعية للشعوب وعمائر المآذن السامقة وحلقات العلم والموسيقى الصوفية من طرف آخر.
تنفرد هذه القائمة بعملين يخرجان عن السمت العام للمؤلفات التي قمت بانتقائها؛ وذلك لأهمية الأحداث التي يتناولانها بالعرض والتحليل، فالأول هو «الفتح العثماني للأقطار العربية» وهو يناقش قضية أسباب الدخول العثماني للأقطار العربية وضم غالبيتها إلى حكم الدولة في القرن السادس عشر، والثاني هو «سليمان القانوني سلطان البرين والبحرين» وهو يتحدث عن عهد السلطان سليمان القانوني أعظم عهود الدولة العثمانية بإجماع أغلبية المؤرخين.
1. العثمانيون في التاريخ والحضارة
يعتبر مؤلف الكتاب الدكتور «محمد حرب» من أبرز الشخصيات المصرية التي ساهمت في التعريف بالتاريخ العثماني للعالم العربي، فقد عمل أستاذًا للتاريخ العثماني بكلية الآداب جامعة عين شمس، وأسس «المركز المصري للدراسات العثمانية وبحوث العالم التركي» بالقاهرة، كما يعمل حاليًا مستشارًا لرئيس جامعة «صباح الدين زعيم» بإسطنبول.
له العديد من الترجمات والمؤلفات والتحقيقات التي أثرى بها المكتبة العربية حول التاريخ العثماني أشهرها ترجمته لمذكرات السلطان «عبد الحميد الثاني»، كما ألّف كتابًا عن السلطان تحت عنوان «السلطان عبد الحميد الثاني آخر السلاطين العثمانيين الكبار»، وقام بنقل كتاب «البحرية» للجغرافي الكبير «پيري ريس» إلى العربية، كما قام بترجمة رحلة هامة لأحد رجال الدولة العثمانية في القرن 19 ويدعى «عالي بك» إلى العراق والهند تحت عنوان «رحلة عالي بك إلى العراق العثماني والهند»، كما قام بتحقيق ودراسة لكتاب العالِم الكبير «حاجي خليفة» الذي يحمل عنوان «سُلَّم الوصول إلى طبقات الفحول» في خمسة مجلدات.
ويعد كتابه «العُثمانيون في التاريخ والحضارة» من أفضل وأبسط ما يُبدأ به في القراءة عن التاريخ العثماني، وهو لا يعتمد على السرد التاريخي المتسلسل لوقائع التاريخ السياسي كغيره، بل تم تقسيمه إلى الحديث عن بعض شخصيات السلاطين والتعريف بهم وبجهادهم، والحديث عن بعض المسائل المتنوعة مثل تقرير رسمي عثماني عن بداية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأتاتورك وكرهه للطربوش.
كذلك الحديث عن بعض الشخصيات العلمية البارزة؛ مثل المهندس المعماري «سنان»، والخطّاط «حامد»، وشيخ الإسلام «مصطفى صبري»، والرحالة العثماني الكبير «أوليا چلبي». صدر الكتاب في طبعتين؛ طبعة أولى عن المركز المصري للدراسات العثمانية وبحوث العالم التركي في عام 1994م، والثانية في 2012م عن دار القلم بإضافات جديدة.
2. تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة
يعتبر هذا الكتاب من ضمن سلسلة دكتور «محمد سهيل طقوش» عن أحقاب التاريخ الإسلامي التي صدر منها العديد من الكتب، شملت الحديث عن التاريخ الإسلامي منذ عهد الخلفاء الراشدين مرورًا بالخلافات الإسلامية الثلاثة الرئيسية [الأموية – العباسية – العثمانية]، والدول الإسلامية الأخرى التي ظهرت بشكل متوازٍ مع هذه الدول الكبيرة، وقد اتخذ فيه منهجًا سرديًا من بداية قيام الدولة حتى نهايتها وسقوطها بتفصيل تاريخي للأحداث السياسية مقسمة حسب فترة كل سلطان، مع ذكر المعارك التي حدثت في عهد كل منهم بالإضافة إلى عرض لأعمال بعض السلاطين وشخصياتهم، وتخصيص ثلاثة فصول للحديث عن العلاقات العثمانية الصفوية والعلاقات العثمانية الأوروبية وفصل عن أسباب انهيار الدولة العثمانية.
من مميزات الكتاب أن قائمة المصادر التي عاصرت الأحداث، والمراجع التي اعتمد عليها د.طقوش، تضم مصادر ومراجع واسعة بالعربية والفارسية والعثمانية والتركية والفرنسية والإنجليزية؛ مما يعطي الكتاب ميزة الإحاطة الموسعة بالأحداث التي يؤرخ لها. إلا أن المشكلة التي تواجه الكتاب هو محاولة الجمع بين آراء المؤرخين أصحاب الكتب التي استقى منها الدكتور مادة الكتاب في بوتقة واحدة؛ مما نتج عنه اضطراب أحيانًا في معرفة رأي الدكتور نفسه في الأحداث التي يؤرخ لها، ولكن رغم ذلك أنصح به من يريد أخذ نظرة موسعة على التاريخ السياسي العثماني من البداية إلى النهاية كبديل عن كتاب د. علي الصلابي «الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط».
3. تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الذهبي
والكتاب للدكتور «أحمد فؤاد متولي» رحمه الله، أدرجته ضمن القائمة لتفرده بالنسبة للمؤلفات العربية في الحديث عن التاريخ السياسي لفترة قيام الدولة العثمانية، بدءًا من مرحلة ما قبل الدولة العثمانية في الأناضول حتى نهاية القرن السادس عشر، فقسم الدكتور هذه المرحلة الواسعة إلى أربعة فصول تناول في كل فصل منها مرحلة من مراحل التوسع العثماني بذكر فتوحاتها ومعاركها، مع تأريخ خاص للعلاقات العثمانية المملوكية في كل مرحلة من هذه المراحل، وصولًا إلى مرحلتي ما قبل الصدام والصدام في معركتي «مرج دابق» و«الريدانية» وانضمام الشام ومصر بعدهما إلى الأراضي العثمانية، وقد اعتمد في ذكر هذه الوقائع على الأرشيف العثماني ووجهة النظر العثمانية في الاصطدام بالحكم المملوكي والأسباب التي أدت إلى ذلك.
تم في الكتاب الاعتماد على مصادر ومراجع عربية وعثمانية وتركية وإنجليزية وفرنسية، بالإضافة إلى المخطوطات والوثائق والفرمانات المحفوظة بالأرشيف العثماني، والتي قدم من خلالها إضافات هامة للفترة التي يؤرخ لها، مع تصحيحات لبعض المعلومات الشهيرة مثل قضية مباركة «حاجي بكتاش» للإنكشارية، وقد أثبت زيف هذه الواقعة؛ مما يعطى للكتاب أهميته في المكتبة العربية.
4. تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار)
عنوان الكتاب كاملاً [تاريخ الدولة العثمانية (النشأة – الازدهار) وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة]، وهو من ضمن المؤلفات العربية المميزة التي يعتمد فيها دكتور «سيد محمد السيد» أستاذ التاريخ والحضارة العثمانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية بشكل رئيسي على مصادر عثمانية ومراجع تركية في التأريخ للأحداث؛ مما أدى إلى خروج الكتاب بزاوية نظر تمثل الرؤية العثمانية للحدث التاريخي.
كما يحلل الكتاب بشكل منطقي مجموعة من القضايا التي تشكل إشكاليات شهيرة في التاريخ العثماني، مثل مسألة «قتل الإخوة» وانتقال السلطة في العائلة العثمانية، والتي أوضح أنها أتت في الأساس بناء على مراكز القوى في الدولة وعدم وجود قانون ونص واضح لآلية انتقال السلطة بعد وفاة السلطان الحاكم؛ مما أدى إلى الحروب والمقاتل الشهيرة بين الإخوة في التاريخ العثماني.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء، يأتي الجزء الأول للحديث عن الدول التركية قبل الدولة العثمانية، والثاني منذ قيام الدولة العثمانية وحتى عهد «مُراد الثالث» حفيد السلطان «سُليمان القانوني» والذي ينتهي عهده بانتهاء الفترة التي شهدت الدولة فيها أعظم فترات قوتها والتي توازت أيضًا بموت «صوقللو محمد پاشا» الصدر الأعظم للدولة. ينتقل الحديث في الجزء الثالث إلى تحليل أسباب سقوط الدولة العثمانية، أما الرابع والأخير فيخصصه للحديث عن المؤسسات الحضارية للدولة العثمانية.
5. الفتح العثماني للأقطار العربية (1516-1574) [مُترجم]
ومؤلف الكتاب هو المستشرق والمؤرخ الروسي «نيقولاي إيڤانوڤ»، الذي مثلت عملية نقل كتابه هذا إلى العربية إضافة قيمة في توضيح وتحليل أسباب دخول العثمانيين إلى الأراضي العربية والسيطرة على مساحة تمتد من العراق وسوريا شمالًا حتى السودان والحبشة جنوبًا، ومن شبه الجزيرة واليمن شرقًا حتى الجزائر غربًا، ودخول هذه المنطقة كلها فترة حكم جديدة استمرت ما يقرب من القرون الأربعة.
يتناول الكتاب أوضاع الأقطار العربية وقت دخول العثمانيين إليها، مع ذكر التأثيرات التي أحدثها هذا الدخول على هذه الأراضي، ووضع هذا الأمر في إطار صراع دولي حينها بين الدولة العثمانية من ناحية وأوروبا النهضة والأطماع الصفوية من الشرق من ناحية أخرى، كما يتناول النظرات الروسية ونظرات رعايا الدول الأوروبية للدولة العثمانية ممثلة حينها النموذج الذي يطمح فلاحو هذه الدول في العيش في ظلاله.
الكتاب جدير بالقراءة، وفيه الكثير من الفوائد التي تساعدك على توسيع زاوية الرؤية لمعرفة أعمق بأسباب ضم الدولة العثمانية للمنطقة العربية، ومعرفة طبيعة هذا الحكم الجديد.
6. تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار [مُترجم]
صدرت الترجمة الإنجليزية لهذا الكتاب لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، وقد لاقى منذ صدوره ترحيبًا كبيرًا في الأوساط الأكاديمية العُثمانية عالميًا، وتم إدراجه كواحد من الدراسات الأساسية التي أجلت جوانب جديدة عن مؤسسات الدولة العثمانية.
مؤلف الكتاب هو البروفيسور الراحل «خليل إينالجيك»، عميد مؤرخي التاريخ العثماني، وواحد ممن ساهموا في الارتقاء بالدراسات العثمانية إلى آفاق أوسع عما كانت قبله، عمل كأستاذ للتاريخ العثماني في الجامعات الإنجليزية والأمريكية، وقام بتأسيس قسم التاريخ بجامعة بيلكنت بأنقرة.
حصل على عدد 23 شهادة دكتوراه فخرية من أنحاء مختلفة خارج تركيا وداخلها، وترك ميراثًا كبيرًا من الأبحاث والكتب والدراسات مثل كتاب «الحضارة العثمانية» في مجلدين [بالاشتراك مع آخر]، وكتاب «التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدولة العثمانية» في مجلدين كبيرين [بالاشتراك مع مؤرخين بارزين]، و«الشرق الأوسط والبلقان تحت الحُكم العثماني»، و«الدولة العلية: دراسات في تاريخ الإمبراطورية العثمانية» في ثلاثة مجلدات وغيرها.
لم يترجم للعربية من أعماله الكثيرة سوى هذا الكتاب [بواسطة د.محمد الأرناؤوط]، ومساهمته في كتاب «التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدولة العثمانية»، وهو أمر لابد أن يثير انتباه كل من يهتم بترجمة الدراسات العثمانية، فإضافات الرجل الهامة لابد أن تتوافر بلغة الشعوب العربية التي حكمتها الدولة لقرون.
ينقسم الكتاب إلى 4 أقسام، تشمل الحديث عن جذور نشأة الدولة حتى نهايات القرن السادس عشر الذي يمثل رأس هرم نمو الدولة، وفيه بدأت تظهر علامات الخلل في الإدارة ويأتي هذا في القسم الأول، أما القسم الثاني فيناقش المفهوم العُثماني لمعنى الدولة، وعلاقة القصر السلطاني بالإدارة ومسألة الوصول للعرش، وعلاقة القانون العثماني بالشريعة الإسلامية.
ينتقل الحديث في القسم الثالث إلى الحياة الاقتصادية والاجتماعية وطرق النقل والمواصلات وحجم التجارة بين الدولة والأقطار الأخرى، والمعطيات الحضارية والعمرانية التي تطورت بتطور الدولة مثل «الوقف» ودوره في تطور مدينة إسطنبول بعد فتحها، وختامًا في القسم الرابع والأخير نجده يتحدث عن العلم والتعليم وتطورهما والتصوف والطرق الصوفية ودورهما في حياة الدولة.
ورغم أهمية الكتاب وغزارته بالمعلومات إلا أن به بعض القضايا التي تباينت فيها أقوال المؤرخين، ونجد أن الدكتور خليل تبنى فيها موقفًا أثبتت الدراسات فيما بعد أنه لم يحدث، مثل قضية قتل محمد الفاتح لأخيه الرضيع؛ فهو يذكر القضية في ثنايا الحديث عن الفاتح رغم أنه لا يوجد أدلة تدلل على صحة هذه الواقعة.
7. سُليمان القانوني سلطان البرين والبحرين [مُترجم]
هو السلطان العاشر في سلسلة سلاطين الدولة العثمانية، والذي يقترن ذكر اسمه دائمًا بوصول الدولة لأعلى درجات المجد، وهي فترة قطف فيها سليمان جهود جده الأكبر السلطان «محمد الفاتح» وجده لأبيه السلطان «بايزيد الثاني»، وأبيه السلطان «سليم الأول» في توسيع رقعة الدولة وإقامة وترسيخ مؤسساتها، بجانب مجموعة هامة من الإنجازات التي قام بها بنفسه للاستمرار في توسيع مساحة الدولة جغرافيًا، والعمل على نشر المؤسسات والعمائر والحضارة العثمانية فيها.
مؤلف الكتاب هو دكتور «فريدون امجان» أستاذ التاريخ بجامعة «التاسع والعشرين من مايو» في إسطنبول، وهو مؤرخ متخصص في التاريخ العثماني، صدر له الكثير من الكتب والأبحاث حول التاريخ السياسي والاجتماعي للدولة العثمانية مثل «السياسة في العهد العثماني الكلاسيكي»، و«الحرب في العهد العثماني الكلاسيكي»، و«ياووز سلطان سليم»، وأحدثهم كتاب «تأسيس ونهوض الإمبراطورية العثمانية [1300-1600]»، وهو أحد محرري دورية تاريخية مميزة تختص بالأبحاث والدراسات العثمانية تصدر تحت عنوان «مجلة الدراسات العثمانية» باللغة التركية والإنجليزية.
يتناول الدكتور فريدون في هذا الكتاب فترة حكم السلطان سليمان من الناحية السياسية، فيبدأ بمولده في مدينة «طرابزون» وفترة إمارته وصولًا إلى العرش بعد وفاة والده السلطان سليم الأول، ويسير خطوة بخطوة في تسلسل زمني متخذًا المعارك والغزوات التي قام بها السلطان كعناوين فرعية تنبثق منها الأحداث الداخلية والخارجية الهامة التي تنحصر بين كل معركة وأخرى، والتي منها التعريف بزوجته «خُرَّم سلطان» المعروفة في التاريخ العثماني باسم روكسلانة، وأمره بقتل «بيري ريس» الجغرافي الكبير المشهور، وأسباب قتله لابنه مصطفى.
يختم د.فريدون في النهاية بحديث بسيط عن الإنجازات الحضارية التي تمت في عهد سليمان ومكانة هذه الفترة في تاريخ الدولة، ويمكن اعتبار الكتاب أنه من أفضل الكتب التي تُرجمت للعربية [على ندرتها] حول فترة حكم السلطان.
8. الدولة العثمانية المجهولة [مُترجم]
من أهم الكتب التي ترُجمت إلى العربية في السنوات الأخيرة، والتي بترجمتها تم إكمال نقص واضح في المكتبة العربية يتعلق بالكثير من الإشكاليات التاريخية العثمانية التي لم تكن تحظى بتوضيحات شافية، فقد تناول فيه البروفسور «أحمد آق گوندوز» والدكتور «سعيد أوزتورك» الإجابة عن 303 سؤال تم انتقاؤهم من ضمن 5000 سؤال، تم توجيهم إلى الدكتور أحمد آق گوندوز، حيث قام بتوجيه الأسئلة التي تتعلق بالتاريخ الاقتصادي للدولة إلى الدكتور سعيد أوزتورك كي يجيب عليها بسبب تخصصه في الجانب الاقتصادي من التاريخ العثماني.
الكتاب مُقسم إلى أربعة أقسام، الأول يعمل على الإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بعهد كل سلطان على حدة بعد التعريف به، فيقوم بتوضيح أكثر الادعاءات التي تنسب إلى السلطان، ويوضح ويحلل مدى الصواب والخطأ فيها، مع إرفاق أجوبة لمسائل تاريخية وقعت في عهد السلطان نفسه مثل قضية انتقال الخلافة إلى السلطان سليم الأول، فيضع السؤال والإجابة عليه في فترة السلطان.
أما القسم الثاني، فيتناول الأسئلة المتعلقة بالحياة الاجتماعية في الدولة من الرعية وطبقات الدولة الاجتماعية والرق والاسترقاق وموقع الحريم في القصر السلطاني، والثالث يتناول فيه الحديث عن القوانين العثمانية وعلاقتها بالشريعة الإسلامية والتشكيلات الإدارية والتعليم والقضاء في الدولة، أما الأخير فيتناول الحديث عن الجوانب الاقتصادية من ضرائب وتجارة وميزانية الدولة وقوانينها التي نظمت العلاقات المالية.
ما يشوب الكتاب هي العاطفة التي يحملها الدكتور أحمد تجاه التاريخ العثماني، والتي طغت في بعض المواضع على الحقيقة التاريخية وإلا فهو سفر جليل ومفيد جدًا.
9. تاريخ الدولة العثمانية [مُترجم]
من أوسع وأهم ما تُرجم للعربية حول تاريخ الدولة العثمانية، وهو سِفْر يتجاوز عدد صفحاته 1500 صفحة، تتناول الحديث عن التاريخ السياسي والحضاري للدولة. ويعتبر مؤلف هذا الكتاب المؤرخ والسياسي والكاتب الصحفي القدير «يلماز أوزتونا» واحدًا من أهم مؤرخي التاريخ العثماني في تركيا، الذي اشتهر بأنه أعاد للسلطان عبد الحميد الثاني مكانته الحقيقية عبر كتاباته التاريخية، فحتى ستينيات القرن الماضي كان السلطان عبد الحميد يوسم في الأوساط اﻷكاديمية التركية بأنه «السلطان الأحمر»، إلا أن كتابات يلماز كانت لها دور أساسي في محو هذه الصفحة وتصحيح صورة السلطان وإظهار سيرته الحقيقية.
ترك يلماز مكتبة كبيرة من المؤلفات التي أحاطت بالحديث عن تاريخ دول التُرك قبل الإسلام وبعده، منها «المدخل إلى التاريخ التركي» [تُرجم إلى العربية]، و«أوراق من التاريخ التركي»، و«دول الإسلام» [في أربعة مجلدات]، و«التاريخ العثماني الكبير» [في عشرة مجلدات]، و«عهد عبد الحميد الثاني وشخصيته».
ينقسم كتاب «تاريخ الدولة العثمانية» إلى جزأين، يتناول الجزء الأول الحديث عن التاريخ السياسي للدولة بفصل افتتاحي عن تاريخ الأتراك قبل الإسلام وبعده وبشمول يتضمن الحديث عن تواريخ صعود السلاطين إلى العرش والحروب والمعاهدات وأبرز الأحداث السياسية التي حدثت في عهد كل منهم، كما يقوم بتقسيم مراحل التاريخ العثماني إلى 9 مراحل، بعكس التقسيم الشهير الذي يقسمها إلى 3 مراحل [مرحلة الصعود – مرحلة القوة – مرحلة الهبوط]. أما الجزء الثاني فيتناول في قسمه الأكبر الحديث عن الجوانب الحضارية للدولة من فنون وثقافة وإدارة وعمارة وعلم وقانون وجيش وقصر.
مشكلة الكتاب – للأسف- في ترجمته السيئة، فعندما صدرت ترجمة الجزء الأول منه عن منشورات مؤسسة فيصل في أواخر الثمانينيات لم يحظ بترجمة تليق بحقه، وعندما أُعيد نشره مرة أخرى في طبعة جديدة عام 2010م عن الدار العربية للموسوعات في 4 مجلدات تحت عنوان «موسوعة تاريخ الإمبراطورية العثمانية السياسي والعسكري والحضاري» صدر بنفس الترجمة السيئة؛ مما يتطلب إعادة ترجمة هذا العمل الكبير بما يليق به.
10. الدولة العثمانية تاريخ وحضارة [مُترجم]
عمل علمي كبير حجمًا ونوعًا شكَّل بنقله إلى لغة الضاد إضافة نوعية لمكتبة التاريخ العثماني العربية، حيث ضم قائمة من البحوث النقدية المتنوعة لجماعة من المؤرخين المتخصصين أمثال الدكتور عبد القادر أوزجان، والدكتور فريدون أمجان، والدكتور إلبير أورطايلي، والدكتورة ليلى الصباغ -رحمها الله- وغيرهم، حيث تناول كل مؤرخ منهم جانبًا من جوانب التاريخ العثماني ببحث مطول غطى فيه بشكل مجمل جانبًا من جوانب التاريخ العثماني.
تناول الكتاب الحديث عن الحياة العلمية والفكرية والثقافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والعسكرية والإدارية والفنية للدولة العثمانية، مع تخصيص فصل للحديث عن جوانب من الحياة الفكرية للولايات العربية في العهد العثماني من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين [قامت بكتابته الدكتورة ليلى الصباغ].
وهو ينقسم إلى مجلدين: الأول يتناول تاريخًا سياسيًا موجزًا للدولة، ونظام الإدارة في الإيالات، والتشكيلات العسكرية البرية، والأسطول البحري، والنظم القانونية في الدولة، والمجتمع العثماني، ونظم الصناعة والتجارة والضرائب، والمواصلات، وذلك عبر تطور تاريخي من بدايات نشوء الدولة وصولًا لعملية التحديث والتطوير التي تمت في القرن التاسع عشر وتعرف باسم فترة التنظيمات.
أما الجزء الثاني فتناولت بحوثه الحديث عن تطور اللغة التركية العثمانية وآدابها عبر العصور، والحياة الدينية والفكرية للمجتمع العثماني، وعلاقة التصوف بالمجتمع مع عرض لتطور الحركة الصوفية عند العثمانيين، وظهور نماذج من علماء ملحدين، وظهور حركات تنقية للدين من البدع والخرافات كحركة قاضي زاده وأتباعه، كما استكملت البحوث الحديث عن الحياة الفكرية من القرن الرابع عشر حتى السابع عشر، مرورًا بعصر التغريب، والحديث عن الحياة التعليمية والمدارس وتطورها، وإنشاء الكُليات المتخصصة في القرن التاسع عشر، ويختم بالفصل الأخير الذي يتحدث عن الفنون والعمارة والموسيقى وتطورهما.
الكتاب مزود بلوح وخرائط ورسومات توضيحية، وهو على الرغم من تميزه وتحليله إلا أنه بحاجة إلى إضافات أخرى إلى أبحاثه لأن الطبعة الأولى منه صدرت عام 1999م.