عشرة كتب غيرت نظرتي للحياة
لا بد للأبدان من غذاء حتى تستمر على قيد الحياة، كذلك العقول والقلوب. فإن كان لها غذاء يحميها من الصدأ والترهل، فليس سوى القراءة! ولا يعرف حلاوة الطعام إلا من ذاقه، ورغب به المرة تلو الأخرى. كذلك القراءة فمن ليس له منها حظ وافر فقد فاته من نمو عقله وروحه الكثير.
ونحن في هذا المقال بصدد عرض الكتب التي لم يختلف الكثيرون على عظم فائدتها وعمق اختلاطها بالنفس البشرية، غير أنها واسعة التفرع في الكثير من العلوم رغم تخصصها. وأعتقد انه بمجرد قراءة هذا العدد القليل من الكتب سيحدث هذا نقلة مختلفة في مستوى الوعي والتفكير لديك.
1. الإنسان يبحث عن المعنى
كتاب لـ «فيكتور فرانكل» الأستاذ في علم الأعصاب وعلم الطب النفسي في فيينا. وقد قام بكتابته في الخمسينيات بعد خروجه من رحلة صعبة داخل معسكرات النازيين التي كانت تمارس شتى أنواع التعذيب. مثل حرق المقصرين في أعمال الحفر وتكسير الحجارة في فرن مخصص.
والمميز في هذا الكتاب أن فرانكل يطبق مصطلحات الطب النفسي على المواقف التي حدثت معه في معسكرات التعذيب ويحللها تحليلًا تفصيليًا. كما يصف كيف استطاع أن يعود شخصًا طبيعيًا بعد التعذيب الذي تعرض له. وكيف انحرف من نجوا معه ولم يستطيعوا أن يعودوا مثلما كانوا من قبل، وما الأسباب الدافعة التي أدت لذلك.
2. مهزلة العقل البشري
علي الوردي، عالم الاجتماع الشهير، صاحب الثقافة الواسعة والحجة القوية، يتمم كتابه «وعاظ السلاطين» بكتاب آخر ليقوم بكسر المزيد من الأصنام الاجتماعية والتقاليد.
يتحدث الكاتب بأسلوبه السلس في العديد من المواضيع الشائكة مثل: المدنية والقبلية، الفتنة بين سيدنا علي ومعاوية رضي الله عنهما، المدينة الفاضلة وعيوبها، السفسطة وتعريفها، الديمقراطية في الإسلام.
المميز في أسلوب الوردي هو ثقافته الواسعة؛ فلا يكاد يدخل في موضوع ما حتى يعرض الكثير من الآراء فيه إن لم يكن معظمها، وهذا بخلاف أسلوبه المشوق وطريقته في تبسيط المصطلحات الصعبة فيستفيد منها المبتدأ مثل المثقف.
3. دراسات في النفس الإنسانية
يخوض الدكتور محمد قطب رحلة في أعماق النفس. يبدأ بتفسير كيف نشأت النفس، وكيف فسر نشأتها مختلف الحضارات الأخرى على مر العصور، ثم يتطرق إلى ماهية النفس ولماذا خلقت. ومم خلقت؟!
بعدها ينتقل الكاتب إلى الحديث عن المشاعر المتولدة داخلنا ويفسر أسباب التناقض بينها، وكيف يمكن التعامل معها، كما يناقش بعض النظريات لعلماء النفس مثل فرويد، وما مدى تطابقها مع الفطرة الإنسانية من عدمه.
4. الحرية من المعلوم
كريشنامورتي الفيلسوف الهندي، يهاجم الأصنام الاجتماعية المختلفة ليوضح كيف أننا مستعبدون من الداخل لكل ما هو معلوم من قيمنا وماضينا وعقائدنا.