تارنتينو: الحداثة والعنف والعنصرية والهولوكوست بمنظور مختلف
كوانتين تارنتينو، عندما يتردد هذا الاسم فإننا نتكلم عن ظاهرة من أغرب الظواهر وأكثرها إثارة للجدل في السينما الأمريكية. هو مخرج وسيناريست ومنتج وممثل ينقسم الجمهور حوله لمتعصبين بشدة وكارهين بشدة. هو يعلم ذلك، فقد صرح أثناء استلامه للسعفة الذهبية عن فيلمpulp fiction أنه لم يكن يتوقع تلك الجائزة لأن أفلامه تفرق الناس ولا تجمعهم. تارنتينو الذي ضرب مثالا في كيف تكون متقنا بدون دراسة أكادمية.
عمل في متجر لتأجير شرائط الأفلام وفي هذا المتجر ثقلت موهبته الفنية، فتابع جميع أنواع الأفلام الكلاسيكية والحديثة الأمريكية والأوربية والأسيوية. تعلق بأفلام الغرب الأمريكي والساموراي، كما تعلق بالموسيقى وخاصة موسيقى البوب. رأى تفاصيل كثيرة سجلت في مخليته، جعلت لديه رصيدا من الكادرات والموسيقى والأفكار وطرق التمثيل. هكذا بدأت أسطورة تارنتينو في الظهور.
سهل تارنتينو لمحبي تعلم السينما في العالم طرقا جديدة للتعلم. فبعد أن كان الرأي الغالب أن التعلم يجب أن يكون أكاديميا بما تحمله الدراسة الاكاديمية من مبالغ مالية باهظة ومجهود صعب، شغف تارنتينو وجه الناس للتعلم عن طريق المشاهدة الكثيفة والمتنوعة والتركيز على طرق التصوير والموسيقى والتمثيل.
أصبح تارنتينو وهو في بداية عقده السادس أحد أعظم المخرجين في السينما الأمريكية، ويعتبر الفتى المدلل للنقاد وللجمهور في الوقت نفسه. قلما يجتمع الجمهور والنقاد على شخص واحد، ومن الصعب أن يكون المخرج هو من يسوق العمل باسمه، فبرغم وجود نجوم كبار مثلا في فيلم جانجو ك (ليناردو ديكابريو وسامويل جاكسون وجيمي فوكس وكرستوفر والتز ) إلا أن الفيلم عنوانه الرئيسي هو تارنتينو .
لمحات عن سينما تارنيتنو
Natural born killers
ربما هذه الجملة التي كتبها تارنتينو في هذا الفيلم هي خير معبر عن وجهة نظر تارنتينو عن الإنسان الحداثي، وبصفة خاصة في المجتمع الأمريكي، ذلك الإنسان الذي يعتقد أنه متحضر ويتحدث باسم الحضارة، ولكنه لا يعلم أنه قاتل بشكل أو بآخر؛ هو ليس ضد العنف، هو ضد العنف في صورته الصادمة. العنف ضد ما يتعاطف معه، حتى فيما يتعاطف معه إذا وضعت مؤثرًا آخر فسيتقبله. في فيلم الأوغاد المجهولون يضع تارنيتنو المشاهد في تجربة نفسية لا يقدر على صناعتها سوى تارنتينو، حيث تُقتل في أول الفيلم أسرة يهودية فقيرة بطريقة بشعة، وفي نفس الوقت بطريقة تجعل المشاهد يضحك.. إنه التناقض، أن تضحك على شيء تريد البكاء عليه، أو بمعنى أصح: تقبل العنف بمؤثر آخر. كل أفلام تارنتينو بها هذا التلاعب النفسي. وبها فكرة أن الإنسان سيقبل الإجرام والعنف، فقط باسم الحضارة يخفي كمية العنف التي بداخله، الشعب الأمريكي مثلا يصوت كل أربع سنوات لاختيار الرئيس الذي سيقود الإجرام والحروب في العالم، يشعل إحداها ويخمد الأخرى، وهكذا.
الملمح الثاني من ملامح سينما تارنتينو هو الانتقام: كل أفلام تارنيتنو تقريبا وقودها الانتقام، تارنيتو وضع الانتقام في عدة صور؛ صورة شخصية بحتة مثل كيل بيل وصورة سياسية مثل فيلمي جانجو والأوغاد المجهولون، برغم وجود تقاربات شخصية في بعض الشخصيات واختلافات أيدلوجية وشخصية في شخصيات أخرى ولكن برع تارنيتنو في إضافة دور الانتقام (أو العامل النفسي) في كل حدث في حياتنا.
الملمح الثالث في سينما تارنيتنو: برغم شهرته كمخرج إلا أن الجزء الأبرع فيه هو تارنيتنو السيناريست، تارنتينو غير أسلوب السيناريو التقليدي أو بمعنى أصح تعمق في السيناريو التقليدي بطريقة مخيفة؛ حيث أعاد أمجاد الحوارات الطويلة المملة (التي تعتبر خطأ يرتكبه أي سيناريست) ولكن مع تارنيتنو أصبحت إحدى علاماته المميزة؛ التفاصيل المعقدة في السيناريوهات، إمعانها في الطفولية والتفاهة أحيانا، وأحيانا تعمقها في السياسية، وأحيانا في الموسيقى. السيناريو عند تارنتينو هو سلسلة من التلاعب المتقن بطريقة مخيفة بالمشاهد من أول مشهد لآخر مشهد.
في بقية المقال سيتم التحدث عن بعض أفلام تارنيتنو موضحا بعض الأشياء عن السيناريو وآراء تارنتينو عن الحياة والسينما.
التلاعب الأول.. Pulp Fiction
الترجمة الأقرب، وليست الحرفية، هي: خيال شعبي. يعتبر هذا الفيلم خيالا شعبيا حقا. تارنتينو بدأ مشواره في صناعة فيلم عن الأفلام، أفلام العصابات الأمريكية القديمة تظهر في فيلم تارنتينو بصورة كلاسيكية ساخرة شديدة التعقيد في السيناريو. الفيلم الذي يبدو فيلما تجاريا لا يوجد به أي عمق، قليل التكلفة الانتاجية، بأبطال قليلي الشهرة وقتها يحصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان على حساب أحد أفلام ثلاثية الألوان الشهيرة. مع الوقت أصبح فيلم التسعينات الشهير أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية، كذلك حصل تارنتينو على جائزة الأوسكار في السيناريو.
السيناريو شديد الحرفية يأخذه تارنتينو في سيناريو دائري، المشهد الافتتاحي يعتبر بداية الدائرة ونهايتها: اللصان الوديعان الخائفان على أنفسهما من تعقد عمليات السرقة، وحوار طويل ومسلٍ كعادة أفلام تارنيتنو عن أفضل الأماكن للسرقة الوديعة. باختيار عبثي يقرران أن أفضل مكان وأفضل لحظة للسرقة هي هذه اللحظة وهذا المكان الجالسان فيه. يخرجان مسداساتهما وتبدأ الدائرة.
الفيلم مكون من ثلاثة سيناريوهات: ترى السيناريو الأول وترى لمحة من سيناريو آخر، ثم تلف الدائرة على السيناريو الثاني وترى لمحة من الأول، وهكذا إلى أن تصل الدائرة لنقطة البداية التي هي نقطة النهاية في المطعم الذي قرر سرقته اللصان الوديعان. وترى أن لفة الدائرة التي حدثت في ساعات قليلة تسببت في تغيرات كثيرة على اللصين شديدي الإجرام الذين وجدا صدفة في اللحظة العبثية في نفس المطعم الذي يريدان سرقته. أثناء لفة الدائرة يخرجك تارنتينو خارج الدائرة في مشهد بديع ليحكي لك قصة موت فيجا (جون ترفولتا) التي لا تعتبر ضمن أحداث الفيلم أساسا وليست في زمن حدوثه؛ ولكنها لمحة عبثية شديدة الذكاء تتماشى مع العبثية المحيطة بقصص كل الأبطال والأحداث غير المنطقية التي تحدث لهم.
التلاعب الأشهر لتارنيتو في هذا الفيلم هو الحقيبة التي يفتحها كل أبطال الفيلم تقريبا، لا ترى أنت ما بداخل الحقيبة ولكنهم ينبهرون بما هو داخلها، فسَّرها الكثير من الناس بطرق مختلفة. البعض فسر ما بداخل الحقيبة تفسيرات دينية، والبعض الآخر فسرها تفسيرات موسيقية، وآخرون تفسيرات تقليدية. وعندما سُئل تارنتينو قال: «إن ما بداخل الحقيبة هو ما تخليه المشاهد». تارنيتنو بلمحة سيناريست عبقري جعل للفيلم الخالي من عمق ظاهر، تفسيرات مختلفة. خيال شعبي فيلم مثل اسمه. تاريخ الخيال الشعبي الأمريكي والأفلام الشعبية الأمريكة والموسيقى الشعبية الأمريكية والعصابات الأمريكية الشعبية في هذا الفيلم.
..Kill bill حفلة تخليد الانتقام
فكرة الانتقام التي تشغل تارنتينو لم يجعلها جزءًا من أجزاء عدة في أفلامه، أراد لها احتفالية خاصة، تخليدًا خاصًا. بعد توقف عدة سنوات عن إخراج وكتابة الأفلام حتى ظن الجميع أن تارنتينو اعتزل أو فقد أفكاره المختلفة. عاد مرة أخرى بهذا الفيلم. الفيلم هو احتفالية بالانتقام. شخصيات هذا الفيلم عبارة عن منتقمين وأثناء انتقامهم يخلفون من يريد أن ينتقم منهم!
الفيلم يبدأ ببطلة العمل التي تريد أن تنتقم بقتل أم أمام ابنتها، وتنظر للطفلة الصغيرة وتقول لها أنها ستنتظرها حين تأتي لتنتقم منها، مثل ما فعلت هي مع أمها. عندها يبدأ الفيلم في سرد حكاية الأشخاص الذين تريد البطلة الانتقام منهم وكيف بدأت كل شخصية منهم دائرة الانتقام الخاصة بها.
الانتقام هو المحرك الرئيسي والوحيد تقريبا، ولكن من ناحية الصورة فالفيلم هو تأريخ للفن الياباني وأجواء الساموراي والأزياء والطعام الياباني والخرافات أو الحقائق التي تقال عن الساموراي. وكعادة تارنتينو في تجسيد تاريخ الفن في فيلم واحد؛ صممت بعض المشاهد المعقدة بطريقة الكارتون اليابانية، كذلك جسدت معارك الساموراي العنيفة جدا ذات الحركات البالغة السرعة وجسد رهبان في التبت.
Kill bill فيلم غير متزن في أي شيء، يبدأ بأغنية بانج بانج الشهيرة الهادئة، وعبارة تبدو أنها عاقلة وحكيمة «الانتقام وجبة يجب أن تقدم باردة». مشهد جريمة طبيعي جدا للبطلة وهي ملقاة ويحدثها بيل عن أنه ليس ساديًا وسيقتلها مرة واحدة، ثم فجأة تبدأ أحداث غير متزنة غير متوقعة غير منطقية، تارنتينو يظهر فجأة بعبثيته وبجنونه، بل في هذا الفيلم وصل لأكثر مراحل الجنون وعدم الاتزان، هذا الفيلم برغم جودته الفنية العالية ولكنه أقل أفلام تارنيتنو ترشحا لجوائز. السبب في رأيي هو زيادة جرعة عدم الاتزان التي قدمها تارنتينو، الجرعة العبقرية المعتادة منه، التي أصبحت هذه المرة هستيرية وغير مفهومة؛ كل شيء غير مفهوم. طريقة التصوير والانتقال بين مشهد منطقي جدا ثم مشاهد قتل عبثية ثم مشهد كارتون ياباني ثم موسيقى يابانيه مجنونة ورقصات مجنونة وأقدام حافية كثيرة، كل شيء غير متزن، هذا الفيلم هو احتفالية بالانتقام وعدم اتزان تارنيتنو.
Django unchained .. الأصول الأمريكية
فيلم جانجو من بطولة جيمي فوكس وكرستوفر والتز وليناردو دي كابريو وسامويل جاكسون. على غير عادة أفلام تارنتينو كان هذا الفيلم مليئا بالكثير من النجوم. ما يظهر قيمة تارنتينو حقا هو تفرغ ديكابريو عاما كاملا لهذا الدور الثانوي، وقد أداه ببراعة غير عادية. المشهد الذي استمر فيه برغم أن الدماء تنزف من يده حقا هو خير دليل على اجتهاد ليناردو.
نعود لجانجو.. صور الفيلم بطريقة أفلام الويسترن واستخدمت نفس موسيقاها. الفيلم به العديد من المقاطع الموسيقية القديمة شديدة الإبداع. جانجو هو اسم فيلم ويسترن قديم أساسا. وكنوع من التلاعب المعتاد من تارنتينو، أدى بطل هذا الفيلم أحد الأدوار الثانوية. وكالعادة استخدمت طريقة التصوير المعتادة في أفلام الويسترن القديمة مع إضافة سخرية معتادة من تارنتينو.
من الناحية السياسية جمع تارنتينو بين الاختلافات الطبقية والفكرية والرغبات النفسية في الانتقام بطريقة شديدة الإبداع. فالفيلم يدور بين جانجو العبد الذي وجد فرصة للتحرر واستعادة حبيبته والدكتور كينج شوت وهو طبيب أسنان وصائد مجرمين يؤمن بحرية العبيد. ومن ناحية أخرى كيلفن (ليناردو ديكابريو) تاجر العبيد ومحب مصارعة العبيد حتى الموت. وستيفن (سامويل جاكسون) مساعد كيلفن الأسود الذي لا يؤمن بحرية السود برغم أنه منهم.
الطرفان يدور بينهما صراع قائم عنوانه الأكبر الإيمان بحرية السود من عدمه والقضية الممثلة هي تحرير حبيبة جانجو، بروميهلدا (كيرا واشنطن). كان من الممكن إنهاء هذا الصراع مبكرا برغم اختلافاتهم الفكرية في هذه القضية، ولكن العامل النفسي هو ما يشعل الصراع. فالرغبة في إثبات الذكاء أو الانتقام من شيء كان دائما هو محرك الفيلم. بعد أن توصل دكتور كينج شوت وكيلفن لاتفاق كاد أن ينهي الفيلم، تجد سامويل جاكسون (ستيفن) يظهر ويكشف لعبة دكتور كينج شوت وأن الغرض ليس المصارع ولكن تلك الأمة التي لا تساوي شيئًا. برغم أن ستيفن كان من الممكن أن يصمت، خصوصا أن سيده لم يُؤذَ والاتفاق مربح. هذا أشعل الصراع مره أخرى في الفيلم، وبعد أن توصلوا لاتفاق جديد كاد أن ينهي الفيلم يظهر دكتور كينج شوت برغبة داخلية في الانتقام من كيلفن عندما يصر أن يصافحه. المصافحة ستنهي الفيلم للأبد وسينتصر الخير والحبيب سيعود لحبيبته ولكن الدكتور يصر على قتل كيلفن. هنا يبدأ مشهد القتل الهستيري المعتاد في أفلام تارنيتنو. سيطر ستيفن على الموقف وأصبح قتل جانجو تحصيل حاصل ولكنه قرر الانتقام منه بطريقة خاصة، وهذا فتح صراعا جديدا. الفيلم يسير هكذا إلى نهايته.
كذلك يعرض الفيلم عندما يختبر الانسان مبادئه ويقف أمامها، ماذا يفعل؟ تارنتينو انحاز إلى أن الإنسان سيخالف ما يقول عليها مبادئه. دكتور كينج شوت برغم قوله أنه مع حرية العبيد ولكنه قايض جانجو في حريته مقابل خدمة يقدمها له. كذلك جانجو الذي سمح بأن تأكل الكلاب عبدًا اسودًا حتى لا تنكشف خطته. للفيلم جانب سياسي واضح ومعالجة أراها من أقوى المعالجات التي قدمت في أفلام السود والعبيد.
Inglourious basterds .. أفلام الهولوكست على الطريقة التارنتونية
يعد هذا الفيلم تناولا جديدا ومختلفا شديد العبقرية وشديد التلاعب للهلوكست. تارنتينو بعد أن تلاعب بتاريخ السينما الأمريكي والياباني، وبعد أن اقتحم عوالم عديدة، أراد التلاعب بالتاريخ ذاته. فغير في الحقائق التاريخية. ترى هتلر بطلا من أبطال الفيلم ويموت على يد الأوغاد الثمانية وقائدهم الملازم الدو (براد بيت). ليست موتة عادية بل موتة في محرقة للنازين!
غير تارنتينو منطق أفلام الهولوكست. اليهود (أو الجانب المظلوم) ليس ضعيفا بالمرة، لا يتلقى الضربات وهو صامت بل يردها بغضب وانتقام وسادية. يفصلون فروة الرأس عن الجسد ويحطمون رؤوس النازيين وتجهز الفتاة التي قتلت أسرتها أمام عينها على الكولونيل هانز لاندا المعروف بصائد اليهود (كرستوفر والتز). لن نرى هولوكست من الظالم على المظلوم، أو المعتاد في أفلام الهولوكست محرقة تتم في اليهود، بل سيتجاوز تارنتينو ذلك وسيجعل اليهود يعدون محرقة للنازيين. بنهاية رمزية ينتهي الفيلم باليهود يحرقون النازيين بعد أن كانوا في بداية الفيلم مستضعفين بائسين.
هل لهذا دلالة ما؟ مع تارنتينو ولمحاته الذكية توقع أي دلالة. الفيلم برغم أنه يتحدث عن النازية ولكنه مصور بطريقة أفلام الويسترن. ولا نستطيع أن نتجاهل دور كرستوفر والتز في دور صائد اليهود الذي حصد عليه تقريبا أغلب الجوائز العالمية (أفضل ممثل في مهرجان كان، أفضل ممثل مساعد في الأوسكار). الفيلم يحتوي على حوار طويل جدا في بداية الفيلم، 20 دقيقة كاملة من حوار بين صائد اليهود وحامي الأسرة اليهودية، حوار لا يوجد معه ملل يستخدم فيه أكثر من لغة.
ننتظر مزيدًا من أعمال تارنتينو الساحرة وتجربته التي لم تكتمل بعد. هل ستأخذ أبعادًا جديدة؟ أم سيصيبها التكرار والاستسهال أو الملل؟ خصوصا شخصية مثل تارنتينو أنت غالبا ترى فيلما يعبر عن إفرازاته النفسية. هذا لا شك ما سنراه في السنوات القادمة. ولكن لا شك أن تارنتينو تجربة ستؤثر كما أثرت على السينما الأمريكية وعناصرها.