ليلة الجمعة 28 يناير/كانون الثاني عام 2011.. كانت الأجواء في مصر ملبّدة بالترقب، بعد يومين من مظاهراتٍ مفاجئة عمّت مناطق عديدة في مصر، شارك فيها عشرات الآلاف من المصريين خاصة الشباب، استجابة لدعوةٍ استثنائية على إحدى صفحات الفيسبوك للثورة عبر النظام في مصر، استلهامًا لتجربة تونس التي، مر أقل من أسبوعين على فرار رئيسها بن علي بعد مظاهرات عارمة استمرّت قرابة شهر.

في تلك الليلة العصيبة، التي استنفرت فيها الدولة المصرية لوأد الدعوات إلى استكمال التظاهر في اليوم التالي تحت شعار «جمعة الغضب»، ظهر تميم البرغوثي، الشاعر نصف الفلسطيني – نصف المصري، على شاشة الجزيرة مباشر، لينشد قصيدة جديدة دبّجَها على عجل: «يا مصر هانت وبانت كلها كام يوم». في اليوم التالي، جمعة الغضب، يحتل المصريون شوارع البلد، وميادينها الرئيسة، خاصة ميدان التحرير، وبعد أسبوعين، يتنحى الرئيس الأسبق حسني مبارك.

شكّل ذلك الموقف اعتمادًا منطقيًا لتميم البرغوثي كشاعر الربيع العربي، خاصة مع بشاراته قبل سنوات من الربيع العربي للأمة المريضة، بأنه: «قد كان هذا كلُّهُ من قبل، واجتزنا به، لا شيء من هذا يخيفُ ولا مفاجأةً هنالك»، ثم روائع القصائد التي مجّدَ بها الربيع العربي بعد تجسُّده على أرض الواقع، وعلى رأسها قصيدة: «يا شعب مصر»، وقصيدة: «تونس».

ذاب تميم شعرًا وروحًا وفكرًا في هيام ربيع الشعوب العربية الذي رآه مقدمة حتمية لتحرير فلسطين، حلمه الشخصي والأسمى، وكذلك تنامت شعبية الشاعر بين الجماهير المؤيدة للثورة والتغيير، خاصة مع تمدد الربيع العربي بتفاعل الدومينو إلى اليمن وليبيا، وكذلك بصورة أهدأ في المغرب والأردن.

ثم حدث ما غيَّر كثيرًا من تلك الصورة الحالمة.

المأزق السوري

الاستبداد كارثة مثلما هو الحال في سوريا ومصر والعراق؛ ولكن اللجوء إلى الاستعمار ليخلصك من الاستبداد كارثة أخرى.
تميم البرغوثي في حوارٍ مع الجزيرة مباشر عام 2015

بعد أسابيع قليلة من نجاح الانتفاضة المصرية في الإطاحة بحكم حسني مبارك، تفاجأ الجميع بخروج السوريين في مظاهراتٍ ضد نظام حكم الأسد، صاحب الباع الطويل في سحق أي محاولة للتمرد أو الاعتراض.

خلال أشهر قليلة من القمع الدموي للثورة السورية السلمية، بدأت الثورة تتسلح، وتحول المشهد في سوريا إلى ما يشبه الحرب الأهلية الطائفية بانحياز جُل الأقلية العلوية إلى النظام؛ ثم إلى حربٍ إقليمية بتدخل حزب الله وإيران بشكلٍ مباشر إلى جانب حليفهم بشار الأسد، في حين بدأت أطراف أخرى معادية له كالسعودية وقطر وتركيا، في تسهيل مرور السلاح والمقاتلين إلى المعارضة؛ ثم إلى حربٍ ذات طابعٍ دولي، بعد ظهور داعش وتمددها عراقيًا وسوريًا عام 2014، ومن ثمّ تدخل الولايات المتحدة بشكلٍ مباشر وغير مباشر، وتشكل التحالف الدولي لمحاربة داعش.

ثم جاء الدخول الروسي العنيف أواخر عام 2015، بسياسة «الأرض المحروقة»، وهو التدخل الذي قلب الموازين على الأرض، وأعاد لنظام الأسد السيطرة – ولو اسميًا – على الجانب الأكبر من الجغرافيا السورية، بينما حوصرَت المعارضة المسلحة في جيب إدلب المأزوم، وانشغلت تركيا، الحليف الإقليمي الأبرز للمعارضة، بمشكلتها الأزلية مع التمدد الكردي.

وكثيرا ما سُئِلت، لماذا لم تكتب: «يا سوريا هانت وبانت»، وكنت أسكت وأقول لنفسى متألما: «لأنها فى سوريا لا هانت ولا بانت!»
ختام إحدى مقالات تميم عام 2012.

في ظلِّ هذا المشهد المعقد في سوريا خاصة، وفي المشهد العربي عمومًا، خصوصًا مع علو موجة الثورات المضادة، الذي كشف حقيقة كثير من النخب العربية أمام جماهيرها، أصاب تميمًا كثير من سهام الانتقاد، رغم أنه لم يتدرَّع بالصمت كما يفعل كثيرون ممن يخشوْن ضريبة المواقف. تكلم تميم في الثورة السورية كثيرًا، لكن من موقف العاجز عن أخذ موقف قاطع، المحشور في أزمة أخلاقية بين مبادئه وعقلانيته، على نقيض الحماسة القاطعة في دعم ثوراتٍ أخرى كتونس ومصر.

اعتبر بعض منتقدي تميم تردُّدَه هذا عن الدعم المطلق لثورة سوريا كما فعل مع أخواتها، غيرَ مبرَّر منطقيًا، إنما جاء بسبب انحيازه المطلق لحلف الممانعة إيران – دمشق – حزب الله، على حساب المباديء الثورية، خاصة مع الانتقادات الكثيرة التي وجهها تميم للمعارضة السورية، واتهامه لها بالتنازل عن سياسة سوريا الخارجية المؤيدة للمقاومة، قربانًا للرضا الأمريكي والأوروبي عن الثورة. جدير بالذكر أن لتميم مبدأ يكرّره كثيرًا: أن أي ثورة عربية لا تركز صراحة على عداوة إسرائيل والتخلص من التبعية الأمريكية لا نفع لها.

لا يستطيع الإنسان أن يصمت، لأنه حين يفعل، بينما قد تكلم عن كل الثورات العربية الأخرى، سيترك للمغرضين تفسير موقفه كما يشتهون.
تميم البرغوثي

هل تميم «شبِّيح»؟

رفع لافتة انتقاد للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي
رفع لافتة انتقاد للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي

درجت العادة على وصم مؤيدي الأسد بالشبِّيحة، نسبة إلى عصابات البلطجية التي استخدمها النظام في قمع المظاهرات في الشهور الأولى للثورة السورية، ثم شاع استخدام هذا الوصف لمناصري الأسد في الإعلام الذين يبررون كافة أفعاله مهما بلغت بشاعتها، على أنها حرب على الإرهاب، ومقاومة ضد المؤامرة الدولية… الخ؛ خاصة من القومجية والممانعجية كما يحلو لأنصار الثورة تسميتهم، وهؤلاء هم الذين يرون كل تلك الجرائم بحق الشعب محطةً على الطريق إلى تحرير القدس. فهل يصح وضع تميم البرغوثي مع هؤلاء في صعيدٍ واحد؟ سنضرب مثاليْن على تمايز مواقف تميم عن هؤلاء.

المثال الأول، ما ورد في مقدمة إحدى مقالاته المنشورة بجريدة الشروق المصرية في فبراير/شباط عام 2012، اتهم تميم الأسد بأنه السبب في تحول ثورة أطفال درعا إلى تمرد مسلح واسع فتح أبواب سوريا على مصراعيْها أمام التآمر الدولي.

إن كان تحرير فلسطين يقتضى تعذيب أطفال سوريا، فأبقوها محتلة خير لأطفالكم وأطفالها.
تميم البرغوثي في إحدى مقالاته بعد مرور أشهر على ثورة سوريا

أما الثاني، ففي مقال آخر نشر أيضًا بجريدة الشروق المصرية عام 2014 بعنوان «تل الزعتر – اليرموك»، انتقد تميم النظامَ السوري بشدة المذابح التي ارتكبها في حصار جيشه لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق بعد تسلل بعض المعارضين إليه. في ذلك المقال ذكر تميم أن النظام السوري هو النظام العربي الوحيد الذي ذبح الفلسطينيين 3 مرات، وذكَّر بجريمتيْ مذبحة مخيم تل الزعتر 1976، وحرب المخيمات 1985-1988، اللتيْن ارتُكبتا بدعمٍ سوري مباشر وغير مباشر.

لا يمكن قطعًا لشبيحٍ أن يوجه شيئًا من تلك الانتقادات إلى سياسة حلف الممانعة عامةً، وسوريا الأسد خاصة.

كذلك لم يدعم تميم لا قولًا ولا إشارة ولا تلميحًا أي قمعٍ عنيف لأية ثورة أو انتفاضة، حتى تلك الثورات التي تعتبر ضمنيًا ضد مصالح حلف الممانعة الذي يؤيده صراحة ودون مواربة، مثل ثورتيْ العراق ولبنان الأخيرتيْن، بل إن من يتابع حسابه الرسمي على الفيسبوك يجده يمجّد بشدة صمود العراقيين، ويدعو لإسقاط الحكومة العراقية التي سفكت قواتُها دماءَ المتظاهرين السلميين.

https://www.facebook.com/tamim.albarghouti.7/posts/10162491464495364

لبنان: مأزق جديد؟!

بدا الأمر كأن مأزقًا جديدًا بين تميم البرغوثي، وقطاعاتٍ من الجماهير العربية، عندما اندلعت المظاهرات العارمة في لبنان ضد الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهي احتجاجات تعتبر ضمنيًا ضد حزب الله باعتباره رعاة معادلة الحكم الحالية في لبنان التي بدأت بعد أحداث 7 آيار 2008.

كوميك ساخر يوضح الاعتقاد في تباين آراء تميم البرغوثي بخصوص الثورات العربية
 

على حسابه على الفيسبوك، ركز تميم على المخاوف من استغلال بعض الأطراف غير الموثوقة على الساحة اللبنانية للحراك الشعبي ومطالبه المستحقة من أجل استهداف سلاح المقاومة اللبنانية الذي يراه تميم خطًا أحمر. وشدَّد تميم على أهمية أن يفرز الحراك قادةً جددًا، يتحدثون باسمه بعيدًا عن القوى الحزبية والطائفية التقليدية التي ساهمت بشكلٍ أو بآخر في تكوين المشهد المختلّ في لبنان، لكن لم ينسَ تميم أن يؤكد أهمية أن يصرح هؤلاء القادة بأن العداء مع إسرائيل خط أحمر، وأن سلاح المقاومة ليس محل خلاف.

رأي بعض اللبنانيين وغيرهم أن موقف تميم هو بشكلٍ أو بآخر إعادة صياغة لموقف حسن نصر الله من الحراك. نصر الله هو واحد من الذين أدرجتهم جماهير الساحات والميادين في قائمة «كلن يعني كلن» الشهيرة، لكونه القوة المحلية الرئيسة خلف العرش إن صحَّ التعبير. تصاعدت الانتقادات اللاذعة لتميم بالأخص عندما كتب على صفحته على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/tamim.albarghouti.7/posts/10162476371985364

إذ اعتبر هذا مزايدةً على الحراك الشعبي، ودعمًا مباشرًا من تميم لحزب الله، أقوى خصوم تلك الانتفاضة التي يراها موجهةً ضده خصيصًا. في المقابل، لم يشفع لتميم بعدها حديثه الإيجابي عمومًا عن الحراك على صفحته على الفيسبوك، ومحاولته إسداء النصح للمنتفضين بما يحقق لهم أكبر قدرٍ من المكاسب، ويقلل خسائر لبنان خاصةً، واتجاه الممانعة عامة.

نصر الله: هل خلبَ الإعجاب لُبّ تميم؟!

من آل بيتِ الرسولِ يا حسنُ … من لو وزنتَ الدنيا بهم وزنوا
جُزيتَ خيرًا عن أمةٍ وهنت … فقُلْتَ لا بأسَ .. ما بكم وهَنُ
خليفةَ الله باسمكَ انتشروا … خلقًا جديدًا من بعدما دُفِنوا
تميم البرغوثي في مدح حسن نصر الله بعد صد حزب الله العدوانَ الإسؤائيلي على لبنان في حرب يوليو/تموز 2006

أي متابعٍ لأشعار ومقالات ومواقف تميم البرغوثي على مدار ما يقارب 15 عامًا، يتبيَن له بشكلٍ قاطع مدى إعجابَه حدَّ الولَه بتجربة حزب الله عمومًا، وبشخصية زعيمه حسن نصر الله خصيصًا الذي نصّبَهُ تميم أميرًا للمؤمنين في قصيدةٍ شهيرة له بعد نجاح حزب الله في صد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حرب يوليو/تموز 2006.

تلك العلاقة الخاصة، يشبهها البعض – مع الفارق – بما كان بين المتنبي وسيف الدولة، وكان الأخير للمفارقة قائدًا شيعيًا اثنا عشريًا كنصر الله، ووجّه جزءًا ليس بالقليل من جهده السياسي والعسكري للصدام مع عدو الأمة الذي كان الدولة البيزنطية آنذاك، رغم تورطه كباقي حكام عصره في  الاستبداد وفي صراعات النفوذ المحلي والسيطرة.

قبل تدخل حزب الله بكامل ثقله لدعم النظام السوري ضد الثورة، كان كثيرون في العالم العربي والإسلامي لا يرون غضاضةً في مثل ذلك الإفراط التميمي في امتداح نصر الله الذي كان عدوًا لإسرائيل حصريًا. لكن بعد التدخل على مدار أكثر من 8 سنوات لنصرة رئيس تسبَّب تمسكه بالسلطة في قتل مئات الآلاف من شعبه، وتهجير الملايين، هوت كثيرًا الشرعية الأخلاقية التي جناها حزب الله من مقارعة إسرائيل.

أبايعكم يا سيدي و ابن سيدي … إذا كنتُ أهلا أن تصافحكم يدي
فأنت كريم الأصل والفرع والجنى … وأنت الرضا من آل بيت محمد
تميم مادحًا نصر الله في قصيدة «سفينة نوح»

كان مستفزًّا لجماهير الثورات العربية أن يظلَّ تميم على موقفه من نصر الله وحزبه، حتى يكادُ لا يُعثر له على منشور واحد ينتقد فيه نصر الله، بل على العكس. ففي منتصف 2019، عندما توترت الأجواء مجددًا بين إسرائيل وحزب الله، صرح نصر الله في إحدى خطبه بأنه يظن أن تحرير القدس قريب، وأنه سيصلي فيها في حياته، وقد سارع تميم لمباركة هذا الموقف ذاكرًا نصًّا أنه يصدق نصر الله لأنه لم يكذب من قبل.

تصديق ومباركة تميم البرغوثي لتصريح حسن نصر الله بخصوص القدس
 

زاد النار اشتعالًا أنه مع طغيان المد الطائفي بتفاقم الأحداث في سوريا والعراق، كما حذّر تميم غير مرة في تحليلاته، أصبح تميم في نظر بعض خصوم حلف الممانعة شيعيًا متعصبًا! عزّز هذا المنظور ما يتخلّل شعر تميم البرغوثي من إشاراتٍ ذات نفسٍ شيعيِّ واضح، كقوله – على سبيل المثال – في قصيدة البردة:

يُديرُ في بدرٍ الكُبرى الحسامَ على ـــــ بني أميّة حتى مُزِّقوا قِدَدا

وقوله أيضًا:

تذكّرْتُ خيرَ الناسِ دينًا ومذهبا
عليًّا وعمَّارًا وزيدًا ومُصعَبا
من قصيدة تخميس على قدر أهل العزم

إذا أردنا أن نحدد أضعف نقطةٍ في كامل سردية تميم للأحداث في مواجهة خصومه، فستكون هي نقطة تأييده لنصر الله على طول الخط تقريبًا.

…المواقف السياسية للشعراء والأدباء يكون لها تأثير في نفوس الناس وفي مدى تقديرهم لهؤلاء الأدباء ولكن ما يعيش هو إنتاج الأديب وليس مواقفه السياسية. نحن لا نتذكر لشوقي موقفه من عرابي، ولكن نتذكر قصائده، ورغم اختلافي مع الأبنودي في موقفه الأخير، إلا أن قصائده ستعيش ..
تميم البرغوثي في حوارٍ على الجزيرة مباشر

عمومًا، ستظل المواقف المركبة دائمًا وأبدًا، في أي قضية شائكة، محاصرةً في منتصف المعمعة، حيث تكون موضعَ اتهام من تطرُّفيْن يميل غالبية الناس إلى أيٍّ منهما، ولذا فما يتعرض له تميم من انتقاداتٍ حادة، تصاعدت بتصاعد الأوضاع في سوريا ثم في لبنان، هو منطقي ومتوقع تمامًا. ليس معنى كلامي أن الموقف المُركَّب في ذاته صواب، لمجرد أنهُ موقف مركَّب، فبعض المواقف  تفرض على المرء إما أن يكون مع الحق أو الباطل دون متاهات التفاصيل، لكن في واقعنا المتشابك متعددة الأوجه تظل المواقف المركبة هي الأولى، لأنها تضع في الحسبان أكبر قدرٍ ممكن من الوقائع، ولو على حساب المشاعر.

من الجدير بالملاحظة، أن ثقافة السوشيال ميديا الطاغية لا تتيح وقتًا للتأمل والبحث وتفكيك الوقائع المتشابكة، وتذكي ظاهرة التبرم من أية مواقف معقَّدة. ومن أبرز تجليات تلك الثقافة، طوفان الكوميكس الساخرة التي تميل إلى التبسيط المُخل من أجل إبراز المفارقة وانتزاع اللايكات.

وهناك سببُ جوهري آخر في اتهام البعض لتميم يتناقض المواقف، وهو الخلط بين  شعر تميم، وتحليله السياسي كباحث دارس للعلوم السياسية. في الشعر يسهل على الشاعر إطلاق الأحكام العامة والقاطعة والتحليق في آفاق الآمال والخيال، والإغراق في تمجيد هذا، أو في الحط من ذاك .. الخ، بينما في التحليل السياسي، وقراءة الواقع، لا مكان لمثل تلك الإطلاقات، وتفرض حسابات عديدة على الأرض تقييد الأحكام القاطعة، وتمييعها أحيانًا.

خاتمة

كان ما سبق هو جولة سريعة على طائفةٍ من القضايا الشائكة مجسَّدةً وملخَّصةً في عالم تميم البرغوثي، الشعري والتحليلين والذي تتعانق فيه بشكلٍ فريد  القضيتيْن المعاصرتيْن الكبرييْن، الربيع العربي وانتكاساته، وقضية فلسطين القديمة الجديدة. ليس الهدف هو التبرير لتميم، أو الطعن في خصومه، إنما هي محاولة لوضع الأمور في نصابها، وتعزيز قيمة الإنصاف، ولو استلزم العض على النواجذ، والدعس على العواطف… أحيانًا.