حديث عن الترجمة
مما يُبتلى به الحُرُّ تحوّل إبداعه إلى مهنةٍ مُجرَّدة تُمتهن للتكسُّب والارتزاق، وقد تتفاقم المأساة بإنكار الهبة الربّانية ذات الطبيعة الفردانيّة لتتحوّل المهنة إلى صناعةٍ كميّة، وذلك تحت وطأة تفشّي التحوّلات الرأسمالية وهيمنة نموذج الإنتاج الكبير؛ لتبدو تلك المسيرة، في نهاية الأمر؛ كأنها جحيمٌ إلحاديّ ينزع ربّانيّة العمل الإبداعي ويُلقي به حرفيًا في مصرف الصيرورة الماديّة، سواء بتحوّله لعملٍ آلي تضطلع به آلة توصف بالذكاء، أو اضطلاع عنصرٍ شبه بشري بإنجازه؛ عنصرٌ آلي الإدراك أُحادي الرؤية. وهي بليةٌ نزلت بحقل الترجمة كما نزلت بغيره من حقول التفرُّد الإنساني.
وبعد أن كان المترجمون العرب صفوة من المفكرين والكتاب والأدباء (أمثال العقاد والمازني وطه حسين وحافظ إبراهيم ويحيي حقي وأحمد حسن الزيات وعادل زعيتر وسامي الدروبي وعمر فروخ وثروت عكاشة وصلاح عبد الصبور ومحمود شاكر وزكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي ولويس عوض) تحوّلت الترجمة لمهنة العاطلين عن المواهب، أصحاب العقول الفارغة معدومي الثقافة؛ وما نالوا ذلك إلا بحصولهم على إجازاتٍ جامعيّة تُفيدُ «إجادتهم» لرطانات أجنبية ما، وحاجة الشركات الأجنبيّة الغازية لبلادنا لمن يُترجم لها وثائقها ودعاياتها.
ثم تحوّلت تلك العملية الإبداعية المنكودة إلى صناعةٍ تضطلع بها شركاتٌ تُجاريّة؛ تُترجم أي غُثاءٍ بغير تمييز، وتُلوِّث بإفرازاتها ذائقة كل غيور.
بل تحوَّلت الترجمة إلى «خط إنتاج» صناعيّ حقيقي في تلك الشركات الشيطانية، وقلَّدتها في ذلك بعض دور النشر الكُبرى.
إذ تُوظِّف أمثال تلك الدور حفنة من الشباب محدودي الأفق حديثي التخرُّج من أقسام اللغات، برواتب زهيدة؛ وتدفع لكل مجموعة منهم بكتابٍ ليقتسموا فصوله بينهم، فيُترجموه في أيامٍ معدوداتٍ ترجمة حرفيّة هزليّة، إن أحسنوا العمل وكانوا من أهل الإجادة؛ ونادرًا ما تُحرر الكتب ويُضبط أسلوبها وتراكيبها ومصطلحها.
ليستطيع القاريء المتوسِّط اكتشاف هذه الخدعة الخسيسة بمجرَّد انتهائه من أول فصول الكتاب؛ إذ يَلقى مُصطلحًا مُختلفًا ولغة مُختلفة في الفصل الذي يليه. وغالبًا ما لا تحمل الكتب، التي آلت لذلك المآل المزري؛ أسماء مُترجميها الأصليين، أو تصدُر بغير اسم مترجمٍ بالكُليّة.
وقد اشتُهر بعض «كبار» الأكاديمين بمثل هذه الخطوط الإنتاجيّة اللعينة؛ حتى صار وجود أسماؤهم على الكتب كمُترجمين، أو مُراجعي ترجمة؛ بمثابة تحذيرٍ وتنبيه على تدنّي مستوى النصوص المترجمة، فهم لم يبذلوا فيها أدنى جهد.
إذ تتأبى الفطرة السليمة وقيمة الإجادة على إخراج الواحد منهم عدَّة مُجلَّدات ضخمة الحجم كل عام، وهو حجم إنتاجٍ يُعجِزُ فصيلا من العباقرة المتفرِّغين. وأشهرُ هؤلاء قاطبةً هو اللبناني المدعو رضوان السيّد، ويتلوه في الشُهرة مؤرخٌ مصريٌ مرموق؛ يتندَّر المثقفون بالضخامة اللامعقولة لحجم إنتاجه المترجَم كل عام.
وتصدُر هذه المباءة الإبداعيّة ليس عن جهل شباب المترجمين باللغات الأجنبية التي ينقلون عنها فحسب، ولا تقتصر أسبابها على ضحالة ثقافتهم وانعدام معرفتهم بالموضوعات التي يُترجمون فيها؛ بل تمتد لجهلهم المُفجِع باللسان العربي.
ذلك أن إعداد المترجم في الجامعات المتردّية صار أسطورةً مُستحيلةُ التحقُّق، كما انعدمت فرص إصلاح هذا الخراب خارجها بسبب موجة الانهيارٍ الثقافيّ الكاسحة، والتي صحبها تدهورٌ لغوي شبه كامل؛ تدهورٌ يعجز معه أكثر هؤلاء الشباب، بل أكثر أفراد المجتمع؛ عن مُجرَّد التعبير عن أنفسهم شفاهة في بضع كلمات صحيحة، ليرتدّ الإنسان الحديث إلى دركٍ بدائيّ لا يستطيع فيه التعبير عن نفسه سوى بصرخات وأصواتٍ مُزعجةٍ لا تُبين.
وقد كرَّست ثقافة الاستهلاك الجماهيرية هذا العيّ، الذي ينزع لقتل التفرُّد الإنساني؛ وزاد الطين بلّة صيرورته أداةً للتكسُّب، وحصول أمثال هؤلاء المناكيد على اعترافٍ مهني واجتماعيّ وأكاديمي بأنهم مُترجمون!
إن الإتقان الحقيقي للغات الأجنبية، وحُسن إحاطة المترجم الجيد بثقافاتها؛ سلاحٌ ذو حدّين، إذا لم يكن المترجم كاتبًا ذا باعٍ وصاحب أسلوبٍ مُتميّزٍ ومُعجمٍ فصيحٍ.
فقد يصل به التماهي مع الثقافةِ الأجنبيّة حدًا يعجز فيه عن التعبير بعربيّته التي صدأت من قلة الاستعمال والمران. وقد عرفت قلة من المترجمين المُجيدين لغتهم «الأم» هي العربية، لكنهم أكثر عيًّا من العجم، وأعجز عن التعبير بها من الطفل الأصم. لذا؛ فنصيحتي لكل مُقبلٍ بجديّةٍ على الترجمة ألا يفعل، حتى يستوي كاتبًا حقيقيًا قد تشكَّل مُعجمه ونضج أسلوبه. ألا يشرع بترجمة أي كتابٍ مهما أتقن من اللغات حتى يُصبح كاتبًا مُتمكنًا من لغته الأم وأدواتها، دائم النظر في النصوص الفصيحة من دُرر الأدب القديم وعيون الأدب الحديث.
ذلك أن الترجمة ليست نقلًا تقنيًا مُجردًا لتراكيب نحويّة من لغةٍ إلى أخرى، كما تهرف بعض السفسطات الأكاديمية المدرسيّة؛ بل هي أصلًا عمليّة تغذيةٍ ثقافيةٍ هدفها النقل الثقافي والمعرفي لنصٍ من سياقٍ ثقافي وحضاري إلى آخر مغاير، ودمجه من ثم في مجالٍ تداوليٍّ جديد بالكُليّة. ولذا؛ فإن أفضل صورها وأنضجها هو ما ارتبط بمشروع مفكرٍ أو مثقفٍ ما، وكان عنصرًا من عناصره، فهو يؤول ويفسر ويوظف النصوص المترجمة لحساب فكرةٍ أو هدفٍ معين.
أما المترجم المرتزق، وهم القاسم الأعظم؛ فإنه عارٌ على الترجمة وعلى الفكر، ولا تزال النصوص التي يُترجمها ركيكة اللغة ركيكة البنية الفكرية، هشة الوجود السوسيو معرفي. إنها عملٌ للارتزاق لا حياة له، ناهيك عن انعدام قدرته على تغذية الثقافة الجديدة بعناصر مُنشِّطة، إنه عملٌ يفتقد للروح حتى إن حظي بإجادةٍ صارت نادرة التحقُّق.
ورُبّما كان واحدًا من الأمثلة المعاصرة لترجمة ارتبطت بمشروع مفكرٍ مُعيّن؛ هي ترجمة أستاذنا المسيري لكتاب صديقه المفكِّر الأمريكي كيفن رايلي، والمعنون: الغرب والعالم.
فقد ساهم الكتاب في تطوير فكر المسيري، الذي كان يُناقش رايلي في أطروحته حتى من قبل نشر الكتاب بلغته الأصليّة في أمريكا.
لذا؛ فالترجمة هنا عملٌ لصيقٌ باﻷسئلة الشخصية التي تطوَّرت إجاباتها بالجدل مع المؤلف ومع الأفكار التي طرحها في الكتاب، وهو ما يجعل المترجِم أكثر قدرة على النفاذ لمستويات أعمق من المعنى في النص الأصلي. إن الترجمة، بهذا المعنى؛ أشق من الكتابة، ذلك أنها تأويلٌ مُفترضٌ لأفكار مؤلفٍ أجنبي، تأويل يجتهد للاقتراب من المعنى الأصلي قدر الطاقة؛ ليُحسن عرضه، بخصوصيته الحضارية-الثقافية وعموم الإنساني فيه؛ في سياقٍ ثقافيّ وحضاري مخالِف.
إن الترجمة الحرفيّة تستحيل من هذا المنظور، ولا تُثمر محاولاتها، الشائعة والغالبة على الإنتاج المعاصر؛ إلا عن فضائح ثقافيّة ومخازي معرفيّة مُثيرة للسُخرية. كذا؛ فإن التعريب الحقيقي للنص يطوي مُجازفة كبيرة محفوفة بالمخاطر، خصوصًا إذا كان المترجم ضعيف الاستيعاب للسياق الثقافي الذي ينقل عنه، جاهلا بإشكالياته، ضحل الإلمام بخطابه، وغير قادرٍ على تشكيل تصوّرٍ عن علاقة السياقين الثقافيين ومن ثم الوقوف على الخاص والعام في النص؛ وهو ما وقع فيه بعض مُترجمي جيل «الروّاد».
إن امتلاك ناصية الخطاب الحضاري والثقافي، للسياق المتُرجم داخل النص؛ أمرٌ جد لازم لدمج النص الجديد في المجال التداولي العربي. إذ التمكُّن من الخطاب والسياق المُترجَمَين يجعل المُترجم قادرًا على رسم تصوّرات المؤلف وخلفيّاتها بدقّة في المجال الثقافي/اللغوي المنقولة إليه، وسواء أدى ذلك لقبولها أو نبذها؛ فإن جودة نقلها، بالتعريب والترجمة والشرح والتعليق والتصدير، والتمييز بين الخاص والعام فيها؛ شرطٌ لتُثمر الترجمة إضافةً حقيقية للقاريء وللثقافة بوجهٍ عام.
وبما أن الترجمة هي إحدى صور التأويل؛ فلا يُمكن من ثم التأويل دون تدخُّل المترجم بالشرح والتعليق لفتح المجال الثقافي المتلقّي للتفاعُل مع تصوّرات المؤلف، والتي قد تُعبِّرُ عن خلفيّة حضاريّة-ثقافية مُغايرةٍ بالكليّة. ولا يكتفي المترجم الجيّد بترجمته دون تعليقات إلا إن كان النصّ يحمل قدرًا كبيرًا من المشترك الإنساني والمعرفي مع السياق المترجم إليه، ويُضاف إليه أن تكون ترجمته موجَّهة حصرًا للمتخصصين في مجال معيّن؛ فلا تلزمهم من ثم الإضافات ولا الشروح.
وإذا كانت العربية اليوم بحاجةٍ إلى حركة ترجمة واسعة، أكثر كثافةً وثراءً من حركة الترجمة التي شهدها منتصف القرن العشرين؛ فإن هذا لا يعني مُجرَّد مواكبة كل المستجدات الأدبية والفكرية والعلمية في الشرق والغرب، بغير تمييز؛ بل يعني بالضرورة تخُّففنا من العقليّة الكميّة، ونبذ التسرُّع، والعناية بحُسن انتقاء ما يُمكنه فعلًا تغذية الثقافة العربية بعناصِر تنشيطٍ حقيقي.
وهو ما يلزمه بالضرورة أن يضطلع بقيادة الحركة المنشودة باحثون وكتاب جادون ومفكِّرون متمّيزون وأدباء مطبوعون، فهذا هو الضمان الوحيد لتحسُّن مستوى الأعمال المختارة للترجمة، بالإضافة لترقّي مستوى النصوص المترجمة على الغثاء الذي يملأ ساحة الثقافة العربية. أن تكون الترجمة قسمًا أساسيًا وجزءًا لا يتجزأ من مشروع كل كاتبٍ ومفكر وأديب.
وهو أمرٌ جد شاق، خصوصًا في ظل سيادة عقلية الارتزاق والوجاهة الأدبيّة المكذوبة بين كتاب اليوم، وتفضيل حثالاتهم لنشر كتب مدموغةٍ بأسماءهم، كمؤلفين مُفترضين؛ برغم نقلهم/سرقتهم كل أفكارهم حرفيًا عن آخرين بغير تمييز، واعتبار ذلك الزبَد قيمة أسمى وأرفع «اجتماعيًا» و«أكاديميًا» من ترجمة كتابٍ متميّز في موضوعه.
وقد ينقل الكاتب من هؤلاء عن مصدرٍ أجنبي بلا فهم ولا وعي، وربّما تُفيد الثقافة العربية من ترجمته للمصدر نفسه آلاف أضعاف إفادتها من كتابته التافهة!
وصيرورة الترجمة جزءًا من المشروع الشخصي لكل كاتب وباحث ومفكر وأديب؛ تعني بالضرورة أن يكون لهؤلاء مشروعات معرفيّة/فنيّة واضحة، ورسائل مُحددة يريدون نقلها للمجتمع. والحال غير ذلك للأسف. إذ لو كان لهؤلاء مشروعات حقيقية؛ لأدركوا وحدهم أهمية الترجمة في سد بعض نقصهم الإنساني، وتطوير كثير من أدواتهم المعرفية/الفنيّة. والحال أن أكثر الكاتبين اليوم هم أيضًا من المرتزقة، فلا أسئلة حقيقية ولا هموم حقيقية ولا آمال حقيقية؛ ومن ثم اقتصر نتاجهم أيضًا على ما يكفُل لهم الرزق السهل من غث القول، وإن كانت أدواتهم ومواهبهم لا تسمح بأكثر من ذلك حتى لو أرادوا.
وإذا كان جيل الروّاد قد أجاد، إلى حدٍ كبير؛ التعامُل مع عيون التراث الغربي، وعلى رأسه النتاج الاستشراقي؛ فإن الجيل الحالي أعجز ما يكون عن ذلك. ليس لافتقاده الأدوات اللغوية والمعرفية الأوليّة، التي تلزم كحد أدنى للمترجم المتواضع الموهبة؛ بل لأن حجم المعارف والعلوم التي تتقاطع في كتابات هؤلاء الكتاب يجعل نقل أعمالهم للعربية مهمة شبه مستحيلة على أبناء هذا الجيل، ناهيك عن فهمهم لها أصلًا.
إن كتابات قامات أمثال ماسينيون وبلاثيوس وغولدزيهر وبراون ونولدكه وبروكلمان وهونكه، أو غوته وتولستوي وديكنز وجويس وإيمرسون، أو فولتير ولوك وكانط ومونتسكيو واسبينوزا، وغيرهم كثيرون؛ يلزمها مثقَّف موسوعي، وليس مُجرَّد مُترجمٍ جيد. وهو ما ينطبق على كثير مما يصدُر حاليًا من الكتابات الجادة في الشرق والغرب.
وسواء كان المستشرق أو الباحث في الدراسات العربية/الإسلامية أو الفيلسوف والمفكر الأجنبي؛ يتعامل مع نصوص وأفكار تنتمي لفضاءه الحضاري أو حتى لفضاءنا العربي-الإسلامي؛ فإن قُدرة المترجم المعاصر على التعامُل معها هي في كل الأحوال صفر، أو تكاد؛ إلا قلّة قليلة من المثقّفين، الذين امتهنوا الترجمة لنُصرة أيديولوجياتهم بترجمة أدبياتها.
لكن كل ما سبق لا يعني استحالة وجود مُترجمٍ جيد، بل يعني تزايُد صعوبة إعداده، لوجوب عناية الجاد منهم بإثراء ثقافته وصقل موهبته وشحذ أدواته وحده، مُعتمدًا على نفسه وبغير مساعدة؛ بل رُبما يلقى العنت والسخرية والاستهزاء من أقرانه ونظرائه.
وأظن المقام مناسبًا لحصر بعض شروط المترجم العربي الجيّد، من وجهة نظرنا؛ لعلها تنفع الجادّين الراغبين في سلوك هذا الطريق. وهي شروط خمسة: أولها أن يكون كاتبًا موهوبًا ذا أسلوبٍ واضحٍ مقروء ومعجم خاص يلائم وسطه الثقافي ويُعبِّر عن الموضوعات التي يتناولها.
وثانيها أن يُترجم في مجال «تخصصه» أو اهتمامه، حيث يُلم إلمامًا جيدًا بالخطاب والمصطلح؛ وهو ما يعني إهدار جهود أصحاب الصنعة والمرتزقة الذين يترجمون في كل لون ويظنون ذلك من الإتقان والاحتراف.
أما ثالث هذه الشروط؛ فهو أن يُديم قراءة القرآن والنظر في نصوص فصيحة يُطوِّرُ بها أسلوبه ومعجمه في الكتابة، ومن ثم في الترجمة.
والشرط الرابع أن يُطوِّر باستمرار فهمه للسياق الثقافي والحضاري الذي يُترجم منه؛ فيطَّلع أولًا بأول على كل جديد في آدابه وفنونه وعلومه ونظمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغير ذلك مما يُسهم في حُسن إدراكه للواقع الذي ينقل عنه.
وآخر هذه الشروط أن يجتهد قدر طاقته ألا يُترجم نصًا لا يُمكنه تسكينه في منظومته الفكرية والعقدية والأخلاقية، سواء بالسلب أو الإيجاب، وبعبارةٍ أخرى؛ ألا يُترجم نصًا لا يُمكنه اتخاذ موقف مُعيّن منه، قبولًا أو رفضًا أو بين بين؛ وذلك حتى يُمكنه فتح مغاليق النص، بالتعريب والترجمة والشرح والتعليق؛ من زاويةٍ واضحةٍ يُدركها تمام الإدراك.